مقال للأستاذ / درع الدوسري .. حفظه الله ........ يستحق التامل ..
إليك ... أخانا ... سعادة الوزير
================================================
نداء من القلب / درع الدوسري
أوصى رسولنا صلى الله عليه وسلم، بل أوجب النصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، وأرشد للأسلوب الأمثل للنصيحة وطرقها المشروعة التي تحقق الهدف والغاية منها لتماسك المجتمع وبث روح الوحدة بين أفراده.. ونحن في دولتنا الغالية قطر تعودنا من أميرنا المفدى وحكومتنا الرشيدة فتح قلوبهم قبل أبوابهم لسماع النصيحة المتزنة والنقد الهادف الذي يسعى فيه قائله لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات.
ونحن هنا نوجه نداءات قلبية لعلها تصل لآذان سامعة وقلوب واعية ويبدأ الإصلاح للأفضل والأكمل...
النداء الأول: لك سعادة الوزير
حينما أولاك ولاة الأمر الثقة فأنت وكما يقال (قدها وقدود) وتستاهلها مادامت ثقة سمو الأمير المفدى وسمو ولي عهده الأمين قد وضعت في شخصك الكريم وهنا يجب عليك أيها الوزير المؤتمن الكريم أن تقرب منك كل ناصح أمين، وتبعد عنك كل منافق متملق، واتق الله تعالى في الأمانة التي أسندت إليك والمسؤولية التي أوكلت لك....إنه لزام عليك أن تغير النمط الروتيني الذي تدار به الوزارات التقليدية من مركزية ممقوتة وروتين ممل.. عليك أن تقوم بجولات مفاجئة لإداراتك وأقسامك لترى جودة العمل بحضورك وفي غيابك.. أشرك موظفيك في اتخاذ القرارات الداخلية والخارجية ليروا ثمار جهدهم وآرائهم في الواقع ويتلمسوا مدى حرصك على التفاعل الإيجابي معهم.
أبعد عنك كل مدير متسلط، وموظف متخاذل، ومستشار متقاعس وسكرتارية بطيئة روتينية.
قابل مراجعي وزارتك.. ابتسم في وجوههم..كثف من الدورات التدريبية التطويرية لموظفيك سعيا للرقي والجودة المهنية.
اقبل دعوة من يدعوك لمشاركته احتفالا له علاقة بوزارتك وأنشطتها المختلفة وانزل للميدان بلا كبر ولا خيلاء.. واعلم أنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك، وكم من وزير ذهب ولم تبق إلا سمعته الطيبة ودعاء الناس له بالتوفيق والسداد.
النداء الثاني: لك أيها الإعلامي
الكلمة أمانة والمنبر الإعلامي أكبر مسؤولية فلتعلم أنه "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" فلتسخر قلمك للدفاع عن دينك ووطنك متسلحا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وثوابتك الوطنية مرسخا في العقول حب الوطن والسعي لوحدته باذلا كل الجهد لنقل آراء مجتمعك بكل تجرد وحيادية مبتعدا عن كل ما يفرق أو يشتت أو يقذف بالمبادرات الوطنية إلى غياهب الجهل والتخلف.
النداء الثالث: لك أيها المعلم
قد حباك الله مهنة هي من أشرف المهن، بل أعظمها إن أخلصت فيها النية لله عز وجل وجعلت همك تربية جيل مؤمن بالله، متمسكا بدينه، محافظا على عاداته وتقاليده، متسلحا بسلاح العلم والمعرفة، ناقلا للمعلومة ومطبقا لها بأساليب وطرائق تدريسية حديثة.. حريصا على تعليم أبنائك الطلاب بأسلوب علمي حديث مبتعداً عن التلقين والتقليدية.. كن قريبا من أبنائك الطلاب وعواطفهم وانفعالاتهم مراعيا ظروفهم الاجتماعية النفسية.. ابتعد عن كل معوقات التعليم والتعلم من عنف جسدي ونفسي، فالأبناء بحاجة للمربي قبل المعلم، وكم من طالب فقدناه بسبب تهور أستاذ يظن انه ما زال في القرن الثامن عشر.
واعلم أن التعليم تربية قبل أن يكون مهنة يسترزق منها فأخلص نيتك لله واجعل عملك له وحده واحرص على توثيق علاقتك مع أولياء الأمور وأحسسهم بحرصك وقدرتك الأكاديمية التربوية للوصول لجيل متعلم مثقف يخدم دينه ووطنه ساعيا لتحقيق رؤية قطر (2030) التي يريدها قادة البلاد من السياسين والتربويين.
والله من وراء القصد
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=175109
مع خالص تحياتي