الشاعر الراحل : يوسف عبدالله المالكي

ولد الشاعر يوسف بن عبدالله المالكي في الخور حوالي عام 1909م ونشأ بها.

تعلم قراءة القرآن عند المطوعة «حصة المطاوعة»، ولم يجد الكتابة ولكنه أجاد القراءة، فقرأ العديد من الكتب المتوافرة في ذلك الوقت، كقصة «تودد الجارية» و«عنترة بن شداد» و«سيرة بن هلال» و«تغريبة بني هلال»، و«ألف ليلة وليلة»، وغيرها كثير.

كان والده ـ رحمه الله ـ نوخذا ويملك سفينة، فعمل معه سنتين في الغوص على اللؤلؤ.

بعد وفاة والده ورث السفينة بالاشتراك مع شقيقه محمد الذي يصغره، وعملا بها أربع سنوات في التجارة والغوص على اللؤلؤ ثم باعاها، واشتريا سفينة أصغر منها، عملا على ظهرها أربع سنوات أخرى ثم باعاها أيضاً.

عمل بعد بيع سفينته غواصا مع أرباب سفن متفرقين في قطر والبحرين لمدة عشرين سنة ثم هجر حياة البحر والغوص على اللؤلؤ.

ذهب إلى المملكة العربية السعودية، حيث مكث بها حوالي عشر سنوات عمل خلالها بإحدى شركات المقاولات أربع سنوات ثم بمطار الظهران.

تزوج خلال الحرب العالمية الثانية أي بين 1939- 1945م من إحدى قريباته وانجب منها ثلاثة أولاد وابنتين.

عاد إلى قطر وعمل بشركة شل ثلاثة شهور، ثم عاد للمملكة العربية السعودية ليعمل مع مقاولين متفرقين لمدة سنة وبعد عودته إلى قطر عمل بإدارة الكهرباء.

انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم السبت 9 جمادي الأولى 1412هـ الموافق 1991/11/16م، عن عمر ناهز 85 عاماً.




مرض الشاعر يوسف مرضا شديدا وكان في الغوص مع النواخذة (محمد بن عبداللطيف الابراهيم المهندي) فتوجه إلى الله بهذا الدعاء فشفي:



يا الله بجاه النبي وآياته العظمى (1)

تغفر ذنوبي مع زلاتي العظمى (2)

مالي سواك ارتجي يا كاشف العظمى (3)

مولاي كل الخلايق ترتجي رحمتك (4)

كم من سقيمٍ تعافى والسبب رحمتك (5)

أيوب يوم ابتلى اداركت رحمتك (6)

سبحان ربَّ كشف عن نوح كل عظمى (7)

(6): رجل من أرض أدوم ورد ذكره في التوراة (سفر أيوب) امتحنه الرب فاحتمل، ضرب المثل بصبره، جاء ذكره في القرآن الكريم).. المنجد - الاعلام صفحة 103

(7) نوح: النبي نوح عليه السلام حيث دعا ربه ليدمر الكفار، وقد أفرد له القرآن الكريم سورة باسمه.


قال هذا الموال في مدح سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ولي العهد ووزير الدفاع حفظه الله.



ياقايد الجيش والقوات بر وبحر (1)

ياشبل ذاك الأسد، فضله علينا بحر (2)

ياصاحب الجود والمعروف بر وبحر (3)

يا أمن البلاد ياعمدة أركان البلد (4)

جيشك تقدم وساهر في جميع البلد (5)

اسلم وسلم على الضباط أمن البلد (6)

سلام لك يا (حمد) باعداد موج البحر (7)

(2) بحر: يقصد واسع ومتدفق كالبحر


زار الشاعر مسقط رأسه (مدينة الخور) بعد سنين طويلة فرآها وقد هدفت بعض أحيائها لإعادة بنائها من جديد فنظم هذا الموال.



دشيت أنا (الخور) وهَلَّتْ دمعتي جاريه (1)

على سنين مضت وايامها جاريه (2)

دار الأهل والوطن وافعالنا جاريه (3)

وقفت حيران متفكر أنا فيها (4)

وهيض غرمي وليفٍ كان لي فيها (5)

جات (التركتر) وشالت كل ما فيها (6)

الأمر لله وحكمه في الخلق جاري (7)

(1) دشيت: دخلت. الخور: مدينة الخور ثاني أكبر مدينة في قطر وتقع في منتصف الساحل الشرقي. جارية: هاملة من عيني.

(2) جارية: مستمرة

(5) هيض: أثار، هيج

(6) التركتر: كلمة انجليزية تعني آلة إزالة المباني وغيرها


وقال مجانسة لبعض المواويل التي قالها بعض الشعراء القطريين على نفس القافية:



يا الله يا رافع سبع وباسط سبع(1)

أسألك باسماك وآيات المثاني سبع(2)

يا مدبر الكون ويا داحي لخلقه سبع(3)

يا كاشف الضر عن «أيوب» يوم ابتلى(4)

«يونس» بوسط البحر يسألك يوم ابتلى(5)

وما خاب عبدٍ سأل مولاه يوم ابتلى(6)

بالكاف والنون ارحم من شكى لك سبع(7)




الشرح:

(1) رافع سبع: السماوات السبع. باسط سبع: الأراضون السبع.

(2) المثاني السبع: القرآن الكريم.

(3) داحي: باسط.

(4) أيوب: نبي ورد ذكره في القرآن الكريم ورويت قصته في التوراة، كان رجلا ورعا، ثريا، فامتحن ببلايا ومصائب لا قبل للمرء باحتمالها، فقد ماله ثم فقد ولده، ثم ابتلي في بدنه بمرض عضال فلم يتزعزع إيمانه بالله تعالى.

(5) يونس: نبي الله يونس، ابتلعه الحوت ثم لفظه بعد ثلاثة أيام إلى البر، ذكر قصته القرآن الكريم.