ليش صار اليوم غير!؟
بعد انقضاء إجازة "الزواج" بأسرع مما تمنى..
ركب صديقي الخليجي سيارته عائدا لدوام بعد انقضاء اسبوع "العسل"..
ذلك اليوم..اختلفت عنده السماء و الأرض..
الشمس عادت له جميله...
و الشوارع أصبحت مبهجه..
و قاد سيارته بسلاسة و بغير رعونة
و تحمل من السائقين الآخرين اخطائهم
بل و كل ما أمكنه.. اعطاهم الأولوية للمرور
امام سيارته..
عند بوابة الدوام..ابتسم للحارس و رأى انه
شخص باش و باسم..فألقى عليه تحية مع الابتسام..
ثلاثة اعوام انقضت ..
بعد ان انهارت تجربته الأسرية فجأة..
عاش صديقي مرارات و آلام..
وتجرع الآلام تلو الآلام..
لذلك كانت تزعجه الشمس القوية كل صباح..
و الزحمة المرورية..
و الحراسة اليومية امام بوابات الدوام!
اما اليوم..احس ان كل شيء تغير و اصبحت
ايامه و كل ما تقع عليه عينيه..ذات ألوان زاهية و روائحها "الافتراضية" عطرية!
فما الذي تغير في الواقع!؟
الشمس -كما يعلم الجميع- هي ذاتها و لا
يستطيع التحكم فيها حتى ترامب زعيم أقوى دولة!!
و الشوارع..زحمتها هيه هيه!!
و الدوام ظل في ذات مكانه و أسلوب الحراسة ان لم يزد فيه التشدد فقد ظل
كما كان في الأيام الماضية!!؟؟
مع ذلك..يعتقد صاحبي ان الحياة تغيرت
و الشمس أصبحت اجمل و زحمة الشوارع
أصبحت مقبوله وغير مؤذية..
التغيير الداخلي هو السر!
فلا الشمس و لا الحر و لا البرد و لا أي من الناس يملكون "ريموتات" تؤثر و تتحكم فينا و في مشاعرنا !
الضيقة والسعه..
السرور و الحزن
مصادرها في داخلنا..
اما العوامل الخارجية فهي تقريبا غير متغيرة
و لا تكترث اصلا لمشاعرنا و لا افكارنا ..
فلو انها كانت تتاثر بالناس..
فهي كانت ستتغير كل ثانية تسعة مليارات مره!..
بل ومع كل تغريدة "لترامب" الأهوج..
سيصبح فجأة الليل نهار و النهار ليل..
و الحق باطل و الباطل حق..
و العدل ظلم..و الجور و الظلم حق!!
إذا..
علينا إمساك زمام "ريموتاتنا" للتحكم " بنا"...
و لا نتركها -كسلا- بادعاء انها تحت سيطرة عوامل "خارجية"..
صديقي ابو يوسف..تمكن من علاج اثار الخيبة و آلام و مرارة الطعنة الخلفية..
وعادت له ألوان الحياة زاهية كما عرفته منذ اكثر من عشرين عام..لكن ذلك لم يكن ابدا بسبب
تغير الشمس و لا انحسار الزحام ولا تغيبر الدوام.. فقط عادت له السيطرة للتحكم
بأزرار "كونتروله" الداخلية!