وهذه تتمة الفتوى وفيها فائدة للدعاة الى الله
الإسلام يجبّ ما قبله.. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له
قال الله تبارك وتعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]
هذه رحمة الله المهداة إليك فهلُمّ.. سواء كنت ممن سبق له الجراءة على مقام الله الجليل أو كنت ممن سكت ولم يتحرك ضميره لإنكاره.. فباب الله مفتوح أمامك.. ومشرع إذا أقبلت إلى ربك بدمع سخين وقلب سخي بحبه وخشيته ورجائه.. مادامت لم تحن وفاتك ولم تبلغ الروح الحلقوم.. ولا أذن الله لشمسه بالشروق من الغرب.. وتذكر بأن الساكت عن الإنكار مع القدرة عليه.. شريك في الإثم صغر أو كبر.
قال تعالى: {وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال: 25]
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم»
ومتى ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر استحقوا المقت واللعنة وحلول العقوبات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الناس رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقاب من عنده»
وروى البخاري في صحيحه أن زينب رضي الله عنها قالت: "يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثُر الخَبَث»
دورك أنت أيها القارئ.. أو التائب
قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33]
حتى لا يقتصر دورنا على الإنكار القلب ..
فندعوك لابتكار الطرائق الكفيلة بالقضاء على هذا الكفر الصُراح في بلادنا كيما تكون سبباً عظيماً في تعجيل نصر هذه الأمة .
. وإليك بعضاً منها مع التذكير بأن هناك وسائل أخرى .. بشيء من العزم والإخلاص والتفكير { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون } [المطففين:26].
دورنا مع العلماء والدعاة
- حصر البرامج التي تستضيف الشيوخ أصحاب الكلمة المسموعة، وتوجيه الأسئلة لهم فيما يتعلق بظاهرة سب الرب والدين - تعالى الله - كحكم العلاقة الزوجية لمن يشتم الله ورسوله والدين، وغير ذلك مما قد يردع بعض ألئك ويردهم إلى جادة الدين.
- العمل على نشر الأحكام التي يذكرونها فيما يتعلق بهذه الظاهرة.
- المتابعة مع العلماء والدعاة وخطباء المساجد ودعوتهم للتطرق إلى هذا الموضوع.
دورنا مع الأجهزة التقنية
ضع يدك في جيبك .. أخرج جوّالك .. نعم هذا الجهاز الصغير يمكنك أن تجعله مصدراً للأجر الكبير.
- إرسال الرسائل القصيرة إلى القنوات الفضائية التي تعرض شريط - إس إم إس - تبيّن فيها حُكم من يشتم الدين.
- اكتب رسالة معبرة وناصحة لمعالجة هذه الآفة وارسلها واطلب ممن أرسلتها له أن يرسلها وابدأ في إنماء شجرتك الطيبة.
- راع في هذه النصوص الإيجاز وإيضاح الفكرة وكيفية التفاعل للتصدي لهذه الظاهرة.
والآن انظر أمامك .. أرأيته؟ هذا الحاسوب أو ذلك التلفاز .. كم يشاهده؟ آلاف الآلاف عبر العالم؛ إذن كم سيثقل ميزان حسناتك لو وعظت من خلاله؟!
- اتصل بالبرامج واطرح الفكرة، أو رشحها كموضوع للحلقات سواء كنت إعلامياً أو متابعاً.
- توجيه الرسائل إلى القنوات الفضائية بهم، وإسداء الطلب من البرامج الحوارية أن تتولى مناقشة هذا الموضوع بشكل مكثف.
- مراسلة أصحاب المواقع على الشبكة العنكبوتية وحثهم على ضرورة التحدث عن هذه الظاهرة وتبني العمل لاستئصالها.
دورنا مع عامة الناس
أنكر على من يقوم بهذا الفعل واحرص على أن تبيّن له الأحكام الدنيوية والأخروية المترتبة على فعله ولا تستحي من الحق فهم لا يستحيون من الباطل!! ولا تأخذك في الله لومة لائم .. فإن تاب وأسلم لله رب العالمين فالحمدلله تعالى وأجرك على الله الكريم العظيم وهو وحدة من يعلم قدر ثوابك الجزيل .. وإن كابر وأبى فأعرض عنه وقاطعه بالكلية وحرّض على هجره .. قال تعالى: { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ اَنْ اِذَا سَمِعْتُمْ ايَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَاُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ اِنَّكُمْ اِذًا مِثْلُهُمْ اِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا } [النساء:140].
دورنا مع دور النشر
أيها الناشر الكريم، فأنت أيسرهم دوراً وقد هيأ الله لك أسهل الطرق، ولا تبخل على نفسك بالأجر فأنت على ثغر يخوّلك لتحصيل سهم في نصرة الأمة وقيامها من سباتها.
- مراسلة دور النشر لإصدار مطويّات أو كتيّبات تتحدث عن هذه الظاهرة وطرق الحدّ منها.
- مراسلة الكُتّاب والصحفيين لكتاية المقالات عن خطورة سبّ الله والدين في الجرائد والمجلات المتنوعة.
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.