أنظرني إلى يوم يبعثو....أ....قصدي أمهلني إلى غدٍ بإذن الله:)
عرض للطباعة
أنظرني إلى يوم يبعثو....أ....قصدي أمهلني إلى غدٍ بإذن الله:)
المعذرة أستاذي...كان تغيّباً لأأسباب صحيّة....بعد قليل أنزل القصاصة التالية باذن الله
القصاصة الثامنة: عندما تتكلّم الطبيعة
اليوم روعة الخالق ستكون سيّدة الكلمة...وصاحبة المنصّة...
ستبهرنا بكلماتٍ لا كالكلمات...
فلا أحرف من لغتنا...ولا مداد من أقلامنا...سيكون قادراً على تجسيد ذلك الإتقان الإلهي...
وإذا تكلّمت الطبيعة فلا مجال لنا نحن المقصّرون الضعفاء أن نسعى لوصفها...فهي الكفيلة بفعل ذلك...
بمداد من نور...وأحرفٍ من ضياء...وبكلمات اصطبغت بألوان الطيف...وبمشهدٍ كلّله صوت عذبٌ ما كان لأعظم استوديوهات هوليود أن تحاكي مثله...أو تمزج شبيهاً له...
لذلك فاسمحوا لي أيها الأكارم أن أقول لقلمي: اخسأ...فلن تعدو قدرك...لن يكون لك هذا اليوم سوى الكلمات المختصرة قدر الإمكان:
مسافة الطريق: 500 كيلو
بداية الرحلة: أوسلو...ومنتهاها على الطرف الآخر: بيرجن.
أولاً: ستلاحظون أن أنوار السيارات في النرويج تضاء حتى قبل حلول الظلام...إن في ذلك تنبيهٌ لكل وسنان ومن تغالبه نومه في السِنَة وتثافل الأجفان..
ثانياً: ستلاحظون كذلك أن السرعة القصوى في ذلك الطريق السريع لا تتجاوز 60 كيلومتراً في الساعة...والويل لمن يتجاوزها...
ثالثا: ستلاحظون (نسبياً) رداءة التصوير في هذه المرلحة وما قبلها...وانتقاله إلى مستوى أعلى بكثير بدءاً من الوصول إلى بيرجن...السرّ أنني لم أهتمّ (أو لنقل: أخذتني الرهبة!!) من الكاميرا الجديدة التي اشتريتها...وكان ضريبة ذلك: فوات فرصة توثيقٍ عالي الدقّة لأعظم مناطق النرويج...فالحمد لله على كل حال
رابعاً: ستلاحظون وجود ثلاث سلالٍ للمهملات وبألوان مختلفة...واحدةٌ للأوراق...والثانية للعبوات البلاستيكية...والثالثة لبقية المواد العضويّة...ولكم أن تتصوّروا الجدوى الاقتصاديّة من هذه التقسيمة...والتي لا تحتاج أكثر من روحٍ وطنيّة وضمير إيجابي للشعب...والسعي في خدمة الصالح العام...
خامساً: ستلاحظون أن الأنهار والبحيرات سترافقنا طيلة الرحلة...وستكحلون أعينكم برؤية البيوت النرويجية الأصيلة...
سادساً: مررنا أثناء الطريق بأطول نفقٍ في العالم...طوله 25 كيلومتراً...
كان ذلك الإيجاز...وبقيت تعليقاتٌ ستجدونها منثورةً بين جنبات الصور المرفقة.
http://www.travelzad.com/photo/files/88724.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88725.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88726.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88727.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88728.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88729.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88730.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88731.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88732.jpg
ليس حباً في الظهور....لكن كان المنظر من خلفي يستحق المشاهدة:
http://www.travelzad.com/photo/files/88734.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88735.jpg
حتى لا تكون مشاهداتكم مجرّد تسلية...اجعلوها نظرةً تأمليّة في الكون...والهجوا بالتسبيح وقولوا: ((ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار))
http://www.travelzad.com/photo/files/88736.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88737.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88738.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88739.jpg
البيوت على قارعة الطريق:
http://www.travelzad.com/photo/files/88740.jpg
وما أدراك ما البحيرات:
http://www.travelzad.com/photo/files/88741.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88742.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88743.jpg
مررنا في الطريق على فندق أظنه من ذوي النجوم الأربعة....لم تتح لنا فرصة دخوله أو معرفة اسمه...أما مكانه: فخيال وروعة لا نظير لها:
http://www.travelzad.com/photo/files/88744.jpg
حاولت توثيقه:
http://www.travelzad.com/photo/files/88745.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88746.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88747.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88748.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88750.jpg
عند إحدى المحطات:
http://www.travelzad.com/photo/files/88751.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88752.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88753.jpg
لاحظوا الأسعار واحمدوا الله على العافية:
http://www.travelzad.com/photo/files/88791.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88792.jpg
كيف تكون العبقريّة:
http://www.travelzad.com/photo/files/88793.jpg
بهذا يُعاد تصنيع كلّ شيء والحفاظ عليه:
http://www.travelzad.com/photo/files/88794.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88795.jpg
نعود إلى أحضان الطبيعة:
http://www.travelzad.com/photo/files/88784.jpg
بناتي سلب لبّهن رؤية الثلوج على سفوح الجبال...وكدن يرمين بأنفسهنّ نحوها...لكن ماذا نفعل...بيننا وبينها طريق طويل
http://www.travelzad.com/photo/files/88785.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88786.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88787.jpg
فقنا عذاب النار
http://www.travelzad.com/photo/files/88788.jpg
هنا كان الغداء وكان علباً محفوظة من التونة والمربّي والزبدة...على هذه الإطلالة:
http://www.travelzad.com/photo/files/88789.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88790.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88769.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88770.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88771.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88772.jpg
هنا مكان للتخييم مطلّ على بحيرة رائعة:
http://www.travelzad.com/photo/files/88773.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88774.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88775.jpg
شلال مررنا عليه أثناء الطريق:
http://www.travelzad.com/photo/files/88776.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88777.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88778.jpg
يالله...لا تحرمنا الجنة
http://www.travelzad.com/photo/files/88779.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88780.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88781.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88782.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88783.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88754.jpg
عمامة بيضاء تكسو رؤوس الجبال:
http://www.travelzad.com/photo/files/88755.jpg
أكمل غداً بإذن الله...بقي القليل
عمامة بيضاء تكسو رؤوس الجبال:
http://www.travelzad.com/photo/files/88755.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88756.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88757.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88758.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88759.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88760.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88761.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88762.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88763.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88764.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88765.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88766.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88767.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/88768.jpg
هذه البيّنيّة فاصلة لمرحلتين مختلفتين...ولن أتكلّم عن بيرجن فتلك قصاصة قادمة بإذن الله تعالى
لن أقول بقلم...ولكن تصوير: طائر النروس.
