شهر رمضان المبارك منّ الله سبحانه وتعالى علينا بأن جعل لنا - برحمته - مواسمَ طاعاتٍ تتضاعف فيها الأجور،
وتُشفى بها القلوب من الذنوب والأهواء، وتزدان الأجواء خلالها بنور الطاعة والإيمان،
رمضان أغلى هذه الرحمات؛ زائرٌ عزيز وضيفٌ كريم، شهر الرضوان والغفران، إنه شهر الهدايا الربانية والعطايا الإلهية من أول ليلة فيه!
حيثُ الثواب المنهمرُ الّذي أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفّدت الشياطين ومردة الجن، وغُلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مُنادٍ كل ليلة:
يا باغيَ الخير أقبِل ويا باغيَ الشر أقصِر". جَعَل الله عزّ وجلّ الصيام طريقًا نهتدي من خلاله إلى التقوى،
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) {البقرة، 183}؛
فمن معاني "لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ": تتّقون الذنوب والمعاصي وتبتعدون عنها، فالتقوى أن يجعل العبد بينه وبين المعاصي حاجزًا - كوقاية - ؛ فيراه الله حيث أمره ولا يجده حيث نهاه، ومن معانيها أيضًا: اتّقاء الجهل بقَدْر نعمة الله تعالى علينا، وأداء حقّها بشكرها. فضائل رمضان وبشائره
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)؛
إشارةً إلى عِظَم الجزاء والثواب فقد تكفّل به سبحانه. يَغفر الله لمن يصوم هذا الشهر ما تقدّم من ذنبه على أن يصومه إيمانًا واحتسابًا لأجره، ويرجو الإخلاص في ذلك،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ).
الصّيام جُنّة؛ أي وقاية وحجاب وحِصن لصاحبه من كل ما يؤذيه من شبهاتٍ وشهواتٍ وشر.
إنّ لله عتقاء في كل يوم وليلة، يعتقهم الربّ من النار وعذابها. باب الريّان ثواب الصائمين يدخلون منه يوم القيامة إلى الجنّة بإذن الله تعالى.
الصبر الجميل ثمرة الصيام الغالية. فيه ليلة العمر؛ ليلة القدر فهي خيرٌ من ألف شهر وفضلها عظيم لا يُقدّر بثمن. شهر القرآن والدعاء؛ ففي كل آيات الصيام جاء عقبها ذكر الدعاء إشارةً إلى أنّ الصائم مرجوّ الإجابة في شهر البركة أكثر من غيره بإذن ربه.
شهر التعاون والإحسان بين الناس أكثر من غيره؛ ففيه إطعام الفقير وإعانته وتقديم الصدقة له والشعور معه في جوعه.
