المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحريّه
أخي مجرد إنسان ! أما التقويم المستمر فهو أفضل حقيقة جاء بها مشروع الإصلاح وإن لم يكن هو الذي اخترعها . فأفضل نسق للتقويم ممن الممكن أن تستخدمه المدارس هو التقويم المستمر فعلا وهو ما يسمى التقويم البنائي لأنه يتابع بناء الطالب منذ البدء . وإذا كان قد حدث خطأ في تطبيقه في بعض المدارس فهذا ليس لأن به عيبا , ولكن لأن العيب في المدارس نفسها . أما المدارس التي تطبق التقويم المستمر فنتائجها غنية عن الذكر !:victory:
والهدف من التقييم البنائي ليس الحصول على درجة بقدر ماهو إصلاح البناء في أولّه . فالمعلم يتابع ما يقدمه للطالب أولا بأول ويسد الثغرات الحادثة بالدعم منذ صفوف الروضة والتمهيدي والصفوف الأولى . وهذا النموذج للتقييم تستخدمه أنظمة عالمية وأثبت نجاحه بما لا يدعو للشك وبذلك لا يكون مضيعةً لوقت أو مالٍ أو جهد , بل هو استثمار حقيقي لتعليم قوي وجيد.
أما ما ذهبت إليه عن الإختبارات الوطنية فهو بسبب التسويق الخاطيء لها . فما هي الإختبارات الوطنية في حقيقتها ؟ إنها الأداة التي يستخدمها صاحب القرار الذي صمم المشروع للإطلاع على مدى تقدم الطلاب في تحقيق المعايير الجديدة التي جاء بها المشروع بدون المساس بنتائج الطلاب الحقيقية . فهي على سبيل المثال ( مثل المنظار أو المجهر الذي يرى من خلاله جوهر الشيء فقط ) . لذلك كانت هيئة التقييم قد أخضعت طلاب المدارس حتى قبل أن تتحول إلى مستقلة إلى الإختبارات الوطنية لترى مكانهم قبل وبعد الإنضمام إلى المشروع لعمل دراسات مقارنة تقيس مدى تطور الطلاب في المعايير . وأشهد الله أن بطاقات الأداء التي كانت ترسلها هيئة التقييم كانت من أفضل الأدوات التي ساعدت المدارس الجادة على تحسين أدائها حين حللت هذه النتائج تحليلا صحيحاً , وقامت بعدها بعمل برامج الدعم في المواد التي كان أداء الطلاب فيها متدنياً . أما إذا كان هناك سوء ممارسة أو خطأ في قرار فلا يجب أن يعزى ذلك إلى سياسة التقويم بل إلى من قام بالخطأ نفسه .
وقد أخطأت المدارس في التعامل مع الإختبارات الوطنية بسبب سوء فهم هيئة التعليم لها . فقد تحول مفهوم هذه الإختبارات من أداة قياس لأداء الطلاب إلى أداة قياس أداء إدارات ومدارس . وبدأت هيئة التعليم تلهب ظهور المدارس بأسواط اللوم على سوء الأداء في الإختبارت الوطنية مما حوّل دفتها تماما وجعل المدارس تزور نتائجها ( كثير من المدراء غير تربويين ولا يدركون أهمية أدوات القياس ) .
إن هذا الضجيج قد أحدث إرباكا حتى لهيئة التعليم , خاصة وأن مركزية القرار جعلته في يد واحدة لا تخاطب حتى أصحاب الإختصاص من الكفاءات الوطنية :rolleyes2:
أما الشركات الأجنبية فلم يكن في يدها شيء من هذه القرارات, حيث جاءت هذه الشركات لكي تقدم عملا وتذهب بعده بدون أن تساهم فيما يترسخ بعده ( رؤيا العين ) ! وهاهي الهيئة تعايش ضياعا بعد ترحيل غير مدروس ومفاجيء لهذه الشركات .
لا زلنا نتباكى على الأطلال ! بينما نحن نريد حلاًّ ...نريد حلا ..نريد حلا
ودمتم:victory: