المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خــطــافــ
أرض الأحلام : الحلقة الرابعه ..
إنتخابات ... من دون ترشيح ...
كاد رأس ( الرجل المسن ) أن يرتطم بعنف على نافذة السيارة الأمامية لولا أن تدخل ( أحمد ) ليمد ذراعه بصلابة كانت كافية لتحول دون إصدام رأسه وبعد أن إستقرت السيارة في سيرها بشكل طبيعي إلتفت ( أحمد ) وقال :
- ولكن كيف يحدث ذلك ، خصوصا وأنه أختفى منذ وقت طويل عن العمل الرسمي للنادي .
هز ( الرجل المسن ) رأسه رافضا وقال :
- كلا لم يختف عن النادي وحتى تفهم الأمر بشكل سليم فأنه يتطلب الأمر أن نعود إلى واقعة حدثت ولكنها لم تنشر في الصحف .
قال ( أحمد ) متفاجأ :
- ماذا ... أي واقعة تقصد ..
رفع ( الرجل المسن ) يده وقال :
- توقف هنا ..
وما أن توقف ( أحمد ) حتى فتح ( الرجل المسن ) الباب وأشار له بأنه يتبعه إلى داخل أحد المنازل ، فأشعل ( الرجل المسن ) أنوار المكان فنظر ( أحمد ) إلى الجهاز الضخم الذي يكاد يغطى نصف الغرفة وقال :
- ما هذا ..
انشغل ( الرجل المسن ) للحظات في تشغيل الجهاز والقيام بالضغط على بعض الازرار وإدخال بعض التعليمات المعقدة حتى أُضيئت الشاشة بأرقام أرجوانية اللون وبدأت في العد التنازلي وعندها قال ( الرجل المسن ) بإستعجال :
- هيا بسرعه أجلس على هذا الكرسي وضع هذا الجهاز على رأسك فليس لدينا سوى 10 ثوان .
- ولكن يا عماه ماذا يكون ...
قاطعه ( الرجل المسن ) وهو يضغط على آخر زر من أزرار الجهاز :
- أنها الآله التي سوف تعيدك إلى ما حدث .. ثم أردف :
- أنها آله الزمن ..
وفجأه وقبل أن ينطق ( أحمد ) بأي عبارة أخرى ..
أختفت الغرفة من أمامه وأختفى معها ( الرجل المسن ) ووجد نفسه محاطاً بصراخ مزعج ..
صراخ الجماهير ..
أعدادا مهوله من الجماهير كانت تحضر تلك المباراه في إستاد خليفه التي جمعت بين ناديي ( السد – والعربي ) حيث كان فريق الأحلام متقدما بهدفين مقابل صفر وفي مقعده بالمقصورة الرئيسية أنتبه ( أحمد ) لأحداث تلك المباراه وبدون سابق إنذار جاء الهدف الاول ثم الثاني لنادي السد بأقدام كلاً من ( سيرجيو وعبد الناصر العبيدلي ) وفي تحول غريب وغير متوقع جاء الهدف الثالث معلنا تقدم السد بثلاثة أهداف مقابل هدفين ..
وعندها فقط رأى ( رجل الظل ) يتحرك ويؤشر للحكم ثم يؤشر للمقصورة بشكل يدل على غضبه ..
وعلى تلك النتيجة إنتهت المباراه بفوز السد بكأس سمو ولي العهد وإثناء توزيع الميداليات الفضية على فريق الاحلام تقدم ( رجل الظل ) وتم تقليده الميدالية إلا أنه بعد خطوتين من مغادرته خلعها بشكل فيه نوع من المبالغة والتي تدل على عدم رضاه أمام كل من في المقصورة ....
وقبل أن يجد ( أحمد ) الوقت الكافي للتفكير ساد المكان ظلام دامس ووجد نفسه مرة أخرى أمام ( الرجل المسن ) والعرق يتصبب من جسده بغزارة حتى قال :
- لقد فهمت الآن سبب إختفائه بعد تلك المباراة .. ثم أكمل :
- إلا أنه عاد بعدها في عهد الشيخ / فلاح ولكنه أختفى بعد ذلك ..
تحدث ( الرجل المسن ) عندها وقال :
- صحيح ، لقد استمر كعضو مثل الاعضاء العاديين وليس الأعضاء المؤثرين في القرارات ، إلا أنه حاليا هو الذي يدير النادي وأغلب القرارات المتعلقة بعقود للاعبين كانت بناءً على توجيهاته ..
تسائل ( أحمد ) مغيراً دفة الحديث :
- لقد تم تحديد الإنتخابات في تاريخ 25 يونيو ..
هز ( الرجل المسن ) رأسه بالموافقة وقال :
- بالفعل ، ولكن لم يتقدم أحد للترشيح ..
- وماذا عن الشيخ / خليفه ...
نظر ( الرجل المسن ) إلى ( أحمد ) نظرة طويله وقال :
- في عهد الشيخ خليفة مر النادي بإنتكاسه ماليه ونظراً لذلك قام ببيع سيارته من نوع ( رولزريس ) وأودع حصيلة تلك البيعه في خزانة النادي .. ثم أكمل :
- النادي بحاجة إلى دعم مالي كبير وجدي والشيخ خليفه إلى آلان لم يتقدم للترشح ..
قال ( أحمد ) :
- لماذا لم يتقدم ..
تردد ( الرجل المسن ) قبل أن يجيب :
- في حقيقة الأمر لا أدري ولكنه ربما ينتظر الضوء الأخضر ، وإلا لما كل هذا التأخير في أن يتقدم أي مرشح ..
وقبل أن يسأل ( أحمد ) سؤال آخر أهتز باب الغرفة بعنف ..
منقول - العنابي .. رايق البال