جريدة الشرق
شواطيء الكلمات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
دمتم سالمين
عبير تميم العدناني
ألزمني المرض قبل أيام أن ألجأ فجراً لطواريء مستشفى حمد لأنني لم أستطع الانتظار حتى الصباح ، المهم أنني عندما كنت أهم بالدخول للطبيبة رأيت عجوزاً تأن وتصرخ شاكية من ألم في بطنها ، بقيت على هذا الحال مايقارب النصف ساعة ثم أتت الطبيبة العربية لتقول لمرافقتها بأن هذه العجوز دائمة الشكوى وبأنها يجب أن تأخذها لمكان آخر، ولم أستطع متابعة باقي المشهد لأنني كنت في حالة لاتسمح لي بذلك، المهم بأنني عندما كنت أهم بالدخول للطبيبة العربية ،إذا بها تقول للممرضة باللغة الإنجليزية ظناً منها أن أحداً لايفهم ماتقول مادام بلغة غير العربية ( من الضحية القادمة )؟ لم أستطع أن اسألها حينها إن كانت تعني ماتقول وتعرف حقاً وهي جزء من هذا المكان بأن من يدخل مستشفى حمد قد يكون ضحية للموت بخطأ طبي ولايحاسب قاتله على ذلك ، أوقد يتعرض للشلل أو الإعاقة أو الأذى دون أن يعاقب الطبيب على ذلك مادام قد وقع على ورقة إخلاء مسؤولية المستشفى عند دخوله للطوارئ ، المهم أنني شعرت بالأسى لمارأيت وسمعت هناك ، وقررت بأن أخرج من هناك دون عودة مهما كان السبب، ودعوت الله بأن لاأكون أنا أو أي مسلم ضحية من ضحايا هذه الطبيبة أوغيرها .
بعدها وحينما طلع الصباح ذهبت للعيادة الخاصة والتي كنت قد ترددت عليها مرات عديدة فإذا بالموظفة تطلب مني مبلغا يزيد عن المبلغ المعتاد بكثير ، وقبل أن أسألها وإذا بها تقول لي لقد زادت الأسعار في كل مكان فكيف لاتزيد كشفية الطبيب ؟؟
المهم أنني لم اكترث كثيراً لأن مسلسل الغلاء والاستغلال واشتعال الأسعار قد بتنا نعيش حلقاته يوما بيوم فما الغريب في ذلك مادام تجار المساكن والسلع والخدمات والصحة لا تمتلئ كؤوسهم إلا بدماء المستهلكين.
وقبل أن أغادر الاستقبال لأواجه عناء الانتظار في غرفة الانتظار التي تذكرني بالوقوف في غرفة الساونا لشدة الرطوبة وضعف التكييف فيها ، فإذا بمواطن مقهور يطالب برؤية المدير حيث أنه لم يحضر للعيادة منذ مدة فتم إلغاء ملفه الصحي من النظام لذا يجب عليه إعادة دفع قيمة فتح ملف جديد ، إلى جانب قيمة الكشف والعلاج وغير ذلك.
بعد انتظار مرير في غرفة الانتظار تلك دخلت على الطبيبة ولم يكن عندها من الوقت الكثير لتهدره معي بالطبع ، وصفت لي العلاج وذهبت لصرفه من الصيدلية ، فإذا بالصيدلاني يخبرني بأنه لابد بأن يكوون هناك خطأ ما في الوصفة لأن أحد الأدوية قد انقرض على حد وصفه من السوق منذ سنوات وأحدها يجب أن يكون بصورة أخرى.
عدت للمنزل أحمل الوصفة وأحمل معها ألم قلبي وليس جسدي ، لأن ماحدث ذكرني عندما شخص طبيب لوالدي رحمه الله بأنه مصاب بالقلب وعندما سافر لأمريكا إكتشف بأنه سليم تماما ، وماحدث لصديقتي قريبا حين شخصت حالتها على أنها مصابة بالسرطان وعانت الأمرين في عمليات أخذ العينات ، ليكتب لها حياة جديدة بعد الفرار من مستشفى حمد والذهاب لدولة مجاورة ليكتشف الأطباء بأن كل ماتعانية هو إلتهاب حاد ، وتعالج هناك لتعود سليمة معافاة ، بينما كان الله وحده أعلم بالمصير الذي ينتظرها على أسرة المستشفى هنا.
والكثير الكثير من القصص التي رأيناها وعشناها والقصص التي أرسلها لي القراء الأفاضل عن أنفسهم وأفراد أسرهم والأخطاء الطبية التي أودت أو كادت تودي بحياة الكثيرين منهم..
وصدق من قال إن من حسن طالع الأطباء أن الشمس تضيء إنتصاراتهم، والتراب يخفي أخطاءهم).
لقد تألمت حينما تذكرت كل ذلك، لأن الإنسان هو الثروة والكنز والقيمة العظيمة ، وهو عماد التنمية وقلب الوطن النابض ، وإن لم يكن سليما معافا كيف سيكون حاله ، وأي عطاء سيعطيه ؟؟
لابد بأن يعاد النظر ألف مرة ومرة في تلك الأخطاء والتجاوزات الطبية في مستشفى حمد والمراكز الصحية، وفي أسعار وضوابط العمل في المستشفيات والعيادات الخاصة .
فمن غير المعقول ونحن نبحث عن العلاج بين مستشفى حمد والمراكز الصحية ، وبين المستشفيات الخاصة أن ينطبق علينا المثل الشعبي القائل: (طقينا من القوم طحنا في السرية).
كلمة أخيرة:
لاأراكم الله مكروها في مريض..ولاجعلكم من ضحايا تلك الأيادي الحمراء...ودمتم سالمين...
Aladnani_qtr@hotmail.com