●●● مقال ورأي: كيف تكون مستثمراً ناجحاً؟




أشرف عيسى

يعد الشرق الأوسط، بثرواته الطبيعية واقتصاده القوي وبيئة الاستثمار الحر التي يوفرها منطقة مثالية لنجاح الأعمال والأنشطة الماليةو لكن على الرغم من كل هذه العوامل المشجعة، فإننا نرى بعضاً من كبار المستثمرين يخفق في تحقيق أهدافه المنشودة عند استثمار الأصول الشخصية والعائلية. بل إن البعض منهم قد يرتكب عدداً من “الأخطاء الاستثمارية الشائعة” كأن يسيء اختيار الأصول التي يستثمر فيها، أو أن يتخذ قراراته وفقاً لـ"توقيت" السوق، أو أن يفقد التركيز على أهدافه بعيدة المدى.


واستناداً إلى خبرتنا في إدارة الثروات العالمية وتقديم خدماتنا للعملاء في منطقة الشرق الأوسط وباقي أنحاء العالم، قمنا بوضع استراتيجية محكمة وجيدة التخطيط لضمان نجاح الاستثمارات. وترتكز هذه الاستراتيجية على النقاط التالية:

* اعرف نفسك: يدرك المستثمر الناجح نظرته الخاصة للحياة، فالبعض منهم يتبنى النهج الذي يدعو إلى أن يمسك المرء بزمام المبادرة في حياته ويتولى إدارة شؤونه بنفسه، في حين يشعر البعض الآخر بالراحة أكثر عندما يوكل مهمة اتخاذ القرارات اليومية المرتبطة بإدارة أمواله إلى أحد المختصين في إدارة الأموال ممن أثبتوا جدارتهم في أداء مهامهم.

* اعرف حدود إمكاناتك: إذا كانت أولوياتك هي إدارة الأعمال والسفر بكثرة والتركيز على الشؤون العائلية، يجدر بك عندئذ أن تنظر بواقعية إلى كمية الوقت المتاحة لك كي تتولى إدارة استثماراتك شخصياً.

* حدد أهدافاً واضحة ومعقولة استناداً إلى الظروف الاستثمارية السائدة. فعلى سبيل المثال، لن يكون من الواقعي أن يطمح أحدهم إلى تحقيق عائد على الأصول بنسبة 15% دون أية مخاطر في ظل الظروف السائدة حالياً في أسواق المال. (مع أن الكثير من المستثمرين يتمنون حصول ذلك)

* قم بتنويع محفظة استثماراتك: يتبع المستثمر الخبير الحكمة القائلة "لا تضع البيض كله في سلة واحدة". وينبغي على أصحاب الأعمال والشركات أخذ حذرهم من ضيق النظر وحصر استثماراتهم ضمن نطاق تخصصهم فقط، إذ من شأن محفظة استثمارات متنوعة ومهيكلة بأسلوب جيد أن تحد من المخاطر الاستثمارية وتسهم في تحقيق النتائج المالية المنشودة.

* ادرس الأمور من منظور عالمي: في ظل النمو المتسارع لاقتصادات الشرق الأوسط، توفر المنطقة مجموعة واسعة من الخيارات الاستثمارية. ولكن في عالمنا المعاصر، لا ينحصر الاستثمار في منطقة بعينها، فالخيارات الاستثمارية المتنوعة تكاد تكون غير محدودة ومتاحة في كافة أنحاء العالم من "وول ستريت" إلى شانجهاي، ومن موسكو إلى بوينس أيريس.

* تعامل مع عدد محدود من مديري الأموال: يمتلك بعض المستثمرين علاقات مع عدد كبير من المستشارين الماليين. وفي معظم الأحيان، يمكن للمستثمر تحقيق نفس مستوى المكاسب الذي يحققه مع مستشارين كثر وبكلفة أقل، وذلك عبر الاعتماد على 2 أو 3 مديرين ماليين فقط.

* قم بمراجعة أداء مديرك المالي بشكل دوري، إما فصلياً أو سنوياً، حيث تتيح لك هذه الخطوة تحليل أداء محفظتك الاستثمارية وإجراء التعديلات الضرورية.

* استثمر على مستويين اثنين: إذا كنت ترغب بلعب دور فاعل في إدارة استثماراتك، بإمكانك إنشاء محفظتين منفصلتين تضم إحداهما الشطر الأكبر من الأصول وتكون تحت إدارة مدير مختص، والثانية، بحجم أصغر وتتولى أنت إدارتها.

* كن مستثمراً حكيماً: من المهم أن تتبع استراتيجية استثمارية ثابتة خلال تقلبات السوق الصاعدة أو الهابطة. ويجدر بك الابتعاد عن الخضوع لأثر العواطف كالغضب أو الطمع، إذ من شأن ذلك دفعك لاتخاذ قرارات قد تحقق مكاسب على المدى القريب ولكنها تلحق الضرر بمحفظتك الاستثمارية على المدى البعيد.إن اتباع هذا الأسلوب العالمي لإدارة الثروات عند اتخاذ قراراتك الاستثمارية من شأنه إرساء أساس متين يتيح لك تحقيق أهدافك المالية، ويمنحك مكاسب تدوم طويلاً وإرثاً ينعم به أولادك وأحفادك.



* الكاتب مدير إدارة الثروات العالمية للشرق الأوسط وتركيا في بنك "أمريكان إكسبريس"