يخشى المتعاملون في البورصات المالية من انخفاض اسعار الاسهم الاوروبية والآسيوية مع بدء المعاملات يوم الاثنين، وذلك بعد انخفض مؤشر داو جونز في بورصة نيويورك بمقدار 208 نقطة يوم الجمعة.

وكان الانخفاض الذي حققه مؤشر داو جونز يوم الجمعة هو الاكبر منذ مارس/آذار 2003.

وكان السبب المباشر في هذا الانخفاض هو فشل البنوك في بيع سندات بقيمة 20 مليار دولار لتمويل عمليات اندماج وشراء شركات.

بالاضافة الى ذلك فان المخاوف القائمة حول سوق العقارات الامريكية اثرت على توقعات المتعاملين في البورصة.

وكان بنك "كنتري وايد"، وهو اكبر البنوك الامريكية التي تقدم قروضا عقارية، اعلن تراجعا في ارباحه الربع سنوية.

ومن المنتظر ان يعلن بنك "اتش اس بي سي" نتيجة اعماله ربع السنوية يوم الاثنين، وينتظر ان توضح ايضا تراجعا في ارباحه بسبب المشكلات القائمة في نوع من القروض العقارية يطلق عليه sup prime mortgages.

وهذا النوع من القروض العقارية عبارة عن قروض تقدم للافراد الذين يعانون من سجل ائتماني ضعيف، وبالتالي لا تقبل كثير من البنوك منحهم القروض الاعتيادية.

ابعاد المشكلة
وخلال السنوات السابقة استفاد الافراد والشركات والاسواق المالية من انخفاض اسعار الفائدة وبالتالي انخفاض تكلفة الاقتراض، الامر الذي ساهم في خلق حالة من الانتعاش في الاسواق، ومن بينها سوق العقارات.

الا ان الوضع قد تغير الآن، اذ ان اسعار الفائدة الاوروبية والبريطانية ارتفعت مؤخرا، وينتظر ان تشهد مزيدا من الارتفاع في الاشهر القادمة.

ويؤثر ارتفاع سعر الفائدة تأثيرا مباشرا على عمليات الاندماج، اذ ان تمويل هذه العمليات يتم عن طريق الاقتراض من البنوك.

وتقوم البنوك احيانا باصدار سندات لتمويل عمليات الاندماج، وتبيع هذه السندات الى مستثمرين.

لكن هناك حالة من القلق بين المستثمرين تمنعهم من شراء المزيد من السندات، ومن بين اسباب هذا القلق ارتفاع سعر الفائدة كما ذكرنا وارتفاع اسعار النفط الذي يعني ايضا ارتفاع تكاليف الانتاج.

وحسب بيانات صحيفة صانداي تايمز البريطانية فان البنوك الامريكية قدمت سندات بقيمة 200 مليار دولار ولم تجد مشترين لها بعد. اما البنوك الاوروبية فقدمت قروضا بقيمة 40 مليار دولار وتنتظر بيعها.

ومع استمرار حالة القلق في الاسواق العالمية يضعف الطلب على الائتمان، الامر الذي يثير مخاوف من ازمة واسعة في البورصات العالمية