المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحريّه
عوداً حميداً أخي مجرد إنسان !
قد يكون الإختلاف أخي بيني وبينك في زاوية الضوء الذي يسلطها كلٌّ منا ! فأنت ترى أن التقصير سببه هيئة التقييم , بينما أرى أنا أن سببه هيئة التعليم وإن اشترك كلاهما فيه !
فإذا تذكرت في بداية المشروع , وهو ما نوهت أنا عن ضعف التسويق له , أن الكثيرين كانوا متخوفين من المدارس المستقلة , بل أن الأكثر منهم لم يكونوا يعرفون ماهو مشروع إصلاح التعليم. فقد حرص المجلس الأعلى على إعطاء الناس إنطباعاً بضخامة المشروع بدون الدخول في تفاصيله . وقد كنا ممن ترأسوا مناصبا تعليمية في وزارة التربية والتعليم إلا أن المشروع عُمّيَ عنا لدرجة أنهم خلقوا لدينا إحساساً بوجود دولة داخل الدولة. طلاسم وطقوس جعلت العاملين في الوزارة ينظرون إلى مشروع الإصلاح على أنه خصم وليس رديفاً أساسياً في التعليم المقبل .
وقد كنا ربما من المحظوظين القلائل الذين استطاعوا الإطلاع على ملفات المشروع وقراءة فلسفته والإقتناع بها . أما التسويق الذي كان واجب أن يقوم به المجلس الأعلى للتعليم حينها فقد سقط سهواً , وبدلا منه , تم التسويق للهيئة نفسها من خلال الإجتماعات الكبيرة في الصالات الفندقية الضخمة والدعايات الإعلامية التي نذكرها جميعاً , ولكن , هل تمّ تفسير المفاهيم الأساسية للأهالي ؟ معايير المواد ؟ التقييم الدوري الشامل .؟؟ الإختبارات الوطنية؟ ساعات العمل الطويلة ؟ الميزانيات الضخمة التي تم ضخها في المشروع ؟؟؟ بمعنى حملة وطنية يستحقها الخروج من نظام تعليمي إلى آخر يكاد يزيغ معه قلب المواطن !!! لا ! كل ذلك لم يتم..وحين بدأ التسويق له , كانت الناس قد بدأت تفقد ثقتها في المدارس المستقلة خاصة وقد عايشوا عدم الإستقرار في هيئة التعليم واخترقوا أسوارها !!
أما هيئة التقييم فقد تحدد دورها أصلا في المشروع نفسه . فهم لم يقوموا بأكثر مما حدده دورهم في المشروع . وإذا كان هناك قصور في دورهم - كما ترى - فلأن دور هيئة التقييم تحدد في هذه الأُطر . الإختبارات الوطنية . بطاقات الأداء . التقييم الدوري الشامل . وكل ذلك تأتي مُخرجاته بعد ذلك لكي تحققها وتتحقق منها هيئة التعليم في المدارس وتتابع نتائجها في الميدان ! أنا لا أدافع عن هيئة التقييم , لكني رأيت تقصير هيئة التعليم في أرض الواقع لأنها هي التي تتعامل مباشرة مع المدارس .
لا أظن أننا نختلف حتى في هذا ! لأن ما حدث في الأخير أن خللا قد حدث , ورأب الصدع أصبح مُتَطَلَباً منا جميعا , سواء كنا فاعلين فيه أو واسطة لإصلاحه أو إصلاح جزء منه...
لا بد أن نمد أيدينا هنا جميعا ..نتكاتف , نساند بعضنا بعضا , لكي ننقذ أهم ركيزة في بناء هذا الوطن وهو الطالب , مواطن المستقبل !
ودمتم:victory: