الغارية من اجمل القرى القطرية و لها مكانه خاصة عند الجني بسبب ذكريات الصبا و من يتمعن في موقع القرية يجد فيها سحر عجيب فهي تقع على مرتفع من الحجر , مرتفعه عن سطح البحر و تسمع صوت الموج عند هبوب الرياح الشرقية (كوس) و من يتأمل القرية يتمنى لو عاد الزمان و استطاع ان يقضي يوما واحدا مع اهلها الذين سمع عنهم و لم يراهم.
الغارية التي قال فيها الشاعر الكبير ماجد بن صالح الخليفي عندما رحل عنها ثم رجع اليها بعد طول غياب و انشد قائلاً (بالفصحى)
يا عينُ جودي بدمع منكِ مدرارِ ........... واحكي السحابَ إذا هلّتْ بأمطارِ
وابكي على جنّة طاف المنونُ بها ......... قضّيتُ منها فما قضّيتُ أوطاري
يا عينُ هذا أوانُ الدمع فانسكبي ........ وابكي عليها وسِحِّي دمعكِ الجاري
فلو بكيتُ عليها الدهرَ فيضَ دمٍ ......... في حقّها ما بلغتُ ربعَ معشار
قد جئتُ للدار لما أُبْتُ من سفري ....... نحو الحبيب فما في الدار ديّار
يا طولَ حزني عليها ثم يا أسفي ........ ما أنغصَ العيشَ بل ما أوحشَ الدار
قد كنتُ أحذر هذا قبل موقعهِ ............... فالآنَ يا بينُ قد حقّقتَ أحذاري
يا دهرُ ما لكَ قد كدّرت عيشتَنا .......... بعد الصفاء فقد شِيبتْ بأكدار
فهكذا الدهرُ لم يُبقِ على أحدٍ ............ وهكذا الدهر إقبالٌ وإدبار
أبقيتَني واحداً في الدار منفرداً ........... من بعد أُنسي بها يا طولَ أحساري
إن كنتَ أسقيتَها كأسَ الردى فلقد ........ أسقيتَني بعدها كاساتِ إمرار
هلّتْ على قبرها سحابة فسقتْ ........... تلك العظامَ التي في الترب دثّار
وقفاً عليها سلامُ الله ما طلعتْ .......... شمسٌ وما خفقتْ في الجو أطيار
وما تأوّه قلبي ثم ما ذرفتْ .............. عيني عليها بآصال وأَبكار
إني لأرجو من الرحمن يجمعنا ........... في جنّة الخُلد في ظلّ وأشجار
و قد اشعر الشاعر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني العديد من اشعاره و منها
عمّن ترحّل سالي الدار ياعين ........... استعلميها وانشدي ياحزينه
قولي هلك يادار منك غدوا وين ......... من بك وقف ينشدك ماتخبرينه
هل نرتجيهم هم على الأرض حيين .... لوهم مع من في المقابر دفينه
قالت حشا ماهم تحت الأرض فانين ..... أمس الضحى عني غدوا بالظعينه
مدوا على شبه القنا والعراجين .......... هجنٍ جليلات المرافق متينه
يومك تراهم يامحمد مقفين ............... عنّك ولا ماعشرتك زاهدينه
راحوا وهم ياولد جاسم معيفين .......... ما أظنهم لك بالوصال منتوينه
حيث إنهم منك حماسى وزعلين ......... نيّاتهم راحت وهي مستشينه
قلت إسكتي من ذا الخبر بس تكفين ..... يادار نقضتي جروحٍ دفينه
هذا الخبر ياعين هلّي نظيرين ........... بالك لدمعك عقبهم تذخرينه
إبكي على لاماه حتى تذوبين ............ يمكن تروف قلوبهم يافطينه
و رافقتنا الى الرحلة احدى عجائزنا اطال الله في عمرها التي وصفت لنا اطلال المدينه و كأننا نستمع الى مسلسل و حكت لنا اين كان ابوها و خالها و بالرغم من ان نظرها ضعيف الا انها وصفت مواقع لم تراها هي و شاهدناها نحن