الله اكبر
رائع رائع يا حبيبي في الله العقرب جعلك الله سماً قاتلا لأعداء الله ومغيضا لأمة الكفر والنفاق
اكمل اكمل
عرض للطباعة
الله اكبر
رائع رائع يا حبيبي في الله العقرب جعلك الله سماً قاتلا لأعداء الله ومغيضا لأمة الكفر والنفاق
اكمل اكمل
قصة من كرامات المجاهدين في الكهف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أحبتي في الله سأحكي لكم قصة عن كرامات المجاهدين وكيف أن الله عز وجل يثبتهم في معاركهم الخالدة ضد السوفييت :
ففي إحدى حملات الجيش السوفييتي الأحمر على الحدود لإقفالها كانت هذه القصة ، وكانت المعركة في خوست وكان أميرها الأسد الأمير جلال الدين حقاني ، وهذا الأمير كان صغير السن آنذاك وما يزال يجاهد إلى الآن مع طالبان ضد أمريكا وحلف الناتو وروسيا أيضاً ، فسبحان الذي أكرمه بأن يجمع بين جهاد السوفييت والجهاد الآن ، والله إني لأغبطه فهذا هو العز والمجد والله .
وكانت المعركة على أشدها وكان المجاهدين العرب وعلى رأسهم الشيخ الشهيد عبدالله عزام رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به في جنات الفردوس الأعلى وكان السوفييت مصممين بل ومستميتين على النصر في هذه المعركة خصوصاً لإهتمام الإعلام الغربي ومتابعته للمعركة ، وكان في الجبال كهوف كبيرة وعميقة والمجاهدين يحتمون بها من قصف الطائرات وطائرات السوفييت ، وفي أثناء المعركة ركّز طيّار سوفييتي على كهف منها حينما رأى المجاهدين يدخلون فيه ولكنّه قصف مدخل الكهف فانهدم وتكومت الصخور الكبيرة ، فلم يستطع المجاهدين نجدة اخوانهم لأن أولاً المعركة مازالت محتدمة وعلى أشدها وثانياً لم يكن يملكون سوى أيديهم ، ولقد حاولوا ولكن الطائرات تقصفهم وتمنعهم من ذلك ، وقد استمرت المعركه قرابة شهرين أو أقل بقل بقليل فاستشهدوا جميعاً رحمهم الله من كان في ذلك الكهف ، وتركهم المجاهدين في قبرهم هذا إلى الآن فرحمهم الله رحمة واسعة .
وفي آخر أيام المعركة بعد أن استحر القتل في السوفييت وتدمير الكثير من دباباتهم وآلياتهم وبدأوا في الهروب ولا أقول الإنسحاب لا بل والله العظيم هروب ، كانت الطائرات تحميهم وتغطي انسحابهم كالعادة ، فجاءت طائرة وانحاز المجاهدين إلى كهف من هذه الكهوف وكان بجانب الكهف الأول (كهف الشهداء) وكان عددهم أكثر من 80 مجاهد وأنا أعلم أنه أكثر بكثير ولكني لا أذكر بالضبط فتحريت الرقم الذي أنا متأكد منه ، وكان معهم مجاهد عربي اسمه المدني يعلم الله وأشهد الله عز وجل أنني احبك في الله يا المدني حباً كبيراً ، وبعد أن انتهت المعركة سوى من الطائرات تقصف هنا وهناك ، حاول المجاهدين بل استماتوا على نزع الصخور الكبيرة المتراكمة على باب الكهف ، وهي ليست صخوراً فقط أحبتي في الله بل قد انهال التراب وسد فتحة الكهف تماماً ومن فوقه هذي الصخور الكبيرة ، ولا يملك المجاهدين أي شيء من المعدات سوى أيديهم فقط فكانوا يحاولون نزع هذه الصخور وهم يبكون ويدعون في نفس الوقت ، وبعضهم يدعوا الله عز وجل فيقول : "يا الله أنت ربنا وأنت الذي نصرتنا على السوفييت في هذه المعركة وأننا تحت المجاهدين في سبيلك كما ترى ضعاف لا حيلة لنا فاللهم أنقذهم فإن هذه الصخور لا تعجزك" ، وباقي المجاهدين يأمّنون وهم يبكون ويعملون، وكان الذين يدعون كبار السن من المجاهدين لأنهم لا يستطيعون صعود تلك الصخور الكبيرة فضلاً عن تحريكها ، وكان شباب المجاهدين هم الذين يعملون بكد وجهد ويسابقون الوقت .
والآن سأحكي لكم من فم هذا البطل المجاهد العربي المدني لأنه كان معهم يقول : حينما انهدم الكهف علينا رجعنا إلى آخر الكهف متوقعين قصف آخر ، وكان الكهف قد أظلم فجأة ولم نرى نور الشمس بالخارج ، فعلمنا أننا محاصرين وأنه حدث لنا ما حدث للمجاهدين الذين قبلنا في نفس المعركة ، ونحن نعلم أننا لم نستطع إنقاذهم فاستشهدوا ، وكان الغبار منتشراً في داخل الكهف والمجاهدين لا يكادون يجدون هواء يتنفسون منه ، يقول فانبريت لهم ( لحظة هذا المجاهد العربي كان يحضر الماجستير في أمريكا آنذاك وقد قطع دراسته ونفر للجهاد فكان متعلماً) يقول قلت للمجاهدين : لا تتكلموا كثيراً وادعوا الله عز وجل في صدوركم حتى لا ينتهي الأوكسجين منا ، وبينما هو يتكلم إذا بأحد المجاهدين يخرج كبريتاً ويولع به ، يقول جن جنوني وأطفأته وقلت له : اتق الله ألا تفهم ؟؟ نريد أن نحافظ على الهواء والأوكسجين ما استطعنا فأخواننا المجاهدين في الخارج يحتاجون وقتاً طويلاً لإخراجنا من هنا أفهمت؟؟ يقول جواب المجاهد الأفغاني صعقني ، قلنا : وماذا قال ؟؟ قال أجابني قائلاً : إنما أريد أن أقرأ القرآن الكريم فقط ، يقول تأثرت من جوابه مع أني لم أره لأن السواد والظلام حالك ، فقلت له : يا أخي إقرأ مما تحفظ في قلبك وإقرأ في صدرك فقط إن شاء الله هذه يجزي وفيه خير ، فقال له : ولكني لا أحفظ إلا القليل فقد نفرت للجهاد ولم أكمل دراستي ، فقال له إقرأ ما تقرأه في صلاتك وكفى ، يقول هذا المجاهد العربي فسكت الجميع ولا تسمع إلا همس قراءة القرآن فقط ، وكنا على هذه الحال إلى أن ..
والآن أعود بكم إلى الخارج خارج الكهف عند المجاهدين هناك ، وبعد أن أخذ الوقت يجري بسرعة ولا نتيجه تذكر انهارت معنويات كثير من المجاهدين وأغلبهم ترك الحفر وزحزحة الصخور، وأخذ يأمّن دعاء المجاهدين كبار السن الشيوخ لأنهم أيقنوا لو مكثروا شهراً يحفرون بأيدهم لما تقدموا نصف متر فقط ، وهنا حدث مالم يتوقعه أحد أتدرون أحبتي في الله مالذي حدث ؟؟ أقول لكم جاءت إحدى طائرات السوفييت وكأن الله مرسلها للمجاهدين ، فحينما رأى الطيّار المجاهدين مجتمعين في هذا الغار عليهم وقصفهم فانسحب المجاهدين وانتشروا وتفرقوا ، وأخذ لفّة ودورة ثانية ورجع وقصف الموقع ، ولكن العجيب والله سأقولها لكم بكل استغربنا من هذا الطيار فهو لم يطارد المجاهدين لا بل ركز على فتحة الكهف في قصفه وكأنه يريد أن يفتحها ، حتى إنه كان ينزل بطائرته ويطير بسرعة بطيئة جداً ، وكنا نراه يمييل أجنحة طائرته تارة يمين وتارة يسار وكأنه يستهدف فتحة الكهف بالضبط ، فتركناه ولم يتعرض له أحد أقصد لم نكن نطلق النار عليه ويقصف الهدف ، وكان بعد قصفه يطير بمحاذاة الكهف وكأنه يرى نتيجة قصفه فيرجع مرة أخرى يطير بعيداً ثم يلف ويدور بالطائرة ويرجع على طريقته ينزل بمستوى الطيران كثيراً ويأتي من جهة أمام الكهف مباشرة ويتدرج في النزول إلى أن يقترب من فتحة الكهف ويقصفها بصاروخ ، ثم يرتفع ويأخذ لفّة ويعود يرى هل فتحت الفتحة أم لا وآخر مرّة دار دورتين وكان يسرع فيها وكأنه يقول لنا أو هذا الذي فهمنا من حركة طيرانه ابتعدوا عن فتحة الكهف فابتعدنا عنه وجلس ينتظرنا وهو يدور في السماء إلى أن ابتعدنا ، ثم ذهب بطائرته مرتين ذهاباً وإياباً ولكن من جانب فتحة الكهف أي مرة تكون فتحت الكهف على يمينه ومرة تكون على شماله ، وبعدها ارتفع بطائرته بعيداً في السماء عالياً ثم جاء من ناحية اليمين وهو مسرعاً في غارته وقصف فتحة الكهف بقذيفة برشوت فانفجرت عند الفتحة بالضبط .
والآن سأعود بكم إلى داخل الكهف عند المجاهدين في الداخل وأترك الأخ العربي المجاهد يكمل قصته يقول : بينما نحن في ظلام دامس وحالك شعرنا بقصف قوي وفي كل مرة يقترب من باب الكهف فتجمعنا كلنا إلى الخلف وتكومنا وتزاحمنا ، لأننا نعلم أن المجاهدين لا يملكون مثل هذه الأسلحة ، يقول : حتى أن بعضنا ترك القراءة أقصد قراءة القرآن الكريم وجلس يدعوا الله عز وجل فقد كنا متأكدين أن هذا من فعل العدو السوفييتي .
والآن أعود بكم إلى الخارج خارج الكهف مع المجاهدين وهذا الطيّار وحينما انفجرت القذيفة فجّرت وبعثرت الصخور في كل اتجاه وحفرت حفرة كبيرة ، وحينما انقشع الدخان الكثيف والغبار رأينا أن باب الكهف قد انفتح فيه فتحة كبيرة ، فكبّر المجاهدين من كل مكان ونزلوا يبعدون الصخور بأيديهم إلى أن تمكنا من إخراجهم ، وبعدها لفّ الطيّار بطائرته ورجع يدور فوق رؤوسنا ، وحينما رأى المجاهدين يرفعون الصخور ويزيحونها وهو مازال يدور فوق رؤوسنا ببطء شديد ويرانا ماذا نصنع ، وأول ما خرج المجاهدين من الكهف وكانوا تباعاً كنا نكبّر ، وهنا لما رآهم الطيّار ارتفع بطائرته عالياً ودار دورتين فوقنا ثم مضى في حال سبيله .
ووالله العظيم إننا كنا نتحدث عن هذا الطيار وانقسمنا قسمين ، فقسم يقول كرامة من الله وهذا من ملائكة الجهاد جاء يدافع عنا ، وقسم يقول بل هو طيّار مسلم من اخواننا المسلمين المحتلين داخل الإتحاد السوفيتي ، والذي أنهى هذا النقاش هو الشيخ الشهيد عبدالله عزام حيث قال : أيّاً كان السبب فهو أولاً وأخيراً من نصر الله عز وجل للمجاهدين .
وأذكر أيضاً أنه في تلك المعركة أصيب الأمير القائد جلال الدين حقاني ، فلقد سقطت بجانبه قنبلة النابالم الحارقة وطيرته فوق ناحية السماء عالياً ثم سقط على الأرض ، ولكن الأرض الآن قد فرشت ناراً من النابالم المحرقة واحترق في النار ، ودخل المجاهدين وسط النار وانتشلوه من وسطها وهم يحترقون معه فلم يستشهد منهم أحد ، وكنا قد أخفينا عن العدو السوفييتي إصابة الأمير جلال الدين حقاني حفظه الله ورعاه ، وهذا الموقف كان من أشجع ما رأيت من حب المجاهدين لأمراء الجهاد وإيثارهم الموت ولا يصيب أحدهم شيئاً ، كنت أرى أنا وغيري من المجاهدين اقتحام النار من إخواننا المجاهدين وهم يركضون وسطها وعليها ، ونرى الأمير جلال الدين رافعاً يده ومشيراً بالسبابة اصبعه نحو الأعلى فعلمنا أنه يتشهد ، فكنا نبكي ونحن ندعوا له ولإخوانه المجاهدين الأبطال بالثبات وأن الله يسلمهم وينجيهم من نار السوفييت ، ووالله لم نرى منهم ولو مجاهداً واحداً قد وقف أو تأخر في الركض أو ينظر إلى النار ، بل كانوا مسرعين كالرّماح إلى الأمير جلال الدين حقاني ووصلوا إليه ثم حملوه وعادوا به مسرعين .. فالله اكبر ولله الحمد .
