بسم الله والحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
في إحدى مجالس الذكر والإثراء ، طلب أحد المشايخ من الحاضرين أن يرسلوا بجوالاتهم كلمات حب وشكر وثناء لزوجاتهم مثل (احبك، والله أنكِ لنعم الزوجه والرفيقه ، أشكرك على صبرك علي الخ الخ ) ، فتحرج البعض من فعل ذلك ،الا أن البعض قام به مع إصرار الشيخ ، ومن ثم تعالت أصوات الجوالات (طيط طيط) بالردود على رسائل الأزواج ، فطلب الشيخ منهم أن يذكروا للحاضرين ردود زوجاتهم عليهم مالم تكن خاصة جداً.
فقال أحدهم أن زوجته قالت (عسى ماشر أشفيك أنت وين؟)
واخرى قالت ( لاتنسى تجيب خبز معاك وانت جاي البيت)
واخرى قالت (سبحان مغير الأحوال) .
وقليل جداً منهن رددن الشكر بالشكر والثناء بالثناء والحب بالحب!!
والسؤال الآن مالذي جعل الزوجات يقلن هذا ؟؟
أنه غياب كلمات الحب والثناء والشكر بيننا
نعم قد غابت هذه عنا وللأسف – الا من رحم ربي - .
تسأل الشخص مارأيك بفلان ؟؟
فيقول لك والله فلان مشكلته كذا وكذا !!
سبحان الله ، لما ذهبت إلى مشكلته ونقصه وسيئاته، ولم تذهب إلى محاسنه وحسناته ومميزاته !!
أنه غياب ثقافة الثناء والشكر والحب بيننا وبين زوجاتنا وأبنائنا وأصحابنا ماجعل قلوبنا قاسية ولاتنظر إلا للنصف الفارغ من الكأس – الا من رحم ربي - .
فالنرجع للحق ، ولننزل الناس منازلهم ونشكر الله ونشكر الناس ونثني عليهم، فإن نفوس الناس تواقة لهذا (فإن أشكر الناس لله تعالى أشكرهم للناس ) كما في حديث اباهريرة ، ولاننظر فقط إلى عيوبهم فهي لأنفسهم فقط متى لم يأتينا شر بسببها، ولعل منا عيوب أكثر منهم ولكننا لانراها ، إذن لنتجاوز ولنعفو ولنصفح ولننظر لعيوبنا قبل النظر لعيوب زوجاتنا أو أقربائنا أو الناس أجمعين .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه).
ويقول عون بن عبد الله رحمه الله
( لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه) .
وقال الشاعر:
لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا @@فيهتك الله ستراً عن مساويكا
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا @@ولا تعب أحداً منهم بما فيكا
وعن مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول:
( كفى بالمرء إثماً ألا يكون صالحاً، ثم يجلس في المجالس ويقع في عرض الصالحين).
ويقول أحد الحكماء
( إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله).
ولنتذكر(لا يشكر الله من لا يشكر الناس )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.