حرب بالوكالة والعاقبة للمتقين..
{يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} سورة غافر آية رقم 19
- الخيانة والنفاق واحد، إلا أن الخيانة تقال اعتبارا بالعهد والأمانة، والنفاق يقال اعتبارا بالدين، ثم يتداخلان، فالخيانة: مخالفة الحق بنقض العهد في السر. ونقيض الخيانة: الأمانة، يقال: خنت فلانا، وخنت أمانة فلان، وعلى ذلك قوله: (لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم( [الأنفال/27]، وقوله تعالى: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما( [التحريم/10]، وقوله: (ولا تزال تطلع على خائنة منهم( [المائدة/13]، أي: على جماعة خائنة منهم. وقيل: على رجل خائن، يقال: رجل خائن، وخائنة، نحو: رواية، وداهية. وقيل: (خائنة) موضوعة موضع المصدر، نحو: قم قائما (قال السمين: قوله: (على خائنة( في خائنة أوجه:أحدها: أنها اسم فاعل، والهاء للمبالغة، كراوية ونسابة، أي: على شخص خائن.الثاني: أن التاء للتأنيث، وأنث على معنى: طائفة، أو نفس، أو فعلة خائنة.الثالث: أنها مصدر كالعاقبة والعافية، ويؤيد هذا الوجه قراءة الأعمش: (على خيانة). انظر: الدر المصون 3/224؛ وعمدة الحفاظ: خون)، وقوله: (يعلم خائنة الأعين( [غافر/19]، على ما تقدم (راجع: مادة (بقي) )، وقال تعالى: (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم( [الأنفال/71]، وقوله: (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم( [البقرة/187]، والاختيان: مراودة الخيانة، ولم يقل: تخونون أنفسكم؛ لأنه لم تكن منهم الخيانة، بل كان منهم الاختيان، فإن الاختيان تحرك شهوة الإنسان لتحري الخيانة، وذلك هو المشار إليه بقوله تعالى: (إن النفس لأمارة بالسوء( [يوسف/53].