(( مقالة علي حسين ))
- يوميا نشاهد ونتابع ونقرأ عن عشرات الوظائف الشاغرة في الهيئات والوزارات الحكومية وشبه الحكومية وحتى في الشركات الكبرى وكلها تضع شروطا ظاهرها جميل وباطنها خبيث وكأن الناس لا تفهم ولا تعي ولا تعرف حقيقة ما وراء هذا الاعلان. وابرز الشروط هو ان الاولوية للقطريين.. نعم الوظيفة ليست للقطريين ولكن الاولوية للقطريين ولكن بعد ان تسترسل في قراءة بقية الشروط تجد ان القطري الذي يمتلك كل هذه المؤهلات وسنوات الخبرة اما ان يكون مديرا عاما أو وكيل وزارة مساعدا وليس قطريا وابن البلد وحديث التخرج وباحثا عن وظيفة تناسب مؤهلاته.
- هذه الوظائف التي يعلن عنها في الصحف.. يقول لي أحد الاصدقاء من المسؤولين وكان قريبا من اصحاب القرار في تلك الوزارات والهيئات التي اقصدها ان الوظيفة تكون محجوزة لشخص معين وغير قطري في غالب الأحيان ويكون قد حضر إلى الدوحة وقدم طلباته واطلع على مميزات الوظيفة واعطى موافقته المبدئية على الحضور والعمل وبعدها تم نشر الاعلان أو يتم الاعلان في وسائل الاعلام حتى يجد المسؤول الاعذار والاجوبة عندما يسأله مسؤول أعلى منه عن سبب عدم توظيف قطري في هذه الوظيفة!!
والمشكل الأكبر أن هناك مسؤولين كبارا وهم اقرب إلى صناع القرار يتبعون نفس الاسلوب والنهج ويتحدثون عن تقطير الوظائف وهم يقدمون الوظائف بالقطارة ويرفضون حتى الافصاح عن نسبة القطريين العاملين عندهم مقارنة بغير القطريين ويرفضون حتى ان يعرف أحد كم هي نسبة التقطير مثلا خلال السنوات الخمس الفائتة وكأنه سر حربي لا يمكن ان يعرف أحد عنه شيئا .
- ..والحقيقة المرة هي ان المسؤول يخجل عن التحدث عن نسبة القطريين عنده!!
فقط نحن نتشطر على بعضنا البعض حتى اصبح البند المركزي لا يتسع للمزيد ولكن المسؤولين مازالوا يرمون بالموظف القطري على هذا البند وشعارهم «خل القرعة ترعى» وفي نفس الوقت نشاهد كل يوم توظيف مئات الموظفين الجدد يصلون للآلاف شهريا دون حسيب أو رقيب وكأن القطري لا يصلح للوظيفة أو انه خلق من أجل التقاعد المبكر أو الاستفادة من سوق واقف بعد تجديده حتى يشاهد السياح الأجانب عينات من المواطنين في بعض المحلات والمقاهي حتى يقولوا بالفعل زرنا قطر وشاهدنا بعض المواطنين اثناء زيارة السوق.
- يا جماعة الناس صارت تفهم وتعرف وتدرك وابناء البلد اثبتوا كفاءة عالية في كل موقع شغلوه وهم يريدون منحهم الفرصة والثقة فقط لانهم يعملون من أجل وطنهم وبلدهم لا من أجل البحث عن مكتب تحويل للرواتب في آخر الشهر.نحن لا نستكثر على الآخرين العمل عندنا وفي بلادنا ونحن في امس الحاجة لهم ولخبراتهم ولعملهم ولعقولهم ولشهاداتهم ولكن ذلك لا يعني ان نفتح الابواب للجميع ونغلقها امام ابناء البلد. حتى في الوظائف العادية جدا مثل السيكيورتي والامن والاستقبال نجد ان الأجنبي يجلس على الكرسي طوال اليوم ويحصل على آلاف الريالات وهي وظيفة تحتاج إلى تأهيل ودورات لا شهادات وخبرات ونجد في نفس الوقت القطري يبحث عن وظيفة ولا يجدها بحجة انه لا يملك شهادة!!
-آخر نقطة... دوار المول مثال سيئ لكيفية ادارة الامور في الأزمات وغير الأزمات وما يحدث يوميا في دوار المول من اغلاق وتحويل للمسارات هو بالفعل نموذج حي وسيئ لكيفية العمل ويكشف لنا المستور حول ما نعانيه من أزمة طرق وعدم التزام بالمواعيد.
جريدة الوطن