صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 345
النتائج 41 إلى 46 من 46

الموضوع: ( مقالات تداعيات الأزمة المالية العالمية 2008 )

  1. #41
    مؤسس الصورة الرمزية إنتعاش
    رقم العضوية
    6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الدوحة - قطر
    المشاركات
    12,902
    عوائد النفط بنت " طبقة شحم سميكة "
    تحمي الاقتصادات الخليجية من الأزمة العالمية




    أكد جاسم السعدون الخبير الاقتصادي الخليجي المعروف رئيس مجلس إدارة شركة الشال للاستشارات الاقتصادية أن ارتفاع أسعار البترول ساهم فيما وصفه بـ "بناء طبقات من الشحم السميك" للقطاعين العام والخاص ستمكن من امتصاص صدمة الأزمة المالية العالمية.

    ( نبذة عن جاسم السعدون )
    http://www.arrouiah.com/node/33029

    وقدّر السعدون الذي استعانت به الحكومة الكويتية ضمن شخصيات اقتصادية مهمة على وضع الحلول للحد من تداعيات الأزمة المالية على الاقتصاد الكويتي في حوار مع "الاقتصادية" حجم الخسائر التي يمكن أن تتكبدها الاستثمارات العربية المهاجرة جراء تراجع الأسهم والعقارات في الأسواق الأمريكية والأوروبية بنحو 250 مليار دولار، محسوبا على أساس نسب تراجع مؤشرات داو جونز وقطاع العقار الأمريكي منذ بداية العام، وحتى إغلاق يوم 22 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري وإن أعتبرها تقديرات افتراضية غير مؤكدة.

    وأكد السعدون الذي توقع حدوث أزمة سوق المناخ التي ضربت بورصة الكويت أوائل الثمانينيات أن قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في الخليج ستكون الأكثر تضررا من تداعيات الأزمة المالية، وسيكون التـأثير مزدوجا على القطاعين المالي والعقاري من خلال جني فوائد وتكبد مخاطر في الوقت ذاته.وفي يلي نص الحوار:


    * هناك اعتقاد من قبل جهات معينة أن الخليج في مأمن من تداعيات الأزمة المالية العالمية .. هل هناك ما يسند هذا الاعتقاد؟

    - ليس هناك إقليم أو بلد أو حتى إنسان في مأمن من تداعيات الأزمة إذا كان المقصود هو التداعيات المطلقة غير المحكومة بتعريف دقيق أو بمدى زمني محدد. وأظن أن معظم المقصود هو أن منطقة الخليج في مأمن نسبي من امتداد حريق إفلاسات القطاعات المالي على المدى الزمني القصير، أي ربع السنة إلى نصف السنة اللاحق لانفجار الأزمة. إذ أدت حالة التوسع الاقتصادي العالي في المنطقة خلال السنوات التي أعقبت حرب العراق (2003)، إلى الانتقال إلى حالة تفضيل شديد للأسواق الإقليمية على غيرها، بما جعل استثمارات أو معاملات القطاع المالي المحلي مع قطاعات الدول المصابة بالأزمة في حدودها الدنيا. كما عمل الارتفاع الكبير في أسعار النفط على بناء طبقات شحم سميكة في كل من القطاعين العام والخاص، تجعل امتصاص الصدمة أمرا ممكنا ومحتملا، وتجعل تلك الآثار في حدودها الدنيا.

    أما إذا فشلت جهود الإنقاذ، أو بدأت تظهر انعكاساتها السلبية على الاقتصاد العالمي الحقيقي، فستنعكس حتماً بالسلب على كل الموازين الداخلية والخارجية لدولنا، وستنعكس سلباً على قيم استثمارات القطاعين العام والخاص في الخارج.


    * الناس تتساءل إذا كانت بالفعل دول المنطقة لن تتأثر بحدة الأزمة فلماذا قامت الحكومات بإجراءات مثل ضخ السيولة المالية وتأمين الودائع؟

    - المؤكد أن القطاعات المالية مليئة، والمؤكد أن الحكومات مليئة مالياً، لكن مع قطع خطوط الائتمان الخارجية عن الشركات والأفراد المحليين، ومع تصفية وسحب الأجانب مراكزهم المالية من الداخل، ومع انخفاض كل من أسعار وسيولة الأصول المحلية بسبب التداعيات النفسية لأزمة العالم، لا بد من تعويض السيولة من الملجأ الأخير وهي السلطات النقدية والمالية المحلية.


    الخوف من تحول الهلع إلى انحدار شديد

    * هل صحيح أن ما يحدث في أسواق المال الخليجية هو حالة نفسية، أم أن المستثمرين يخشون بالفعل من أن الشركات قد تكون خسرت في استثمارات خارجية وتخفي المعلومة عن المساهمين؟

    - مرة أخرى، لا يبلغ الأثر الحقيقي لأزمة العالم حدود الأزمة في الإقليم، ولا بد أن هناك شركات لها استثمارات في الخارج وخسرت، ولكن أن يؤثر ذلك كثيراً في ملاءتها فهو أمر غير محتمل، ومع الانخفاض في مستوى أسعار أسهمها، ربما لن يؤثر في قراءة مؤشرات الربحية لها. ولكن إن سمح للهلع أن يأخذ مداه، فسيتحول المرض النفسي إلى مرض عضوي، فالهلع سيؤدي إلى انحدار شديد في مستوى أسعار الأصول يحول مراكز مالية مقترضة من مليئة إلى عاجزة، وذلك قطعاً لا يمنع حدوث حالة تستر وربما خسارة كبيرة لشركة أو شركتين، ولكن يفترض ألا تحدث لمؤسسات مالية كبيرة ومحترمة، ويفترض أن يكون ما يحدث إن أصاب مؤسسة متوسطة أو دون، في حدود المحتمل والمقبول.


    * ألا تعتقد أن امتناع شركات وبنوك خليجية عن الإفصاح عن مقدار الخسائر التي تكبدتها في أسواق العقار الأمريكي سيجعل المجال مفتوحا لمزيد من عدم الثقة ومزيد من الخسائر في البورصات؟

    - لا يجوز من حيث المبدأ امتناع أي شركة أو بنك عن الإفصاح عن خسائره، إذ لا يمكن حجب المعلومة عن المساهمين أو مدققي الحسابات أو الجهات الرقابية الأخرى، خصوصاً ونحن على نهاية الربع الأخير من السنة. وقد يتأخر الإفصاح لبعض الوقت إما نتيجة ضعف إدارة شركة ما، وإما نتيجة تسارع التطورات إلى الدرجة التي يصبح معها إفصاح الأسبوع الفائت، مجرد تاريخ.


    خسائر مفترضة للاستثمارات المهاجرة


    * ما تقديرك لحجم الخسائر التي خسرها المستثمرون العرب في أسواق المال الأمريكية، خصوصاً أن هنالك مَن يقدر هذه الاستثمارات بأكثر من ألفي مليار دولار؟

    - حتى نهاية يوم عمل 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2008، خسر مؤشر داو جونز منذ بداية العام نحو 32.4 في المائة وإذا افترضنا أن المستثمر العربي مستثمر متوسط الكفاءة ويخسر بقدر خسارة المؤشرات، وأن العقار الأمريكي فقد نحو 20 في المائة من أسعاره، وأن نصف الاستثمارات العربية موظفة في أسهم وعقارات، وأن السوق الأمريكي ممثل جيد لأسواق الدول المتقدمة، يفترض أن يكون العرب قد خسروا من إعادة التقويم نحو 25 إلى 50 في المائة من استثماراتهم، أو ربما 250 مليار دولار. ولكن لا يفترض في القارئ أن يعتمد أيا من هذه الأرقام، فكمية الفرضيات كبيرة، وهامش الخطأ في المعلومات عن الثروات العربية المعلنة أرقامها كبير، ولكن الرسالة هي أننا لسنا بمأمن من خسائر عالية غير محققة.



    * في رأيك ما الحلول المناسبة لنصل إلى مستوى معقول من الشفافية في القطاعات الاقتصادية الخليجية؟

    - مستوى الشفافية مرتبط بالنظام العربي العام وهو نظام متخلف، ولا يعتمد على دافعي الضرائب بما يعنيه من تدفق مستمر في المعلومات عن الأفراد والمؤسسات وعن حصيلتها واستخداماتها، والتحسن النوعي الكبير في الشفافية مرتبط بالتحسن العام في أنظمة الحكم والإدارة. ولا بد من التأكيد أن هناك تفاوتا كبيرا في مستوى الشفافية لصالح القطاع الخاص، وضمنه لصالح الكيانات القانونية المتقدمة –الشركات المساهمة - مقارنة بالعائلية، وأكثر القطاعات شفافية هو القطاع المالي الخاضع لرقابة البنوك المركزية. وتطبيق معايير المحاسبة الدولية، وتفعيل مبادئ الثواب والعقاب من قبل الجمعيات العمومية وأجهزة الرقابة، وتحسين مستوى الموقع التفاوضي لمدققي الحسابات الخارجيين والداخليين، لا بد أن يحسن من المستوى العام للشفافية، وأحياناً تعمل الأزمات الكبرى على تسريع خطوات الإصلاح.


    البتروكيماويات الأكثر تضررا


    * البعض يعتبر أن تأثيرات الأزمة على القطاعات الاقتصادية الخليجية ستكون متفاوتة كثيراً، في رأيك أي هذه القطاعات سيتأثر بقوة من تداعيات الأزمة؟

    - رغم أن الأزمة لم تأخذ مداها بعد، إلا أن تفاوت التأثير في مختلف القطاعات، وحتى بين دولة خليجية وأخرى سيكون كبيرا، فقطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات ستعاني بشكل أكبر، وسيكون التأثير مزدوجا على القطاعين المالي والعقاري، فمن جانب ستكون المؤسسات المالية الإقليمية في وضع نسبي أفضل بما يمكن أن يجذب الأموال إليها، ولكنها ستعاني عند توظيفها تدني مستوى النشاط الاقتصادي وتدني نمو أسعار استثماراتها. بينما سيستفيد قطاع العقار من انخفاض تكاليف الإنشاء بسبب انخفاض أسعار المواد الأولية وتكاليف العمالة والإدارة، وسوف ينخفض الطلب على وحداته من جانب آخر، بما يضغط على مستوى أسعار العقار إلى أدنى. وسيستفيد قطاع التجزئة بشكل عام بما يخفف الضغوط على ارتفاع تكاليف المعيشة لمعظم الناس بسبب هبوط واستمرار هبوط تكاليف الغذاء والكساء والسكن.



    * شهد قطاع التمويل الإسلامي في الخليج نمواً كبيراً في السنوات الماضية، وهنالك مَن يرى أن هذا القطاع سيكون عاجزا عن توفير الإمداد اللازم لعمليات الإقراض، حتى في ظل ضخ الحكومات السيولة في البنوك، كيف ترى تأثر هذا القطاع بالأزمة؟

    - لا يمكن الفصل بين مكاسب أو مصاعب التمويل، تقليدياً كان أو إسلامياً، والنمو على نوع من المعاملات الإسلامية، إنما هو جزء من نمو الطلب الكلي على التمويل بانحياز أيديولوجي. وعليه فإن الصعوبات التي ستطول سيولة التمويل الإسلامي هي نفسها التي ستصيب التقليدي، والعكس صحيح. على أن القلق في غير محله، فوفرة السيولة لأي من القطاعين ستوازنها تكلفة التمويل من جانب، وشح السيولة سيوازنه انحسار النشاط الاقتصادي، وبالتبعية انحسار الطلب على التمويل من جانب آخر.


    غياب التنسيق الخليجي


    * هل تعتقد أن استقلال السياسات النقدية في دول الخليج على المحك الآن، وهل سنشهد في المستقبل تدخلا من جهات على حساب البنوك المركزية في رسم هذه السياسات؟

    - ربما ما سيحدث هو العكس، فالفكر الاقتصادي الذي ساد العالم منذ ثمانينيات القرن الماضي Deregulation أضعف دور كل أجهزة الرقابة بما فيها البنوك المركزية، بدعوى أن "اليد الخفية" وحرية القطاع الخاص وآلية التوازن التلقائية لجانبي العرض والطلب، تحتاج إلى أقل قدر من التدخل. وفي السنوات الخمس المقبلة، سنرى فكرا اقتصاديا مختلفا أقرب إلى المدارس التي سادت بعد الكساد القديم في ثلاثينيات القرن السابق، بعد أن تولى روزفلت رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. لذلك، من المتوقع أن يقوى دور المؤسسات النقدية على مستوى العالم مثل صندوق النقد الدولي، والبنوك المركزية الإقليمية والقطرية، وهذا ما سيحدث في إقليم الخليج.



    * ألا تعتقد أن هنالك غياب عملا جماعيا خليجيا لمواجهة تداعيات الأزمة على دول مجلس التعاون؟

    - نعم، هناك غياب كامل للعمل الجماعي، فنحن لم نسمع عن اجتماع لبنوك دول الخليج المركزية، ولم نسمع عن دعوة لاجتماع إدارات بورصاتها، ولم نسمع عن أي اجتماع تنسيقي أو تشاوري من أي نوع، بينما صنفت الأزمة أنها الأعنف منذ 80 سنة. الواقع أن إجراءات المواجهة المنفردة أدت إلى إحراج بعضها، فضمان الودائع في إحداها – الإمارات - اضطر السعودية إلى إعلان مماثل خوفاً من تسرب الودائع خارجها، ووضع الدول الأخرى تحت احتمال إجراء غير ضروري وضار مثل ضمان الودائع، ولكنها ستقوم به لو تعرضت مصارفها لتسرب سيولتها. بينما رأينا حركة دائبة على مستوى العالم، شملت لقاءات وزراء مالية وأعقبتها اجتماعات قمة للتنسيق ليس فقط لإطفاء الحريق، ولكن لوضع لبنات النظام المالي الجديد، أو تجديد "بريتون وودز" أو نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية.



    * كيف يمكن لمؤسسات العمل الخليجي المشترك أن تؤسس لخيارات عملية جماعية لمواجهة مثل هذه الأزمات خصوصاً بعد الدخول الفعلي في السوق الخليجية المشتركة؟

    - معظم ما سيحدث، سيحدث على مستوى العالم وينتقل إلينا، أولاً لأن العالم الآخر واع بما يكفي لكي يأخذ المبادرة، وثانياً لأن مجلس التعاون الخليج "لقد أسمعت لو ناديت حياً". وأشعر بالألم وأنا أذكر بأن التعاون الخليجي لا يختلف ما قبل المجلس عما بعده، ولن يختلف الوضع كثيراً بعد إقرار مشروع السوق المشتركة. وتبقى مساحة التعاون واسعة جداً، ولا نحتاج إلى سرد نظري لتسمية مجالاتها، ويكفي النظر إلى التجربة الأوروبية أو تجربة أمريكا الشمالية أو دول آسيا الباسيفيك، وتقليدها، ولا عيب في ذلك.

    * البعض يرى أن الفشل في التوصل إلى سياسات مشتركة في مثل هذه المرحلة يعني أن السوق المشتركة لن تنجح بالقدر الذي كان يعول عليه الكثيرون؟

    - نعم لم ولن تنجح ما لم نؤمن بأن كتابة بند باتفاق بيننا هو أمر مقدس يحتاج إلى قتال القيادات من أجل تحقيقه أو محاسبتهم بشدة على الفشل.


    التعافي ممكن وأسواق الأسهم "مشروع أزمة"


    * إذا استمرت الأزمة المالية العالمية وأدت لحدوث الركود الاقتصادي، كما توقع البنك الدولي، فما مستقبل خطط التنمية في المنطقة، خصوصاً في ظل توقع المزيد من هبوط أسعار الطاقة؟

    - يبدو أن الاقتصاد العالمي سيراوح ما بين تباطؤ اقتصادي - نمو ضعيف - للاقتصادات الناشئة، وركود اقتصادي - نمو سالب - لاقتصادات الدول المتقدمة. وإذا صدقت التنبؤات الأكثر قبولاً، ستستمر هذه الحالة حتى نهاية النصف الأول من عام 2009، وأعتقد أن سوء الأمور إلى هذا المستوى في حدود المقبول والمحتمل مع أزمة بهذا المستوى، والتعافي ممكن بسبب سرعة التصرف وكفاءة التنسيق على مستوى العالم. وأظن أن السؤال كبير حول الأثر الذي يتركه هذا السيناريو على خطط التنمية في دول المنطقة، لأنني لا أعتقد أن هناك خطط تنمية يثير تعطلها الكثير من القلق. ما سيحدث هو أن التوسع الاقتصادي العشوائي في معظمه سينحسر مع انحسار دخل دول المنطقة من النفط ومن استثماراتها الخارجية. ولكن، من جانب آخر سوف تهدأ سخونة هذه الاقتصادات وتهبط الضغوط التضخمية فيها بما يساعد على وقف تدهور تنافسيتها.




    يتبع


  2. #42
    مؤسس الصورة الرمزية إنتعاش
    رقم العضوية
    6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الدوحة - قطر
    المشاركات
    12,902
    * أسواق الأسهم في الخليج ظلت سنوات بعيدة تماما عن كل ما يجري في البورصات الخارجية إلى أن سمحت غالبيتها للاستثمار الأجنبي بالتعامل المباشر على شركاتها .. ألا ترى أن ذلك كان قرارا سليما في ضوء الهبوط الحاد الذي تسجله الأسواق بسبب ارتباطها بالأسواق الخارجية؟ وكيف نحد من الأثر السلبي للأموال الساخنة التي تدخل للمضاربة؟

    - أسواق الأسهم في دول الخليج كانت وما زالت مشروع أزمة، ذلك كان يحدث في الكويت ومعها بعض دول الخليج قبل أزمة المناخ ومعها وبعدها، فالأصل في تلك الأسواق هو التكسب من التداول وليس الانتفاع من تنوع الاستثمار ومداه. وارتفاع أسعار الأصول المالية ومعها العقارية يأتي في الغالب الأعم عندما ترتفع مستويات السيولة في تلك الاقتصادات مقابل ندرة فرص الاستثمار وسيطرة القطاع العام على الرئيسي منها. لذلك إلى جانب غياب الحاجة في ظروف الوفرة لتدفق الأموال الساخنة إلى بورصاتها، يعجل انسحاب تلك الأموال عند أول بوادر أزمة إلى تعميق تلك الأزمة. لذلك لا بد من مزاوجة الاستثمار الأجنبي المباشر طويل الأمد مع الاستثمار غير المباشر، أما الاستثمار غير المباشر وحده، فمن المحبب فرض ضريبة على أرباحه للحد من ضرره ومضارباته عندما تكون الأسواق المحلية متخمة بالسيولة.


    عدم التدخل المباشر .. قرار سليم



    * كيف تقيم معالجة الحكومات والمصارف لتداعيات الأزمة المالية على الأسواق الخليجية؟ هل قرارات خفض الفائدة وضمان ودائع البنوك كاف للحد من التداعيات؟

    - الأصل في التعامل مع الأزمة هو عدم التدخل المباشر لدعم الأسعار أو دعم الأفراد، لأن قرار الاستثمار في تلك الأسواق قرار خاص، والأسعار شأن خاص بالمتعاملين، ويحسب لحكومات المنطقة التزامها شبه الكامل بعدم التدخل المباشر. أما التدخل غير المباشر إما بتغيير هدف السياسة النقدية من محاربة التضخم - رفع أسعار الفائدة - إلى توسيعه لمواجهة شح السيولة، أو التدخل بتوفير السيولة بعد أن قطعت خطوط الائتمان الخارجية بسبب أزمة استثنائية لم تحدث في العالم منذ 80 سنة، فهو إجراء صحيح. يبقى ضمان الودائع وهو أمر تقرره البنوك المركزية إذا رأت أن حالة الهلع ستحول الوهم إلى مرض عضوي يؤدي إلى خلق تراكض على سحب الأموال من البنوك، فهو أيضاً إجراء صحيح إذا كان التشخيص صحيحا، وإن كنت أتمنى لو تم بالتنسيق بين البنوك المركزية في المنطقة، كما فعلت أوروبا بعد ما ارتكبت بعض دولها بعض الأخطاء.


    * كثيرون طالبوا بتدخل الصناديق الخليجية السيادية بالشراء والاستثمار في الأسهم الخليجية لحماية الأسواق بدلا من إنقاذ الشركات الأجنبية .. هل ترى ذلك حلا سليما؟

    - لا أرى ذلك حلاً مناسباً، فالصناديق السيادية تملك الحق دائماً في الشراء على أسس استثمارية بحتة، ويمكنها التدخل دون إذن إذا أقنعت إداراتها بأنها تشتري أسهما رخيصة. أما ما عدا ذلك فلم تنجح حالة واحدة في العالم في دعم أسعار الأسهم، ولا تسمح أحجام الأسواق الحالية بالدعم، وسوف تؤدي ظلماً إلى استنزاف هذه الصناديق.


    العملة الخليجية لن تكون في موعدها

    * من المقرر إعلان العملة الخليجية الموحدة 2010 ...هل تعتقد أن دول الخليج ستكون على الموعد مع التطورات الاقتصادية الحالية في العالم؟

    - لا معنى كبيرا لاتفاقات دول الخليج العربي، ولا شعور حقيقيا بجدوى ما تنفق عليه، ولا باحترام وعودها وتوقيعاتها، لذلك بعد إعلان عُمان انسحابها، وانسحاب الكويت من ربط عملتها بالدولار الأمريكي أسوة بالآخرين، وهو شرط أولي لمشروع العملة الموحدة، أتوقع أن تنتظر هذه الدول إلى حلول عام 2010 لتعلن موعدا آخر لن يحترم أيضاً، علماً بأنني من المتحمسين لمشروع توحيد العملة بين دول الخليج العربي.

    * بدأت أسعار النفط في التراجع، هل تتوقع تأثر الموازنات الخليجية لعام 2009 بانخفاض أسعار النفط، خصوصا إذا ما هبطت دون 60 دولارا للبرميل؟

    - ستتأثر موازنات الخليج قطعاً وبشكل كبير بهبوط أسعار النفط، ولكن التأثير لن يظهر قبل أن تستهلك هذه الدول الكثير من الشحم الذي بنته في سنوات الفائض. فمن المتوقع أن تعكس الموازنات أول عجز وإن بدرجات متفاوتة بدءاً من عام 2009، ولكن مستوى الوعي بخطورته هابط، لذلك لن يكون رد فعل الحكومات بمستوى خطورة هذا المؤشر.


    هذه هي مشورتي للخروج من الأزمة


    * أنت من الذين تم أخذ آرائهم من قبل الحكومة الكويتية بعد ظهور أزمة الاقتصاد العالمي .. ما المشورة التي قدمتها؟

    - أنا أحد مَن حضروا اجتماعات اللجان الحكومية التي تناقش مواجهة الأزمة، وبحكم الاختصاص كنت في حوار متصل مع أفراد مسؤولين وغيرهم ومؤسسات رقابية وأخرى متضررة من الأزمة. وكان التدخل والحوار محاولة أولاً لفهم الأزمة العالمية الكبيرة والجديدة وأثرها المحتمل في الكويت، لذلك كان معظم ما دار ويدور يكمل بعضه بعضاً مع تطورات الأزمة. والثوابت المؤكدة والمتفق عليها كانت أنها أزمة استثنائية لا تمر في حياة إنسان أو بلد سوى مرة واحدة كل جيلين على أقل تقدير، وأن الأزمات الفريدة تحتاج إلى تفاعل استثنائي لمواجهتها حتى بالخروج عن العلاجات التقليدية. وأن معظم المشكلة في المدى القصير نفسي، ولا بد من الحذر الشديد في التصريح. كما أن التدخل لدعم أسعار السلع أو الأفراد مرفوض وحدوثه لن يؤدي سوى إلى زيادة التكلفة وتعميق المشكلة. كما أن الوقت قد حان لانتقال السياسة النقدية من دفاعية إلى هجومية.
    وبغض النظر عن أخطاء وخطايا بعض الشركات أو المديرين، لا بد من إطفاء الحريق أولاً قبل الدخول في عملية الحساب والمحاسبة، وتوفير السيولة لحماية بعض وحدات القطاع المالي إجراء صحيح في هذا الاتجاه.

  3. #43
    مؤسس الصورة الرمزية إنتعاش
    رقم العضوية
    6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الدوحة - قطر
    المشاركات
    12,902
    الأزمة المالية وإيرادات دول "أوبك"

    د. أنس بن فيصل الحجي

    في أواخر التسعينيات، عندما كانت أسعار النفط منخفضة جدا كانت إيرادات "أوبك" من صادرات النفط أقل من 3% من الناتج المحلي الأمريكي. عندما ارتفعت أسعار النفط لم تتغير الصورة كثيرا، مع أن عدد دول "أوبك" ازداد من 11 إلى 13، كما ارتفع إنتاج أغلب الدول الأعضاء: إذا استمرت أسعار النفط بمعدل 100 دولار يوميا ولمدة سنة كاملة، وقامت "أوبك" بإنتاج 32 مليون برميل يوميا (إنتاج "أوبك" في أيلول (سبتمبر) الماضي كان 32.16 مليون برميل، ولكنه انخفض إلى ما دون 30 مليون برميل في الفترة الأخيرة)، فإن عائدات دول "أوبك" تبلغ نحو 8% من الناتج المحلي الأمريكي.

    لو دققنا أكثر لوجدنا أن عائدات "أوبك" بناء على الفروض السابقة أكبر قليلا من إيرادات أكبر شركتين أمريكيتين إكسون موبيل وول مارت. ولو دققنا أكثر لوجدنا أن ثروة شخص أمريكي واحد تساوي الناتج المحلي لبعض دول "أوبك".


    ثم جاءت الأزمة المالية، فتدهورت قيمة الشركات، وتدهور معها الناتج المحلي الأمريكي، ولكنها خفضت أيضا أسعار النفط، الأمر الذي جعل النسب القديمة نفسها تقريبا.

    باختصار, عوائد النفط ما زالت صغيرة حتى بالعرف العالمي، ولا يمكنها وحدها أن تحل أزمة السيولة العالمية، خاصة أن 700 مليار التي قررت الحكومة الأمريكية استخدامها لإنقاذ البنوك تكون أكبر من عائدات "أوبك" كلها في العام المقبل إذا استمرت أسعار النفط في مستوياتها الحالية.

    تطالعنا بعض الصحف من وقت إلى آخر بملخص عن تقرير "حكومي أمريكي" عن إيرادات "أوبك" الشهرية بعناوين رنانة، دون تمحيص أو تعليق من الخبراء، كما يقتضي العرف الصحافي. ولو كان لدى إعلاميينا "ثقافة نفطية" لتمكنوا من حساب إيرادات أوبك حتى قبل أن تنشر في "تقرير حكومي أمريكي"، ولو كان لديهم ثقافة نفطية لما وصفوه بـ "الحكومي" لأنه لا علاقة له بالحكومة الأمريكية.

    التقرير تصدره إدارة معلومات الطاقة، وهي هيئة مستقلة تماما، تتبع إداريا وزارة الطاقة الأمريكية. هذه "الاستقلالية" تنفي كون التقرير "حكومياً". مهمة إدارة معلومات الطاقة، حسب القانون الأمريكي، أن تقدم معلومات مستقلة مجانية للجميع، لذلك فإن الحصول على التقرير لا يعد "خاصاً" بوسيلة إعلامية معينة، ولا يعد سبقا صحافيا. المهم في الأمر أنه ليس هناك أي قيمة علمية لهذا التقرير، الأمر الذي أدى إلى إيقافه كلما عانت الإدارة من ضائقة مالية.

    قد يظن البعض أن هناك خبراء يقومون بإعداد هذه التقارير، ولكن الحقيقة غير ذلك، حيث إن من يقوم بإعدادها هم شباب في مقتبل العمر تخرجوا حديثا مهمتهم إدخال المعلومات في برنامج "إكسل" ثم شرح هذه المعلومات كما هي. هذا يعني أن خبرة من يكتب هذا التقرير لا تتجاوز كثيرا خبرة الإعلامي الذي ترجم التقرير.


    أما كيفية الحساب فهي بسيطة للغاية وغير علمية على الإطلاق، حيث يقوم الموظف بطرح الاستهلاك المحلي من الإنتاج، ثم يضرب الفرق بمتوسط أسعار نفوط البلد. هذه هي الإيرادات حسب "تقرير حكومي أمريكي"! المشكلة أن بيانات الاستهلاك الحالية غير معروفة حتى للبلد الذي يحسبون إيراداته، فكيف يحسبونها؟

    بما أن لديهم بيانات الاستهلاك القديمة، فإنهم يحسبون معدل النمو فيها، ثم يحسبون البيانات الجديدة بناء عليها، أو بناء على ما يصدر في "الصحف" (لاحظوا الدائرة المفرغة هنا)! بغض النظر عن الأخطاء الكبيرة في طريقة الحساب، إلا أنه يمكن لأي شخص في أي مكان أن يقوم بهذه التقديرات. هذا يعني أنه ليس هناك أي خاصية لهذه التقديرات كونها "حكومية" أو "أمريكية".

    تقدم هذه التقديرات التي تترجمها بعض وسائل الإعلام العربية تقديرات اسمية وحقيقية لإيرادات النفط. الغريب في الأمر أن الإيرادات الحقيقية لدول "أوبك" محسوبة بناء على معدلات التضخم في الولايات المتحدة، بدلا من أن تكون محسوبة بناء على معدلات التضخم في دول "أوبك"!

    1. ما يهم مواطني الدول المصدرة للنفط ليس إيرادات النفط كما تنقلها وسائل الإعلام العربية عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ما يهمهم هو القوة الشرائية لصافي عائدات النفط.

    2. يقصد بالقوة الشرائية ما يمكن استيراده من سلع وخدمات مقابل كل برميل مصدر من النفط. هذا يعني أنه يجب أخذ قيمة الدولار والتضخم في البلاد التي نستورد منها في الحسبان. تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لا تنظر إلى هذين الأمرين على الإطلاق، الأمر الذي يجعلها تبالغ في تقدير إيرادات أوبك.

    3. يقصد بصافي العائدات هو ما يتبقى من الإيرادات بعد دفع كل التكاليف. المشكلة هنا هي تعريف "التكاليف"، فإذا قصرنا التكاليف على تكاليف استخراج النفط من باطن الأرض، فإن هذا لا يشمل سعر النفط كسلعة تملكها الدولة المنتجة، فهل التكاليف هي تكاليف الاستخراج فقط، أم أنها تكاليف الإنتاج إضافة إلى سعر النفط نفسه؟

    وكيف يحدد سعر النفط؟ هل نحدده بناء على تكلفة إيجاد برميل آخر محل البرميل المستخرج؟ وهل هذا البرميل من الحقل نفسه أم من حقول الأخرى؟ وهل يحدد بناء على تكاليف النفط في السعودية أم في القطب الشمالي أم في خليج المكسيك؟ أم يحدد بناء على تكاليف الطاقة البديلة للنفط؟ وإذا تكلمنا عن تكاليف النفط كمصدر ناضب، فإن هناك احتمالا أن تكون الدول النفطية تحقق خسائر كبيرة، رغم بلوغ الإيرادات مستويات قياسية.


    4. في ظل دولار منخفض ومعدلات فائدة قريبة من الصفر ومعدلات تضخم عالية، فإن الإيرادات المدخرة تفقد قيمتها مع الزمن!

    5. هناك أدلة مثبتة أن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عن استهلاك النفط في الدول المنتجة أقل من الواقع، الأمر الذي يضخم الصادرات، وبالتالي الإيرادات.

    6. يصر زميلي خوان ببلو بيريز، وهو ابن ألفونسو بيريز، الوزير الفنزويلي الذي أسس "أوبك" مع عبد الله الطريقي، أول وزير بترول سعودي، على أن الإيرادات يجب أن تقيّم بناء على ما يترجم منها إلى تنمية حقيقية مستدامة. بناء على هذا المعيار، فإن دول النفط تخسر الكثير يوميا من إنتاج النفط!

    7. بما أن بعض دول النفط أصبحت محل أطماع الدول الأخرى بعد اكتشاف النفط، فإن إنفاقها على التسليح أعلى مما لو لم تكتشف النفط، هذا يعني أن تكاليف إنتاج النفط يجب أن تتضمن الإنفاق الزائد على التسليح الناتج عن وجود النفط في المنطقة.

    إذا صافي إيرادات دول "أوبك" الحقيقية أقل بكثير مما يوحي به التقرير "الحكومي الأمريكي"، إن جاز لنا فعلا أن ندعوه بـ "تقرير". من هذا المنطلق فإن دور هذه الإيرادات في حل الأزمة العالمية محدود جدا.

    *نقلا عن صحيفة "الاقتصادية" السعودية.

  4. #44
    مؤسس الصورة الرمزية إنتعاش
    رقم العضوية
    6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الدوحة - قطر
    المشاركات
    12,902
    الاستثمار في الدول الإسلامية

    ذكاء مخلص الخالدي

    أثارت الأزمة المالية التي فاجأت العالم، وتبعاتها، ردود فعل عدة لدى الدول والمستثمرين على السواء. فبدأت الدول تختبر سياساتها وإجراءاتها وقواعد عمل المصارف وأسواق الأسهم فيها، لتحدد مكمن الخطأ وطريقة معالجته بهدف الخروج من الأزمة، ومنع تكرارها مستقبلاً.

    أما على مستوى المستثمرين كأفراد وشركات وحتى حكومات، فإن تكرار انهيار البورصات في الدول المتقدمة وانعكاس هذا الانهيار على تلاشي ثرواتهم، تسبّب، في الدول النامية ذات الفوائض المالية، باتجاه جديد لإعادة النظر في استثماراتها لدى البلدان المتقدمة، بعد أن كانت ترى فيها المكان الأكثر أمناً وإنماء لثرواتها.


    وبرز هذا الاتجاه أخيراً، في بعض الاجتماعات التي عقدت بعد أزمة المال الحالية، مثل اجتماع رجال الأعمال في الدول الإسلامية الذي عقد في اسطنبول في تشرين الأول (أكتوبر) 2008.

    وأوصى المجتمعون في ختامه، بضرورة إعادة توطين الاستثمارات الإسلامية في دولها، عوضاً عن استثمارها في الدول المتقدمة.

    إن قراراً من هذا النوع يلاقي، من دون شك، ترحيباً كبيراً في الدول الإسلامية، لما سيكون لهذا التحول من آثار إيجابية على إقتصادات الدول الإسلامية، في رفع مستوى الاستثمار والناتج المحلي وتقليص البطالة.

    لكن السؤال الذي يستحق الطرح هو: هل تكفي القرارات السياسية وردات الفعل الآنية لتحقيق تغيّر جوهري في توجه الاستثمارات الإسلامية؟ أم أن هذه القرارات ستصطدم كسابقاتها من قرارات التكامل العربي وتحرير التجارة البينية، بعقبات إدارية وفنية في كل دولة إسلامية، فتجعل من تفعيل هذه القرارات أمراً صعباً يدفع بالاستثمارات مجدداً إلى خارج الدول الإسلامية؟

    من المفاهيم الاقتصادية المتعارف عليها، أن رأس المال جبان ومتردد ولا يتوجه إلى خارج بيئته التي اعتادها، إلا عندما يتأكد من حقيقتين: أنه سيحقق أرباحاً يستطيع تحويلها إلى مصدرها الأصلي أو إلى مصادر أخرى؛ وأن رأس المال ذاته، في أمان من أية قرارات سياسية أو اقتصادية تعرضه إلى خطورة المصادرة أو التأميم كلياً أو جزئياً.

    ولا يأتي تأكد المستثمر من تحقق الهدفين، من فراغ، وإنما من البيئة الاستثمارية للبلد المستهدف. وأظهرت دراسات أعدتها منظمات دولية ومعاهد بحوث، أن افتقار الدول النامية، في شكل عام وبعضها، في شكل خاص، إلى مكونات البيئة الاستثمارية الملائمة، يعتبر العائق الرئيس أمام أحجام الاستثمارات الوطنية والخارجية، فتتوجه إلى البلدان الصناعية المتقدمة والدول الصناعية الناشئة.


    ولا يتحقق توفير البيئة الاستثمارية المناسبة، بالإعفاءات الضريبية فقط أو تغيير قوانين وتعليمات تعالج جزءاً من المشكلة، وليس كلها، وإنما بتبني تطبيق حزمة سياسات وإجراءات مترابطة والعمل عليها، وتشمل تحديث النظام المصرفي وتطويره، تحقيق الاستقرار النقدي، استقرار الأسعار، توفير نظام قضائي نزيه وفعال في تطبيق العقود والاتفاقات، تقليص الروتين واختزال إجراءات تنفيذ المعاملات التجارية وإجراءات عبور البضائع من النقاط الحدودية وتقليص مدته، توفير معلومات وإحصاءات اقتصادية حديثة يمكن الاعتماد عليها وأتمتة المعلومات، وتأكيد إعادة تأهيل الأيدي العاملة وتدريبها بحسب حاجة الاستثمارات الوافدة ومحاربة الفساد.

    وتضاف إليها إعادة تدريب الكوادر الوظيفية التي تنفذ هذه التعليمات والإجراءات، وتوعيتها على أهمية اتخاذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب، في زمن أصبح الوقت عاملاً حاسماً في إنجاح الأعمال أو فشلها.

    إن الدول الإسلامية، على معرفة بهذه الاحتياجات كلها. ومنذ تسعينات القرن الماضي قدمت مؤسسات دولية توصياتها إلى هذه الدول، وعرضت عليها خبراتها الفنية والمالية. لكن قد توفّر أزمة المال الحالية، فرصة لهذه الدول، لتنفّذ إجراءات تحسين مناخ الاستثمار لديها، في محاولة جدية تهدف إلى استقطاب الاستثمارات الإسلامية وربما أيضاً الاستثمار من خارج العالم الإسلامي. وأشارت صحف أجنبية عدة أخيراً، إلى أن مستقبل الاستثمار سيكون في الشرق الأوسط.

    *نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندينة.

  5. #45
    مؤسس الصورة الرمزية إنتعاش
    رقم العضوية
    6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الدوحة - قطر
    المشاركات
    12,902
    الاقتصاد الإسلامي أفضل نظام لتجنب الأزمات

    حسن جمعة الرئيسي

    قد يكون النظام الاقتصادي الإسلامي هو النموذج الصالح لكل زمان ومكان لا سيما بعدما تكشفت مساوئ وعيوب النظام الرأسمالي وقبله النظام الاقتصاد الاشتراكي، وقد يستنكر البعض إقحام الإسلام في حل المعضلات الاقتصادية لأسباب عدة منها الاقتصاد الانطباع بأن معظم الدول الإسلامية متخلفة اقتصادياً وأن جلها إن لم يكن كلها لا تطبق النظام الاقتصادي وفق الشريعة الإسلامية ولو كانت كذلك لما تركها أصحابها واتبعوا نظماً اقتصادية مختلفة .

