الشهيد أبوالشهيد القطري ( نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحد )
(( محمد شاهين فهد الكواري ))
إن هذا الدين شجرة لا تروى الإ بالدماء ياصاحب العين الباكية، كم يتذكرك إخوتك حين كنت تبكي كثيرا، وأنت تتلو آيات القرآن ، وقد مزجت عيونك بالحزن والأسى وأنت تتذكر أحوال أمتك وما وصلت إليه أسفا وهما..ذاكر لله متبتل.. داعية مجاهد..عابد زاهد ، صاحب خلق وبيان وأدب جم ، طالب علم وأنيس مجاهد...الشهيد محمد الكواري ذاك الفتى الذي لم يتجاوز عمره"21"سنة، لكنه بجهاده وعلمه تخطى العلماء والعاملين كان يخشى الله بجهاده فأصبح عالما بالله وهناك من هوعالم لا يخش الله .كان مسلما حقا..
كن مسلما وكفاك بين الناس فخرا
كن مسلما وكفاك عند الله ذخر
فإذا حييت ملئت هذه الأرض بشرا
وإذا قضيت عرفت كيف تموت حرا
كن مسلما لا تخش الا الله حتى لو قتلت
كان طالبا في جامعة قطر يدرس الهندسة ، ساقه الله للجهاد فتعرف عليه وأحبه ، لم يطق البعد عنه فولى شطره إليه . .تدرب قرابة شهر ونصف في جاور ثم توجه إلى جبهة الشيخين "عزام وتميم"، مكث على جبل تورغر الصغير قرابة شهرين مرابطا مع إخوته المجاهدين التبوكيين
"تمام الرباط أربعون يوما"
أحب التبوكيين حبا جما وأحبوه كذلك، وقال لهم – بعد اسبوع من مجيئه -:"كأنني أعرفكم منذ مدة طويلة..وذلك لتفاعل الإيمان وعمق الإخوة في الله والمودة وصفاءالمجاهدين . .ترك الدراسة وآثر شهادة الدنياعلى زخرف الدنيا وزينتها .. ولحقه والده كي يقنعه بالعودة إلى بلاده قائلا:"إن هذه حرب أهلية بين مسلمين ومسلمين"..فأجابه بحجة الواثق ودليل المستبصرالعارف:"إن هذه حرب عقيدة بين الإيمان والكفر بين الإسلام والإلحاد..وبعد طول شرح اقتنع والده بضرورة الإعداد فذهب إلى معسكر التدريب ثم عاد إلى بلاده ، وأرسل الوالد الكريم إلى ابنه المجاهد أنه قد تدرب ويسعى لإحضار إخوته إلى الجهاد .. لقد كان شهيدنا محمد شاهين يتألم من الحالة المزرية التي يمر بها العالم الإسلامي .. ويحرص على الحراسة ولا تفوته صلاة الليل بعد الحراسة.. وتشعر في قراءته نغمة الحزن ونبرة الخشوع وتأوه المكلوم.
أحب الجهاد حبا شديدا، ولايحب أن يخدش جدار الإخوة الإسلامية عند خوته بل يسعى لتقويته وتثبيته ويحرص على حب الإخوة الأفغان وتعلم الفارسية منهم حتى يتمكن من تبادل الود معهم ويتأثر بهم . كانت علاقته بالله قوية لا يترك النوافل بل يحافظ عليها ويقوم بخدمة إخوانه في المطبخ وغيره طمعا في الأجر والثواب .. ويتنازل عن رأيه إن خالف رأي إخوانه حرصا على التآلف ولايحب الجدال وكان يسمع ويطيع الأوامر .
الشهادة
في الأيام الأولى للمعارك كان حزينا ويقول عن إخوانه :"إنهم يدخلون للتعرض والإقتحامات ونحن ننظر اليهم .. قدرالله أن يكون في مجموعة الإسناد وتقدم المجاهدون واستولوا على مراكز متقدمة وأخذوا يحرسونها .. وتقدم المجاهدون وكانت المجموعة التي فيها ابوالشهيد محمد شاهين .. وقد بدأوا بإطلاق الناروأثناء التبادل أصيب محمد شاهين بطلقتين إحداها في جنبه فسقط على الأرض ..وأخذ إخوته يذكرونه بالله ثم قال: لا إله إلا الله . واستشهد رحمه الله في رمضان عام 1411هـ.
يقول أمير جبهة الشيخين الأخ ابوالحارث الحياري أنه قد شم منه رائحة المسك ، وكذلك صاحبه أبو حمزة الجراح التبوكي يقول:إن النور كان على وجهه. وقال الشهيد أبو سميرالتونسي قبل أن يستشهد:"أنه أضاء على وجهه في الليل فكان على وجهه عرق وأثناء حفر قبر أبي مسلم التونسي – وكان ابوالشهيد قد دفن قبله بجانبه - فلاحظ الإخوة الذين يحفرون قبرأبي مسلم رائحة المسك من القبروذلك قبل أن يدخلوا أبو مسلم التونسي القبر .
الوصية
إن هذا الدين شجرة لا تروى الإ بالدماء ..وإن هذا الدين غال جد لا بد من الدفاع عنه..والله إن النفس تهون والدم يهون في سبيل الله..يا أهلي يا أحبتي تمسكوا بتقوى الله ومحبة الحبيب الغالي سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم واصبروا على التمسك بشرع الله والعمل به وأما أنتِ أيتها الحبيبة الغالية وجدت أفضل طريقة لمكآفئتك وأرد لك الجميل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"يشفع الشهيد في سبعين من أهله.."، أما أنتم يا أصدقائي فاستيقظوا من النوم والغفلة وانظروا حولكم إن دماء المسلمين تسفك وحرماتهم تنتهك وانتم يطيب لكم الضحك والتبسم ، إن عملاء الخنازير والقردة خدروكم وأشغلوكم في أمور وأشياء هي من الدين وليس الدين كله..يا ناس أفيقوا واستيقظوا من سباتكم ..أوصي أهلي كل ما أملك على هذه الأرض، أن ينفق في سبيل الله للمجاهدين".