«هوس» الأسهم يؤدي لإغلاق مواقع السوق المالي بالوزارات والمؤسسات
التعامل بالأسهم أصبح هما لجميع شرائح المجتمع، ومن يدلف إلى قاعة التداول في سوق الدوحة للاوراق المالية يصاب بالذهوب، فالأعصاب مشدودة امام لوحة الاسعار بألوانها البرتقالية والحمراء والخضراء مثل نوتة موسيقية تعزف الحانا شتى داخل مسرح كبير.. الهواتف الجوالة لا تتوقف عن الرنين، فهي الوسيلة السريعة لاتخاذ قرارات الشراء والبيع جنيا للارباح السريعة أو انتظارا لأسهم يتوقع لها المزيد من الصعود.
عشرات الموظفين «دشوا» السوق المالي بعضهم وضع لنفسه استراتيجية عمل محددة للدخول والخروج، وآخرون يجرفهم تيار الاشاعات والمضاربات، ومجموعة ثالثة تعتمد على الاصدقاء والعارفين بأحوال السوق يحللون ويقيمون الاخبار ولا ينساقون وراء المعلومات المضللة التي تهدف إلى التأثير على عمليات البيع والشراء.
من يأت الى السوق يجد عشرات موظفي الدولة في قلب الحدث، وخلال ساعات الدوام، يبيعون ويشترون، وغالبيتهم نسجوا قصصا وحكايات من الخيال لتبرير الهروب من العمل، «اجيب العيال من المدرسة، عندي مواعيد مع الدكتور، انا خارج في اجتماع مع ضيوف اجانب» أما الذين فشلوا في تدبير حيلة توصلهم الى البورصة فضلوا البقاء داخل مكاتبهم امام شاشات الكمبيوتر أعينهم مصوبة على حركة الأسهم وهواتفهم النقالة مشغولة في الاستفسارات وتصيد الاخبار والاشاعات وطبعا هذا كله على حساب العمل.
عدة وزارات ومؤسسات مالية اكتشفت ان «صرع» الاسهم اصاب معظم موظفيها بمختلف شرائحهم مما اثر على سير العمل والانتاجية، فأصدر المسؤولون في عدد من الوزارات والمؤسسات قرارات شجاعة باغلاق موقع التداول اليومي لأسعار الأسهم للحد من الظاهرة بعد ان فشلت التنبيهات الشفوية والمكتوبة والانذارات، هوس الاسهم حدا بالموظفين إلى التحايل على القرار، فقاموا بشراء «كمبيوترات محمولة» ونصبوها على طاولاتهم حتى لا تفوتهم «كعكة» السوق المالي، لتنتعش اسواق الكمبيوترات المحمولة هي الأخرى.
متابع للسوق قال ان المراجعين في الوزارات هم اكثر المتضررين لان الموظفين ليس عندهم الوقت لخدمة الناس لان أعينهم على حركة الاسهم صعودا وهبوطا.
|
رد مع اقتباس