بانتظارك
أيها الفاضل....عندما أطالع الردود، وأقارن بين من يتفاعل مع الموضوع مثل شخصكم الكريم ومثل الفاضل كازانوفا....وبين الجهد الهائل التي قضيته في إعداد القصاصات...يجد المقارنة ظالمة....إذ لا أكاد أسمع في جنبات هذا الموضوع إلا صدى صوتي....
فلذلك تتقاعس النفس عن الاستمرار....لأن المرء يسأل: ما جدوى أن يكتب المرء إذا لم يجد لكلامه آذاناً تصغي؟؟؟
انا ثلاث مرات خططت اروح النيرويج هالسنه ولاكن للاسف ماصارت فرصه لكن راح ازورها قريب ان شاء الله واصل في تقريرك متابعينك
اخي الكريم حتى وان كان من يتابع موضوع هم اقليه فاحمدلله انشغالات الناس اصبحت كثيره ومتعدده بشكل لا يقاوم
بانتظار المزيد بارك الله فيك
اختك كازا وليس اخوك :)
القصاصة التاسعة....وربما العاشرة: رحلة البحث عن الصقيع
الثلج...كلمةٌ مكوّنة من ثلاثة حروف (إذا استثنينا أل التعريف بالطبع) تتداعى معها العديد من المشاعر والأحاسيس والذكريات والمعاني...نرى في بياض مساحاته النقاء والطهر وسلامة الفطرة...وهذا سرّ من أسرار قول رسولنا الكريم –صلى الله عليه وسلم-:((اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد))..
عندما نراه...نستعيد شريطاً طويلاً من المشاهدات المحفورة في الذاكرة: بدءاً بأفلام الأنمي عند الصغر (ريمي الفتى الشريد-جوزيت بطلة قصة البؤساء-صراع الجبابرة وموت أبطالها تحت وطأة الثلوج-بيضاء الثلج- وهلمّ جرّاً)...وانتهاءً بالأفلام التسجيلية الوثائقيّة عن القطبين وملامح الحياة فيهما...والسباق المحموم بين الدول في بدايات القرن الماضي حول الوصول إلى نقطتي الارتكاز في طرفيّ الكرة الأرضيّة...والتي –بالمناسبة- فاز في أحدهما: الفريق النرويجي.
الثلج...يا قاهر الجيوش...منعتَ بمظهرك الهاديء جيوش هتلر أن تغزو سيبيريا...وكنتَ المسمار الأهم في نعش (الرايخ الثالث) والسبب الرئيس في انتهاء الحرب العالمية الثانية.
الثلج...يا من وطئتْ أقدامُ الصحابة عليك في فتوحاتهم...واحتجزتهم ستة أشهرٍ بين جنباتك...فظلّوا يقصرون الصلاة خلالها..
الثلج...يا من يطفيء حيويّة المدن والقرى حين تهبط بعباءتك البيضاء وتخيّم على الحياة فتكسوها بياضك...وتحجب عن الناس دفء الشمس وتلجئهم إلى لزوم بيوتهم أغلب الأوقات والجلوس بجانب المدفأة..
الثلج...يا من أصابتك الأَنَفة والاعتداد عن زيارة بلاد العرب...إلا من لمحاتٍ خاطفة تظهر فيها من خلال بقعٍ محدّدة....جرياً على قاعدة: زر غبّاً...تزددْ حبّاً.
الثلج...يا آخذاً عقول (رحّالتنا) حتى دفعوا الغالي والنفيس وشدّوا الرحال للمسك...لوطأ ثراك...للابتهاج بك...
فلا عجب بعد هذا كلّه أن تجدوني قد عقدتُ العزم على البحث عنه...ولو كلّفني ذلك أيّ شيء..
وبين يدينا عقبةٌ كبرى...وهي أن الشمس قد تكفّلت بإذابة كتلِهِ وجلاميده (البيضاء) حتى لم يبقَ منه سوى عماماتٍ بيضاء تكسو رؤوس الجبال (المعذرة على استخدام هذا التشبيه للمرّة الثانية في التقرير)..
أنا الآن في بيرجن...وأنا مصرّ على رؤية الثلج...
يقول لي الرفاق هناك: لكن الثلج أصبح نادراً...فأجيبهم: وإن...!!
فيقولون: سنضطرّ إلى التنقّل كثيراً...فأقول: ولو....!!!
ويسخرُ آخرون عند السؤال: تريد ثلجاً؟؟ افتح باب الثلاّجة العلوي وستجد الكثير منه...هع هع هع:tease:
ولا عليّ من سخرية الساخرين...فهم لم يجرّبوا الشعور بالحرمان..
كنّا ثلاثة...وبدافع (تلبية طلبات الضيوف) أبدوا الاستعداد مشكورين في تحقيق هدفي المنشود...وكان التخطيط قائماً على استجلاب خيمةٍ تكفي أربعة أشخاص للنوم في قارعة الطريق (من المهين للنرويج استخدام كلمة قارعة...إذ توحي هذه الكلمة بالقلة والندرة كحال الصحراء...وأنتم تعلمون أن الحقيقة غير ذلك)..
خرجنا بعد الغداء مباشرةً...واتجهنا إلى نقطةٍ محدّدة تم وصفها لنا على طريقة: (امضوا في هذا الطريق خمسين كيلومتر وستجدون نواحي مرتفعة يُحتمل فيها وجود الثلج!!) أي أنه وصفٌ هلاميّ ضبابي قد لا يقود بالضرورة إلى شيء.