بمثل هذا العزم دعسنا بإقدامنا على ما كان يسمى بالإتحاد السوفييتي ومسحناه من وجه الأرض مسحاً ..
فالله أكبر ولله الحمد
يارب لا تجعل حياتي مذلة***ولاموتتي بين النساء النوائحي
بل شهيدا يدرج الطير حوله***وتشرب غربان الفلا من جوانحي
كتبه : نجم الدين آزاد
https://twitter.com/najm_alden_azad
الله اكبر ولله الحمد
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )
أزف لكم نبأ استشهاد اثنين من الاخوة الأحبة الأعزاء الى قلبي اصحاب المنهج والميدان واخص بالذكر الشيخ ابو ابراهيم المغربي بقصف غادر من أعداء الله
سأحاول أن اتكلم عن اخي وحبيبي في الله ابو ابراهيم بما استطيع
ابو ابراهيم المغربي - شيخ دين عالم عامل صادق مع الله فصدقه احسبه كذلك والله حسيبه
صغير في جسده قصير ... كبير قلبه عظيم في اخلاقه
حافظ لكتاب الله وكتب السنة امامنا في الصلاة ومعيننا في الفتوى والعلم الشرعي
أسدا ضرغاما كلما سمع هيعة أو صيحة طار ووثب طالبا للشهادة في سبيل الله
وقد اكرمه الله بأن بايع الشيخ اسامة بن لادن يد بيد فأسأل الله ان يجمعني بهما في جناته
ترك رغد العيش وترك اهله واحبته ولحق بدرب الرجولة والتضحية
أحلى أيامي معه اتذكرها وكأنها كانت البارحة
في مشفى المجاهدين بين الجرحى والمصابين
كنا ننام بجانب بعض فاقوم على وجهه الباسم وانام بعد ان نتحادث عن الجهاد واهله
اجتمعنا معا في المشفى على حب الجهاد والطبخ وخدمة المجاهدين
نعم احبتي في الله فما كان يسلينا انا وهو تلك الفترة الطبخ لأحبتنا المصابين
نتنافس في طبخ مالذ وطاب لهم من المجابيس والبرياني والاطباق المغربية
كنا نتجادل في وضع الملح والليمون والبهارات
يا محلاها من ايام ... كنا نضحك ونلعب ونتسامر
اتذكر عندما كنت اعلمه ربطة الرأس واللثام على الطريقة الاماراتية واليمنية والجهادية
اتذكر جلوسنا ورفقتنا في القتال ونومنا على الارض نفترش السماء
رحمك الله يا شيخي ورفيقي ابا ابراهيم وجمعني واياك مع الشهداء والصالحين في جنات الفردوس الاعلى وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً
تقبله الله في الشهداء ومن سبقه من أخوانه في درب الجهاد في سبيل الله
وجمعك به أخي الحبيب محمد في أعالي الفردوس
اللهم آمين وإياك اخي الحبيب
اتذكر في مرة من المرات كنت جالسا في الطابق السفلي وبجواري ابو ابراهيم فجائني اتصال من احد الأصحاب المجاهدين واسمه خطاب وهو يبكي
فعندما رآني أبا ابراهيم وأنا انادي واصرخ : خطاب ماذا بك لماذا تبكي اين انت الآن ؟
والله بلمح البصر رأيت ابا ابراهيم يقفز كالنمر وخلال ثواني جائني مدججا بالسلاح متوجها الى الباب وهو يصرخ .. أين هو الآن سأذهب اليه
كنا نتوقع ان صاحبنا خطاب قد تعرض لهجوم او محاولة اختطاف ولحقت انا بابو ابراهيم بسلاحي الذي كان معي.
ولكن خطاب كان يبكي لأمر آخر وكان بعيدا عن الخطر .... ولكن احببت ان اريكم كيف يثب النمر
رحمك الله يا ابا ابراهيم وتقبلك من الشهداء
قصة أم المجاهدين / أم المجاهد نجم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أحبتي في الله لقد أرسلت لي أختنا في الله أم مجاهد وتقول : أنها تبكي ابنها الذي يجاهد في شامنا الحبيبة ، وهذه قصتي مع أمي لعل الله يثبتها ويثبت فيها كل أم لها ابن يجاهد فاسمعوا :
في تلك الأيام حينما هداني الله عز وجل للجهاد في أفغانستان ، لم يكن أحد يعرف أفغانستان أصلاً فضلاً عن جهاد فيها وكان ذهابي كالتالي: تركت رسالة لوالدي ووالدتي وأخبرتهم أني ذاهب للجهاد في سبيل الله وسافرت ، وأوصيت جاري أن يرمي الرسالة من تحت الباب اليوم الثاني ، وبالفعل حصل وبعد أن مكثت ما شاء الله ورجعت بدأ الهجوم ، وكانوا يقولون : أي دولة هذه أفغانستان فلم نسمع بها طول عمرنا وأي جهاد هذا ؟؟ طواعة آخر زمن : ) ولكني كنت ثابتاً بفضل الله عز وجل وكنت أقول لهم : هم أخواننا المسلمين وقد غزاهم الإتحاد السوفييتي ، فكان أمثلهم طريقة يقول إذا وافق على شيء اسمه جهاد يقول مستهزءاً : أنت من جدّك أنت تبون تغلبون الإتحاد السوفييتي هذولا وصلوا القمر خبل أنت ولا مجنون : ) وهكذا .
والمصيبة أن لم يكن أحد من المشائخ يتكلم عن الأفغان ولا حتى الأخبار ، ولكني مُصر على الجهاد ، بل إنهم أحبتي في الله أتدرون ماذا فعلوا ؟؟ أحضروا لي شيخاً يقول لي : أنت واهم ليس هناك جهاد ثم الأمر أكبر منك ؟؟؟؟؟؟؟ سبحان الله العظيم وكنت صغير السن ، وبعدها جئت لأبي وأمي وقلت : سأذهب للجهاد ، فقالوا : لا ، قلت : سأذهب ووالله العظيم من يعترض طريقي خصوصاً أنت يا أبي لأذهبن تهريب لليمن ومن هناك سأذهب ، ولكن والله ثم والله لأجعلنكم تحلمون في رؤية وجهي حلماً في الليل فقط فلن أرجع لكم أبداً وإلا اتركوني أذهب وأرجع لكم بعدها ، قالوا لي : حسناً تذهب في العطلة فقط وأيام الدراسة ترجع ، فقلت : موافق ، وكنا في عطلة وذهبت وكنت كل مرة ارجع اجلس مع أمي وأحدثها بأحاديث رسول الله صلى عليه وسلم عن فضل الجهاد وأن الشهيد يشفع لي 70 ولكن لا فائدة ، وكل مرة يبدأ الهجوم كالعادة أنت صغير السن وفيهما فجاهد والجهاد فرض كفايه وليس فرض عين ومثل هذه الأمور ، وأنا مصمم على الجهاد ، وأما الدراسة فاجتهدت اجتهاداً عجيباً حتى أني حصلت على الترتيب الثالث ، وكان المدرسين والمدير يكتبون لأبي إني تلميذ ذكي وناجح في الدراسة بشكل ملفت للنظر، وأنهم يتوقعون لي مستقبلاً باهراً وكان أبي وأمي فرحين مسرورين باجتهادي في الدراسة ، وحينما جاءت الإختبارات أتدرون ماذا فعلت؟ كنت أذهب الصباح على أني ذاهب للمدرسة للإختبارات ولكني أذهب للمسجد وأنام إلى الظهر ثم ارجع للبيت ، وإذا سألوني عن الإمتحان أقول : الحمدلله سترون النتائج ، فكانوا يقولون لي وهم فرحين : احنا ضامنين نجاحك والأول بعد : ) وهكذا كل يوم إلى انتهت الاختبارات وأنا لم أحضر أي منها بل غبت عن كل الإختبارات ، وآخر يوم للإختبارات قلت لأبي : أريد الذهاب للجهاد يالله نفذ اتفاقنا ، فقال : ومتى النتيجة ؟؟ قلت : يوم السبت ، وكنا في يوم الثلاثاء وأريد أن أسافر على رحلة باكستان يوم الخميس طبعاً قبل أن يأتي يوم السبت ويعرفون ما صنعت بهم : ) فأعطاني الفلوس واشتريت التذكرة وسافرت ، وطبعاً كنت في كل مرة أسافر أمي تبكي وأبي حزين وذهبت إلى الجهاد ويوم دخولي لإفغانستان اتصلت بوالدي لأرى ردة فعلهم واتصلت فردت أمي فقلت لها : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فردت : الله لا يسلّمك من كل شر والله لا يسلّم فيك مغز إبره يالمنافق يالكذاب وأكملت قصيدة طويلة عجيبة غريبة في مدحي طبعاً : ) وبعدها أقفلت السماعة في وجهي ، ثم اتصلت مرة أخرى فرد أبي فسلمت وقبل أن أكمل سلامي قال لي : أكل تبن ولا عاد تتصل فيني وأقفل السماعة : ) اشفيهم زعلانين علي ، إنا لله وإنا إليه راجعون يفرجها الله سبحانه .
ودخلت الجبهة مع المجاهدين ومكثت ما شاء الله لي أن أمكث وكنت قد نويت أن أقسم العيدين بين أبي وأمي وبين المجاهدين ، فأما رمضان والعيد فعند المجاهدين لأن بصراحة الصيام والجهاد شيء عظيم وله طعم ثاني ، أما العيد الكبير فأكون عندهم وكنت قد مكثت مدة طويلة من أول أيام العطلة إلى قبل العيد الكبير بأسبوع واحد فقط ، رجعت لهم وأنا على نيتي هذا تقسيمي للأمر فقط وحينما رجعت لم أخبرهم ولم أتصل بهم بالتلفون مخافة أن يشتموني كالعادة ، فقلت سأذهب هكذا واللي كاتبه الله بيصير ، ودخلت عليهم البيت فجأة ، فأولاً قامت أمي واحتضنتني بشدة وهي تبكي حتى خيّل إليّ أنها لأول مرة تراني ، وبعدها قبّلت رأس أبي وجلست فقال : لماذا تكذب علينا أهذا هو الدين؟؟ فأجبته : حتى تعلم يا أبي أنت وأمي أن قد تعلق قلبي بالجهاد ولن أتركه ما حييت أبداً وأما الدراسة أردت أن أثبت لك أني لو أريد أن أدرس فكما رأيت سأكون من الأوائل ولكني بعت الدنيا وما فيها بالجهاد في سبيل الله فلا يحدثني أحد بعد هذا في أمر من أمور الدنيا ، فأراد أن يكمل فقالت له أمي: لا تفسد علينا فرحتنا دعه الآن ، فسكت وأخذَت تسألني : كيف تأكل ومالبسك وكيف نومك ومن هالأسئلة فأجبتها : أما الأكل فلا يوجد غير الجوع ، فبكت وقالت : يا ويلي وأثاريك نحيف وعظامك طالعة فقلت : والفقر والخوف والحرب فقط هذا اللي موجود هناك يا أمي : ) ، فغضب أبي وقال لي : أنت يا مجنون يا مسحور في ولد يكلم أمه كذا؟؟ قلت : إيه أنا لأني ما أكذب وما قلت إلا الحقيقة ، فغضب عليّ وطلع من الصالة زعلان ، وسهرت تلك الليلة مع أمي تسألني وأجيب عن كل شي وبعدها جاءت بالأكل العشاء وقالت : كل تغذى فأنت في بيتك مو عند الأفغان يجوعونك : ) فقلت لها : أين أبي ؟؟ وذهبت له ولكنه قال: لن آكل سد نفسي ولدك ، فقمت عن الأكل ودخلت غرفتي وأقفلت الباب ونمت ولم آكل .
