المضاربة اليومية ستتسيد السوق لفترة
عودة اللون الأخضر للبورصة زيارة عابرة أم بداية مبشرة ؟








كتبت بدور المطيري : عاد اللون الأخضر الى السوق بعد فترة خصام وعناد ليضيء شاشة السوق، وعلى الرغم من عشق الجميع لرؤيته الا أن المخاوف من أن تكون عودته هي زيارة عابرة وخاطفة، وهذه المخاوف في محلها وهي نتاج طبيعي لما حدث في السوق من تصحيح مؤلم وقوي.

فالمتابع للسوق يجد ان الهبوط أنتج حطام وبقايا أسهم ولسان الحال يقول »شليمهن« الكثير منها أقل من قيمتها الدفترية والبقية أقل من قيمتها الحقيقية وهذه هي من يبحث عنها قناصوا الفرص الذهبية بين الركام وخاصة تلك التي انخفضت لا لخلل وعيب في السهم وأرباحه ولكن لأن موجة الهبوط شملت جميع الأسهم ولم تفرق بين أحد.

الفرص الاستثمارية قريبا ستظهر مع اقتراب انتهاء أرباح الربع الثالث للشركات واعلان الأرباح التفصيلية لها وان كانت ارباح بعض الشركات قد ظهرت ومنها لشركات طالما كانت قيادية وشركات ذات ثقة ولكن من الواضح جدا ان ترتيب قوة الشركات وقيادتها ستتغير تماما وستسلم القيادة شركات أخرى أثبتت قوتها وتماسكها أثناء الأزمة ودعمتها بأرباح تشغيلية، اذ أن الخريطة الاستثمارية ستتغير جذريا، وحتى تظهر هذه الفرص الاستثمارية مع انتهاء اعلان الأرباح تظل مضاربة اليوم الواحد هي المستيدة على التداولات فرغم وجود فرص في السوق الا ان الجميع الآن يبحث عن راحته النفسية ولا يريد ان يفوت الفرص لذا يجد هدفه وضالته في مضاربة اليوم الواحد، فلاهو يريد ان يفوت الفرص ولا يريد ان يذهب رأس ماله مع سوق لا يعرف اين يسير في الغد، لذا المضاربة اليومية ستتسيد السوق لفترة، يحتاجها فعلا، فاللون الأخضر والصعود الصاروخي ليس مطلبا الآن ولكن الاستقرار والتذبذب لفترة، يؤكد بانتهاء التصحيح وعودة الثقة الى الأجواء تدريجيا.



فريق الإنقاذ

تم حل لجنة فريق الانقاذ برئاسة وزير التجارة احمد باقر بعد ان تم تشكيلها منذ منتصف سبتمبر ولم تقدم شيئا ولا حلولا لمعالجة أزمة السوق وتم اعادة تشكيلها برئاسة محافظ البنك المركزي الشيخ سالم الصباح ليدير فريق الانقاذ لوضع الحلول المناسبة، ولكن ما أثار استياء الجموع الاقتصادية هو استبعاد المدير التنفيذي للبنك الوطني ابراهيم دبدوب الذي يتجاوز بخبرته المصرفية أعمار بعض من في اللجنة وقيل أن السبب انه غير كويتي وهو عذر غير مقنع بتاتا لأن العقول والابداع لا جنسية ولا وطن لها، واذا كانت القضية جنسية كويتية فقد تم تجنيس »عوير وزوير« رغم انه عقولهم وخبراتهم لا تحتاجها البلد ولكن تجنيسهم كان للحاجة الى »فداوية« وحين نأتي لمن نحتاج الى خبرته وعقله يكون العذر أقبح من الذنب!

كفاءة وخبرات دبدوب في ادارة الأزمات لا تحتاج الى شهادة من أحد ولكن استبعاده أبدا لم ولن يقلل من قيمته ومكانته الاقتصادية.

وبالنسبة الى فريق الإنقاذ فالأنظار كلها الآن تتجه نحوه والذي عليه ان يدرك شيئا ان السفينة التي لديها قبطانان تغرق، لذا القبطان موجود وعليكم ان تضعوا المقترحات والحلول بشكل محايد بعيدا عن العواطف والمصالح الخاصة، لان الامر المناط بكم هو امر يخص اقتصاد بلد وشعب.



أكتوبر الأسود



Sell in May, buy in October أي »بع في مايو واشتر في أكتوبر « هذا هو القول السائد في الأسواق الأمريكية حيث ارتبط شهر اكتوبر بأنه الشهر الأسود الذي تحدث به الأزمات المالية وهذا الارتباط النفسي ليس عشوائيا ولكن كافة الأزمات المالية الكبرى حدثت في هذا الشهر وغير معروف حتى الآن سر ارتباط شهر أكتوبر بالذات بالأزمات المالية، اذ حدثت أول أزمة مالية في الولايات المتحدة وخسرت بورصة نيويورك %50 من قيمتها في يوم واحد في أكتوبر من عام 1907 وتم افلاس العديد من البنوك الأمريكية والشركات الكبرى في ذلك الوقت وسمى هذا العام بعام الذعر، وفي أكتوبر أيضا حدثت ازمة الكساد الكبير عام 1929، وايضا في اكتوبر من عام 1987 حدث انهيار الأسهم الكبير للسوق الأمريكي والآن في اكتوبر 2008 تحدث الأزمة المالية الحالية التي عصفت بكافة الأسواق المالية، انه فعلا اكتوبر الاسود!



