لاتحزنوا ابناءكم بسبب الاختبارات
سمعنا عن اباءوامهات يضربون ابناءهم ضربا مبرحا ان نقصت درجاتهم في الاختبارات المدرسية ، لذلك اود ان اوصل لكم رسالة ايها الوالدان ، الصحابة رضي الله عنهم لم يتم اختبارهم كل اسبوعين او كل شهر ولم يطلب منهم ان يكرسوا يومهم من الصباح الى العشاء للدراسة فقط ، ولم يُنهكوا فب حل الوظائف المنزلية ، ولم يتم منعهم من الحياة الاجتماعية والزيارات ورؤية الاصدقاء ، ومع ذلك كانوا اغلبهم ذوي اخلاق عالية بل وفتخوا بلدان بعلومهم .
كما انه لاتوجد آية او حديث او قصة في الاسلام تدل على انه يجب عصر الطالب في الدراسة من الصباح الى المساء ، ولا يوجد دليل على ضرورة تكثيف المناهج في التدريس وعلى كثرة الاختبارات والوظائف المنزلية التي تمتص من طاقة واعصاب الطالب واسرته ، فالاسلام حث على العلم ولكن لم يحث على الغرق في الدراسة ليلا ونهارا وعلى تكثيف الاختبارات ، بل ركز على الاخلاق اكثر .
ومن اخترع اسلوب تكثيف المناهج وكثرة الاختبارات والوظائف المنزلية التي بسببها تنفق مبالغ طائلة ، هو الانسان ، وليس كل مايقرره الانسان يكون صحيحا ، فاصحوا ايها الوالدان ولا تحزنوا ابناءكم ان نقصت درجاتهم ، بل ركزوا على اخلاقهم ودينهم ووفروا لهم البيئة التربوية المناسبة والراحة والنفسية .
فابناءكم امانة من عند الله تعالى ، و نعمة حرم منها الكثيرون ، فلا تسيئو لهم ولا تعكروا صفوهم بسبب شخص قرر تكثيف المناهج ولم يركز على اخلاق الطالب ونفسيته وراحته وراحة اسرته ، فاغلب الامراض النفسية لدى الابناء سببها سوء تعامل الوالدين معهم واجبارهم على مايكرهون وكذلك البيئة المتوترة ، فما فائدة الطبيب او المهندس ان كان يعاني من امراض نفسية او يتصف باخلاق سيئة ؟ علينا ان نعلم بانه لا خير في عالِم دون اخلاق .