وفي الصباح جلسنا سوية للفطور فلم أمد يدي ، فقال أبي : مالك لا تأكل ؟؟ فقلت : لن آكل حتى تأكل ، فقال لي: والله إنك نشبه : ) طيب خلاص كُل.. هذا أنا أكلت ، وفعلاً أكلنا جميعاً ثم قبّلت رأسه وقلت له : والله يا أبي إن قلبي قد تعلق بالجهاد وإن كنت وسأخبرك من علقني بالجهاد أنت وأمي وأنتم حاسبوه اتفقنا ؟ قال هات اسمه وأنا أعرف شغلي معه من هو؟ قلت الله عز وجل ، فسكتوا جميعا ولم ينطقوا بكلمه فغيّر أبي الموضوع فقلت له اسمع يا أبي واسمعي يا أمي والله العظيم لن أترك الجهاد في سبيل الله فإما أن ترضوا فأجاهد وأرجع لكم وإلا فسأذهب ولن تروا وجهي بعد الآن وتسمعون أني شهيد ولم ولن تروني فاختاروا من الآن لا تجننوني : ) أما أبي فقال : خلاص أنت حر بحياتك وأما أمي فقالت : والله لأشكيك لربي ، فقلت لها : وأنا موافق لكن ماذا تقولين له؟؟ ستقولين يا ربي إن ابني ذهب يجاهد في سبيلك ولم يجلس عندي ..أما تستحين من الله عز وجل؟ فسكتت وأبي قال : أنا قايلك يقصد أمي هذا مسحوووور سحرووه الأفغان مافيه طب : ) وخرج إلى عمله ، بعدها جلست أحدث عن الجهاد وأجر الشهيد وأنه من مصلحتها أن ابنها يستشهد وهي تقول : بس بس اسكت مابي أسمع شيء منك : ) وطبعاً كل يوم لازم لازم الوجبة المعروفة كل يوم يجيني واحد من الشيبان وهاتك نصايح يعني صرت ملطشة بالعربي : ) .
***
المهم وبعد أن جلست ما شاء الله لي أن أجلس نويت الرجوع للجهاد وأخبرت أبي وأمي فقالت : تمزح صح ؟؟ فقلت: لا ، فسقطت على الأرض مشلولة شلل نصفي وحملتها أنا وأبي إلى المستشفى ، وهناك اجتمع الدكاترة وبعد الفحوصات والإشعاعات اتفقوا على التالي على أنها قد شلّت شلل نصفي ولكن الفحوصات لا تظهر شيء مثل كسر في العمود الفقري أو عضو من الأعضاء والشلل نوعان عضوي او شلل انهيار عصبي وهي من النوع الثاني ولا يزول الشلل إلا بزوال السبب ، فقلت في نفسي اللهم آجرني في مصيبتي هذه واخلفني خيراً منها ، فسأل الأطباء أبي : مالسبب الذي جعلها تنهار هكذا ؟؟ فقال : هذا (وأشار عليّ) هذا ولدها يريد الذهاب للجهاد في سبيل الله وهي لم توافق خوفاً عليه ، وتخيلوا ردة فعل الدكاترة فقالوا: صحيح هذا؟؟ قلت: نعم ، وبدأ الهجوم كالعادة أنت عاق أنت مجنون أنت لن تدخل الجنة ولن تشم ريحها أنت وجهادك ومن هالكلام ، ثم خرجت من المستشفى لشدة الهجوم عليّ فقد تجمعوا على رأسي الدكاترة والممرضات فأثرت الانسحاب بهدوء ورجعت البيت ، فلما وصل أبي مرّ من عندي ولم يكلمني فعلمت أنه غضبان عليّ فقلت في نفسي اتركه اليوم فالصدمة شديدة عليه ، وذهبت إلى غرفتي وجلست أصلي وأدعوا ربي أن يشفي أمي .
وفي الصباح لم أرى والدي وكان قد بات في المستشفى عند أمي البارحة وكان هذا يوم الأحد فأوصلت اخواني وأخواتي الصغار لمدارسهم ورجعت للمستشفى ودخلت غرفتها وسلّمت على أبي ولكنه لم يرد عليّ فقلت لأبي: إذهب ارتاح بالبيت وأنا سأجلس معها ، فقال : أنت السبب اللي ادخلها هنا انقلع عن وجهي أبرك لك ، فعلمت أنه قد بلغ الغضب حده فخرجت وذهبت للمسجد أصلي وأدعوا لأمي بأن يشفيها ربي ، وأحضرت الأولاد والبنات من المدارس ، وكنت في كل صلاة في المسجد لازم لازم بعد الصلاة يصفّون شيبان المسجد عند الباب ويستلموني بالدور واحد ورى واحد يشددون علي بالكلام ، ويقولون : هذا عقوق ما هو دين وش هالدين الجديد ومن هالكلام ، حتى إنني صرت أذهب أصلي في مسجد آخر بعيد عن بيتنا ، ولكنهم جزاهم الله خير يلحقوني هناك ويصلون معاي وبعدها الورد اليومي لازم لازم أسمعه وأنا صابر وساكت ، وما يسمعون مني إلا قولة إن شالله فقط لا غير، أما عن أقاربي حدّث ولاحرج يأتون في البيت وأكيد تعرفون اللي أسمعه منهم من كلام ولكنه أشد وأقسى من الجيران بكثير ، فأبسطها كلمة هي قولهم : لا عاد تدخل بيوتنا يالعاق؟
وفي يوم الثلاثاء ذهبت كالعادة أزور أمي في المستشفى وكانت المستشفى كلها قد انتشر فيها الخبر تخيلوا ليس فقط الدكاترة والممرضات هم الذين يتكلمون علي لا لا بل تعداهم الأمر إلى المرضى ، فهذا شايب يتكلم عليّ وتلك امرأة لا أعرفها تتكلم عليّ وهكذا ، ثم تجمع الدكاترة وكانوا مَصريين جزاهم الله خيراً آنذاك وقالوا : تعال نريدك في كلمتين ، وخرجت من عند أمي لهم وإذا أبي واقف في الخارج فقال الدكتور: إيه رأيك يا عادل أنك تكذب على ماما وتئول أنك بطلت علشان تئوم من المرض دا هاه شرايك ؟؟ فقلت له : لا ، فقال : يا بني متستهدي بالله بقى ، قلت : لا أنا ما أكذب ، فالتفت الدكتورعلى أبي وهو يقول له : لا لا ابنك دا حنبلي بجد مالهووش حل : ) فغضب أبي ودخل عند أمي ، وأنا من كثر صجت الدكاترة والممرضات هربت وخرجت من المستشفى ، واليوم التالي كان يوم الثلاثاء ذهبت لأمي بالمستشفى وكانت كالعادة إذا وقفت أمامها تغمض عينها لا تريد أن تراني ، فألهمني الله عز وجل أن أقول لها : يا أمي بعد بكرة الخميس طيّارتي ورحلتي إلى الجهاد تأمريني بشيء ؟؟ فرأيت دموعها تنزل من عينها وهي مغمضة مصرة على أن لا تراني ، فقلت سبحان الله وطلعت وفي العصر ذهبت لزيارتها وكالعادة تغمض عينها ، فقلت : مارأيك أن نحتكم لشرع الله عز وجل اختاري الشيخ الذي تريدين ونرضى بحكمه بيني وبينك مارأيك؟؟ ففتحت عينها ففرحت والله فرحاً كبيراً وأشارت بعينها نعم موافقة ، فسألتها : أي شيخ تريدين ؟؟ فقال أبي وكان جالس معنا : أي شيخ الله يبلشك تراك أبلشتنا بدينك ذا : ) فقلت له : لا لازم هي تختار فتكلمت بصعوبة واللي فهمناه أنا وأبوي منها أن تبي رئيس محكمة الخبر قلت لها : محكمة الخبر رئيس القضاة يعني ؟؟ فأشارت بعينها نعم ، فقلت: حسناً موعدنا الغد إن شاء الله ، فقال أبي : أقول انقلع عن وجهي الحين أبرك لك ، فقلت له : سمعاً وطاعةً ، فرد عليّ : ما بي طاعتك طاعتك خابرها شف نتائجها في أمك : ) فخرجت ولم أرد عليه
يتبع :)
وفي البيت جلست أفكر في ماذا أقول للشيخ ؟؟ فمن جهة أنا لم يكن عندي أدنى شك في أن أي شيخ يقول لي : لا والسبب أني شاهدت فعل السوفييت في مسلمين الأفغان من قتل وتشريد بل وحتى تدمير وحرق المساجد وتحويل بعضها حظائر لتربية الخنازير فالموضوع عندي لا جدال فيه أبداً ، وتلك الليلة لم أنم إلا قليلاً بت أصلي لربي وأدعوه أن يشفي أمي وسبحان الذي لم يجعلني أفكر بالقاضي وماذا سيصنع في الغد ، وفي الصباح نزلت للصالة وإذا بأبي جالس وكأنه ينتظرني فقلت في نفسي الله يستر شكله ناويله على نية : ) وسلّمت عليه فقال لي ولم يرد السلام : اسمع ترى إن حدتني الدنيا على أن أختار بين أمك وأنت بضحي فيك واختار أمك سمعت لعنبوا اللنت سلوقيه يالسلوقي : ) ، فسكت ولم أرد عليه بل إني لم أفطر وذهبت للمستشفى وجلست عند أمي في المستشفى أنتظر الساعه 8 موعد فتح المحكمة ، وكنت أقرأ القرآن عندها فدخلت ممرضة مصرية ولما رأتني أقرأ القرآن قالت لي : لا يا شيخ عامللي فيها شيخ عشنا وشفنا مشايخ آخر زمن : ) ولم أرد عليها ، وحينما جاءت الساعة 8 ناديت الدكتور وقلتله : يالله جهز الإسعاف وأبي كرسي لأمي وأبي ممرضة بعد ، فقال لي : يبني مستهدى بالله والله أنا خايف عليك القاضي حيسجنك ما تبقاش حنبلي متفكها شوية ، قلت له : أقول العن ابليس وسو اللي قلتلك عليه ونت ساكت ، فذهب جزاه الله خير وجاء بممرضة وممرض وكلهم مصريين وأنزلنا أمي من السرير وجلسناها عالكرسي ، وبعد ما حطوا المغذي وكل الشغلات نزلنا للإسعاف عند باب الطواريء وركبنا فيه وكنت مع أمي ومشينا للمحكمة ، ولمن وصلنا وقف سواق الإسعاف عند موقف رئيس المحكمة فلاحظت لوحة مكتوب عليها موقف رئيس المحكمة وكانت فيها سيارة مرسيدس ، ودخلنا المحكمة واتجهنا لرئيس المحكمة واستأذنا في الدخول والعسكري اللي على الباب، دخل عند الشيخ يستأذن في دخولنا فأخرج الشيخ من كان عنده وبعدها نادانا العسكري ودخلنا ، وحينما جلست أمام الشيخ قال : مالأمر ؟؟ فقلت هذي أمي فحاولت تتكلم ولكنها لم تستطع ففضلاً عن الشلل كانت تبكي فأصبح الكلام صعب جداً وغير مفهوم ، وهنا انبرت الممرضة وأخبرت الشيخ كل السالفة والممرض أيضاً وقال للشيخ : وآدي رقم الدكتور إن كنت تتأكد ، فالتفت الشيخ علي وسألني : أنت ما تقول ؟؟ قلت : كل اللي قالوه صحيح ، قال : كيف يعني ؟؟ قلت : أنا بروح للجهاد في سبيل الله وبس ، قال : وينه فيه جهادك هذا؟؟ فغضبت من استهزائه بي ولكني كتمتها في نفسي ورديت : في أفغانستان ، فقال : وينها فيه أفغانستان ؟؟ وهنا قلت في نفسي هالشيخ شكله بجيب العيد ومايل مع أمي واضح وش السوات يا نجم الدين ؟؟ السوات أخرب الجلسة وأجحد الشيخ ولا أعترف فيه أصلاً أنه شيخ من الأساس ، وبدأت الهجوم عليه قلت : أجل ما تعرف أفغانستان ما تنلام أنت وين تعرف لفغانستان وسيارتك مرسيدس وبيتك قصر وتتعطر بالبخور والمسك ، ولاحظت ثلاثة بشوت معلقه في معلاق الملابس وقلتله وبعد ثلاث بشوت مو بشت واحد وتبي نجاهد : ) ياعزتي للجهاد اللي تعرفه بس ، ثم أكملت وقلت : أجل ما تدري وين أفغانستان أنت وجيلك اللي ضيعتوا فلسطين وش أفغانستان عند أولى القبلتين ؟ فقاطعني وقال بزعل : تأدب لا أسجنك ، رديت عليه وقلت : أدبني ربي حتى أني نزفت دماء في سبيل الله على قلة علمي الشرعي فأخبرني عن أدبك وماذا فعلت للإسلام والمسلمين؟ وهنا غضب علي غضباً شديداً وقال : إن لم تتأدب سأسجنك ، فقلت : بالله عليك مجاهد يقاتل الإتحاد السوفييتي ولم يهاب الموت على قلة عددنا وعدتنا نحن المجاهدين أتظن أني أخاف منك يا راعي المرسيدس؟ وكان كل ما كلمته يرفع الجريدة بيني وبينه فلا أرى وجهه ويزيد غضبي منه لأنه يستهزيء بي ، ثم جئت بالطامة الكبرى فقلت له : من الآخر أنا أصلاً ما اعترف فيك شيخ : ) وكانت نيتي أن أخرب الجلسة ويصير اللي يصير ، فنادى العسكري وقال اخرجه برة وجذبني الشرطي بقوه وقد كان سمع جلستنا من أولها فتعاطف مع والدتي وألقى بي خارج المكتب ، وبعد تقريباً نصف ساعة خرج العسكري وناداني أدخل فدخلت وأول ما دخلت قال الشيخ : أقول جاهد في أمك وخل عنك الجهل ، فرديت عليه على طول وأنا أمشي إليه : شرهتك على اللي يعدك شيخ أصلاً ، فقال لي : أغرب عن وجهي أنت قليل أدب وشاب جاهل مستهتر ولولا أمك المسكينة هذي كان أمرت بسجنك وجلدك علشان تتأدب والآن خذ أمك واذهب قبل ما أسجنك ، وكان يكلمني وهو رافع الجريدة ، فقلت في نفسي الحمدلله افتكيت من شره ومشينا أنا والممرض والممرضة وأمي إلى الإسعاف .
وعدنا للمستشفى وبعد أن حملناها للسرير قلت لها اليوم الأربعاء وبكرة رحلتي إلى الجهاد ولا يوجد وقت سأذهب الآن لأشتري بيجامات صوف من السوق من أجل الثلج ، فقالت : اصبر ، أتدرون ماذا حدث؟؟؟؟؟ تحركت ورفعت بيدها البطانية اللي على السرير وأنزلت رجليها ونزلت ومشت ، وقالت لي : بتوضأ وأصلي وخذني للبيت معك ، وأنا لا أكاد أصدق ما أرى ففرحت بها فرحاً شديداً وحمدت الله عز وجل على شفائها واتصلت في أبي في العمل وأخبرته فلم يصدق ، فقلت : تعال وشوف بنفسك ، وإذا بها تأخذ السماعة مني وتقول لأبي : سأذهب مع عادل للبيت وأنت كلّم المستشفى يطلعوني ، وفعلاً جاء الدكتور وكشف عليها واطمئن على صحتها وقال: الآن نعم أنت الآن ليس بكي أي شيء والآن سأكتب لكي خروج .
وذهبت أنا وأمي للبيت وفي الطريق كنت أشتم الشيخ بأشد الشتائم وهي تنهاني وأنا مواصل في الشتائم ، فقالت لي : برضاي عليك لا تشتم الشيخ ، فسألتها : لماذا ؟؟ قالت : أتدري لما أخرجك ماذا قال لي ؟؟ قلت : لا ، قالت : قال يا أختاه لماذا تتركين الشيطان يتلاعب بك أنتي عندك ابن يحبه الله ورسوله ألا تدرين أن الله ورسوله يحبون المجاهدين في سبيل الله ، اتق الله في ابنك ألم تري أنه لن يرجع عن الجهاد إن ابنك هذا قد استقر في قلبه أمر أتدرين ماهو؟؟ قال حب الجهاد في سبيل الله وكره الدنيا وما فيها فلا تحاولي رده ، واحمدي الله على هذا وأخشى ما أخشاه أن تردوه فيعاقبكم الله على رده فيبتليه فيأتينا هنا مثل هذه الملفات القضايا أتدرين ماهي ؟؟ قالت : لا ، قال: أحكام ندرسها قصاص أو تحبين هذا الأمر ؟؟ ألا ترين اعلمي يا أختاه أني وددت أن عندي ابن مثله ولا تأخذيه لشيخ غيري أخاف عليه منه فيسجنه ، ألم تري كيف يكلمني ويستهزيء بي وأنا رئيس المحكمة ، ثم من قال لكي أنه إذا ذهب الجهاد سيستشهد إن الموت والحياة بيد الله سبحانه ، وكم وكم من الصحابة رضي الله عنهم جاهدوا وماتوا على فرشهم وعلى رأسهم خالد ابن الوليد الصحابي الجليل رضي عنه وأرضاه وقبله سيد المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام ، يا أختي والله ثم والله ثم والله لقد صدق ابنك عادل فيني حينما قال أدبني ربي بالجهاد ونزفت دماً في سبيل الله دفاعاً عن الإسلام والمسلمين وأنا لست مثله تبين الصدق هذا الصدق . فياعادل إن كنت تريد رضاي لا تشتم الشيخ الكريم فقبّلت رأسها فقالت : عاهدني أنك لا تشتم شيخاً أبداً ، فقبّلت رأسها مرة أخرى وقلت لها : لكي مني عهد ووعد أني لا أشتم شيخاً أبداً .
***
ثم قالت لي : حدثني عن أجر الجهاد والمجاهدين والشهداء ، ففرحت وأخذت أحدثها وأحضرت كتب الحديث أقرأ منها لها فقالت : اسمع تريد موافقتي ؟؟ قلت : نعم تكفين ، قالت : بشرط ، فقلت : وماهو؟ وهنا كانت المفاجأة !!! قالت : أريد أن أجاهد في سبيل الله واكسب هذا الأجر العظيم ، فدهشت منها وربي ثم قلت لها : أمرك بيد أبي فهو ولي أمرك ولست أنا ، إن وافق والله إنك أحب الناس إلى قلبي وأبر البر بك هو أن آخذك للجهاد في سبيل الله وأن تنالي من هذا الأجر العظيم أريدك أن تغبرين رجليك في سبيل الله فتحرم النار عنك إن شاء الله وأريدك أن تشمي غباراً في سبيل الله ، فقالت : لا ليس هذا فقط بل أريد أن أخوض معركة في سبيل الله كما جاء في حديث رسولنا صلى الله عليه وسلم ، فقلت : وأي معركة ؟؟ قالت : أنت قلت لي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : " من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة " قلت لها : نعم ، قالت : وأنا أريد أن أقاتل في سبيل الله فواق ناقة ، قلت لها : أبشري لكن ولي أمرك يوافق وإلا فلا جهاد لك ، وفعلاً لما جاء أبي حدثته بالأمر فقال أبي لي وهو يضحك : لا بالله الولد سحر أمه : ) ثم وافق .
وأخذتها مع أخي الصغير أول متوسط وأخي الآخر أول ابتدائي أيضاً وأدخلتهم جميعاً للجبهة والمركز المتقدم فلم يكون أمامنا إلا السوفيت فقط وكل المجاهدين خلفنا ، وكانت هذه النقطة المتقدمة للمجاهدين الأولى وكان فيها 4 مجاهدين ، وكانت النقطة عبارة عن فتحة لمجرى السيل تحت شارع وعند المجاهدين راجمة صواريخ بي ام دوازده 12 صاروخ ، وكنا الساعة 8 صباحاً فقلت لأمي :أولاً قولي "وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى" ثم كبّري وقولي "الله أكبر" واضغطي هذا الزر تنطلق كل الصواريخ دفعة واحدة ، وفعلاً كبّرت ورمت فانطلقت الصواريخ ، ثم أعددت لها موجة ثانية وقلت : الآن تكبرين وتشكلين في الرمي عندك 12 زر يالله بسم الله وفعلاً حشرتهم أم عادل : ) ثم رجعنا للخندق استعداداً للرد ، وكانت العادة الرد يكون أكثر من رمي المجاهدين بكثير وذلك من خوف السوفييت وأيضاً عرض عضلاتهم أن ذخيرتنا كثيرة من باب ضرب معنوية المجاهدين ، ولكن هذه المرة بدأ القصف المجنون من الساعه 8 صباحاً إلى الساعة 10 ليلاً ولم يتوقف القصف بل شاركت الطائرات فيه أيضاً ، فأخذ المجاهدين يكبّرون ويقولون : زندباد ماما مجاهدين ، فسألتني : ماذا يقولون؟؟ قلت لها : يمدحونك وأطلقوا عليك لقب (أم المجاهدين) أتدرين لماذا ؟؟ قالت : لا ، قلت : لأن الرد عنيفاً ومستمراً وهذا يعني أنك أصبتيهم في مقتل فمن أجل هذا ردهم هكذا من قهرهم ، فحمدت الله وشكرته ، وكان أخي الصغير نادر كلما سقطت الصواريخ بالقرب منا ويرى الشظايا وتكون حمراء بلون الجمر من شدة حرارتها يخرج من الخندق ويجمعها ، وثم رجعنا بالليل الساعه 11 وبعدها رجعنا إلى السعودية ، فاتصل وقالوا لي الآن تأتي على أول طائرة ، فذهبت وحينما وصلت كانت المفاجأة ، فالمجاهدين الأفغان حينما علموا بوصول امرأة عربية للخط الأول ورمت السوفييت اجتمعوا وذهبوا للقادة وقالوا لهم: أما أن تأتي امرأة من بنات الصحابة وتجاهد وترمي السوفييت ومن النقطة المتقدمة فنحن نستحي من الله عز وجل ، فأي عذر لنا أن كان ونحن مجاهدين رجال وبالألوف ونقف عند حد وقفت عنده امرأة عربية من بنات الصحابة فالآن لكم أحد أمرين إما أن تتقدموا بنا فنحتل هذة القاعدة وإلا ننسحب من هنا فليس لنا عذر أمام ربنا ، فاستغل الأمراء حماس المجاهدين هذا وشنوا هجوما كبيراً واسعاً لمدة شهر ، كتب الله لهم النصر لنا فيها وهرب السوفييت واحتتلنا القاعدة رغم أنوفهم ، وأرسلوا معي خطابات شكر أمراء الجهاد منهم الشيخ عبدالله عزام والشيخ سياف وأمراء آخرين خطابات شكر لأمي ويقولون : تم هذا الفتح بسببك يا بنت الصحابة ، ومازالت أمي تحتفظ في خزنتها بهذه الخطابات إلى الآن ، فسبحان الذي هداها لهذا وسبحان ربي الذي فرجها على عبده نجم الدين بعد أن ضاقت بي السبل .
وكم ضائقة يضيق بها الفتى ***وعندالله منها المخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها**فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وسبحان الذي شفى أمي من الشلل وسبحان ربي الذي هداها للجهاد في سبيل الله بعد أن كانت ترفض أشد الرفض مجرد أن تسمع حديثي عن الجهاد والإسشهاد ، وسبحان ربي الذي أكرم أمي وجعلها سبباً في هذا الفتح الكبير ، وبالمناسبة أمي كانت المرأة الوحيدة بين كل المسلمات الغير أفغانيات التي جاهدت في سبيل الله وخاضت المعركة ضد السوفييت بجانب ابنها و4 فقط من المجاهدين ، وسبحان ربي الذي جعلني أبر أمي بهذا البر الكبير والعظيم وأن أميزها بين أمة المليار مسلم .
بمثل هذا العزم دعسنا بإقدامنا على ما كان يسمى بالإتحاد السوفييتي ومسحناه من وجه الأرض مسحاً ..
فالله أكبر ولله الحمد
يارب لا تجعل حياتي مذلة***ولاموتتي بين النساء النوائحي
بل شهيدا يدرج الطير حوله***وتشرب غربان الفلا من جوانحي
كتبه : نجم الدين آزاد
https://twitter.com/najm_alden_azad
القصة طويلة بس حلوة ... إهداء لأخوي الجميل ( محمد ) :)