* قبل أن اتهم من البعض بأنني وضعت موضوعي في مكان غير مناسب ، أحب أن اوضح لكم أن هذا الموضوع هو موضوع أقتصادي لمن يقرأه حتى نهايته فلا تفوتكم هداياه الصادقة ، أما الأقسام الاسلامية في أغلب المنتديات فأرى أنها جعلت أماكن مخصصة يتم فيها تصريف الناصحين وهي غير فعاله في الحقيقة ، ونظرا لعدم ضمان دخول الأغلبية هناك فقد آثرت اللحاق بهم هنا بموضوع يخص الجميع وينفعهم وهوإقتصادي وعلمي إن شاء الله ..


بسم الله الرحمن الرحيم

* بين الله عز وجل لنا طريقي الخير والشر وخيرنا بينهما لكنه لم يترك التخيير فيهما مطلقاً بل حثنا على وجوب ((إتخاذ)) طريق الخير والهدى وشدد على ذلك ، ونهانا عن ((اتخاذ)) طريق الشر وشدّد على ذلك ..

قال تعالى : {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }البلد10

وقال تعالى : {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً }الإنسان3

وقال تعالى : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153


* فأمره سبحانه لنا باتخاذ هذا الطريق يعني ملازمته وملاصقته وعدم التفريط فيه ، وخير شاهد على أن ((اتخاذ)) طريق الخير يعني الالتصاق به هو ما تعنيه كلمة (( الاتخاذ )) في الآيات القادمة ..

قال تعالى : {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ }النحل68

وقال تعالى : {... وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }النساء125

وقال تعالى : ( .. ولا متخذات أخدان .. ) الآية


* من هنا نعلم أنه يجب على من يريد السلامة أن يتخذ السبيل الصحيح فقد توعد سبحانه من لم يتخذه طريقاً له ويتمسك به بالعذاب الشديد ..

قال تعالى : {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115


* إن على رأس كل طريق من هذين الطريقين دعاة يدعون إليه ، فطريق الخير الداعي إليه هو الله جل في علاه وأرسل الرسل يدعون ((لإتخاذه)) سبيلاً والصالحون من بعدهم يدعون إلى ذلك ، لذا فعلينا وجوباً موالاة من هدانا لطريقه وموالاة رسله والداعين إلى هديه عز وجل ..

قال تعالى : {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ -فَاتَّخِذْهُ - وَكِيلاً }المزمل9

* وهناك من الدعاة لهذا الطريق من أمرنا الله باتباعهم وإن لم نرهم أو يروننا ولكن طريقتهم معروفة وصحيحة ، وهم كل من أناب إلى الله ..

قال تعالى : {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً - وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيّ -َ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }لقمان15

* ونحن نعلم أن كثير منا يسلك هذا الطريق لكن تختلف قوة التمسك به من شخص لآخر وهو ما يهمنا في هذا الموضوع لأن من يتمسك بطريق الخير ويكون ملاصقا له فإنه بفضل الله ورحمته سيسلم في الدنيا والآخرة ومن كان تمسكه به ضعيفاً فسيناله بعض ما اكتسب من الآثام..

قال تعالى : {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ }الشورى30


* أما إلتصاقنا بهذا الطريق وموالاة أهله فهو نور لكل من يؤمن برسالة الداعين إليه يكشف لهم بعض ما غم عليهم أو طرأ لهم في أمور معيشتهم ، بل إن من يتمسك به وينفذ ما يأمر به الله وينهى عنه هو ورسوله فإن الله يوفقه ليمشي بثبات على صراطه المستقيم إن شاء الله ..

قال تعالى : {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257

* في المقابل ولا مجال للمقابلة مع رب العالمين فداعي طريق الباطل والضلالة هو ابليس لعنه الله ، ويجب أن نتخذه هو وأولياءه أعداء لنا ، ونبغض سالكي طريقه بحسب المصلحة الراجحة من وراء ذلك ..

قال تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ }فاطر6

* والداعي الثاني لهذا الطريق هو الهوى ، وقد نهانا مولانا عز وجل عن اتباع الهوى لأنه يضل عن اتخاذ سبيل الحق ، وحذر من ذلك أنبياءه فكيف بنا نحن ؟؟

قال تعالى : {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }صــاد


* والداعي الثالث لطريق الغواية هم الشياطين والناس وأقربهم واخطرهم من الناس هم الأخلاء وأقواهم هم الكبراء والسادة ، وأقربهم واخطرهم من الشياطين هو القرين وهو المتكفل منهم بإلاغواء والله أعلم ، بل وأكبر من ذلك فقد حذرنا عز وجل من فتنة أبنائنا ..

قال تعالى : {وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا }الأحزاب67

وقال تعالى : {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }الأنعام116

وقال تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي - اتَّخَذْتُ - مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ - أَتَّخِذْ - فُلاناً خَلِيلاً * َقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً }الفرقان27-29

وقال تعالى : {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36


* جميع الدعاة لطريق الباطل تتشابة أساليبهم في الاغواء من إبليس إلى أصغر جندي عنده سواء كان من الجن او من الانس ، ولكن ما يدعم هذا الموضوع اقتصادياً هو الاغواء عن طريق التجارة والأموال (القناطير المقنطرة ) كي لا نذكر الله ولا نركع مع الراكعين ، وسنتحدث عن ذلك وكيفية الوقاية منه بشئ من التفصيل .. إن شاء الله تعالى ..

قال تعالى : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }آل عمران14


* كل هذه الشهوات وضعها الله في الأرض ولكنه نظمها ووضع الطرق الشرعية للحصول عليها وحرم السبل الغير شرعية للفوز بها من ربا أو سرقة أوأكل اموال الناس بالباطل ، أوالتبني أوالزنا ، أما الشيطان فإنه يستخدمها ولو كانت حلالاً كي يجعل الانسان ينسى بها ذكر الله والصلاة ومن ذلك الأسهم ..

قال تعالى : {... وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأنعام68

وقال تعالى : {..فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }يوسف42

وقال تعالى : {.. وَمَا - أَنسَانِيهُ - إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ - وَاتَّخَذَ - سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً }الكهف63

يتبع