اقتباس:
قصة بطولات المجاهدين في معركة مطار كابل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أحبتي في الله سأحكي لكم اليوم عن مدى غباء ما كان يسمى بالإتحاد السوفييتي وهي كالتالي :
في أحد الأيام خطط الأمير بالهجوم على مطار كابل كالعادة ولكن في هذه المرة كان الهدف من المعركة أولاً الغنائم وثانياً تدمير طائراتهم الجاثمة على المطار ، وكما تعلمون أحبتي أن مصدر المجاهدين الوحيد للسلاح والذخيرة غالباً يكون من غنائم السوفييت أنفسهم ، وبهذا يرتفع مستوى التسليح عندنا في يوم وليلة إلى الند للعدو ، فسلاحهم كما تعلمون من أفضل الأسلحة في العالم وجيشهم المسمى بالجيش الأحمر لديه أفضل ما توصلت له عقول علمائهم ومصانعهم ، ولهذا تجد أمراء الجهاد كثيراً ما يكون هدف العملية هي الأسلحة والغنائم ، فقبل أن تنتهي الذخيرة عندنا نهجم عليهم بعملية كبيرة ونغنم من الأسلحة والذخيرة تكفينا للأيام القادمة ، فسبحان الله العظيم بأسلحتهم نقاتلهم ونقتلهم سبحان الله ، وكان السبب في هذه المعركة أن الشتاء قد دخل وكما تعلمون أحبتي في الله أن الثلج يقطع الطريق علينا لباكستان ، ولهذا نتجهز له ونحسب حسابه قبل أن يقطع الطريق ، ورحم الله الشيخ الشهيد عبدالله عزام رحمة واسعة مع ابنيه الشهداء معه كان يقول واصفاً الثلج ومشاكله للمجاهدين : أن الثلج جنرال يقاتل إلى جانب الإتحاد السوفييتي ، فهم يستخدمون طائراتهم ويصلون إلى أبعد الأماكن وأعلى القمم في الجبال في دقائق معدودة ، أما نحن فالله المستعان ، لك أن تتخيل أخي الحبيب .
وبعد أن شرح الخطة لنا الشهيد الأمير عبدالواحد -رحمك الله يا أسد بغمان- يا من احتفل السوفييت في كابل والمطار ليلة سماعهم باستشهادك وأذاعوا الخبر في التلفزيون فرحين بمقتله ، ولكننا نغصنا عليهم فرحتهم وتلك حكاية أخرى ، فقال لنا : الهدف هو الديبوا عندهم (والديبوا يعني مخزن السلاح والذخيرة) ، وسأقسم قسماً من المجاهدين فقط لغنيمة الشاحنات التي سنحمل عليها الغنائم وقيادتها والرجوع بها إلى خيامنا في بغمان ، ومجموعتين لحماية شاحنات الغنائم ، ولا تنسوا أن تضعوا الأسرى في كل شاحنة حتى يمسك السوفييت عن إطلاق النار عليها ، وباقي المجاهدين مجموعة للمدرجات فلا أريد أن طائرة واقفة سليمة دمروها كلها عن بكرة أبيها الميغ 29 والسوخوي 28 والعقارب الصفراء الهليكوبترات ، والباقين على مهاجع الطيارين والجنود ، وتوقيت المعركة قبل صلاة المغرب في الغد إن شاء الله فاستعدوا بارك الله فيكم من الآن ، ولتنالوا قدراً من الراحة اليوم استعداداً لمعركة الغد .
فبتنا ليلتنا وهذه حالنا ، انظروا كيف كان المجاهدين قبل المعركة كان جل ومعظم المجاهدين يُوصُون ، فتجد أحدهم يكتب في وصيته إن كتب الله لي الشهادة في سبيله فأوصي بحذائي للمجاهدين يأخذونه وينتفعون به ، وأيضاً جاكيتي والبتول (وهو رداء من صوف يلتحف به) وكل شيئ ينفع المجاهدين يأخذونه ، فهو لهم ولا يدفنوه معي ، وأما المصحف الصغير وما أدراك مالمصحف الصغير وهو بحجم كف اليد يوضع في الجيب ، هذا أعز ما يملك لأننا نفتحه في المعارك ونقرأ منه ما تيسر من القرآن الكريم ، فكان يقول هو لمن لا يملك مصحفاً صغيراً يتلوا آيات الله منه ويتقوى على الأعداء به ، وأذكر في هذا كان الشهيد الشيخ عبدالله عزام رحمه الله رحمة واسعه كان ينهانا عن أخذ المصاحف للمعركة ، مخافة أن تسقط في أيدي السوفييت فيحرقونها ويقطعوها ، فقلت له مرة : وكيف نقرأ يا شيخنا في أثناء المعركه ؟؟
فقال لي : مما تحفظ ، فقلت : وإن كان حفظي قليلاً وأنا أريد قراءة سورة الأنفال والتوبة ؟؟
فقال وهو متبسماً : يا نجم أعلم أني لن أستطيع أن أثنيك عن هذا الأمر ، ولكن احرص على عدم سقوطه بأيدي السوفييت ،
فقلت له : أعدك بهذا شيخنا الفاضل . فهذا هو مكانة المصحف الصغير بين المجاهدين ، فهل عرفتم الآن أحبتي في الله أهميته حينما كان يوصي الشهيد في وصيته به ، وأصحاب الخيل يوصون بخيلهم أيضاً ، فسبحان الله كم من مجاهد فارس استشهد وكان أوصى بحصانه أو فرسه لأحد المجاهدين ، فكنا إذا رأيناه تذكرنا أخونا الشهيد رحمه الله .
وفي الغد وبعد صلاة العصر نزلنا إليهم من جبال بغمان الأبية الحرة ، ووصلنا إليهم بعد المغرب فصلينا وجمعنا المغرب والعشاء ، وكنا 1000 مجاهد وتوزعنا على حدود ثم كبّر الأمير وبدأنا الهجوم ، فأول ما اقتحمنا حراسات المطار هرب السوفييت إلى داخل المطار وتركوا دباباتهم ومدرعاتهم واستخدمناها ضدهم في الحال ، وواصلنا التقدم بأسرع ما نستطيع ركضاً على أقدامنا حتى نصل للمدرجات ، ونصل إليهم فنعزل سلاحهم الثقيل كله عن المعركة وكانت دباباتهم محاولة منعنا من التقدم إليهم ، ولكن هيهات هيهات ، لقد أسمعت لو ناديت حياً***ولكن لا حياة لمن تنادي ، حتى وصلنا بفضل من الله عز وجل إلى المدرجات ووطئناها بأقدامنا ، فيا الله ما أعظم أن تصل ركضاً على رجليك تواجه دباباتهم والشلكا والزيروبوش وأسلحتهم الثقيلة بكل أنواعها وتصل إلى المدرجات فتنتشر بين طائراتهم الواقفة والتي تعرف أنها هي نفسها التي تقصف المجاهدين والقرى المسالمة ، فالآن جاء وقت الإنتقام منها ، وما هي إلا لحظات وينقلب المطار إلى كرة من نار كبيرة ، فلقد بدأ المجاهدين بإطلاق الار بي جي على الطائرات ، وأخذت تنفجر وهي في مكانها رابضة لا حول ولا قوة لها ، وأذكر أنّ طيّاراً سوفييتياً كان على ما يبدو قد حط من توه وأخذ يمشي بطائرته في المدرج يريد أن يستدير لكي يأخذ الطريق لحظيرة الطائرات المخصصة له ، وحينما رآه المجاهدين اتجهت أسلحلتنا له فوالله إنه فتح غطاء طائرته على ما أظن كان يحاول النزول منها والهرب على رجليه ، فآخر ما رأيته والنار تنفجر بطائرته وهو واقفاً فيها قبل أن يقفز منها ، ورأيناه قد سقط على الأرض وقد افترشت الأرض بالنيران فسقط في وسطها ومن ثم اختفى وسط اللهب الكبير .
وكنت أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا كنت أبحث عن شلكا مضاد للطائرات أريده ، وإذا بأسدالله يقول لي : ما بك لماذا توقفت ؟؟ فأخبرته بأني أريد شلكا ، وأخذنا نبحث عنها بنظرنا في جميع الإتجاهات فوجدناها هناك بعيدة عنا عند طرف المدرج الثاني ، فقال : ماذا تريد بها يا نجم؟؟ قلت : أترى تلك الطائرات والعقارب الصفر في المدرجات البعيدة أريد تدميرها بها ، فأعجبته الفكرة وقال : أنا أساعدك ولكن على شرط ، فقلت : أشرط ، فقال : نتقاسم الجلوس وتدمير الطائرات النصف بالنصف ، فقلت : موافق على شرط أنا الأول فأنا صاحب الفكرة ، فوافق على مضض : ) ، فانطلقنا مسرعين على أرجلنا نحو الشلكا ، وكنا قد تجاوزنا المدرج الذي فيه المعركة فأصبحنا مكشوفين للعدو ، وكان الرصاص قد تركّز علينا من كل حدب وصوب ، فبدأنا نقصف الشلكا بالار بي جي ولكن لا نتعمد ضربها بل بجانبها لتخويف من عليها وكانت على شاحنة سوفييتية ، وعند اقترابنا هرب من كان فيها إلى الخلف نحو مباني المطار الكثيرة والكبيرة ، وعندها ركبت أنا وأسدالله عليها وجلست عليها ، وبدأت اطلق النار على المدرجات البعيدة عنا ، فوالله كنت أفجّر طائراتهم وأحرقها وهي رابضة وأسدالله يكبّر ويكاد يطير من الفرح ، وأيضاً لمحت مدرجات رصت عليها العقارب الصفر رصّاً واحدة بجانب الأخرى وبسم الله وعليها وجهت الرمي لها ، وبعد تدميرها كانت تتفجر الذخائر منها أكثر وأكبر من طائرات الجيت الأسرع من الصوت ، وهنا قال أسدالله : تنح يا نجم جاء دوري ، فقلت له : اطلب الله الله يعطيك : ) والله ما أنزل منها إلا لين ما يسمح خاطري توكل على الله بس : ) ، ثم أخذ يترجاني ويقول : والله لم يبقى إلا شي قليل من طائراتهم فاجعلها لأخوك ولك مني وعد أي شي تطلبه أنفذه لك ، فوافقت ونزلت وجلس أسدالله وأخذ يطلق النار عليهم حتى لم يعد على المدرجات طائرة رابضة أو لم ترى أعيننا طائرة رابضة .
وكنت قد لاحظت أننا بعيدين عن أخواننا المجاهدين فخفت أنهم لا ينتبهوا لنا ويبدأ الانسحاب وينسوننا هنا في المطار ، فقلت لأسدالله : توقف عن الرمي نريد أن نلحق بأخواننا ، ولكن المشكلة هي أن أسدالله (شاش رأسه ولاهوب حولي رقعها أفغاني وراكب شلكا شاللي ينزله الحين منها : ) )، وحينما علمت أنه لا يحس فيني نزلت من الشاحنة وبدأت أسوقها في اتجاه المجاهدين وكنت أدعو الله عز وجل أن لا يظن المجاهدين أنها من السوفييت فيقصفونا ، وكنت اسمع رمي أسدالله فيها فيطمئن قلبي بأن المجاهدين سيشاهدون الرمي على السوفييت ويعلمون حينها أننا مجاهدين ، وفعلاً وصلنا للمدرج الأول وكان المجاهدين قد بدأوا في الإنسحاب مع شاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة والأسرى ، فجئت خلفها وجلست أقود الشاحنة خلفهم وأسدالله مازال يرميهم حتى خرجنا من المطار وواصلنا السير ، وبعدها جاءت العقارب الصفراء تلاحقنا فتصدى لها أسدالله وأسقط طائرتين منهم ، ثم ارتفعوا إلى الأعلى وأخذوا فقط يراقبونا من بعيد ، حتى وصلنا لخيامنا سالمين غانمين ولله الحمد والشكر والمنة .
وكانت الغنائم والذخائر تكفينا لموسم الشتاء القادم وأزود وأكثر بكثير ولله الحمد ، بل إنّ الأمير الشهيد عبدالواحد رحمه الله رحمة واسعة أخذ في فرز الغنائم ، أتدرون ماذا وجدنا أحبتي في الله ؟ إليكم المفاجئة !! وجدنا صواريخ سام 7 ارض جو محمولة على الكتف فسبحان الله العظيم ، لماذا يأتي السوفييت بصواريخ أرض جو وهم يعلمون أن المجاهدين لا يملكون الطائرات ولا حتى هليكوبترات فالسماء باتفاق جميع دول العالم كانت للسوفييت فقط ؟ فأي حمق وأي غباء هذا ، يمدوننا بصواريخ أرض جو لإسقاط طائراتهم ؟ وهنا قال الأمير عبدالواحد : سبحان الله العظيم والله كان في نيتي فقط أن أغنم بعض الأسلحة الخفيفة وذخائرها فقط لا غير ، وإذا بالله عز وجل يفيض علينا من كرمه ورحمته بالمجاهدين بصاروخ أرض جو ، وأيضاً سلاح شلكا مضاد للطائرات فالحمدلله والشكر لله .. والله أكبر ، وهنا كبّر المجاهدين فرحين بما آتاهم الله عز وجل .
وكما قال الشاعر: ولم أر كأمثال الرجال تفاوتا *** لدى المجد حتى عد ألف بواحد
بمثل هذا العزم دعسنا بإقدامنا على ما كان يسمى بالإتحاد السوفييتي ومسحناه من وجه الأرض مسحاً ..
فالله أكبر ولله الحمد
كتبه : نجم الدين آزاد
https://twitter.com/najm_alden_azad
سبحانك ربي ما اعظمك قصص مجاهدينا ما شالله مشوقه ربي يثبتهم وينصرهم على القوم الكافرين يارب العالمين