يقول محللون إن وصول سعر النفط الى مئة دولار للبرميل قد يفقده قريبا دوره كأداة للمضاربة في السوق إذ تجذب انخفاضات أصول أخرى وعوامل أساسية في السوق المستثمرين والمضاربين.

وسجل الخام الامريكي يوم الاربعاء مستوى قياسيا جديدا عند 101.32 دولار بعد أن أغلق يوم الثلاثاء فوق حاجز المئة دولار لاول مرة عند 100.01 دولار للبرميل.

وسجل النفط مئة دولار للبرميل من قبل في الثاني من يناير كانون الثاني الماضي وتجاوز هذا المستوى الى 100.09 يوم الثالث من يناير.

وقال متعاملون ومحللون إنه ليس هناك سبب واحد حقيقي لارتفاع السعر في الفترة الاخيرة متمشيا مع التحركات القوية في أسعار سلع أخرى. فالالومنيوم بلغ أعلى مستوياته في تسعة أشهر يوم الاربعاء وسجل النحاس أعلى مستوياته في اربعة اشهر يوم الثلاثاء الماضي.

لكنهم قالوا ان ارتفاع الاسعار يؤذن بنهاية عمليات بيع النفط على المكشوف على أساس ان تباطؤ الاقتصاد الامريكي قد يؤثر على الطلب على النفط وعلى سلع أخرى.

وقال بول هورسنيل من باركليز كابيتال "بيع النفط على المكشوف بسبب تباطؤ الاقتصاد الامريكي كان دائما عملا خطيرا. بدأ هذا يتضح الاسبوع الماضي وتسارعت وتيرته."

وأضاف إن بقاء سعر النفط حول مستوى مئة دولار لفترة هو الاحتمال المرجح. وتابع ان استمرار الطلب القوي من الشرق الاوسط واسيا سيعوض أثر تباطؤ الاقتصاد الامريكي.

وتضررت أسواق الاسهم بشدة بسبب المخاوف من ضعف الاقتصاد الامريكي وخلال فترة ما منذ بداية هذا العام كان هناك ارتباط بين اسعار النفط والسلع الاولية الاخرى وبين اضطرابات اسواق الاسهم.

لكن المحللين يقولون ان السلع الاولية لم تفقد قط أهميتها التقليدية باعتبارها أداة تحوط ضد التضخم.

وكتب انطوان هاف من شركة نيو أدج للسمسرة في مذكرة بحثية يقول "ارتفاع الاسعار لا يعبر عن الاساسيات المحددة بدقة في سوق الطاقة بقدر ما يعبر عن مساعي صناديق الاستثمار للحصول على ملاذ امن للقيمة وأداة تحوط مالي ضد التضخم."

وارتفاع الاسعار في أسواق السلع قد يغذي ارتفاعات أسعار أنواع أخرى من الاصول.

ورغم عدم ظهور دلائل تذكر في بداية العام على استثمارات جديدة بالمقارنة مع المضاربات وتدفقات الاموال على السلع الاولية يعتقد المحللون ان هذا الوضع سيتغير.

وقال مايك ماكجلون مدير مؤشرات السلع في ستاندارد اند بورز ان مؤشر ستاندارد اند بورز للسلع الاولية وغيره من المؤشرات المماثلة قد تجذب نحو 150 مليار دولار من الاموال الجديدة هذا العام بالمقارنة مع 110 مليارات العام الماضي.

واضاف "لكني أتوقع ان يكون المبلغ اكبر من ذلك بكثير."

وعادة ما كان مستثمرون مثل صناديق المعاشات التي تدخل في استثمارات طويلة الاجل يستخدمون مؤشرات السلع الاولية لتنويع محافظهم الاستثمارية.

ويقول مارك ماثياس الرئيس التنفيذي لصندوق استثمار داوناي داي كوانتم في لندن كذلك ان مستثمرين جددا يدخلون السوق.

واضاف "تصوري هو اننا نشهد مجرد بداية لاستثمارات المؤسسات وان حجم الاموال المتدفقة مازال صغيرا." وتابع "خلال عام 2008 سنشهد تدفقات المزيد من الاموال على أسواق السلع."

والاثر على الاسعار لن يكون بالضرورة قفزة هائلة جديدة ولكنه سيدعم اسعار النفط التي لم تنخفض حتى الان هذا العام عن مستوى 86.11 دولار للبرميل.

واكتسب ارتفاع سعر النفط يوم الثلاثاء دعما من مخاوف بشأن محدودية امدادات المنتجات النفطية المكررة.

ورغم ذلك فان تجاوز مئة دولار بكثير لن يكون سهلا.

يقول مايك ويتنر من سوسيتيه جنرال في لندن "هل ستستمر الاسعار في الارتفاع متجاوزة 100 دولار.. ... لا يسعني القول ان ذلك لن يحدث لكني لا اعتقد أن العوامل الاساسية في السوق تدعمه."