العطية: قطر تتوقع استمرار تقلب أسعار النفط علي المدي المتوسط
العطية: قطر تتوقع استمرار تقلب أسعار النفط علي المدي المتوسط
أوبك تنتج الثلث ولكن تأثيرها علي الأسعار محدود
الإنتاج القطري يتجاوز ال 25 مليون طن سنويا ويصدر الي ثلاث قارات
عمان - قنا: اكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الطاقة والصناعة ان مؤتمر الطاقة العربي الثامن ينعقد في ظل ظروف اقليمية ودولية دقيقة جدا ومتغيرات متسارعة ستترك اثارها علي مجتمعاتنا وخططنا التنموية 00مشير الي ان الامة العربية تؤمن بانها جزء من العالم تشاركه الرخاء والشدة0
وقال سعادته في خطاب له امام مؤتمر الطاقة العربي الثامن المنعقد حاليا في عمان ان المصالح الوطنية العربية ينبغي ألا تتعارض مع مصالح المجتمع الدولي وان الاحتياطي الضخم من النفط والغاز في المنطقة العربية يلقي علينا مسؤلية كبيرة تجاه الحفاظ علي استقرار اسواق الطاقة العالمية وضمان تزويدها بالامدادات من النفط والغاز في ظل الطلب العالمي المتزايد علي مصادر الطاقة المختلفة دون التفريط في الحقوق من خلال الحصول علي سعر عادل للبترول0 وخاطب العطية المشاركين بقوله لا يخفي عليكم ما تتعرض له الدول المنتجة من الضغوط من قبل القوي الاقتصادية الكبري لزيادة الانتاج في محاولة منها لكبح جماح اسعار النفط بعد ان بلغت مستويات قياسية الا ان هذا الارتفاع في الاسعار لا تتحمل مسؤليته الدول المنتجة 0
مشيرا ان كميات النفط المنتجة تغطي احتياجات السوق ولكن ترجع اسبابه الي عوامل خارجية تتعلق بمصافي التكرير في العالم التي لم تعد قادرة علي تلبية الطلب المتزايد علي المنتجات البترولية وكذلك المضاربة في سوق البترول اضافة الي القلق ازاء تأزم الوضع في منطقة الشرق الاوسط0 وقال العطية انه علي الرغم من ان منظمة الاوبك تنتج اكثر من ثلث انتاج العالم حيث وصل انتاجها الي اعلي مستوي له منذ 25 سنة ليصل الي 28 مليون برميل يوميا الا ان مقدرتها علي التأثير علي الاسعار باتت محدودة لذا اصبح من الضروري ان تتضافر جهود كافة الدول المنتجة والمستهلكة لوضع الحلول المناسبة لتلافي التقلبات السعرية والاسهام في استقرار الاسواق النفطية وصولا الي سعر عادل يعكس حقائق العرض والطلب في السوق العالمية ويحقق للدول المنتجة عائدا مجزيا يتناسب مع استثماراتها الضخمة ويشجعها علي تخصيص المزيد من الاستثمارات لمقابلة الطلب العالمي المتزايد علي النفط محققا بذلك مصلحة الجميع0
واضاف العطية ان الزيادات التي حققتها اسعار النفط في السنوات الاخيرة والتي اطلق عليها بالطفرة البترولية الثانية حققت فائضا كبيرا في العائدات المالية والتي انعكست بشكل ايجابي علي اقتصادات الدول المنتجة 00الا ان جدوي تلك العائدات يبقي مرهونا بسياسة الانفاق التي تتبعها الحكومات مما يشكل تحديا اقتصاديا طويل الامد يقتضي ضرورة توظيف الفائض بشكل يضمن استمرار النموالاقتصادي بكافة جوانبه0