    ولأن الرد على هذا القول سيدخلنا في متاهات سياسية ستبحر بنا في بحور التاريخ إلا أن ما يهمنا في هذا الصدد أن نلقي الضوء على مدى ما يمكن أن يقدمه الاقتصاد الإسلامي من حل للمشكلة الاقتصادية الحالية لا سيما وأن النظام الاقتصادي مستقل عن العقائدي للفرد المسلم وبإمكان الكل أن يطبقه سواء على مستوى الحكومات أو الشركات ونخص بالطبع هنا الشركات والمؤسسات الإنتاجية للحاجات الضرورية والكمالية للإنسان مع استبعاد المتاجرين بما هو ضار للبشرية كالمواد المخدرة والمسكرات والمتاجرة بالبشر وغيرها مما يؤدي إلى هلاك الجنس البشري ويشيع قتل الحرث والنسل والفساد في الأرض من خلال الحروب وخلق الأزمات والضرر بالبيئة.


    إن النظام الاقتصادي الإسلامي وضع لبنة لوجود الإنسان متمثلة في الأرض التي دعانا الخالق عز وجل لإحيائها وقبل أن نهبط إليها أراد أن يبين مدى خطورة إبليس الذي توعدنا بوضع خطط للفساد فيها بحيث يتحكم البعض بأقوات الآخرين ونشر الفساد الاقتصادي بينهم من خلال الربا والمضاربات الوهمية وغيرها .

    ان الاقتصاد الاسلامي يحارب الربا وقد يكون هو السبب المباشر لوجود الازمة الاقتصادية الحالية والآية الكريمة رقم “276” من سورة “البقرة” ذكرت أن الله يمحق الربا، وحكمة التحريم قد تحتاج لبحث مطول، ولكن أقل ما يقال فيه إن الإسلام يحض على التعاون والإنتاجية وعدم استغلال البشر لبعضهم البعض أو أن ينتهز أحدهم حاجة الآخر ليدخل معه في عملية الربا وأن تكون النقود مصدراً للدورة الإنتاجية واستمرارية دورة الحياة لا أن تكون النقود سلعة بحد ذاتها .

    كما أن الآية السابقة وضعت البديل وفق منهج التشريع الإسلامي الذي لا ينهى عن شيء إلا أن يأتي بالبديل والمتمثل هنا بأن يربى الله الصدقات، والصدقات نظام تكافل اجتماعي تم تطبيقه على المستوى الدولي في عهد الخليفة عمر بن العزيز وفوائدها لم تكن مقتصرة على المسلم ولكن استفاد منها حتى أهل الذمم من الرسالات الأخرى .

    وكان الريع الاقتصادي في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز يعتمد بصورة كبيرة على الزكاة وهو ما يمكن تسميته بالنظام الضريبي المالي ولم تكن الدولة تدخل لحسابه ومحاسبة المتهربين من دافعي الزكاة وملاحقتهم قانونياً ولكن كان الأمر متروكاً إلى أن يقوم كل شخص بصورة طوعية بإحضار زكاة ماله لبيت مال المسلمين خوفاً من مخالفة الرقيب العتيد.


    ولأن الزكاة ركن من أركان الإسلام كالصلاة والصوم والمسلم مطالب بأدائها فإن إبليس خطط لبعض أتباعه بهدم ركن الزكاة مما جعل الناس لا سيما المسلمون يقعون تحت براثن الربا وأضراره كما هوالحال في الازمة المالية الحالية .

    وإذ نعلم أن هناك صعوبة كبيرة في تطبيق نظام الزكاة بحيث تكون مصدراً من مصادر الدخل الحكومي إلا أنه ليس من الاستحالة وقد صرحت بعض الدول بإنشاء صناديق للزكاة يصرف ريعها في خدمة المجتمع .

    التشريع الإسلامي أولى أهتماماً كبيراً بالمعاملات التجارية وكيفية بناء اقتصاد عالمي بدءاً من عوامل الإنتاج وفي طليعته الإنسان وما يجب أن يتحلى من صفات لبناء اقتصاد إنساني متين لا يقتصر فقط على الورع والتقوى ولكن الأخذ بالأسباب العملية واستغلال الطبيعة من المياه والهواء وما يوجد على الأرض وباطنها وكيفية كتابة العقود التجارية والحث على المتاجرة بما ينفع الناس سواء على مستوى الحاجات أو الرخاء الاجتماعي .

    وأثبت الجانب العملي مدى إمكانية تطبيق بعض التشريعات الإسلامية في العصر الحديث ونجاعتها حتى جعلت الكثير من البنوك الربوية أو ما تسمى البنوك التقليدية أن تنشىء مصارف إسلامية مستقلة وحتى تلك البنوك التقليدية العريقة لم تجد حرجاً أن تنشئ أقساماً للتعامل على الطريقة الإسلامية، فبصرف النظر إن كانت خطوات تلك المصارف عن قناعة بالتعامل وفق المنظومة الإسلامية أو فقط لجذب أكبر عدد من المتعاملين بعد أن نجحت البنوك الإسلامية في استقطاب الكثير من عملائها إلا أن في كلا الحالتين فإن التعاملات الإسلامية بدأت تشق طريقها من بعد إهمالها.

    وقد تكون دول الخليج هي الأرض الخصبة والأقدر على وضع آلية يكون الاقتصاد الإسلامي هو البديل للرأسمالية والاشتراكية خلال العقود القادمة، أو أن تكون محوراً اإقتصادياً جديداً منافساً للنظام العالمي الحديث.


    التشريع الإسلامي حرم ما لا نملك كبيع السمك وهي ما زالت تبحر في البحر وهذه الصورة البسيطة من أنواع البيع مشابهة لما نراه من مضاربات وهمية في الكثير من السندات العقارية والأوراق المالية والتي أصبحت من خلالها النقود مجرد سلعة جامدة تباع وتشترى دون أن تدخل في العمليات الإنتاجية الملموسة بإحياء الأراضي الزراعية وإنشاء المصانع وغيرها .