حسناً ها نحن ذا نضرب أكباد السيارة!! قاطعين الطريق بالكثير من الأهازيج والأناشيد...لا ينقصنا سوى الصراخ قائلين: خمسة عشر رجلاً ماتوا من أجل صندوق!!
http://www.travelzad.com/photo/files/89767.jpg
توقفنا في الطريق عند إحدى المحطات...ملأنا الخزانات ب400 ريال سعودي فقط...ماذا؟؟ ألا تعلمون؟؟؟ تقولون أنها أسعارٌ خياليّة؟؟؟ فكيف إذا علمتم أن لتر البنزين يُعادل 14 كرونه...أي حوالي: 9 ريال سعودي؟؟...وهذا السرّ في إدمان أولاد الفايكنج على استخدام الباصات والقطارات..
http://www.travelzad.com/photo/files/89738.jpg
هل تلاحظون السعر؟؟
http://www.travelzad.com/photo/files/89739.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89740.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89741.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89742.jpg
شيءٌ آخر ظريفٌ جداً...وجدتهُ في أسواقهم...وهي أداة شواء المرّة الواحدة...وتفصيلها كالآتي: علبة قصدير عميقة بعض الشيء مملوءة بالفحم...وفوقه منديل مشبّع بمادة سريعة الاشتعال...وعلى أطراف علبة القصدير تم تثبيت شبك معدني لتوضع فوقها شرائح اللحم أو السمك...وثمة أطراف معدنية أسفل العلبة تقوم على رفعها عن مستوى الأرض...فكرةٌ عبقريّة تساعد في الحفاظ على البيئة...عدّة متكاملة في علبةٍ واحدة...وعند الانتهاء من الشوي وإطفاء نار العلبة نقوم برميها في سلة المهملات...وهكذا نحافظ على البيئة..
غابت الشمس ونحن ننتقل من طريق إلى آخر...ونسأل كلّ من مررنا عليه...ولم نرَ شيئاً يُذكر...حتى بلغت الساعة الثانية ليلاً...عندها قرّرنا أن نحطّ رحالنا ونبيت ليلتنا في العراء.
الصورة التالية بعد منتصف الليل...سؤال: ما الغريب فيها؟؟
http://www.travelzad.com/photo/files/89743.jpg
أتذكرون كلامي عن قارعة الطريق؟؟ دعونا نتعرّف على هذه "القارعة" وإن كانت بالفعل "قرعه" أم "ذات شعر طويل"!!
هنا:
http://www.travelzad.com/photo/files/89744.jpg
تجدون المكان المهيء للتخييم...وقد تناثرت من حولنا السيارات الvan ..السيارة البيت كما هو معلوم...وثمة حمام كامل النظافة...كامل التجهيزات...حتى إنك لتجد فيه مجفف اليد (الهواء الحار) والمناديل....أين هذا من حمامات الطرق السريعة في دول الخليج فضلاً عن غيرها...وحالتها التي تمنع المرء من استخدامها؟؟
ثمة نهرٌ كبير رائع المنظر يميل لوونه للاخضرار يمرّ بجانبنا...وجبال شواهق تحيط بنا...صلينا على عجالة...طبخنا الأكل...وما أن انتهينا حتى فُتحت أبواب السماء بماء منهمر...فدخلنا الخيام...ومن شدّة الإرهاق سكتنا عن الكلام المباح...حتى الصباح...
http://www.travelzad.com/photo/files/89745.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89746.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89747.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89748.jpg
*ماذا نفعل يا رفاق؟؟ (يتساءل أحدهم)...لم نترك بقعةً إلا وسكلناها ولم نجد الثلج...هلاّ عدلت عن رأيك يا طائر النورس؟؟
قلت لهم: وما أريد أن أشقّ عليكم...اجعلوها محاولةً أخيرةً لنا...
وهكذا عدنا إلى البحث والتنقيب عن (الذهب الأبيض) لو جاز لنا أن نقول ذلك...حتى وصلنا إلى قريةٍ جميلة كان من الواضح أنها قريةٌ سياحيّة...ووجدنا (تلفريك) من بطن الوادي إلى قمم الجبال وأدركنا أن في الأمر سرٌّ...دخلنا بهو الاستقبال فاتضح لنا أن هذه القرية هي مقصد الراغبين في ممارسة التزلّج أيام الشتاء...وأن المتزلجين يستخدمون التلفريك للوصول إلى القمّة....حسناً: لكنّا في الصيف...فهل بقي ثلج؟؟
يقول الخبير النرويجي: هناك (كنتونات) ثلجيّة على قمّة الجبل الذي نحن فيه...والمسافة تستغرق صعوداً نحو 4 ساعات...
*4 ساعات؟؟ ما رأيك يا طائر النورس لو اكتفيت بمشاهدة برنامج وثائقي عن الثلج...ونحن سنتكفّل لك بثمنه...وأ..
قاطعتهم قائلاً: ومن يتهيّب صعود الجبال...يعشْ أبد الدهر بين الحفر
حسناً حسناً...
وحيث أن الطريق المرصوف يصل إلى منتصف الجبل...فمن الحكمة قطع هذه المسافة بالسيارة وإكمال الباقي صعوداً على الأقدام..
http://www.travelzad.com/photo/files/89749.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89750.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89751.jpg
انظروا ما أروع هذه البيوت...الإيجار: 900 كرونه
http://www.travelzad.com/photo/files/89753.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89756.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89761.jpg
بالطبع أخذنا أغراض الغداء...وحزمنا الأمتعة ووزّعناها...ثم شرعنا مستعينين بالله تعالى.
خطوةٌ وراء أخرى...والجبل يزداد انحداراً حتى صار الصعود أشبه بالتسلق (مع شيء من المبالغة)...لكن والشهادة لله...أخذ هذا الصعود منا الكثير من الجهد...وسبب الكثير من اللآلام خصوصاً الفخذين...أما الرفقةُ فكانت أكثر احتمالاً مني...وزادت المسافة الفاصلة بيني وبينهم...وتوالت استراحاتي على الأرض الطينية...وهل يستوي من يمارس الرياضة دوماً بأصحاب الأعمال المكتبية من أمثالي؟؟ تلك هي الضريبة..
وفي الطريق رأينا مجموعةً ظريفة من الخرفان تكاد تذكّرك بمجموعة ((شاون ذا شيب))...ومكمن طرافتها أنها حلفت يميناً أن ترافقنا إلى مبتغانا وهن يقلن: هذه من واجبات الضيافة...وش بيقولوا عنا الضيوف من جزيرة العرب؟؟
لاحظت وجود رقمٍ في أذن كل خروف...ما شاء الله!! حتى الخرفان لها أرقام وطنيّة!!
ازدادت برودة الجوّ...حتى أظنه هبط عن مستوى الدرات العشر...ثم بدت لنا تلك الكتل الثلجيّة...ولأجل هذه اللحظة التاريخيّة هرمنـــــ...أعني طلبت من المرافقين توثيق هذه اللحظات بالصوت والصوره...والشباب من (تنسيمهم) انطلقوا يعلّقون بشكل ساخر جداً (والحوار المنقول بنصّه اللهم تغيير الكلمات العامية إلى فصيحة): ها هو طائر النورس يتقدم...ويتقدم ...يا سلالالالالالالالالام...وأخيراً تحقق الحلم التاريخي...وها هي الخرفان يباركن لطائر النورس ويقلن له: مبروك على هذا الإنجاز التاريخي.
http://www.travelzad.com/photo/files/89752.jpg
ملاحظة هامشيّة: لم يكن ما رأيته ثلجاً...بل كتلاً جليديّة قاسية ومخلوطة بالطين...لذا لم يكن له ذلك الصفاء...ولكن: لا يهم...الثلج ثلجٌ وإن اختلفت معالمه..
