يا ذات الوجه المليء بالحب والشظايا ..
في رحالـكِ وحدة تقهر الصمت ..
معقل فوضى ممزوجة بعبق ليس لشيء .. سوي ..
ذكريات عارية منتصبة في الروح
تشعرني بذبول رغبة عابرة .. لذكرى لا تزال .. تأمل
و أنا لم أعد أنتظر شيئا .. بعد غروب الشمس
أعرف أني حين ارتمي للفّقد يصبح فقدهم للأبد
وأن كل تصرف بعد ذلك
ما هو إلا مجرد صراع لاهوتي للبقاء في دائرة المستحيل
رغم الممكن حين ألتقيهم ... رغم ممكن أستعيدهم
فمن المستحيل احتواء نبض تحت شغب الفتون ومتاهات جنون

ظلت تنسج بخيوط واهية أحلامنا
ثم بقينا وقوفاً هكذا لا نقبض علي شيء
إلا بقايا خّـدر لمسات عنوةً تجعل الأشياء تنحني لقامة الماء
وبكل أناقة ترتدي الصعود في محطة وداعكِ الأخيرة
بعد تحليقها في فضاء المنسيات
تشاطر الليل آخر أغنية رددها القلق
الذي أودعها غياب .. نصف أسراره
ونصف أخر خبأه في لحظةٍ زرقاء
نول روح مطرزة بخيوط القمر وانسكاب المطر
على مرايا القرنفل ... وعطر ندى الفجر
عرائشاً تتدلى منها عناقيد الغنج ونشيج الأقحوان
المراق على قارعة الفقّد وأرصفة التيّه
كي تهدينا شغاف فرح ممزقاً العتمة بتقاذف ابتسامات البعد
هاهي الأمكنة خبئت أعشاشها في عينيكِ ليستوطنها
الأرق والقلق لترانيم الغسق وهديل الشفق

وتبقى لي .. بردي .. وسكوني ..
مشاعري ... هواجسي ... ودهشتي ..
يا آيتها الماضية في البعيد بهبوط يداعب الوديان والسفوح
وفي أعماق الأبيض حزني ... صار بعضاً مني
فلمن تهدين عطر روحكِِ .. عابراً نسائم عطر المكاتيب
حيث الخبر ... كان حلم .. وثوب العيد .. سراب.


م ن ق و ا ل