السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
هلا اخ دكتور
جزاك الله خير يا أخي ....وبخصوص اللعن وأنه يحرم ! و
بني إسرائيل لعنوا على لسان داود وعيسى بن مريم بعصيانهم وعدوانهم
عموما انا رح اذكر بعض الاشياء بخصوص الدعاء ولعن اليهود...
لقد حرمت شريعة الإسلام لعن المؤمن حتى لو كان في أوج معصيته لخالقه تعالى.
قال الإمام شمس الدين الذهبي في كتاب الكبائر:-
اعلم أن لعنة المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين ،
و يجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة كقولك : لعن الله الظالمين ، لعن الله الكافرين ، لعن الله اليهود و النصارى ، لعن الله الفاسقين ، لعن الله المصورين
و أما لعن إنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني أو ظالم أو زان أو سارق أو آكل ربا فظواهر الأحاديث إنه ليس بحرام . و أشار الغزالي رحمه الله إلى تحريمه إلا في حق من علمنا أنه مات على الكفر ، كأبي لهب و أبي جهل و فرعون و هامان و أشباههم ، قال : لأن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله و ما ندري ما يختم به لهذا الفاسق و الكافر .
وأما الحديث الذي ذكرته، فيقول في شرحه الإمام النووي :-
قوله صلى الله عليه وسلم : "لعن المؤمن كقتله" الظاهر أن المراد أنهما سواء في أصل التحريم وإن كان القتل أغلظ، وهذا هو الذي اختاره الإمام أبو عبد الله المازري، وقيل غير هذا مما ليس بظاهر".
فكيف يترك الأمر الإلهي بالعداء الذي هو «عبادة». وكيف نحذر من غضب الله «من لم يسأل الله يغضب عليه» بل كيف يجرؤ ولي الأمر على إلغاء ما هو معلوم من الدين بالضرورة فالدعاء على اليهود والنصارى ولعنهم والبراءة منهم أمر إلهي أمرنا لله به في كتابه قال تعالى : { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم...} وأمرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم «لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».
بل كان المسلمون في النصف الثاني من رمضان يخصصونه في الدعاء للمسلمين والدعاء على الكافرين كما جاء في البخاري «وكانوا يلعنون الكفرة في النصف «اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمتهم وألق في قلوبهم الرعب وألق عليهم رجزك وعذابك إنه الحق».
والواقع أن هناك تلازما ماداموا هم أعداء الله فالواجب استنصار الرب والدعاء عليهم وإلا تركنا أعظم أسباب النصر على العدو.. لأن اليهود والنصارى لا يختلفون عن غيرهم من الكفار إذ إن النصوص العامة في الكفار والمشركين تشمل أهل الكتاب ما لم تخصص بدليل وهذا محل اتفاق لأن القرآن نص على أن من لم يؤمن منهم بالإسلام فهو كافر مشرك خالد في النار.
وهذا نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو على قريش بعد أن قضى صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وقال: «اللهم عليك بقريش.. اللهم عليك بقريش.. اللهم عليك بقريش».
بل إن الأنبياء لجأوا إلى سلاح الدعاء في حال الفزع والجزع فهذا نوح دعا على قومه عندما استضعفوه وكذبوه وردوا عليه فقال : { رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا }.
وكذلك موسى دعا على فرعون عندما طغى وتجبر وتسلط ورفض الهدى ودين الحق فقال : { ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم }.
و أن الدعاء هو السلاح الوحيد الذي بأيدي المسلمين بعد أن أغلقت الحدود واجتهد عملاء أمريكا على إماتة روح الجهاد في الأمة
وجزاك الله خير على التعليق لتعم الفائده.
وتحيـــاتي