واكد ان ذلك لن يتأتي الا من خلال استخدام ادوات الاصلاح الاقتصادي وتطوير قطاعات الانشطة الاقتصادية المختلفة وتهيئة المناخ الاستثماري المناسب لتشجيع الاستثمار المحلي والخارجي وتنويع مصادر الدخل متجاوزين بذلك الاثر المحدود الذي خلفته الطفرة الاولي علي اقتصادات الدول خلال سبعينيات القرن الماضي حيث انفقت معظم العائدات النفطية علي مشاريع خدمية لا تترك اثرا اقتصاديا دائما الا ان هذا لايعني بالضرورة عدم استثمار جزء من عائدات النفط في مشاريع البني التحتية والصحة والتعليم والخدمات لانها تمثل ركيزة اساسية لانجاح عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية0
وقال سعادة النائب الثاني وزير الطاقة والصناعة ان دولة قطر تتمتع بمخزون ضخم من الغاز الطبيعي يمثل 15 في المائة من المخزون العالمي والذي يعد حقل الشمال اكبر حقول الغاز الطبيعي غير المصاحب في العالم مما مكن قطر من انتهاج سياسة تقلل من الاعتماد علي النفط كمصدر للدخل والتوجه نحو تطوير الصناعات القائمة علي الغاز مثل التسييل وتحويله الي سوائل لانتاج وقود الديزل النظيف والصناعات البتروكيماوية من اجل تنويع مصادر دخلها بالاضافة الي كون الغاز احد مصادر الطاقة النظيفة الذي يساعد علي تقليل التلوث البيئي0 واضاف العطية ان عشر سنوات مضت منذ بدء تصدير الغاز القطري المسال الي العالم عندما انطلقت اول ناقلة محملة بالغاز الطبيعي المسال من ميناء راس لفان القطري الي اليابان لصالح مجموعة من شركات الكهرباء اليابانية وعندما كان حجم الانتاج لا يتجاوز 5ر2 مليون طن سنويا 0
اما الان فقد بلغت الطاقة الانتاجية القطرية اكثر من 25 مليون طن سنويا تصدر الي ثلاث قارات هي اسيا واوربا وامريكا الشمالية مما جعل قطر احد ابرز المنتجين في سوق الغاز الطبيعي العالمي 0 واوضح سعادة عبدالله بن حمد العطية ان هذا الانتاج سيتعاظم مع حلول عام 2012 ليصل الي 77 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال وبذلك تصبح قطر اكبر مصدر للغاز المسال في العالم0 واشار الي ان خطة قطر الاستراتيجية ترمي الي تنويع مصادر الدخل من خلال استغلال الغاز بالشكل الامثل حيث بدأنا بتنفيذ مشاريع تعتمد علي تكنولوجيا تحويل الغاز الي سوائل لانتاج سوائل وقود نظيف ومع حلول عام 2011 سوف تصل الطاقة الانتاجية إلي اكثر من 300 الف برميل يوميا جاعلة من قطر عاصمة العالم في مشاريع تحويل الغاز الي سوائل0
وحول الاستثمارات اوضح سعادة النائب الثاني وزير الطاقة والصناعة ان الاستثمارات في قطاع النفط والغاز تشهد نموا مطردا حيث تعد مشاريع قطاع الطاقة بمثابة الركيزة الاساسية لدفع الاقتصاد القطري وتكريس العوائد المالية لانجاز اهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية 0 واشار سعادته الي ان قطر اتبعت في قطاع الطاقة سياسة الشراكة القائمة علي اساس اقتسام المخاطر والارباح فعمدت الي سن قوانين الاستثمار المرنة التي تتيح للشركات العالمية اقامة وادارة انشطتها التجارية علي اساس مستقل ودون الحاجة الي وجود طرف محلي اضافة الي الاستقرار السياسي والاجتماعي الذي اسهم في خلق بيئة استثمارية قادرة علي جذب رؤوس الاموال0 ودعا العطية الي ضرورة التعاون بين الاقطار العربية في كافة المجالات.
