ولباس التقوى خير خير لباس
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا، وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ،يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)الاعراف،
(ولباس التقوى ذلك خير) بين أن التقوى خير لباس، كما قال،
ذا المرء لم يلبس ثيابا من التقى ،،،،،تقلب عرياناً وإن كان كاسياً
وخير لباس المرء طاعة ربه،،،،،ولا خير فيمن كان لله عاصياً
وروى قاسم بن مالك،عن معبد الجهني قال، لباس التقوى،الحياء،
وقال ابن عباس،لباس التقوى،هو العمل الصالح،والسمت الحسن في الوجه،
وقيل،لباس التقوى،لبس الصوف والخشن من الثياب، مما يتواضع به لله تعالى ويتعبد له خير من غيره،
وقال عروة بن الزبير، هو الخشية لله،وهو استشعار تقوى الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه.
وقال ابن زيد،هو ستر العورة،إذ قال(قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم)إنه لبس الخشن من الثياب فإنه أقرب إلى التواضع وترك الرعونات، فقد كان الفضلاء من العلماء يلبسون الرفيع من الثياب مع حصول التقوى،
والمعنى،ولباس التقوى المشار إليه، الذي علمتموه، خير لكم من لباس الثياب التي تواري سوآتكم، ومن الرياش الذي أنزلنا إليكم، فالبسوه،وهو لباس التقوى، أي هو ستر العورة،
وقوله تعالى(ولباس التقوى ذلك خير)قال عكرمة،يقال هو ما يلبسه المتقون يوم القيامة، وهو الإيمان،
والعمل الصالح،والسمت الحسن في الوجه،وخشية اللّه،
ولباس التقوى يتقي اللّه فيواري عورته، وكلها متقاربة،ويؤيد ذلك الحديث عن الحسن قال( رأيت عثمان بن عفان رضي اللّه عنه،على منبر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم،عليه قميص فوهي محلول الزر، وسمعته ينهى عن اللعب بالحمام، ثم قال،يا أيها الناس اتقوا اللّه في هذه السرائر، فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، يقول(والذي نفس محمد بيده ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه اللّه رداءها علانية إن خيراً فخير وإن شراً فشر)
ثم قرأ هذه الآية(وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ)قال،السمت الحسن)رواه أحمد،والبخاري،
ان الله قد اعقب هذه الايه بقوله عن الشيطان انه هو وقبيله يرونكم من حيث لاترونهم،وكما نعلم بان اماكن الحمام وقضاءالحاجه سيكون الانسان بلا لباس ولاريش،وان الشيطان سوف يراه،
وهنا يحتاج الى لباس ليستره،بان مانحتاجه هنا هو لباس التقوى وهو الذكر، ومايؤيد هذا الكلام ماورد عن النبي،صلى الله عليه وسلم،
عن زيد بن أرقم،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن هذه الحشوش محتضرة،فإذا أحدكم دخل الغائط،فليقل(اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)
عن على رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال( ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول،بسم الله )رواه الترمذي،وصححه الألباني،
يمتن الله تعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش،
فاللباس ستر العورات وهي السوآت،
والرياش والريش ما يتجمل به ظاهراً،
فالأول،وهو اللباس، من الضروريات،
والثاني،الريش، من التكملات والزيادات،
قال ابن جرير، الرياش في كلام العرب الأثاث وما ظهر من الثياب،
وقال ابن عباس،الريش، اللباس، والعيش والنعيم،
وقال ابن أسلم،الرياش الجمال،
ولبس أبو أمامة ثوباً جديداً، فقال الحمد للّه الذي كساني ما أوراي به عورتي، وأتجمل به في حياتي،
عن عمر بن الخطاب يقول، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم(من استجد ثوباً فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته، الحمد للّه الذي كساني ما أوراي به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد إلى الثوب الخلق فتصدق به، كان في ذمة اللّه وفي جوار اللّه وفي كنف اللّه حياً وميتاً)رواه أحمد، والترمذي، وابن ماجه،
ان الله سبحانه وتعالى،قد اعقب هذه بقوله عن الشيطان، انه هو وقبيله يرونه من حيث لاترونهم وكما نعلم بان اماكن الحمام وقضاء سيكون الانسان بلا لباس ولاريش وان الشيطان سوف يراه وهنا يحتاج الى لباس ليستره ،
وهذا اللباس ليس بمادي وعلى هذا يمكن القول بان مانحتاجه هو لباس التقوى، وهو،الذكر،ومايؤيد هذا الكلام ماورد عن النبي،صلى الله عليه وسلم،عن عبد الله،أن رسول اللَّه صلى الله عليه وَسلم،قال(إذا دخلت الغائط فأردت التكشف فقل،اللهم إني أعوذ بك من الرجس والنجس والخبث والخبائث والشيطان الرجيم)
اللهم أبعدنا عن شر خلقك من شياطين الجن والانس،واحفظنا من عيون تترقب حياتنا،واكفنا شرّها،
اللهم أبعد عنا الحساد والحاقدين واهل النفوس المريضة واحمنا واحرسنا من كل شر، يارب العالمين.
