تشهد هذه الأيام حركة غير طبيعية داخل أروقة البريد العام,, حيث أن هذه الأيام تشهد ارسال الكثير من الرسائل البريدية من جانب الشركات المساهمة اما للدعوة لحضور اجتماع الجمعية العمومية للشركة,, أو ارسال شيكات الأرباح عن طريق البريد المسجل,, ولكن وللأسف فان هذه الرسائل تمثل عائقا كبيرا أمام المساهمين سواء للحصول على دعوات حضور اجتماع الجمعيات العمومية,, او حتى استلام شيكات الأرباح عن طريق البريد المسجل..
وقبل ان نطرح مشكلة المساهمين مع البريد,, فدعونا أولا نذكر بأن ادارة البريد دائما تقوم بتذكير الشركات المساهمة بضرورة عدم ارسال دعوات حضور الجمعية العمومية أو شيكات الأرباح الا عن طريق البريد المسجل والذي يعتمد على حضور الشخص بنفسه أو من ينوب عنه أمام شباك البريد المسجل وانتظار دوره حتى يأتيه الموظف لاعطائه رسائله الخاصة والتي تقوم الشركات المساهمة بارساله للمساهمين,, حيث تقوم ادارة البريد بوضع اشعار داخل صندوق بريد الشخص بوجود بريد مسجل له عند الشباك لاستلامه.
وتكمن المشكلة للمساهمين والتي بدأت تظهر على السطح منذ عامين بالتحديد وخاصة مع طرح أسهم الصناعات في السوق,, حيث يضطر الشخص في بعض الأحيان الى الوقوف في الطابور لأكثر من ساعة حتى يستطيع الوصول الى شباك البريد لاستلام بريده المسجل أو شيكاته الخاصة بالأرباح,, حيث يكتظ مئات الأشخاص حول الشباك المخصص لاستلام البريد المسجل انتظارا لدورهم في الوصول الى الشباك,, وتكمن المشكلة أن هذا الوقت من العام تشهد انعقاد معظم جمعيات الشركات المساهمة وموسم توزيع الأرباح,, ولو افترضنا أن عدد المساهمين المسجلين بسوق الدوحة للأوراق المالية عددهم يقترب الآن من ال 200 الف مساهم,, فهذا يجعلنا نعتقد بأن ادارة البريد تقوم وبطريقة غير مباشرة باتباع خطوات لاتخدم هذا الزمن الذي نعيشه من التقدم وسهولة الحصول على الخدمة بأقصر الطرق,, حيث ان طريقة توزيع البريد الى المساهمين طريقة بدائية جدا وفيها تأخير لمصالح الناس حيث أن ادارة البريد تقول انه مادامت ان هناك شيكات ,, فلا بد اذا من وجود بريد مسجل,, والشيء الغريب في الأمر ان الشيكات الصادرة من الشركات المساهمة سواء كانت أرباحا أو نتيجة فائض اكتتاب يكتب فيه على الشيك(( لايصرف الا للمستفيد الأول)) اي ان العملية تصبح غاية في السهولة لأن البنوك لا تصرف الشيك الا للمستفيد الأول,, وفي بعض الأحيان يكتب على الشيك (( يجب ايداع الشيك في حساب المستفيد الأول)) اي لا يصرف نقدا,, ومع ذلك نرى ان ادارة البريد تصر على تسليم الشيكات عن طريق البريد المسجل,, وأنا لا أعرف اذا الفائدة من وضع الصناديق العادية,, حيث أصبحت لا تشكل ضرورة في بعض الأحيان دام أن العملية أصبحت بريدا مسجلا.. وأذكر ان ادارة البريد أقامت الدنيا وأقعدتها في العام الماضي حين أرسلت شركة وقود شيكات الأرباح عن طريق البريد العادي,, وتم استلامها بكل يسر وسهولة,, ولم تحصل أي مشاكل تأخير بالنسبة للمساهمين في استلام أرباحهم,, الا ان ادارة البريد لازالت تصر على عدم ارسال الأرباح عن طريق البريد العادي.. مع ان عدد موظفيها لا يسمح لها أن تقوم بدورها على أكمل وجه في ايصال أرباح الشيكات عن طريق البريد المسجل..
ومع عودة أموال (( الناقلات)) وتوزيع الشركات لأرباحها السنوية,, ودعوة الشركات التي لم تعقد اجتماعها السنوي,, فاننا نعتقد بأن المساهمين سيجدون أنفسهم من جديد مع مشكلة البريد المسجل والتي أصبحت ظاهرة تغلقهم كل عام..