بافوس أسطورة الحب متحف مفتوح لعشاق الطبيعة ..الجزيرة القبرصية تحمل بصمات كليوباترا وقلب الأسد والاسكندر ودافنشي
بافوس - كوكب محسن: :
برائحة الصنوبر وعطر الليمون يتهادى النسيم البارد في هذه البقعة الاسطورة التي لفها تاريخ العشق بأرق واعذب قصائد الوله والاخلاص والعذاب، على مدار أكثر من 10000 سنة تركت اثارها على الارض والبحر والحجارة التي شهدت ولادة العديد من القصص والاساطير ما حولها الى متحف مفتوح ينشده عشاق الطبيعة والمشاعر الفياضة، خاصة في هذه المنطقة الرائعة التي تنبض بالهيام بين الطبيعة والانسان والالهة الاسطورية القديمة. انها بافوس اشهر مدينة في التاريخ القديم واكثرها حيوية في عصرنا الحالي، وتقع ملجأ العشاق في غرب قبرص التي اتخذت اسمها من اكتشاف معدن النحاس في العصور الاولى kuprum باللاتيني ومنه اشتق اسم قبرص kypros باليونانية والتي تعاقب عليها الأشوريون والمصريون والفرس واليونان والبطالمة والرومان والبيزنطيون والصليبيون والعثمانيون والبريطانيون.
وفي بافوس ولدت افروديت الهة الحب والجمال من زبد البحر، وهناك عدة أساطير حول ولادة أفروديت أشهرها أنها ولدت من تكسر الامواج قرب شاطىء قبرص لذا فهي كبريس أي القبرصية، ولمن يزور المكان يجد بعض الاثار القديمة حيث كان هناك هيكل للاله الاسطورية افروديت في بافوس القديمة والتي تدعى الآن مدينة بافو.
وربما كان ذلك احد اسباب اهتمام منظمة اليونسكو بها وادراجها ضمن المدن الأثرية التي يجب المحافظة عليها، اضافة الى ما تحتويه من مخزون كبير من الآثار والمسارح القديمة، والمعابد واللوحات الرائعة.
حيث يوجد في بافوس حي قديم جداً يعود تاريخه الى أكثر من 2300 سنة فيه مطاعم رائعة تطل على مرفأ قديم . بالاضافة الى منطقة كشما بافوس وهي منطقة ريفية رائعة عبارة عن هضبة على ارتفاع 170م.
وتتجلى مظاهر التاريخ في المنطقة فتجد آثاراً للحضارة الرومانية والبيزنطية واليونانية التي استقرت فيها منذ 3000 عام، كما كان الفينيقيون والرومان والصليبيون والعديد من الغزاة الذين تركوا علامات مهمة في تشكيل الجزيرة، بالاضافة الى ان تاريخها ارتبط بشخصيات عظيمة مثل كليوباترا والاسكندر الأكبر وليوناردو دافنشي وريتشارد قلب الأسد. وتوجد بها المعابد اليونانية والرومانية وبقايا الآثار والكنائس البيزنطية والقلاع الصليبية.
اما اجمل ما في بافوس فهي صخرة العشق التي ولدت عليها افروديت حسب الاسطورة الشهيرة بعد ان خرجت من البحر متجهة نحو اليابسة والغريب في الامر ان القبارصة يؤمنون بأن تلك الهضاب التي تحيط بالساحل كانت مقفرة ولم تورق الاعندما وطأت اقدام افرودت الارض فاينما كانت تذهب كانت الازهار والخضرة والتربة الحمراء الخصبة تحل محل خطواتها، لذا فهم يسمونها "بيتر تورميو" أو صخرة أفروديت.. وهي كتلة صخرية ضخمة تميز المكان وتعتبر مزارا للناس منذ عصر الإغريق وحتى وقتنا هذا.
وفي مكان غير بعيد نجد صورة رائعة لمقابر الملوك والمعابد والأديرة..كما يمكن مشاهدة فن الموزايكو الذي يحكى تاريخ الاساطير اليونانية والقبرصية على الارضيات في شتى الاماكن الاثرية على الهضاب وقرب السواحل في بافوس.
ومن اشهر معالم المدينة أيضا حمامات أذونيس التي تقع في منطقة تالا بمدينة بافوس والتي تمثل واحدة من أجمل البقاع السحرية الرائعة والفريدة في الجزيرة، وتقع الحمامات على مسافة كيلو مترين من قرية كيلي واثني عشر كيلومترا من بافوس وسبعة كيلو مترات من سد مفروكليمبوس.
ولا يسع المرء في قبرص سوى الانبهار بهذه السلسلة المتواصلة من الخيال الذي يربطه القبارصة بالطبيعة والتاريخ حتى تكاد تظن انه واقع، فهم مثلا يعتبرون أذونيس رمزا لعناصر الأرض والحب والخصب والثمار والازدهار، ووفقا للأساطير فإنه كان شابا فائق الجمال افتتنت به أفروديت، وهو ابن الملك السوري ثياس من ابنته سميرنا، وعندما اكتشف ثياس الحقيقة كان عليه أن يذبح ابنته، غير أن الآلهة حولوها إلى شجرة تحمل نفس الاسم وبعد عشرة أشهر تمخضت الشجرة وخرج منها أذونيس، وسحرت افروديت بجماله واخفت الرضيع في صندوق وسلمته إلى بيرسيفوني لرعايته والتي رفضت بعد ذلك أن تتركه وتتخلى عنه، وتربى أذونيس إلى أن قتل بعد ذلك على أيدي أرتيميس. وهكذا تتواصل قصائد العشق والاثارة الى ما لا نهاية في قبرص لتجذب اليها المزيد من السائحين والباحثين والمؤرخين في كل عام الذين يجعلون من السياحة احد ابرز المصادر التي تعتمد عليها الدولة في انعاش اقتصادها المزدهر.
|
رد مع اقتباس
