يقول الكاتب : زرت أحدى المناطق الفقيرة لالقاء محاضرة..
جائني بعدها أحد المدرسين القادمين من خارج المنطقة..
قال لي : نود أن تساعدنا في كفالة بعض الطلاب ..
قلت : عجبا .. أليست المدارس حكومية.. مجانية..؟
قال: بلى .. لكننا نكفلهم للدراسة الجامعية..
قلت : كذلك الجامعة..أليست حكومية ..بل تصرف للطلاب مكافأت..
قال: سأشرح لك القصة ...
قلت : هات ...
قال:يتخرج من الثانوية عندنا طلاب نسبتهم المئوية لاتقل عن 99%..يملك من الذكاء
والفهم قدرا لو وزع على أمة لكفاهم..
فأذا تخرج وعزم أن يسافرخارج قريته ليدرس في الطب أو الهندسة ..أو الشريعة ..
أو الكمبيوتر...أو غيرها .. منعه أبوه وقال: يكفي ماتعلمت ..فاجلس عندي لرعي الغنم..
صرخت من غير شعور ..:..رعي الغنم؟؟؟
قال: نعم رعي الغنم...وفعلا يجلس المسكين عند أبيه يرعى الغنم..وتموت هذه القدرات
والمهارات...وتمضي عليه السنين وهو راعي غنم..بل قد يتزوج ..ويرزق بأولاد
ويمارس معهم أسلوب أبيه ...فيرعون الغنم...
قلت : والحل..؟
قال: الحل أننا نقنع الاب باستخدام عامل موظف راعي غنم..يستاجره ببضع مئات من
الريالات...ندفعها نحن له...وولده النابغة يستثمر مواهبه وقدراته...ونتكفل بمصاريف
الولد ايضا حتى يتخرج...
ثم خفض المدرس رأسه.. وقال: حرام أن تموت المواهب والقدرات في صدور أصحابها..
وهم يتحسرون عليها.... تفكرت في كلامه بعدها...فرأيت أننا لا يمكن أن نصل الى القمة
ألا بممارسة مهارات ..أو اكتساب مهارات..
نعم...أتحدى أن تجد أحدا من الناجحين ..سواء في علم..اودعوة..أو خطابة ..أوتجارة..
أو طب ..أو هندسة... أو كسب محبة الناس...
أو الناجحين أسريا ..كأب ناجح مع أولاده ..أو زوجة ناجحة مع زوجها..
أو اجتماعيا...كالناجح مع جيرانه وزملائه... أعني الناجحين ولا أعني الصاعدين
على أكتاف الاخرين....
اتحدى أن تجد أحدا من هؤلاء بلغ مرتبة في النجاح...ألا وهو يمارس مهارات
معينه - شعر أو لم يشعر- استطاع بها أن يصل الى النجاح..
قد يمارس بعض الناس مهارات ناجحة بطبيعته .. وقد يتعلم أخرون مهارات
فيمارسونها ..فينجحون..
نحن هنا نبحث عن هؤلاء الناجحين..وندرس حياتهم..ونراقب طريقتهم..لنعرف
كيف نجحوا؟ وهل يمكن أن نسلك الطريق نفسه فننجح مثلهم..؟
استمعت قبل فترة الى مقابلة مع أحد أثرياء العالم الشيخ سليمان الراجحي...
فوجدته جبلا في خلقه وفكره..
رجل يملك المليارات ..الاف العقارات...بنى مئات المساجد..كفل الاف الايتام..
رجل في قمة النجاح.......
تكلم عن بداياته قبل خمسين سنة..
كان من عامة الناس...لا يكاد يملك الا قوت يومه وربما لايجده أحيانا..
ذكر انه ربما نظف بيوت الناس ليكسب رزقه ..وربما واصل ليله بنهاره عاملا
في دكان أو مصرف ...
تكلم كيف كان في سفح الجبل..ثم لازال يصعد حتى وصل القمة ...
جعلت اتأمل مهاراته وقدراته...فوجدت أن الكثير منا يمكن أن يكون مثله
بتوفيق الله ...لو مهارات وتدرب عليها ...وثابر وثبت...نعم...
أمر أخر يدعونا عن البحث عن المهارات...هو أن بعضنا يكون عنده قدرات
على الابداع لكنه غافل عنها...أو لم يساعده أحد على اذكائها...كقدرة على
الالقاء ...أو فكر تجاري ..أو ذكاء معرفي..
قد يكتشف هذه القدرات بنفسه ..أو يذكي هذه المهارات مدرس..
أو مسؤول وظيفي أو أخ ناصح... وما أقلهم..
وقد تبقى هذه المهارات حبيسة النفس حتى يغلبها الطبع السائر بين الناس..
وتموت في مهدها... ونفقد عندها قائدا أو خطيبا أو عالما....
أو ربما زوجا ناجحا أو أبا ناصحا....
نحن هنا سنذكر مهارات متميزة نذكرك بها ان كانت عندك...
وندربك عليها ان كنت فاقدا لها ......فهلم..
فكرة..
اذا صعدت الجبل فانظر الى القمة ...ولا تلتفت للصخور المتناثرة حولك...
اصعد بخطــوات واثقــة ...ولا تقفــز فتزل قدمك...