ثم جاء وقت الغداء...الشوي على قمة الجبل وفي هذه الأجواء الرائعة...ولم أنس هناك منتدى زاد المسافر..
(ستجدون توثيق ذلك لاحقا...مجرد عقبات تقنية)
http://www.travelzad.com/photo/files/89758.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89759.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89760.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89762.jpg
بعد الهبوط (المضني) مررنا في طريق العودة بشلال ضخم للغاية...لن أبلغ لو قلت أن ارتفاعه يعادل عشرة طوابق...قضينا فيه وقتاً ممتعاً...
http://www.travelzad.com/photo/files/89766.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89765.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89764.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89763.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89757.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/89755.jpg
وهكذا أرى أنني تأكدتُ من وجود الثلج في عوالم الطبيعة...ورأيت آثاره ولمسته بيدي...فتحقق لي جزء من أحلامي...وإلى اللقاء في قصاصة قادمة إن شاء المولى
http://www.travelzad.com/photo/files/89767.jpg
بقلم: طائر النورس
كم هي جميله الطبيعة الخلابه
راحة نفس وهدوء
اسال الله ان يكتب لي سعاده وراحة بال في الدارين يارب العالمين
بوركت على نقلك الجميل
بانتظار البقيه
تقرير رائع وفعلا النرويج من أجمل واروع البلدان
خلص التقرير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ما شاء الله المناظر روووعه
لا....لم ينتهِ بالطبع......
لكن أصدقكم القول: أشاور نفسي منذ ذلك الحين لاتخاذ قرار الاستمرار في كتابته أم التوقف....
وأسأل الله التوفيق
اقتباس:
يعطيك العافيه عالتقرير الجميل
النرويج طبيعتها ساحره وعموم البلدان الاسكندنافيه جوها غير عن باقي البلدان
الشي الوحيد اللي ماعجبني في اوسلو اهي حديقة فيجلاند والتماثيل
تقريرك ذكرني برحلاتي لاوسلو وثلاث صور اتوقع
انها التقطت بنفس المكان طلعتهم لك من ارشيفي ( 2012 )
http://www4.0zz0.com/2013/12/03/20/568737219.jpg
http://www4.0zz0.com/2013/12/03/20/796629336.jpg
http://www4.0zz0.com/2013/12/03/20/193512662.jpg
كمل احنا بانتظارك
تقرير اجمل من رائع …. وبانتظار التكملة ….
لي عودة باذن الله الاسبوع القادم
على خيررررر
بانتظارك
المحطة الجديد: إلى الماضي البعيد
الزمان:القرن الثالث عشر
المكان: مدينة بيرغن
الحدث: وأي حدث...من الظلم حصره في كلمتين أو ثلاث!
نحن الآن يا سادة نخترق حاجز الزمن ونعود إلى الوراء مئات السنين، حيث كانت القبائل الجرمانية تبسط أجنحتها عبر أوروبا...واللغة الإنجليزية لم تبلغ "الفطام" بعد!....لذلك كانت ألفاظها عصيّةً على الفهم...والسرّ أنها كانت في طور التحوّل والتحوّر من الجرمانية إلى الإنجلوساكسونيّة...لكننا بطبيعة الحال سنحاول أن نفهمها.
إنها بيرجن...ولم يكن اسمها يومئذٍ Bergen ...ولكن كان اسمها: bjorgvin ...يوم كانت –ولا تزال- محطةً تجاريّةً مهمة...ونقطة عبور للحبوب والملابس والتوابل...وإمداد سلالة الفايكنج بما يحتاجونه مقابل القدّ المجفف الذي يدفعونه من باب المقايضة.
إنه الشتاء القاسي...سنة 1349...عالم نسي كلمات الدفء والشمس والخضرة والربيع...كانت مجرّد كلماتٍ يحاول أن يستدفيء بها الفقراء...أو ذكريات يحلم بها العشّاق...ويمنّون أنفسهم بقرب موعدها...
ها نحن نقف أمام بيت خشبي متهالك قد أعمل الزمن فيه معاوله...واستوطنته "الأَرَضَة" لتنخر أصوله وتأكل باطنه...وبينما الزمهرير يعصف بالخارج ويعزف مقطوعته المرعبة...إذا بالداخل صورة تناقض ذلك...سنجد رجلاً يقف بالقرب من المدفأة التي استقرّ عليها طعامه.
نارٌ دافئة وحساءُ ساخن وملابس ثقيلة...هذه كانت أقصى أمانيّ الرجل في ذلك الصقيع الرهيب...لا...لم تصل الأمور إلى درجة التجمد الكامل للبحر الهائج الذي يحتضنه ميناء بيرجن..فقد كانت بعض السفن قادرةً على أن تشقّ طريقها بصعوبة...ومنها تلك السفينة القادمة من انجلترا..
تكوّم (جاك) –وهذا هو أقرب اسم يمكننا أن نطلقه على الرجل- بالقرب من النار...وبدا منظره مضحكاً بسالفيه الطويلين وشاربيه الكثّين وشعره المنسدل بين كتفيه...وحجمه الأسطوري...ذلك الحجم الذي يليق بسلالة الفايكنج..ويود الرجل لو يلتهم النار التهاماً لتدفء روحه وجسده..وطاف بخاطره الحديث عن قدوم تلك السفينة الانجليزية...حاملةً معها أعزّ أصدقائه وأقرب أحبابه: (ماجنوس)...توأم الروح ورفيق الصبا..لابد أن (ماجنوس) قد أُعجب كثيراً بإنجلترا...وإلا فلماذا تقاعس عن العودة إلى بلاده طيلة هذه المدة؟...بالتأكيد سيجد أعذاراً جاهزةً عن صعوبة العيش وضرورة الانتقال بين المدن والبحث عن الطرق التجارية...إلى آخر هذا الهراء الذي سينطق به..
بالتأكيد فإن ماجنوس في هذه اللحظات قد استقرّ في بيته...وفور أن تنتهي هذه العاصفة سيذهب (جاك) إلى زيارته...وسوف يشربون كثيراً...هكذا حدّث (جاك) نفسه وضحك في سرّه.
لقد وصلت السفينة حاملةً (ماجنوس)..ليس هذا فحسب...ولكنها حملت كذلك العديد من الجرذان الانجليزية التي تضاهي القطط في أحجامها...ولا ينقصها سوى سرجٌ ولجام لتظن أنها صالحة للركوب!
سفينة بالركاب...ماجنوس...وعدد كبير من الجرذان التي اعتلتها البراغيث الحمقاء إذ تحسب أنها فرسان الميدان!...وشيء آخر لم يتخيّله أحد...فقد كانت السفينة تحمل في طيّاتها قنبلةً موقوتة فجّرت تاريخ العصور الوسطى.
لنعد إلى (جاك) الذي يغالب النوم أمام المدفأة...إذ طرق طارق الباب.. وكاد من شدّة الطرق أن يكسر الباب.
-افتح الباب يا (جاك)...افتحه بسرعه.
قفز (جاك) إلى الباب وهو يتساءل عن الأحمق الذي قطع عليه خلوته...وفتح الباب ليجد رجلاً قد تدثّر بأسمالٍ بالية –الأسمال هي الثياب القديمة-...وقد راح ينفث البخار من منخريه وهو يلهث بعنف.
-من أنت أيها الغريب؟ (قالها جاك)
-أنا صديق (ماجنوس) ورفيقه في رحلته إلى انجلترا...ولقد حدث له شيء غريب... وهو الذي طلب مني أن أستدعيك لتراه...ولعلك لا تراه بعد هذه الليلة.
اندفع (جاك) إلى صديقه وهو يتساءل عن الذي حدث له..دخل غرفة (ماجنوس) فوجد رجلاً قد فتح صدره والعرق يتصبّب منه بغزارة...وقد احمرّت وجنتاه من شدّة الحمّى ( لا تنسوا أننا نتحدث عن الشعوب الاسكندنافية)....يا صديقي...ما الذي أصابك؟
-انظر إلى هذا الشيء في جسده.
نظر (جاك) فوجد خرّاجاً في خنّ الفخذ (أعلى الفخذ).
وهنا اتسعت عيون (جاك) هلعاً وقال: يا للشيطان...ثم تراجع خطوات إلى الوراء محاولاً غلق أنفه...وصارخاً بصديق (ماجنوس): ابتعد أيها الأحمق...إنه مصاب بالطاعون!
بالتأكيد إنه الطاعون...لقد قدّمتُ من التلميحات الكافية لتكتشفوا الحدث بأنفسكم...سفينة قديمة...فئران وجرذان...براغيث...الخلطة السريّة لصناعة أي طاعون محترم!
بالطبع لم يُمهل الموت (ماجنوس) كثيراً...ولم يملك (جاك)ترف البكاء على صديقه...ولم يَحْكِ لنا ما دار في الأيام القادمة في جوانب بيرجن وما حولها...لم يحك لنا (جاك) ذلك...لأنه –وببساطة- لحق بصديق عمره.
وبدأ الموت يُعمل منجله حاصداً الأرواح يمنةً ويسرة...وسرى الموت في الناس كالنار في الهشيم...هكذا كانوا يقولون في ذلك الوقت..مساكين إذ لم يُدركوا عصر (الكيروسين) ليروا سرعته الجنونية في التهام الأشياء.
http://www.travelzad.com/photo/files/105847.jpg
وسرى النار في الهشيم...لا أعني المجاز هنا بل أعني الحقيقة...فقد سرت الحرائق في البيوت الخشبية بسهولةٍ تامة.
وأصبح لدينا ثلاثية الرعب في المدينة: دخان أسود...وطاعون قاتل...ونيران حمراء...أليست هذه عناصر الرعب الأبديّة التي لا يخلو منها مشهدُ مخيف..
واستمرّت المتتالية الحسابية لتعمل قاعدتها لتحصي تساقط الناس ومصارعهم...حتى قضت تلك المأساة على ثلثي الشعب النرويجي...فيما عُرف بالموت الأسود.
ذلك ما كان في السابق...فماذا عن اليوم؟؟؟ لندع الصور الحديث تتكلم عن نفسها وتبرز مفاتنها...
http://www.travelzad.com/photo/files/105848.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/105849.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/105850.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/105851.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/105852.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/105853.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/105854.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/105855.jpg
والوعد بإذن الله بالتفصيل في الأيام المقبلة وصورٍ أكثر...فإلى لقاء قادم.
بقلم: طائر النورس
ما شالله ما اجملها
ربي يحفظ ديار المسلمين من كل شر
هل الايام القادمه اتت ام بعدها ؟؟؟
ماشاءالله :))))))))))))))))
بعد انقطاعٍ طويل...وبعد تبعثر الصور والفيديوهات هنا وهناك....وتجميع شتاتها قدر المستطاع..استطعت تجميع بضعة قصاصات تصلح أن تطرح في المنتدى....وقد اخترت من بينها هذه القصاصة التي بين أيديكم.
لننعش الذاكرة قليلاً.. رحلتي كانت كالآتي: أوسلو...بيرجن...فلكفيور...ثم العودة للخليج...ثم بيرجن مرّة أخرى...ثم فلكفيورد...ثم إلى المطار في أوسلو ومنها العودة...:)
إن القصاصة التالية كانت في فلكفيور في مرّتها الأولى...أي أنها كانت في نهايات شهر ستّة...وقبل موسم الصيام بأيّام عديدة...وبعد فهم خلفيّة المشهد...لننطلق معاً على بركة الله:
المحطّة التالية: إلى أعماق الغابة!!
لنعد قليلاً في الذاكرة إلى الوراء، ولتعد عقارب الساعة عشرين عاماً (ستضطرّ تلك العقارب المسكينة أن تدور 175200 مرةً على الأقل عكس اتجهاها!!):eek5:، لا زلتُ أتذكّر الدعوة الرائعة التي وُجّهت إليّ أيام المدرسة لقضاء عدّة أيام في معسكرٍ كشفي...
يومها أتذكّر كيف بلغت بنا الحماسة ذروتها، ناهيك عن المتعة التي تحصّلناها من هذا المجتمع الطلابي...بل لا أنسى كيف خطط لنا المشرفون رحلةً استكشافية على هيئة: "خريطة الكنز": اذهب في هذا الاتجاه مسافة 5000 خطوة وستصل إلى نقطة اللقاء، وعلامته صَخَبٌ شديد للطيور....هناك شجرة ستجد عندها الخريطة التالية، وهكذا بدأت رحلتنا ونحن محمّلين بمؤونة البيات خارج المعسكر...ثم انتقلنا إلى الخطوة التالية...ومن خريطة إلى أخرى كنا نسير والهتافات تملأ الحناجر...ثم لا ننسى مسألة "المخاطر" التي كانوا يضعونها لنا في طريق مغامرتنا: (حبلٌ ممدود في ظلمة الليل ينتظر من يتعثّر به ويسقط.. هجوم بالسيارات...إلخ)...ثم تأتي الخطوة الأهم: الوصول إلى الكنز...والذي كان رايةً أُمرنا بالاحتفاظ بها...وصندوق من التفاح التهمناه بشراسه!!...ولم ننم إلا قرب الفجر مع حراساتٍ ودوريات لحماية العلم من المحاولات الهجومية للاستيلاء عليه...وصلاة الفجر في زمهرير الليل...والوضوء بالماء شبه المجمّد..
حقاً...إن الذكريات هي النار التي نستدفيء بها حينما تعصف رياح الحياة الباردة...وهي الشهد اللذيذ الذي يملأ الأفواه ليُنسيك مرارة الابتلاء في دار الممرّ....والبُلْغة التي يتبلّغ بها المسافر في رحلته الحتمية....وكل هذه المتعة التي تحدثتُ عنها والأثر الذي لم يمْحُهُ الزمن...والرحلة كانت في الصحراء...حيث لا ماء ولا وديان...ولا مسطحات خضراء...ولا جداول ولا شلالات...وإعداد بدائي وعدّة متواضعه...فكيف إذا كانت الرحلة مطوّرة في بيئةٍ تستحق هذه المغامرة؟؟
نقلتُ خواطري إلى قريبي...فتحمّس للفكرة...والحماسة معدية كما تعلمون...وهكذا تجمّع سبعة شباب بعدّتهم وعتادهم يترقّبون رحلتهم الرهيبة...في قلب الغابة.
ليتك نظرتَ إلينا ونحن في بداية الطريق...لرأيتَ منظراً سيذكّرك بقناة ناشيونال جيوجرافيك...سُتَرٌ خاصة بالمطر...كشّافات خاصة توضع على الرأس كالتي يستخدمها من يدخل الكهوف...مشاعل يدويّة توقد بالغاز وتذكّرك بسلسلة هاري بوتر (لم أشاهدها بالمناسبة.. ولكنّه التخمين)..خيمتان كاملتان...معلبات كثيرة ومتنوعة...أدوات الطبخ...وأشياء أخرى كثيرة...بل كثيرة جداً...جعلت نصيب الواحد منا ما بين 40-60 كيلوجراماً على ظهره.
http://www.travelzad.com/photo/files/143655.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143656.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143657.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143659.jpg
أتذكرون حين قلت لكم: قواعد السلامة المرورية النرويجية تمنع من وجود أكثر من شخص لكل مقعد؟ ...وبسيارة يُفترض أن تكون حمولتها 5 أشخاص ركبنا نحن السبعه!! لا تسل عن كومة اللحم البشري التي تكدّست في تلك السيارة كيفما اتفق...ولا تسل عن المخالفة المرورية التي كنا ننتظرها فيما لو أوقفنا شرطي نرويجي بسوالفه الكثّة....لكان نصيبنا إذن: استضافةٌ مجانية في "التخشيبه!!" حتى نتعلم عدم الاستهتار بأرواح الناس.
لكنها روح المغامرة...سل عنها كل طالبٍ متّقدٍ بالحماس وهو يرة "نصره" في كسر القواعد وتسلّق أسوار المدرسة...على أن فعلتنا لم تكن تهوّراً محضاً...ولكن لعلمنا بخلوّ الشوارع...ولأجل الأسعار الفلكيّة للمواصلات.
وهكذا تجدنا على سفح الجبل أسفَلَه...وقد وضعنا سيارتنا مبتعدين عن قارعة الطريق بضعة أمتار...وبدأنا بالتقدّم نحو أعماق الغابة:
عملٌ ونشاط...تعاون ومحبّة...حياتنا ملؤها الآمال...
أبطال في كل مكان....مغامرة تداعب الخيال...
أتاحتها لنا بلا جدال...متعة الأسفار والتجوال..
أبطال
http://www.travelzad.com/photo/files/143660.jpg
كان الطريق في دبايته ممهداً مستقيماً....والجو ساحر...يقترب من 15 درجة مئوية...مررنا بشلالٍ هادر...ثم بجدول ماء اضطررنا إلى اختراقه رغم برودة مائه....واستوقفتنا العديد من المناظر التي تسرّ الناظرين.
http://www.travelzad.com/photo/files/143661.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143662.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143663.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143664.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143665.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143666.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143667.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143668.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143669.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143670.jpg
ثم بدأ الطريق يصعد إلى الأعلى رويداً رويداً....واختفت الضحكات لتحلّ محلّها أصوات اللهاث وأنفاس البخار...وهنا تذكّرت أولئك المتسلّقين جبال الهملايا وكليمنجاروا...كيف كانوا يملكون من اللياقة ما يتمكنون به من السير أياماً وليالي؟
http://www.travelzad.com/photo/files/143671.jpg
كثُرت محطّات التوقّف...وصيحات: ((انتظروا قليلاً)) ((لا أستطيع الاستمرار)) ((اتركوني أموت هنا!!))...وظللنا على هذه الحال ساعتين كاملتين...وشمس الغروب بدأت في المغيب...حتى فاجأنا منظر في قلب الغابة.
وجدنا كوخاً ثقف وحيداً وسط الأشجار...وقريباً منه بناءٌ خشبي آخر صغير الحجم أشبهُ بالمخزن...كان باب الكوخ مغلقاً...أما باب المخزن فمفتوح...وجدنا داخل باب المخزن أكياساً كبيرةً مملوءة بالخشب المقطّع والجاهز للاستخدام...ولفت نظرنا وجود علبة خشبية عند باب البيت...فتحناها فإذا بداخلها دفترٌ وقلم....ما سرّ هذا الدفتر يا تُرى؟
من لونه تكتشف أنه قديم نسبياً...وآثار الزمن باديةٌ على غلافه وأوراقه...تملّكنا الفضول من وجود هذا الدفتر فدفعنا ذلك إلى تقليب صفحاته....فإذا به دفتر ذكريات قديم يملأ فيه كلّ زائر للمنطقة وورقةً منه بانطباعه عن المنطقة ثم يذيّلها بتوقيعه وتاريخ إمضائه...فتحنا أوّل صفحة فإذا بها تحمل تاريخاً قديماً...عام 2000 م.