وقال ان من اهم هذا التعاون مجال الطاقة الذي اصبح الان اكثر الحاحا في ظل تنامي التكتلات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم 0 واضاف ان مشروع دولفين بين دولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة والذي سيزود الامارات بكمية 2 مليار قدم مكعب يوميا من غاز الشمال القطري في بداية العام القادم عبر انبوب بحري يعد انطلاقة حقيقية للتعاون العربي في مجال الطاقة والذي يمهد الطريق امام مشروعات مشابهة تحقق المصلحة الاقتصادية المشتركة00 مؤكدا ان التعاون العربي في مجال الطاقة يحتاج منا الي وضع استراتيجيات مشتركة واليات محددة للتنفيذ ضمن رؤية واضحة لخدمة حاضرنا ومستقبلنا0
وقد بدأت اعمال مؤتمر الطاقة العربي الثامن برعاية جلالة الملك عبد الله الثاني عاهل الاردن والذي سوف يبحث علي مدي اربعة ايام العديد من قضايا الطاقة وخاصة البترولية 0 واكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الاردني عزمي خريصات الذي افتتح المؤتمر في كلمة له بهذه المناسبة علي اهمية الموضوعات التي سيبحثها المؤتمر خاصة في ظل ارتفاع اسعار البترول نظرا لزيادة الطلب والعديد من العوامل السياسية التي تحيط بالمنطقة0 وطالب المشاركين في المؤتمر ان يتبادلوا موضوعات الطاقة المطروحة بجدية خاصة وان المنطقة العربية تستحوذ علي مخزون نفطي يقدر بنحو 58 في المائة ومن الغاز حوالي 32 في المائة وتستحوذ علي حوالي 40 في المائة من التجارة العالمية 0
واستعرض الوزير الاردني في كلمته التطور الجاري حاليا في المنطقة العربية ومن ابرزه تصدير الغاز المصري الي الاردن وبلاد الشام وتركيا والذي يتوقع ان يتم تصديره في المستقبل الي اوروبا 0 ودعا المشاركين الي الجدية في مناقشة موضوعات المؤتمر المطروحة علي جدول اعماله حتي يتسني الوصول الي نتائج طيبة 0 هذا وسوف يواصل المؤتمر بعد الجلسة الافتتاحية في مناقشة الموضوعات المدرجة علي جدول اعماله بمشاركة معظم وزراء الطاقة العرب وحوالي 400 مشارك من كافة الاقطار العربية 0
واستعرض عدد من وزراء الطاقة العرب في الجلسة الاولي لمؤتمر الطاقة العربي الثامن المنعقد حاليا هنا الانجازات التي تحققت في بلدانهم في مجالات الطاقة والعوائق التي تواجه هذه الانجازات وكيفية التغلب عليها مستقبلا 0 و تناول المهندس علي ابراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السعودي خلال الجلسة العديد من مجالات تطوير الصناعة في بلاده ملقيا نظرة شاملة لوضع الصناعة العالمية المتعلقة بالطاقة البترولية موضحا ان التوقعات تشير الي ارتفاع الطلب العالمي من مستواه الحالي الذي يبلغ حوالي 84 مليون برميل يوميا الي 100 مليون برميل يوميا مع حلول عام 2015 م علي اقل تقدير0
وتناول المهندس سامح فهمي وزير النفط المصري في كلمته امام الجلسة الاولي للمؤتمر العديد من الانجازات التي تحققت في مصرفي مجال صناعتي النفط والغاز من حيث التسييل والتصدير الي الاردن وسوريا وتركيا واوروبا في المستقبل 0 ومن المقرر ان تعقد بعد ظهر اليوم حلقة نقاش حول التطورات الدولية في اسواق الطاقة وانعكاساتها علي الدول العربية خلال المستقبل 0 ويترأس هذه الجلسة المهندس علي ابراهيم النعيمي ويشارك فيها كل من الدكتور اسامة فاضل الجمالي خبير الطاقة في منظمة الدول العربية المصدرة للنفط اوابك والدكتور روبرت اسكنر من معهد اكسفورد لدراسات الطاقة وعدد من الخبراء ابرزهم جيرالد دوست المدير العام لمجلس الطاقة الدولي والدكتور رمزي سليمان مستشار في قطر للبترول والسيد كلود مانديل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية
