بن همام يحسم أمره من الترشح لرئاسة «الفيفا» و العالم لا يريد بلاتر
استاد الدوحه نت – الدوحه
يعلن محمد بن همام العبداللـه، رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قراره الحاسم يوم غد الجمعة موقفه من الترشح لمنصب رئاسة الفيفا وذلك في مؤتمر صحفي عالمي سيعقد في مقر الاتحاد الآسيوي بالعاصمة الماليزية. وستجري انتخابات الفيفا في يونيو المقبل.
وأعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن رئيسه محمد بن همام العبد اللـه سيعقد بعد ظهر غد الجمعة مؤتمرا صحفيا بمقر الاتحاد لتحديد موقفه النهائي من الترشح للمنصب الرئاسي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». ويأتي هذا المؤتمر في أعقاب تأكيدات وتكهنات وتوقعات وتلميحات من بن همام نفسه للترشح في الانتخابات الرئاسية الجديدة للفيفا أمام الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتر.
وسيغلق باب الترشيح لرئاسة الفيفا بنهاية شهر مارس الحالي، ولم يتقدم بعد أي شخص بشكل رسمي لمنافسة الرئيس الحالي بلاتر..
وتردد أن بن همام بدأ بالفعل في حشد تأييد العديد من الدول العربية والآسيوية كمرحلة أولى قبل أن يكثف من اتصالاته بحلفائه في أوروبا لدعم هذا الترشح مستغلا في ذلك حالة الاستياء التي سادت أنحاء مختلفة من القارة العجوز بسبب مواقف بلاتر من بعض الملفات الأوروبية التي تقدمت لاستضافة بطولتي كأس العالم لعامي 2018 و2022 .
وعلى مدى الأيام الأخيرة، نستطيع القول بدون مبالغة أن وسائل الإعلام العالمية كتبت عن ترشح بن همام ربما بأكثر ما كتبت عن القطري الشهير، منذ رئاسته للاتحاد الآسيوي وحتى الآن، والخلاصة أن العالم كله يترقب قرار بن همام، لا بل العالم يترقب أن يعلن بن همام منافسته لبلاتر «74 عاما» بعد أن قضى الأخير 13 عاما في رئاسة الفيفا ويسعى لولاية رابعة.
وسنتحدث هنا عن بعض ما تناولته وسائل الإعلام العالمية وخاصة الإنجليزية وما أبدته من تغطية دون ان نتدخل برأي لكن يتعين القول ان خلاصة الترقب هي أن العالم يريد رحيل بلاتر ونفس العالم وإن لم يكن هناك إجماع معلن على بن همام، إلا أن حتى الذين قد لا يريدون بن همام، يعتبرون أنه ما من أحد يمكن أن يكون أسوأ من بلاتر.
صحيفة «الجارديان البريطانية» أجرت استفتاءً تحت عنوان: من يجب أن يكون رئيسا للفيفا؟.. وتحت العنوان صورة تجمع رئيس الفيفا بلاتر إلى جانب محمد بن همام.. وجاءت نتيجة التصويت صادمة إذ حصل رئيس الاتحاد الآسيوي على قبول 90.4% من أصوات المشاركين مقابل 9.6% لرئيس الفيفا الحالي.
موقف الاتحاد الإنجليزي
وكالة «رويترز» كانت قد بثت خبرا الأسبوع الماضي نقلت فيه عن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم قوله انه سيدعم اي مرشح جدير بالثقة ضد سيب بلاتر في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي وأن الاتحاد الإنجليزي سيدرس ايضا ارسال خطاب الى القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم للتعبير عن الدعم.
وقال مصدر رويترز: نعتقد ان المدد الثلاث السابقة كافية وسوف نرسل اليه «بن همام» للتعبير عن دعمنا.. وأشارت الوكالة أن ان الاتحاد الانجليزي ما زال يشعر بالاحباط ازاء إقصاء انجلترا من المعركة على استضافة كأس العالم 2018 في ديسمبر الماضي.
وقالت مصادر: الفيفا يحتاج الى اصلاح كامل وتغيير في الزعامة وتحديث ورجل أكثر شبابا في القمة. لكن المتحدث باسم الاتحاد الانجليزي قال إنه لم يتم مناقشة الأمر لكن سوف يدرسه مجلس الاتحاد عندما يتم اغلاق باب الترشيح والاعلان عن جدول اعمال مؤتمر الفيفا. وقد رد بن همام في تصريحات إعلامية مرحبا بذلك الأمر..
حان وقت التغيير في الفيفا
أما موقع «سبورتس كيدو» فقد اعتبر تحت عنوان «حان وقت التغيير في الفيفا» ان رغبة العالم اجتمعت على رحيل بلاتر ورصدت في تقرير مطول عشرات التصريحات «المضحكة على حد قول التقرير» لبلاتر..
وننقل هنا أيضا التقرير دون تدخل..
التغيير.. الكلمة التي عبرت فوق الانقسامات العنصرية في الولايات المتحدة لتجعل باراك أوباما أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي لأقوى دولة في العالم وهي الكلمة التي يبدو أنها ستؤثر على العالم من جديد.. ولكن هذه المرة حان الدور على كرة القدم في العالم لتجرب التغيير..
سيب بلاتر، الذي ظل مسئولا «سواء كنا سعداء أو تعساء»، عن الفيفا منذ 1998 يواجه أكبر تحدي له من محمد بن همام..
ويقال ان بن همام، الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيكون مرشحا محتملا لمنافسة رئيس الفيفا سيب بلاتر على رئاسة الفيفا حيث يأمل السويسري في الحصول على ولاية أخرى كرئيس للفيفا للمرة الرابعة على التوالي.. الشخصية القطرية «الكاريزماتية» والعضو في المكتب التنفيذي للفيفا الذي يضم 24 شخصا منذ عام 1996، لم يعلن بعد بشكل رسمي ترشحه لمنافسة بلاتر، لكنه أعرب بقوة عن نيته في الدخول في الانتخابات وكتب على حسابه بصفحة الفيس بوك يقول:
المنافسة هي أفضل وسيلة لجعل المؤسسة نابضة وقابله للحياة.. المنافسة شيء جيد للمؤسسة، سواء للرئيس أو لأي منصب آخر.. وفي يناير الماضي، قال الرجل البالغ من العمر 61 عاما: التغيير هو مطلب للتطوير في حقيقة الأمر. لن أقول صريحا معك بنسبة 100% لكنني أعتقد أن الفيفا بحاجة للكثير من التطوير.. أعتقد أن هناك مجال للعمل بمقدوري القيام به، وهناك شيء ما يمكن أن أقدمه وأن أفعله لمجتمع كرة القدم في العالم..
ولحد معين ومؤكد، يبدو بن همام صادقا فيما يقول.. الفيفا بحاجه للتغيير.. فهناك سوء إدارة والأصوات تتعالى ضد الفيفا حتى من داخل كواليس الاتحاد الدولي.. واكتسب بلاتر سمعة سلبية وأفكاره العديدة تجلب الضحك من كل أطياف أسرة كرة القدم في العالم.. ومن بين ذلك:
- أعد سكرتير عام الفيفا السابق ميشيل زين ورفينين ملفا من 30 صفحة يحدد المزاعم حول سوء الإدارة المالية في مؤسسة الفيفا.. وهذه المزاعم كان يدعمها يوهانسون، وتم تسليم الملف للسلطات الآسيوية التي برأت ساحة بلاتر من أي أخطاء وأن على الفيفا أن تدفع كل التكاليف.
- تصريحاته قبل لقاء فرنسا وأيرلندا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم عندما اتهم تيري هنري بلعب الكرة بيديه وهو ما اعتبره الجمهور الأيرلندي تصرفا غير رياضيا.. انفجر رئيس الفيفا بالضحك وهو يروى قصة أن الاتحاد الأيرلندي طلب إقامة كأس العالم 2010 بثلاثة وثلاثين منتخبا.
- تصريحات بلاتر المستمرة هنا وهناك حول استخدام تقنية خط المرمى في كرة القدم أغضبت الجمهور الذي يرغب في رؤية تطبيق هذه التكنولوجيا بأسرع وقت ممكن بعد الأخطاء الفادحة ومن بينها إلغاء هدف صحيح لفرانك لامبارد لاعب انجلترا في كأس العالم الأخيرة أمام ألمانيا.
- اقترح الفيفا «أي بلاتر» تغيير هائل، وهو توسيع المرمى بحوالي 20 بوصه «أي حوالي ضعف قطر الكرة»، وإضافة ما يعادل قطر الكرة إلى العارضة، وهو التغيير الذي كان سيعتبر الأول في حجم المرمى منذ أن بدأت اللعبة في القرن الثامن عشر. ودفاع الفيفا يكمن في أن حجم متوسط لاعب الكرة ازداد منذ الوقت الذي وضعت فيه هذه الأبعاد!!.
أفكار عبقرية
ومن حسن الطالع، ما من هذه الأفكار العبقرية رأت النور بعد 13 عاما من حكم بلاتر ولذلك ما يزال العالم يستمتع بالكرة الجميلة بنفس النظام القديم.
وعلى الجانب الآخر، يبدو بن همام شخصية مثيرة للإهتمام، وهو المليونير الذي يمتلك مجموعة شركات «كيمكو» التي تعمل في مجال البناء والتشييد والعقارات في منطقة الخليج. وعلى الرغم من أن بن همام لم يتقدم بطلب ترشيح لمنصب رئاسة الفيفا، لكنه تعهد بأن يحسم أمره في خلال 10 أيام..
وبكل ما سبق من «إنجازات» خلال مشوار بلاتر، وبحقيقة أن بلاتر نجح في الحصول على 66 صوتا فقط من بين 207 صوت في الانتخابات الأخيرة، نستطع أن نتوقع أن التغيير ليس بعيدا عن الفيفا، وكل ذلك بحسب التقرير..
وفي صحيفة «الجارديان» كتب المحلل المعروف أوين جيبسون مقالة تحليلية بدأها بالقول: مقولة اللورد بالميرستون الشهيرة: لا يوجد أصدقاء ولا أعداء دائمين، وإنما مصالح دائمة، تبرز بشدة في عالم كرة القدم تشوبه ألاعيب السياسة.. والدرس المستفاد من 13 عاما في دهاليز الفيفا هو أن الترشح للرئاسة أمر محفوف بالمخاطر، ومسعى باهظ الثمن، وفي نهاية المطاف، يفوز سيب بلاتر.
ومضى يقول: لكن.. صاحب الشخصية «الكاريزماتية»، القطري محمد بن همام، الشاب صاحب الـ61 عاما مقارنة ببلاتر، يرصد ويراقب ويتابع ويتحين الفرصة منذ أن شق طريقه لنخبة كرة القدم وأصبح عضو بالمكتب التنفيذي للفيفا في عام 1996.
وطيلة هذا الوقت، لعب بن همام دورا رئيسيا في الحفاظ على نفوذ بلاتر لكنه يعترف أنه ولكون ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، يستهدف الترشح لرئاسة الفيفا في 2015، فإن الأمر بالنسبة له الآن أو أبدا..
وتابع المقال: رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تعلم من براجماتية بلاتر وهو الآن ينظر نظرة بعيدة المدى.. لقد اعترى الصراع الذي وقع قبل عامين عندما واجه بن همام تحديا كبيرا على قيادته للاتحاد الآسيوي من قبل الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم، وبدعم من الكوري تشونج مون جونج، هجوما شخصيا من الجانبين وهو الهجوم الذي وصل لحدود غير مقبولة.
وبعد ذلك بوقت قليل، التقى الرجلان «بن همام وتشونج» في مسعى لتحد محتمل لمواجهة بلاتر.. لكن رئيس الفيفا تمكن من الإطاحة برجل هيونداي القوي تشونج عن المكتب التنفيذي للفيفا، وعلى ما يبدو حدث ذلك بدعم من بلاتر.
لقد ظل بلاتر يعتقد دوما أنه لو كان هناك تحديا، فإن هذا التحدي سيأتي من الشرق، وعلى الأرجح من قبل بن همام، وهو «أي القطري» شخصية عصامية ورجل اعمال ثري، وانطلق من الصفر وحقق نجاحات لافته في السبعينيات والثمانينيات.. مجموعة شركات «كيمكو» التي يمتلكها، تعمل في مجالات البناء والعقارات والحفريات، وقد استحوذ على ملكيتها بالكامل في عام1985.
وهو الآن يكرس جُل وقته لكرة القدم، مثل الكثيرين الذين رأوا في كرة القدم طريقا إلى النفوذ العالمي وهو رئيس الاتحاد الآسيوي لتسع سنوات الآن. وطيلة هذا الوقت، كان يميل بميزان القوى إلى منطقة الشرق الأوسط وغير من وجه كرة القدم في المنطقة مستلهما من أوروبا كنموذج.
متحمس لكرة القدم
وأكد المقال ان بن همام متحمس لكرة القدم وكان قد انتخب رئيسا لنادي الريان القطري، المنصب الذي ظل يشغله لخمسة عشر عاما منذ 1972. وفتحت نجاحات النادي آفاق جديدة أمام بن همام، حيث تولى لفترة رئاسة الاتحاد القطري للكرة الطائرة والاتحاد القطري لتنس الطاولة.. وربما لا يبدو ذلك متناغما، لكنه كان شيئا يؤدي إلى المناصب في اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا، وهي وسيلة لتغليب المصالح والطموحات، وهي أمور جنت ثمارها دولة سريعة النمو.
بالنسبة للرجل الطموح محمد بن همام، أفسحت أربع سنوات على رأس هرم الاتحاد القطري لكرة القدم بداية من 1992 أمامه الطريق للوصول إلى المكتب التنفيذي للفيفا في عام 1996، والفضل بدرجة ليست قليلة يعود إلى مباركة بلاتر..
ويعتقد أن بن همام لعب دورا كبيرا في تمويل حملة بلاتر الرئاسية في عام 1998 ومرة ثانية في عام 2002، وهو ما جعل السويسري ممنون كثيرا له.. وفيما يجوب بلاتر العالم طولا وعرضا بحثا عن أصوات، وبتركيز خاص على إفريقيا، على متن طائرة سعودية، كان من المألوف أن تجد بن همام بجواره.
لكن الثنائي اختلفا في عام 2009، ويعتقد أن بلاتر تراجع عن اتفاق مع بن همام للرحيل بعد فترتين كرئيس للفيفا.. ومنذ ذلك الحين، سعى الاثنين لحشد الجهود لتقويض الآخر.
بن همام، وهو وجه مألوف في عالم كرة القدم الدولية، يمزج بين الحداثة لمنطقة ناهضة في النمو مع التمسك بالتقاليد.. وهو صاحب بال طويل مع أسئلة الصحفيين وربما يطلب المزيد فيما لو كان الأمر يصب لصالحه..
آسيا ستصبح رائدة
وفي مقابلة مع صحيفة «الجارديان» قبل عامين، أوضح بن همام فلسفته التي تربط الاتحاد الآسيوي بالنمو الإقتصادي العالمي.. يقول بن همام: في غضون 20 عاما، ستصبح آسيا الرائدة في كرة القدم في العالم.. لدينا 3.7 مليار نسمة، ولو استطعت فقط أن تستقطب اهتمام الآسيويين، فأنت لديك ثلثي سكان العالم.. آسيا لديها اقتصاد قوي، لننظر للهند، الصين، اليابان، والشرق الأوسط.
وعلى مدونته، وبأسلوب يشير إلى أنه خليفة محتمل لبلاتر، كتب يقول: أنا ملتزم تماما بنشر كرة القدم إلى كل ركن وزاوية من العالم، ولنشر طبيعتها النابضة في شتى أنحاء البسيطة، وللإستفادة من جمال ومتعة كرة القدم كدافع للتغيير الإجتماعي، وفي نهاية المطاف، لتشريع هذه التجربة لتصبح وسيلة حياة.
ولا ينقص بن همام أيضا الثقة في النفس.. ففي أعقاب الفوز الاستثنائي لقطر بتنظيم مونديال 2022، عرض على موقعه الشخصي رسالة تلقاها من إبنه حمد يقول فيها.. أنا أكثر الناس في العالم حظا لأنك ابني... سأكون محظوطا ليس بأن أكون نصف رجل مثلك، لكن ربع رجل مثلك.. وحتى قبل أن يساعد بلاده قطر في الحصول على مونديال 2022، كان بن همام يعتبر ثالث أقوى رجل في عالم الرياضة وهو الذي أقام علاقات قوية جدا مع أكبر القوى بأندية كرة القدم بما في ذلك رئيس البريمييرليج ريتشاد سكودومور. وكان بن همام واحدا من الذين لم يرق لهم خطة «39 مباراة» في الدوري الإنجليزي، لكنه منذ ذلك الحين رحب بإقامة مباريات للبريمييرليج في المنطقة.
لم يكن بن همام عضوا في ملف قطر 2022، لكن بدون تأثيره داخل غرفة المكتب التنفيذي، كان حاضرا.. وقبل عام مضى، ومنذ أن أضاء شرارة التكهنات أنه سيترشح لرئاسة الفيفا، قضى بن همام وقتا طويلا ليقيم فرص نجاحه.. بن همام سيقدم نفسه كمرشح شجاع قادم للإصلاح، واعدا بالتغيير تحت مسميات الشفافية وحسن الإدارة.. وهو يفهم كيف يتعاطى مع وسائل الإعلام، وهو ينشط على مدونته وعلى الفيس بوك..
لكن البعض قد يتساءل عما إذا كان شخصا في كواليس الفيفا لأكثر من 15 عاما قادرا بحق على تقديم جديد فيما يشعر آخرون أن أي شخص، إلا بلاتر، سيكون أفضل.
هل نستطيع ان نقول ان قطر ستقف وتدعم ابن همام الذي جلب كاس العالم لقطر
ام ستتخلاى عنة.
