«إعمار» و«ديار» يعودان بالأسهم إلى حالة الترقب



واصلت أسعار الأسهم تراجعا مع بداية تعاملات أول أيام الأسبوع وسط استمرار تراجع أحجام التداول التي لم تنجح ببلوغ سقف مليار درهم في سوقي أبوظبي للأوراق المالية ودبي المالي. وجاء التراجع في أداء الأسهم نتيجة استعداد المستثمرين للدخول في اكتتاب شركة الديار العقارية »ديار« الذي سيبدأ الأحد المقبل مما انعكس سلبا على السلوك الاستثماري سواء للمضاربين أو للمستثمرين التقليدين.


ويتضح من خلال الإحصائيات الرسمية تراجع المؤشر العام لسوق الإمارات بنسبة 0.46% خلال تعاملات الأمس مغلقا عند مستوى 3939 نقطة، فيما بلغت قيمة التداولات 862 مليون درهم، وبلغت خسائر القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة نتيجة تراجع الأسعار نحو 2.4 مليار درهم


بعدما انخفضت من 520.8 مليار درهم إلى 518.4 مليار درهم وبرغم تفوق عدد الأسهم الرابحة على الخاسرة طبقا لما تظهره إحصائيات هيئة الأوراق المالية والسلع فان تراجع الأسهم القيادية في السوق كان له الأثر السلبي الأكبر على المؤشرات العامة للسوق وفي مقدمتها سهم إعمار العقارية واتصالات.


وقال خبراء في السوق ان حالة الترقب مازالت تسيطر على سلوك المتعاملين في السوق بانتظار ما ستكون عليه توجهات الأسعار خلال الفترة القادمة وبعد اتضاح ما ستسفر عنه عملية الاكتتاب في شركة ديار العقارية. وتوقعوا ان يتم سحب جزء من السيولة المتوفرة في السوق وذلك للمشاركة في عملية الاكتتاب التي تعد الأضخم على مستوى الدولة نظرا لكبر حجم رأسمال شركة ديار.


وقال حمود عبدالله السياسي مدير عام شركة الإمارات الدولي للوساطة ان اقتراب عملية بدء الاكتتاب في شركة ديار العقارية أخذت تنعكس بآثارها النفسية على المستثمرين، مشيراً إلى ان المضاربين باتوا يتخوفون من الدخول في مضاربات نتيجة تراجع الأسعار وارتفاع نسبة المخاطرة مما يدفعهم إلى العزوف عن اتخاذ أية قرارات في الوقت الراهن.


اما المستثمرون التقليديون فهم انتقائيون في استثماراتهم ولا يدخلون السوق الا في أوقات محددة. وقال عبدالله ان حجم الأسهم المطروحة للاكتتاب من قبل شركة ديار سيساهم سحب جزء من السيولة نتيجة قيام عدد كبير من الراغبين بالمشاركة في الاكتتاب بتسييل نسبة من أسهمهم في السوق لتغطية نفقات الاكتتاب.


وأوضح ان عملية التسييل هذه إلى جانب عزوف المضاربين مؤقتا عن المضاربة سيؤثر على إحجام التداولات في السوق خلال الأيام المقبلة، معربا عن اعتقاده استمرار حالة الترقب مسيطرة على التعاملات طيلة فترة الاكتتاب.


بداية مرتفعة


وبالعودة إلى تفاصيل التعاملات على مستوى الأسواق فقد بدأت المؤشرات العامة لسوق دبي المالي وأبوظبي للأوراق المالية على ارتفاع بداية جلسة التداول الا انها ما لبثت ان أخذت بالانخفاض في خطوة فسرها البعض بأنها كانت آخر عمليات المضاربين قبل خروجهم من السوق والاكتفاء بالمراقبة خلال الأيام المقبلة إلى حيث بلوغ الأسعار مستويات سعرية جديدة من الانخفاض تكون مناسبة للمضاربة من جديد وجني أرباح سريعة كما جرت العادة في السابق.


وفي سوق دبي المالي تراجع المؤشر العام للسوق بنسبة 0.18% تحت وقع الانخفاض الذي سجله قطاع العقارات والإنشاءات بالدرجة الأولى، وقد أغلق المؤشر في الجلسة عند مستوى 3805 نقاط، فيما لم تتجاوز قيمة التداولات 525 مليون درهم وعدد الأسهم المتداولة 189 مليون سهم نفذت من خلال 5969 صفقة


ومن إجمالي أسهم 22 شركة جرى تداولها في السوق انخفضت أسعار أسهم 9 شركات فيما ارتفعت أسعار أسهم 7 شركات وحافظت أسهم 6 شركات على أسعارها السابقة. وكان ملحوظاً في سوق دبي المالي خلال تعاملات الأمس تراجع سهم إعمار العقارية إلى 10.65 دراهم قبل ان يعود إلى الإغلاق في نهاية الجلسة على 10.75 دراهم، الأمر الذي دفع العديد من المتعاملين للتخوف من تراجع السهم إلى ادنى مستوى له منذ 52 أسبوعاً خلال الأيام الثلاثة القادمة.


اما في سوق أبوظبي للأوراق المالية فلم تختلف الصورة حيث بدأ المؤشر مرتفعا مع بداية الجلسة الا انه ما لبث وان عاد إلى التراجع مغلقا عند مستوى 3048 نقطة وبانخفاض نسبته 0.58%، علما بان التأثير السلبي على المؤشر جاء نتيجة تراجع قطاع الخدمات الاستهلاكية والبنوك.


وبرغم تراجع المؤشر العام للسوق الا ان أحجام التداول شهدت ارتفاعا في سوق أبوظبي للأوراق المالية حيث بلغت قيمة الصفقات المبرمة 336 مليون درهم فيما بلغ عدد الأسهم المتداولة 108 ملايين سهم نفذت من خلال 2310 صفقات. وسجلت أسعار أسهم 23 شركة ارتفاعا في أسعارها من إجمالي أسهم 45 شركة جرى تداولها في السوق فيما انخفضت أسعار 18 شركة وحافظت أسهم 4 شركات على أسعارها السابقة.


وبعد التراجع الذي شهدته نهاية الأسبوع الماضي عاد سهم اسمنت الخليج إلى الارتفاعات القياسية من جديد حيث صعد إلى مستوى اللمت اب مغلقا على 6.55 دراهم تلاه سهم سيراميك رأس الخيمة الذي ارتفع بنسبة تجاوزت 8.3% فيما كان سهم البحيرة للتأمين الأكثر خسارة متراجعا إلى مستوى اللمت داون.


»دبي المالي« الأكثر نشاطاً


وفي المحصلة النهائية فقد بلغ عدد الشركات التي تم تداول أسهمها في سوق الإمارات 66 من أصل 114 شركة مدرجة في الأسواق المالية. وحققت أسعار أسهم 31 شركة ارتفاعا في حين انخفضت أسعار أسهم 26 شركة بينما لم يحدث أي تغير على أسعار أسهم باقي الشركات.


وجاء سهم »سوق دبي المالي« في المركز الأول من حيث الشركات الأكثر نشاطا حيث تم تداول ما قيمته 150 مليون درهم موزعة على 59.18 مليون سهم من خلال 1.826 صفقة. واحتل سهم »اسمنت الخليج« المرتبة الثانية بإجمالي تداول بلغ 95.62 مليون درهم موزعة على 14.61 مليون سهم من خلال 240 صفقة.


حقق سهم »اسمنت الخليج« أكثر نسبة ارتفاع سعري حيث أقفل سعر السهم على مستوى 6.55 دراهم مرتفعا بنسبة 9.53% من خلال تداول 14.61 مليون سهم بقيمة 95.62 مليون درهم. و جاء في المركز الثاني من حيث الارتفاع السعري سهم »سيراميك رأس الخيمة« الذي ارتفع بنسبة 8.36 % ليغلق على مستوى 3.89 دراهم للسهم الواحد من خلال تداول 320 الف سهم بقيمة 1.24 مليون درهم.


سجل سهم »البحيرة للتأمين« أكثر انخفاض سعري في جلسة التداول حيث أقفل سعر السهم على مستوى 7.92 دراهم مسجلا خسارة بنسبة 10.00% من خلال تداول 5.111 سهماً بقيمة 40479 درهماً. تلاه سهم »اسمنت الفجيرة« الذي انخفض بنسبة 8.31% ليغلق على مستوى 3.97 دراهم من خلال تداول 0.15 مليون سهم بقيمة 0.60 مليون درهم.


ومنذ بداية العام بلغت نسبة التراجع في مؤشر سوق الإمارات المالي -2.26% وبلغ إجمالي قيمة التداول 83.57 مليار درهم. و بلغ عدد الشركات التي حققت ارتفاعاً سعرياً 28 من أصل 114 وعدد الشركات المتراجعة 65 شركة.


ويتصدر مؤشر قطاع الخدمات المرتبة الأولى مقارنة بالمؤشرات الأخرى و محققا نسبة تراجع عن نهاية العام الماضي بلغت -0.72% ليستقر على مستوى 3.811 نقطة. في حين احتل مؤشر البنوك المركز الثاني بنسبة -3.15%ليستقر على 4.226 نقاط.


اجتماع لإدارة بنك الشارقة في لندن


أبلغ مجلس إدارة بنك الشارقة سوق أبوظبي للأوراق أنه سيعقد اجتماعاً في لندن يوم الثلاثاء المقبل وذلك لمناقشة التقرير المرحلي لمدققي الحسابات والبيانات المالية كما في 31 مارس 2007 كما سيبحث المجلس بعض العمليات الاستثمارية.