عبادة الذل والانكسار بين يدي الله
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
عبادة الذل والانكسار بين يدي الله
التضرع لله وحده لا شريك له والتذلل له من صفات المؤمنين،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق)حسنه الألباني،
ديننا دين الأخلاق ،وأعظم الطاعات في ديننا،حُسـن الخُلـق
الأنكسار لله هي من أحب العبادات لله،
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام(البـر حُسن الخلق)رواه مسلم،
النبي صلى الله عليه وسلم، قال(إن من خياركم أحســنكم أخلاقاً)متفق عليه،
ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلقِ حســن،
ومن أعظم أسباب دخول الجنة هي حُسن الخلق
قال عليه السلام، لما سُأل عن أكثر ما يُدخل الناس الجنة، قال(تقوى الله وحسن الخلق)رواه الترمذي، وحسنه الألباني،
وقال عليه السلام(إن من أحبكم إليَّ و أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً)رواه الترمذي، وصححه الألباني،
ماهى أبرز الصفات التي يجب أن تتحلى بها الأخت المسلمـة،صفتان،
الحياء،
وصفة التواضع،والخضوع والذل لله،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،
أولاً،السجود،فإنه غاية الذل والخضوع،وهذه حال الساجد،
ثانياً،الافتقار إلى الله،فهو مقام عالٍ يصل إليه العبد من طرق كثيرة،أبرزها،العبودية ،والدعاء ،والاستعانة والتوكل،
فإذا تحصَّل العبدُ على مقام الذل لربه تعالى،ظهر مقام الافتقار،وعلم أنه لا غنى له عن ربه تعالى،بل صار مستغنٍ بربه عن غيره،فكمال الذل ، وكمال الافتقار،يَظهران في تحقيق كمال العبودية للرب العالمين،
قال ابن القيم رحمه الله، إذا صح الافتقار إلى الله تعالى،صحَّ الاستغناء به ، وإذا صح الاستغناء به،صحَّ الافتقار إليه ، فلا يقال أيهما أكمل،لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر،لأن كمال الغنى به هو كمال عبوديته ،حقيقة العبودية،كمال الافتقار إليه من كل وجه ، وهذا الافتقار هو عين الغنى به،
ومما يظهر فيه مقام الافتقار إلى الله تعالى،الدعاء،
كما قال موسى عليه السلام ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ )النمل،
وكما قال تعالى عن أيوب عليه السلام ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ )الأنبياء،
وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم(اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين،وأصلح لي شأني كله،لا إله إلا انت)
رواه أبو داود، وحسَّنه الألباني،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،المقصود،في أن سعادة العبد في كمال افتقاره إلى ربه،ويعرفه،واحتياجه إليه، ويتصف معه بموجب،من الذل ، والخضوع ، والخشوع ،
لكن يظن أحدهم استغنا، فيطغى ، كما قال تعالى ( كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رآهُ اسْتَغْنَى )
ومما يظهر فيه مقام الافتقار إلى الله تعالى، حين يستعين العبد بربه ويتوكل عليه،
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فكلما ازداد القلب حبّاً لله،ازداد له عبودية ، وكلما ازداد له عبودية ،ازداد له حبّاً ،وفضَّله عما سواه ، فالقلب لا يصلح،ولا يفلح،ولا ينعم،ولا يسر،ولا يلتذ،ولا يطيب،ولا يسكن،ولا يطمئن،إلا بعبادة ربه وحبه،والإنابة إليه،
ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات،لم يطمئن،ولم يسكن،إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ، ومحبوبه ، ومطلوبه ، وبذلك يحصل له الفرَح ، والسرور ، واللذة ، والنعمة ، والسكون ، والطمأنينة،
وهذا لا يحصل له إلا باعانة الله له،فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله،فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة( إياك نعبد وإياك نستعين )
اللهــم كما أحســنت خَلقَــنا،فاللهــم أحســِن خُلُقنــا،واجعلنا من المنكسرين والمتذللين اليك.