    فلهذا نجد أن الإسلام دائماً بين الوسطية حتى في اقتصاده فهو لا يجعل أفراد المجتمع مغضوباً عليهم كالاشتراكية التي لا تجيز للفرد التملك إلا في حالات استثنائية أو كالرأسمالية التي تترك العنان لبعض الضالين في أن يتسببوا في الأزمات الاقتصادية كالأزمة الاقتصادية العالمية الحالية التي تضرر منها الجميع من دون تمييز بين معتَقَدٍ أو عِرْقٍ.

    *نقلا عن صحيفة "الخليج" الاماراتية.

  6. #46
    مؤسس الصورة الرمزية إنتعاش
    رقم العضوية
    6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    الدوحة - قطر
    المشاركات
    12,902
    الجميع يبحث عن «الكاش»!

    عبدالرحمن بن ناصر الخريف

    من المؤكد أن الأزمة المالية قد تسببت في ظهور أزمة سيولة حقيقية لم نحاول كشعوب خليجية فهم تلك الأزمة والآثار المترتبة عليها، فقد اكتفينا بالتركيز على أسعار الأسهم وضمان البنوك للأموال واستمر إنفاقنا الاستهلاكي للبضائع المستوردة بشكل كبير استنادا على التطمينات بأن الأزمة أمريكية وأننا في مأمن من آثارها! فنسينا بأن من يملك "الكاش" في هذه الأزمة هو الأقوى فلم نفكر بالاستفادة من تبعات أزمة السيولة وانه قد نحصل بعد أسابيع على مانريد بأقل مما ندفعه اليوم!

    فاستمرار الصرف سواء الاستهلاكي او الاستثماري كان مبنيا على عدم فهمنا للأزمة والاعتقاد باستقلالية اقتصاديات دولنا! ولكن في الجانب الآخر شاهدنا الشعوب الأخرى كيف تعاملت مع الأزمة منذ بدايتها بالإحجام عن شراء السلع والكماليات والتركيز فقط على شراء المستلزمات اليومية الضرورية لمعرفتهم بأهمية النقد "الكاش" في هذا الوقت! مما سرع في الإعلان عن دخول معظم دول أوروبا واليابان في فترة ركود اقتصادي! فنحن كنا أمام متغيرات كبيرة لم نفهمها مما سهل على الشركات الأجنبية استغلال ذلك في الحصول على اكبر قدر ممكن من النقد الذي نملكه من خلال العروض المغرية لبيع منتجاتها بأسواقنا الخليجية وكأنها فرص لن تتكرر في حين أن العالم اجمع قد عزف عن الشراء ليس فقط لعدم توفر السيولة ولكن لقناعته بإمكانية الحصول عليها بأسعار أفضل!

    إن الانطباع العام لدى جميع دول العالم هو أن الدول الخليجية - حكومات وشعوب- هي من يملك النقد في أزمة السيولة الخانقة ! فأصبحت تلك الثروة هدفا لسياسيين واقتصاديين لمعالجة أخطاء كبار المسؤولين في البنوك والشركات الأمريكية! ولكن مايهمنا كشعوب هو السيولة الحالية التي نمتلكها ( مهما بلغت) فقد أصبحت هدفا للشركات العالمية لتصريف منتجاتها بأعلى سعر ممكن عبر استغلال عدم تنبهنا لما سيحدث مع دخول معظم دول العالم لمرحلة الركود ( نأمل الا يكون كساد) فأمام شبح الركود الاقتصادي وشح السيولة سارعت جميع الشركات بتوفير «الكاش» وأمام انكشاف حقيقة وحجم الأزمة المالية اتخذت شركات عديدة قرارات مصيرية لإنقاذها من الإفلاس! فلم تكتف بتقليص النفقات وإغلاق المصانع وإلغاء الوظائف، بل قامت ببيع منتجاتها بأقل الخسائر الممكنة وربما ليس فقط لحاجتها للسيولة بل لخوفها من الاضطرار لبيعها بخسائر اكبر! ومع استمرار عزوف الشعوب عن الشراء وضخ السيولة (حسب المؤشرات المعلنة) ستشتد الأزمة وهو ما سيعجل بدخول أمريكا ايضا لمرحلة الركود الاقتصادي وبالتالي المزيد من الانخفاض للأسعار (بما في ذلك النفط) حتى في ظل دعم الحكومة الأمريكية للشركات ليس لتحقيق الأرباح بل لتقليص نسب البطالة!.

    ووفقا لذلك فإنه على المستوى المحلي فإنه أمام استمرار الأزمة يجب أن لانستغرب أي قرارات تتخذها شركاتنا لتوفير «الكاش» فعندما أعلنت شركة سابك عن تخفيض جديد لأسعار الحديد استغرب البعض تلك الخطوات المتوالية لتخفيض الأسعار، فعلى الرغم من تبرير تلك التخفيضات بكونها إرضاء للعملاء والصالح العام! إلا اننا عندما نبحث في توقيت ذلك التخفيض سنجد انه يرتبط بشكل مباشر مع مصلحة الشركة فقط وليس لاعتبارات أخرى، فسابك رفعت أسعار الحديد ولم تتم مراعاة المصلحة العامة على الرغم من ان الدولة تعثرت مشاريعها وهي من يملك معظم أسهم الشركة!

    فالتخفيضات صدرت بعد بروز أزمة السيولة عالميا والتي أجبرت الشركة على التكيف مع المستجدات التي فرضت على الشركة ايضا - وفقا لما نشر - ببيع كميات تزيد على (031) الف طن من الحديد المستورد بأقل من تكلفة الاستيراد وبخسائر قد تتجاوز ال (002) مليون ريال! ولأننا أمام أزمة سيولة حقيقية فإنه يجب أن لانستغرب عندما نرى شركات تتحول من مالك لمقار أنشطتها الى مستأجر لها (شركة كبرى بدأت فعليا في ذلك) كما إن إعلانات الربع الرابع لهذا العام ستشهد اهتماما ببنود النقد بقائمة المركز المالي لأهميتها في التحليل المالي للشركات لقياس مقدرتها على الوفاء بالالتزامات العاجلة في ظل الأزمة الحالية! ولأننا نعيش فترة «الكاش ملك» فإن احتفاظ الدول الخليجية بقيمة صادراتها النفطية في شكل حسابات نقدية بعملات مختلفة قد يكون خيارا أفضل من استثمارها في أوراق مالية قد يصعب تسييلها خلال الفترة القادمة لكون الجميع يريد الدفع نقدا، كما ان انخفاض العملات أمام الدولار حاليا قد يكون الفرصة الأخيرة لتعديل سعر صرف الريال فمؤشرات الاقتصاد الأمريكي لاتخدم الدولار!!.

    * نقلاً عن جريدة "الرياض" السعودية.

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 345

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •