بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
أحبتي في الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..


جئتكم اليوم بمادة سهلة التطبيق مضمونة الأجر بأذن الله الا وهي التحيه بتحية الاسلام (وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته).
فمما لاشك فيه أنكم أصبحتم تتلمسون من واقع حياتنا اليومية أن إفشاء السلام والرد عليه بيننا يندثر بشكل ملحوظ خصوصا مع من لانعرفهم .. فتشاهد المسلم يمر بجانب المسلم ولايسلم عليه لأنه لايعرفه ... بل أن البعض لايرد أو قد يرد عليك السلام بقوله (هل تعرفني) !!!!! أو يقول في نفسه ذلك ...ولاحول ولاقوة الا بالله.

حقيقة أن ماشدني لكتابة هذا الموضوع هي محاضرة ألقاها احد المشايخ جزاه الله خير الجزاء ... ولقد أثرت بي كثيرا لأنني مررت بموقف منذ أيام.. يتعلق وبعنوان المحاضرة ...فلقد مررت على بعض الرجال وكان معي احد الأصدقاء.
وقلت: السلام عليكم... ولم يردوا السلام.
فقال لي صاحبي هل تعرفهم.
فقلت: لا .
فقال لي صاحبي غاضبا: لم يردوا عليك السلام .
فقلت له: بل ردوا.
فقال صاحبي : لم اسمعهم.
فقلت له: ولا انا .
فستغرب صاحبي وقال : ماذا تقصد .
فقلت له: أن ملائكة الرحمن رددت علي السلام دون شك.. ولقد فزت بالأجر وخسروه هم... قال تعالى ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ).
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ( خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ثُمَّ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ مِنْ الْمَلَائِكَةِ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ:السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ...) البخاري.
أن الاحاديث المروية عن النبى صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بآداب السلام ومراتبه وقواعده كثيرة... وأوجزها فيما ورد أن رجلاً دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه عنده فقال الداخل: ( السلام عليكم )، فقال: صلى الله عليه وسلم) وعليكم السلام، عشر) ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله ، فقال صلى الله عليه وسلم) وعليكم السلام ورحمة الله، عشرون ( ثم بعد ذلك دخل رجل آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال صلى الله عليه وسلم )وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون ( رواه أبو داود والترمذي.
فالشاهد من الحديث أن من يقول السلام عليكم يفوز بعشر حسنات.
ومن يقول السلام عليكم ورحمة الله يفوز بعشرون حسنه.
ومن يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يفوز بثلاثين حسنه.


فها نحن أحبتي في الله قد ضمنا ثلاثون حسنة من إفشائنا للسلام لإخواننا المسلمين وهو فضلا عن الأجر الذي فيه ، فأن فيه مغفرة للذنوب قال صلى الله عليه وسلم (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا) راوه أبو داود والترمذي. ولاسيما أن افشاء السلام والرد عليه فضلا عما تقدم فأنه يؤدي إلى المحبة بين الناس ويبعد البغضاء والشحناء بينهم قال صلى الله عليه وسلم ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا. ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم.

فياأحبتي في الله أفشوا السلام بينكم وردوا التحية بأفضل منها .. عند دخولكم لبيوتكم ولأعمالكم ، وفي الأسواق والطرقات وفي زيارة المقابر.....، أسئل الله لي ولكم أن نكون من يفشي السلام في الدنيا والآخرة.
قال تعالى عن أهل تحية أهل الجنة ( وتحيتهم فيها سلام ) يونس 10.
وقال جل وعلا : (تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيم) الأحزاب44.


وأخر دعوانا الحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته