النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مقاصد العلماء من عبارة (( إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا )) ؟؟

  1. #1
    Banned الصورة الرمزية الصارم المسلول
    رقم العضوية
    11853
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    1,057

    مقاصد العلماء من عبارة (( إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا )) ؟؟

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين

    وبعد

    فمن باب الدعوة إلى الله ونشر العلم الشرعي وتبين مقاصد ومصطلحات الشرع الحنيف التي قد يطلقها العلماء الربانين على بعض لتبين معاني هذه المصطلحات ، ولتفصيل المجمل وأجمال المفصل ، وتخصيص العام وتعميم الخاص .
    ومن ضمن العبارات التي يطلقها هؤلاء العلماء :

    مصطلح (( إذا اجتمعا افترقا ، وإذا افترقا اجتمعا )) .فما المقصود من هذه العبارة .

    مقصودهم من (( إذا اجتمعا افترقا )):

    أنها إذا وجدت هذه العبارة أو الجملة أو الكلمة في موضعٍ واحد فإنهما يفترقا ويحمل كل واحدٍ منهما خصائصه وصفاته ومميزاته التي يتميز ويختص بها ، ويفرق بينه وبين الآخر .

    ((وإذا افترقا اجمعا )):أي ذكر احدهما في موضع والآخر في موضعٍ آخر فإنهما يتطابقان ويتشابهان ويحمل كل واحدٍ منهما معنى وصفات ومميزات الآخر ، فيكون كل واحدٍ منهما يحتوي معاني الثاني .

    ومن أشهر الأمثلة التي يمكن أن نضربها لهذه المصطلحات هي عبارة :


    الإســـــلام والإيمـــــــــــان :

    فإن الإسلام والإيمان لكل واحدٍ خصائصه ومميزاته .
    فإن وجدا في موضع واحد فإن لكل واحد مميزاته وخصائصه وحتى أهله .

    فيحمل الإسلام الأعمال الظاهرة ، ويحمل الإيمان الأعمال ألباطنه .
    و في حديث جبرائيل المشهور المتفق على صحته حين جاء إلى النبي على صورة رجل أعرابي وسأله عن الإسلام فقال أن تشهد لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا وسأله عن الإيمان فقال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ..
    فنظر يا رعاك الله كيف فسر النبي عليه الصلاة والسلام الإسلام بالأعمال الظاهرة والإيمان بالأعمال الباطنة (( فقد اجتمع الإسلام والإيمان في موضع واحد واخذ كلا منهما أعماله الخاصة به ولهذا افترقا )).

    ولكن إذا ذكرا منفصلين كلا على حده فإنهما يشتركان ويأخذا كل واحدٍ منهما صفات الأخر كما فسر الإيمان في حديث وفد عبد ألقيس المتفق على صحته حيث قال لهم آمركم بالإيمان بالله وحده أتدرون ما الإيمان بالله وحده شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأن تؤدوا خمس ما غنمتم .
    فنظر كيف فسر الإيمان بالأعمال الباطنة وهي الإيمان بالله وحده وفسره بالأعمال الظاهرة أيضا من صلاة وزكاة .


    وكذلك من العبارات الاخرى :


    الاستغفار والتوبة :

    يقول الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرحه للعقيدة الطحاوية:

    لكن الاستغفار تارة يذكر وحده وتارة يقرن بالتوبة فإن ذكره وحده دخلت معه التوبة كما إذا ذكرت التوبة وحدها شملت الاستغفار فالتوبة تتضمن الاستغفار والاستغفار يتضمن التوبة وكل واحد منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق واما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى فالاستغفار طلب وقاية شر ما مضى والتوبة الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله .


    ومنها ايضا الفقراء والمساكين :


    ونظير هذا الفقير والمسكين إذا ذكر احد اللفظين شمل الآخر وإذا ذكرا معا كان لكل منهما معنى قال تعالى (( فإطعام عشرة مساكين)) ((فإطعام ستين مسكينا))

    ((وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم)) لا خلاف أن كل واحد من الاسمين في هذه الآيات لما أفرد شمل المقل والمعدم ولما قرن أحدهما بالآخر في قوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين وكان المراد بأحدهما المقل والآخر المعدم على خلاف فيه

    وكذلك الإثم والعدوان والبر والتقوى والفسوق والعصيان ويقرب من هذا المعنى الكفر والنفاق فإن الكفر أعم فإذا ذكر الكفر شمل النفاق وإن ذكر معا كان لكل منهما معنى وكذلك الإيمان والإسلام على ما يأتي الكلام فيه إن شاء الله تعالى

    هذه والله تعالى اعلم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم

  2. #2

  3. #3
    محلل فني الصورة الرمزية ( الفهد )
    رقم العضوية
    12317
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    27,087
    جزاك الله خير


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •