خارج النص!

ما جرى في سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي خارج عن نطاق القراءات العلمية والتفسير المنطقي للاشياء‚ صحيح ان ثمة عوامل تقف وراء ارتفاع اسعار الاسهم والزيادة في حجم وقيمة التداول على ضوء ما يحققه الاقتصاد من نتائج غير مسبوقة‚ بالاضافة إلى الاسباب المرتبطة بالنتائج المالية القوية للشركات المدرجة والاعلان عن الثالث من ابريل موعدا لتداول الاجانب للأسهم والانتهاء من الاكتتاب في شركة ناقلات مما يساعد في ايقاف عملية التسييل وغيرها من العوامل الايجابية التي تحكم مسار أسعار الاسهم صعودا وهبوطا

كل تلك عوامل مؤثرة وحيوية في التحكم في طبيعة الاسعار وهي تصب جميعها في صالح الارتفاع وهذا ما حدث‚ حيث رأينا ان اسهما صعدت بنسب مئوية عالية خلال الأسبوع الماضي وصل بعضها إلى 40% وشارفت عشرات الشركات المدرجة هذه النسبة المئوية في وضع آثار القلق لدى عدد كبيرمن المتابعين لاداء الاسهم في السوق المالي وهو قلق ليس نابعا من ان الارتفاعات لا تستند لواقع ملموس سواء على صعيد الاقتصاد الكلي أو وضع هذه الشركات التي حققت فتوحات كبيرة خلال العام الماضي وبنى بعضها استراتيجيات للمستقبل ستضاعف من أداء هذه الشركات ومن نتائجها المالية ايضا وانما مبعث القلق هو تلك الهجمة التي ادت إلى بلوغ نسب مئوية في اسبوع كان مقدرا لها شهور

والسؤال هو لماذا؟

الإجابة ببساطة ان السوق المالي خلق ظروفا مواتية لواقع استثماري جديد وشجع الكثير من المترددين لدخول هذا المجال وهو أمر طيب ولكن طبيعة معظم هؤلاء تتسم بالاستعجال وجني الارباح بسرعة وتلك وضعية تشبه «السيف ذي الحدين» وتلك مجموعة ضارة حتى ولو في المدى البعيد ‚صحيح ان السوق المالي يتحمل المضاربة‚ ولكن ينبغي ان تكون مضاربة ايجابية قائمة على ادراك ووعي وفهم لطبيعة السهم المضارب عليه من خلال المقارنات بين القيمة السوقية والقيمة الدفترية وعائد السهم وغيرها من الآليات التي تعين على الشراء أو البيع

والسوق المالي يرتفع بقوة يستحقها خاصة انه يملك مقومات هذا الارتفاع ولكن يبقى التذكير ان يكون الارتفاع مرتبطا بمعطيات موضوعية وليس اطلاق الاشاعات الضارة والتي ينشط فيها البعض لتحقيق مكاسب ذاتية تضر بالآخرين والاقتصاد الوطني

محمد عوض