المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحريّه
بدأت المدارس في الأفواج الأولى بداية طيبة حيث كانت روح المبادرة والإبداع في أوجها لدى الكثيرين ممن التحقوا بمشروع الإصلاح ! وكان التدريب المكثف الذي جاء رديفاً للمشروع في حينه, و نهل منه جميع من كان في المدارس من أقوى المعطيات التي أهلت المشروع للنجاح . فقد كانت هناك ورش عمل ومحاضرات للتدريب على المعايير الأساسية والمتقدمة لهذه المواد ! وكانت هيئة التعليم في بداية الأمر في مركز قوة فرضته جِدّة المشروع ودعم الدولة له ! فرأينا إقبال الكثيرين على حضور التدريب والخضوع حتى لساعاته غير العملية نسبيا بالنسبة للسيدات خاصة !
إلا أن ضغط الشارع في البداية والذي كان مفهوماً بسبب عدم التسويق الكافي للمشروع وشك الناس فيه وعدم ثقتهم لما جاء به ( اسوق مثلا على أحدها وهو التخلي عن الكتاب والتمسك بفكرة المعايير كمنهاج ) جعل القائمين على المشروع يتخوفون ويتراجعون عنه بالتدريج ! ( ذكرني هذا الوضع بنكتة جحا حين أراد أن يضحك على بعض القوم فقال لهم أن في ذلك البيت عزيمة .فلما رأى الناس تركض باتجاه ذلك البيت ركض هو أيضا معتقدا أن لديهم عشاء فعلا ) ..وذلك أن هيئة التعليم لم تستطع إقناع الناس بما جاء به المشروع أو تفسير أبجدياته فبدل أن تحاول تفسير صورة المشروع للمواطنين والثبات على قوام المشروع , خضعت لضغوط الناس المتخوفين بالتراجع عن أساسياته.
وقد يختلف البعض معي فيما سأقول , و إن كان ما أقوله دليله ما لمسناه بأنفسنا ! فمخرجات المدارس المستقلة مقارنة بوزارة التربية و التعليم أفضل بكثير ! فما أتاحه مشروع الإصلاح للمدارس كان كفيلا بتحقيق مُخرَجاً أفضل ! فمعايير المواد الأربع الأساسية تفوق بكثير أهداف ذات المواد في الوزارة . كما أن طرق تدريس هذه المواد والمصادر التي قامت المدارس بتوفيرها للمعلمين والطلاب أفضل بكثير أيضاً . ولا أحتاج هنا لسوق دليل أكثر مما يعرفه المعلمون العاملون في المستقلات و أولياء الأمور أيضا !
إلا أن التقييم هنا أخي مجرد إنسان يجب أن يكون لهيئة التعليم وهيئة التقويم أنفسهم . حيث أن الهيئتان لم تقوما بتقييم المخرج الحقيقي في المدارس . فقد اقتصرت زيارات منسقي المواد للمدارس على رأب الصدع الحادث فيها جرّاء وجود مدير/مديرة غير مؤهل لإدارة المدرسة و أُهمل الجانب التعليمي , و اقتصر تقييم هيئة التعليم على إعطاء ملاحظات بسيطة لا تتعدى السطحية في قيمتها ! لذلك برز الخلل هنا , فوجدنا هيئة التعليم تلقى باللائمة على المدارس لضعف المخرج متناسية أن المدارس حديثة عهد بالمعايير وأن أمام الطلاب سنوات عِدّة حتى يحققوا خلالها المعايير . فقام مكتب المعايير بمحاسبة المدارس على عدم تحقيق المعايير مقارنة بسقف المعايير وليس نقطة بداية المدرسة . كل هذا خلق بلبلة في الميدان فرأينا المدارس تتكالب على تحقيق نتائج غير حقيقية بإحداث الغش أثناء الإختبارات الوطنية بُغْيَة إعطاء إنطباع وهمي بنتائج جيدة , ولا يخفيك ماحدث بعد ذلك مما تم إعلانه في وطني الحبيب صباح الخير .............
هذه نبذه قصيرة أترك ما بعدها لتعليق الإخوة والأخوات هنا
ودمتم