ألسنا أحد زوّار هذا الكوخ؟ بلى...وهكذا كان لنا حضور بين ورقات دفتر الكريات...باعتبارنا أوّل عرب نزور هذه المنقطة...كتبنا فيها: نحن النمور ال....اقرأوا الباقي من الصورة...اقترح أحدنا أن نكتب كذلك بالانجليزية: islam is pease فاستحسنا فكرته...وكذلك فعلنا.
http://www.travelzad.com/photo/files/143674.jpg
لم يكن في الكوخ أحد...لكن اشتداد البرودة جعلتنا ننتبه إلى أمرٍ لم يكن في الحسبان...إن كمية الفحم التي بحوزتنا قد لا تكون كافية لحصولنا على الدفء المطلوب...والاحتياط واجب...فما العمل؟
واتجهت أنظارنا إلى المخزون وأكياس الخشب...وتبادلنا النظرات الصامتة....لم ننجح أن نستنطق جالواب من نظراتنا...فقلت لهم بهدوء: لا أظنكم تفكّرون في أخذ الخشب دون إذن صاحبه، فهذا مخالف لأمانة المسلم....فقال أحدهم: لكنها الضرورة...فأجاب الثالث: والضرورة تقدّر بدقرها...وتفجّرت النقاشات واحتدمت بيننا...إلا واحداً ظلّ صامتاً يُراقب ما يدور....وانتبه الجميع إلى عدم مشاركته في حلبة النقاش...وسرعان ما ترامت إليه أنظارنا متسائلة...فقال ونعم ما قال: أقترح أن نأخذ أحد تلك الأكياس....ثم نضيف في دفتر الذكريات رسالةً إلى صاحب الكوخ نذكر فيه اضطرارنا إلى أخذ كيسٍ منها بسبب موجة البرد التي اشتدت علينا...وأننا وضعنا مبلغ 50 كرونة في الصندوق مقابل الكيس.
وهكذا خرجنا من هذا الحوار بنتيجة معقولة...وانطلقت القافلة مرّة أخرى تستأنف المسير...تحيط بنا الأشجار من كل جانب...وبدأت أقدامنا تغوص في المياه الباردة...وانتقلنا إلى مسطّح أخضر ظهر لنا من تضاريسه أنه كان بحيرةً يوماً ما...والأعشاب من حولنا خضراء باهتة وكثيرٌ منها هشيمٌ أسود متفحّم...ولكن من شدّة البرد...
http://www.travelzad.com/photo/files/143673.jpg
وفجأة: غاصت قدم أحد أفراد القافلة في وسط تلك المنطقة العشبية حتى ركبته...فاستنجد بنا...فذهب إليه من يُنقذه...فسقط معه...وتتابع الأفراد الغائصين..وبقينا قلّةً نصوّر ونوثّق ونضحك....كان لابد من حلّ عملي...ذهبنا إلى مرتفع ووضعنا فيه أمتعتنا...وطلبنا من "الغائصين" أن يرموا لنا بأمتعتهم حتى تخف أوزانهم...وبدأنا نشدّهم وهم سلسلة بشريّة: هيلا هيلا...صلّي عالنبي.. هيلا هيلا...صلّي عالنبي..
وأخرجناهم بهد جهدٍ جهيد...فلا تسل عن الطين الذي علق بأرجلهم...ولا الإنهاك الذي حاق بهم.
وبدأ الظلام ينشر عباءته في الكون...وتفجّرت أبواب السماء بماء منهمر...ظلام وبرد...وكدّ وتعب...وأي لذّة للمغامرات إن لم يكن فيها نصبٌ ولا وصب؟؟
ساعتان ونحن نلهث تحت المطر حتى وصلنا إلى النقطة المنشودة...وهي قمّة الجبل.
بحثنا هنا وهناك عن مكان ننصب فيه خِيَمَنا...لكن الأرض كلّها مشبعة بالماء البارد...وهو الأمر الذي قد يتسبّب بالإصابة بالروماتيزم...استمرّ البحث حتى وجد بعضنا بقعةً فنشر فيها خيمته...واستمرّ تركيبه لها ساعة على الأقل...ووجد شطرُنا الآخر على أطراف حافة الجبل بقعةً أخرى شبه رمليّة فافترشنا خيمتنا...على أن نكون حذرين...وإلا كان مصير أحدنا السقوط من الهاوية.
نقطةٌ ضعوها في الذهن أيها السادة: كانت الخيمة ذات حبال طويلة...ستة أو ثمانية يتم تثبيتها بالأوتاد على طول محيط الخيمة...هذه المعلومة سنستفيد منها لاحقاً في التقرير.
أذّن المغرب فالعشاء...ولكن : كيف سنصلّي؟ بل كيف سنتوضّأ؟؟
كيف نتوضّأ وزخّات المطر قد تحوّلت من غزيرةٍ إلى رذاذ خفيف لا يمكنك تجميعه إلا بعد ساعات؟؟ وكيف نصلّي والرذاذ مستمرّ في الهطول؟؟؟ والأرض باردةُ جداً ومبتلّة؟؟ أفتيتهم حينها بالصلاة داخل الخيمة جلوساً لقصر طول الخيمة...والوضوء تيمّماً....قد تستغرب من ذلك...لكنّي كنتُ أعلم بالواقع حينئذٍ ولم يكن يمكننا إيجاد الماء للوضوء.
بالطبع بحثنا في محيط الخيمة عن تجمّع مائي محتمل...لكن لم نتكشف شيئاً من ذلك.
ومع توغّلنا في منتصف الليل...لم نجد صعوبةً في الاستمتاع بالنوم...لم نجد منغّصاً سوى هذه الأصوات المريبة من حولنا!!:eek5:
-فلان...هل تسمع ما أسمع؟
-نعم، وأنت يا علاّن...هل تسمع كذلك ما نسمع؟
-لو لم تنطقا لظنّنت أنها هلاوس التعب...وبالطبع لا يمكن أن تكون هلوستنا جماعيّة!!
كانت أصوات أنفاسٍ ولهاث قوي للغاية...لا يكاد يبتعد عن جدار الخيمة 6 سنتيمترات...وأين؟ في قلب غابة موحشة...ليس فيها من البشر أحدٌ غيرنا...
بدأتُ بتحليل المعلومات بشكلٍ موضوعي وفي غاية الهدوء:
أولاً: ليس مثل هذا اللهاث بصوتٍ بشري...لسنا حمقى حتى لا نميّز أصوات البشر من غيرهم.
ثانياً: ليست النرويج من الدول التي تحتضن غاباتها الضواري من الحيوانات
ثالثاً: لو سلّمنا جدلاً بأنه صوت حيوان...كان عليه أن يصطدم بالحبال الكثيرة التي تلف الخيمة من حولنا
رابعاً: كان الصوت يدور حول الخيمة كلّها...والتي كانت إحدى جهاتها –كما ذكرتُ سابقاً- هاوية سحيقة...فكيف أمكنه التواجد في منطقة الهاوية؟
خامساً: لم نجد أي ظلال على جدران الخيمة الرقيقة...لذلك المخلوق...وقد اقترب كثيراً إلى درجة سماع صوت أنفاسه!!!
