هناك اسباب مختلفة لهذا العمل، ديني،شيطاني ، حب ...
اسباب اكل لحوم البشر:
1- أثناء المجاعات
2- في المدن المحاصرة
3- من بعض القبائل البدائية
4- كنوع من المبالغة في إيذاء العدو, حيث يأكل المنتصر من لحم المهزوم
5- اعتقاد البعض أن أكل لحم الأعداء ينقل قدراتهم لهم
6- كاحدى الطقوس الدينية أو طقوس الدفن
7- كمرض سلوكي جنسي
كذلك اقرأ الآتي ( وهو منقول بتصرف )
الاحكام المُسبقة تطغى على اغلب مفاهيمنا تجاه الاخر، معتقدين ان سلوكنا هو الاساس لقياس السلوك الطبيعي.
غالباً مايعتقد البعض ان الحيوانات والحشرات وحدها تأكل ابنائها وان اكل ابناء الجنس لبعضه امر غير فطري عند الانسان.
من الاحكام المسبقة ايضا الاعتقاد ان من الفطرة الدفن تحت التراب، بالرغم ان بعض الشعوب الاخرى تفضل ان تترك موتاها لتأكلها الطيور العليا على ان تأكلها الديدان الدنيا. فالدفن ليس من الفطرة وانما سلوك مكتسب. قال تعالى بعد ان قتل قابيل هابيل : ( فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين) المقصود ان الدفن مكتسب وليس بالفطرة.
لذلك ليس غريباً أن نرى ان الإتهام بأكل لحم البشر يعتبر اليوم مسبة، مع ان آكلي لحم البشر كانوا منذ فجر التاريخ والى اليوم القريب جزء من سلوك الانسانية. فهل قام الانسان بذلك كل الوقت لاسباب مقيتة كما يترآى للبعض؟
هل كل المجتمعات تعتقد ان آكل لحم الاخ امر سئ او مكروه؟
beth conklin العالمة في الانثربيلوجيا من جامعة ناشفيله في ولاية تينيسه الامريكية، عاشت عند قبيلة من الهنود الحمر البرازيلية تدعى wari تعيش في غرب البرازيل وقد نشرت تجربتها في كتاب بإسم consuming grief.
القبيلة الهندية "واري" إستمرت تأكل لحم ابناءها المتوفين حتى الستينات من القرن الماضي. يقول احد اعضاء القبيلة متألما اثناء عملية دفنه احد الابناء" في ذلك الوقت حيث كانت القبيلة تأكل الجسد، لم يكن المرء يحتاج ان يفكر ان ابنه مستلقي في حفرة باردة في اعماق الارض، نحن لم نكن حزناء على فقدان الابناء في السابق كما هو الامر الان". ماهي الاسباب التي ادت الى نشوء هذه العادة عند شعب الواري؟ النتائج التي توصلت اليها الباحثة الامريكية آثارت الدهشة.
الاغلبية لديها احكام مسبقة عن الشعوب التي تمارس اكل لحم البشر، فتعتبرهم متوحشين ، بربر، ومتخلفين، ولكن العالمة لاتتفق مع هذه التوصيفات غير العادلة. إنها تصف " شعائر الدفن" القديمة لابناء قبيلة واري على انها "
آكلة لحوم الاقرباء بفضل الحب".
السبب الذي يقف خلف هذه الوجبة الخاصة كان بالتحديد من اجل التعبير عن الاحترام ولوداع المفقود العزيز والتخفيف عن اهله.
الحقائق التي يكشف عنها بحث العالمة بيث يطرح العديد من التساؤلات الاخلاقية: هل حقاً ان الهومو سابينس (الانسان الحالي) قادر على اكل ابناء جنسه بدافع فطري طبيعي؟ ام ان اكل لحم الاقرباء ،كما في هذه الحضارة، يمكن ان يكون عادة وتقليد ناتج عن الاحترام والحب المترسخ في الابناء تجاه الاباء؟
الحقيقة من الصعب الوصول اليها بفضل تراكم الاحكام المسبقة والنكات الكلاسيكية في اساطير الشعوب. في القرن التاسع عشر كان من الشائع تصوير الاعداء والشعوب الغريبة في المناطق النائية بتصويرات تهدف الى الحط من قيمتهم، مثل الادعاء بأنهم اكلة لحم بشر ومتعطشين لشرب الدم، من اجل جعلهم كالحيوانات ورفع قدر الذات بالمقارنة بهم. القصة عن الرجل الابيض في الوعاء الكبير على النار، شائع في نكات الغربيين. من المثير الاشارة الى وجود العديد من الامثلة التي تشير الى ان الغربيين نفسهم كانوا يتعرضون ايضا الى الاتهام بأنهم من آكلة لحوم البشر. مثلا، في اثناء الحرب العالمية الاولى اتهمت الدعاية الانكليزية اعداءها الالمان بأن جيشهم يتغذى على لحم البشر المشوي في ساحات القتال.
اليوم يدفن شعب الواري موتاهم بالطريقة نفسها التي قررنا نحن انها "الطبيعية" بالرغم من ان طريقتنا الطبيعية تثير القرف عند كبار السن من شعب الواري تماما كما هو اكل لحم البشر بالنسبة لنا.