فماذا يمكننا أن نستنتج من هذا كلّه؟ أترك لكم وظيفة الاستنتاج.
http://www.travelzad.com/photo/files/143675.jpg
على الرغم من شعر جسدي الذي انتصب...وعلى الرغم من مشاعر الرعب التي كدّرت الجو...إلا أن هناك ما هو أقوى بكثير منه...إنه الإرهاق والتعب...ليكن ألف ماردٍ من حولنا....إن النوم الآن أهم عندي من أي شيء.
وأشرقت الغابة بأنوار الشمس... خرجنا من الخيمة...تفحّصنا ما حولها علّنا نجد آثاراً مخلبية أو أظفاراً طويلة، فلم نجد من ذلك...وهو ما يعزّز النتيجة النتيجة التي توصّلنا إليها.
وذهبنا نسأل أصدقاءنا ونخبرهم بمغامرتنا الرهيبة...فنفوا استماعهم لأي صوت...وبدأنا نتفقّد المكان فإذا بنا نجد الماء على بعد 500 متر منّا وإن كان قليلاً...إلا أنه كان كافياً للوضوء...وهنا تبرز مشكلة جديدة...إن الأحذية التي كنا نلبسها أخذية خاصّة ذات حبال وبها 1000 عقدة تحتاج إلى فكّها لخلع الحذاء...ناهيك عن درجة حرارة الماء التي لا تزيد عن 7 درجات...فهل يجوز لنا أن نتيمم عن الأحذية؟
انطلق سؤالنا عبر تردّدات الجي اس ام...مخترقاً الغابة النرويجية...ولم يستغرق ثانية حتى وصل المملكة العربية السعودية يستفتي شيخاً...
قال لنا: هل الأذى الذي سيصيبكم موتٌ مثلاً أو مرضُ عضال؟
قلنا: لا
قال لنا: هل المشقّة تقتصر على صعوبة خلع الحذاء؟
قلنا: نعم:
فقال: إذن لا أجد لكم رخصة!!
وبعد الصلاة تكشّف لنا جمال المنظر من الأعلى....
http://www.travelzad.com/photo/files/143676.jpg
وقد نزل أحدنا "مفاخرة" إلى سفح الجبل حيث البحيرة ليشرب من الماء فقط...ويرجع....ما أعظم جنون الشباب!!
http://www.travelzad.com/photo/files/143678.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143688.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143689.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143690.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143691.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143692.jpg
فاجأنا صراخ يصدر من الخيمة الثانية...توجّهنا إليها مسرعين...فإذا بأحدهم يخرج من الخيمة قائلاً:
-الله يهديك يا (فلان)...ما كل هذا الذي أحضرته في شنطتك؟ كريم للشعر! مرطب للجلد!! صندل !!! أعواد خشبية للأسنان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أين تحسب أنك ذاهب؟...هل أنت ذاهب للتخييم أم إلى فندق خمس نجوم؟؟
وتزداد الغرابة عندما رأيناه قد أحضر معه كتاب "الأذكياء!!" لابن الجوزي...ضحكنا كثيراً...وقلت مداعباً: أصلاً ما أتى بهذا الكتاب إلا لأنه قد رآكم على خلاف ذلك....فردّ أحدهم على البديهة: بل أتى به ليُجارينا (ليجاري ذكاءنا)....
http://www.travelzad.com/photo/files/143677.jpg
وحان وقت ال....(فطور...غداء...سمّه ما شئت)...وبدأت "شبّة النار" في أحضان الطبيعة للدجاج المشوي وشاي على كيف كيفك!!
http://www.travelzad.com/photo/files/143679.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143680.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143681.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143682.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143683.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143684.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143685.jpg
http://www.travelzad.com/photo/files/143686.jpg
وبعد أن امتلأت البطون...وعادت زخّات المطر من جديد...حضرنا اجتماعاً طارئاً في إحدى الخيمتين...تكوّمنا فيها كيفما اتفق...ثم بادرنا "زعيمنا" بحقيقة مروّعة...لقد نفذ رصيد الخشب عندنا...وانكفأت القدور...وزخّات المطر لا يبدو أنها ستتوقف...والماء قليل...والجسم عليل...والثوب بليل...وفقدنا الدليل....لا مقام لكم فارجعوا.
http://www.travelzad.com/photo/files/143687.jpg
حمدنا الله تعالى على هذه الرحلة القصيرة...واضطررنا أن نجمع شتاتنا ونحزم حقائبنا...ولا شك أننا أخف في العودة وأقل حملاً...وليس الهبوط كالصعود.
ويوم أن وصلنا إلى سفح الجبل حيث السيّارة...قابلنا رجلاً في طريقه للصعود...فإذا به يسلّم علينا بحرارة...وهذا أمر مستغربٌ جداً إذا علمت التحفظ الشديد الذي اشتهر به أولاد الفايكنج!!
وإذا عُرف السبب بطل العجب...تبين أنه صاحب ذلك الكوخ في أعماق الغابة...وأنه قد قرأ الرسالة التي أبلغناه فيها "باستيلائنا!!" على حطبه، وأن ذلك قد "أفزعه" فانطلق يبحث عنا في أرجاء الغابة طوال الليل دون جدوى.
ولماذا أفزعه؟ كانت إجابته: إن المنطقة التي خيمتم فيها عبارة عن محمية لصيد الغزلان، وموسم صيدها قد بدأ...يعني بالعربي: open season!!...فخفت أن تصيبكم رصاصاتٌ طائشة.
أجفلنا من هذه المعلومة...وأدركنا كيف كانت عناية الله يوم أن أنزل علينا قاصفاً من المطر لنضطرّ اضطراراً إلى مغادرة المكان...هل فهمتم الآن معنى قول ربنا: {ومن يدبر الأمر}؟؟
ولكن...هل يفسّر وجود الغزلان ما أفزعنا بالأمس؟ لا زلت مؤمناً بنظريّتي...لا أعرف...قد أكون مخطئاً.
وآخر ما سمعناه من الرجل وهو يودعنا من بعيد: انتبهوا في السيارة...فأنتم "صيد" سهل...للشرطة النرويجية!!
بكبيورد: طائر النورس
http://www.travelzad.com/photo/files/143694.jpg
الله يعطيك العافيه
ما شاء الله صور جميله