الفائدة



اتجهت انظار العالم في يوم الجمعة الى اليابان لمعرفة القرار الذي سيسفر عنه اجتماع البنك المركزي الياباني ازاء خفض الفائدة التي هي أصلا منخفضة في اليابان ولكن كما قال احد المسؤولين اليابانيين »العالم كله كان لديه ردة فعل وصعب جدا ان نقف نحن بلا أي رد فعل او محاولة المعالجة مع الجميع لذا قمنا بتخفيض الفائدة لثاني اكبر اقتصاد في العالم « وقد انخفضت الفائدة من %0.5 الى %0.3 وهو التغيير الاول منذ سبع سنوات وقد خفض البنك الاحتياطي الامريكي الفائدة لتصبح %1 وهي المرة الثانية التي يقوم بها بتخفيضها خلال شهر اكتوبر، وكرد فعل لذلك قام بنك الكويت المركزي بتخفيض الفائدة نصف نقطة لتصل الى %4.25 وهي المرة الثانية ايضا خلال شهر اكتوبر يتم فيها تخفيضها وان كانت خطوة المركزي الكويتي استباقية وجريئة حين قامت في المرة الأولى باحداث علاج الصدمة وهي خفض الفائدة الى نقطة كاملة في محاولة لمعالجة الأمر وتخفيف قيود القطاع الخاص وتكلفة تمويله الأمر الذي يساعد السوق في امتصاص الأزمة.



ضمان الودائع



ابرز الاحداث كانت هي اقرار مجلس الأمة بضمان الحكومة لكافة الودائع والحسابات الجارية في كافة البنوك المحلية وهو ضمان للمبالغ الاساسية وليست الفوائد المترتبة عليها، وكان هذا القرار هو لتهدئة النفوس وتخفيف حدة الذعر والهلع التي دفعت بالمواطنين للحشد والتدافع لسحب أموالهم من بنك الخليج فكانت الطامة الكبرى هو تناقل اشاعات ومسجات بأن بنوكا أخرى ستعلن عن خسائرها الضخمة وهي محاولة لضرب القطاع المصرفي الكويتي كله ازاء خطأ ارتكبه بنك واحد ووصل تأثير هذه الشائعات الى التشكيك بقوة ومتانة هذا القطاع وكأن البديل المتاح للمواطنين هو وضع اموالهم »تحت الكاشي«!

مايحسب ضد قرار ضمان أموال الودائع والحسابات في البنوك المحلية هو ردة الفعل البطيئة باقراره قبل ان تتفاقم أزمة الثقة في القطاع المصرفي اذ تم انتظار ان تحدث ازمة بأحد البنوك ليتم اقراره وكان الأجدى سرعة اقراره في بداية ظهور الأحاديث من تحت الطاولة حول المشكلة والتي كانت بعلم كبار المسؤولين، ولكن الجيد بهذا القراران أزمة بنك الخليج سحابة صيف سرعان مامرت ولم تنتقل عدوى الثقة الى بقية القطاع.



بنك الخليج



ازمة بنك الخليج التي كانت بركانا خامدا لفترة قبل ان يغلي اثبتت انه اذا اخفت البيانات شيئا لوقت محدد فانها لاتستطيع ان تخفيه طوال الوقت، فالازمة التي ظهرت كانت هناك بوادر منذ فترة وأحاديث من تحت الطاولة بحدوثها الا ان وجود مفاوضات مع الاطراف المعنية كان يقلل من حدوث الازمة الى ان وصلت الى طريق مسدود فكان الاعلان العام عنها هو الحل، ولكن مايعتب على ادارة بنك الخليج هو تكتمها بالاعلان عن عملائها المتضررين والمعنيين بالأزمة، ونحن هنا نقصد العملاء الشركات لا الافراد، اذ ان التكتم الشديد حول هوية العملاء فتح باب بورصة الاشاعات لتطال شركات عديدة ليس لها يد في الموضوع الأمر الذي أضرها بشكل كبير.



تناقض وزير



في منتصف اكتوبر صرح وزير المالية مصطفى الشمالي عن عدم وجود أي نية لضمان الودائع في البنوك المحلية وشدد على ان هذا الموضوع مرفوض تماما لانه يشكك في متانة القطاع المصرفي الكويتي، ولكن قبل ان ينتهي شهر اكتوبر قامت الحكومة باقرار ضمان الودائع في البنوك المحلية ويصرح مرة اخرى وزير المالية مصطفى الشمالي بأن هذه الخطوة هي لاستقرار السيولة!!



الطابور الخامس



الطابور الخامس او طابور الاشاعات مثل البكتريا الفاسدة التي تبحث عن بيئة مناسبة لها لكي تنمو وتتكاثر بسرعة عجيبة وهذه البكتريا اذا دخلت الى الجسد فانها تنخر فيه وتسبب له عللا تؤدي الى وفاته، والطابور الخامس يبحث عن بيئة مثالية لكي ينفث سمومه ويتكاثر ليحاول ان يدخل الجسد وينخرفيه، ولم يجد سوى بيئة مثالية له كالبيئة الحالية حيث تحدث الازمات في البلد فان نشاطهم يزداد محاولين اقتناص الفرصة باحداث بلبلة ولكن الحزم واتخاذ القرارات الجريئة والتصريح بها يضعف قوتهم ونشاطهم لذا لحذر واجب من الطابور الخامس بيننا.



دور الاعلام



أعجبنا جدا تصريح رئيس اتحاد المصارف عبدالمجيد الشطي حول وجوب فتح خط مباشر بين الشركات والمساهمين للرد على الاشاعات، وهو ان دل يدل على ان الشفافية وأن التواصل مع المساهمين له دور في دحض الاشاعات واعادة الثقة اليهم بشركاتهم، ولكن لا يعلم الشطي أن الكثير من ادارات الشركات بدأت تهرب من الاعلام في هذه الأجواء رغم انها الوسيلة الاكثر انتشارا لهم كبديل عن الخط الساخن، ورغم محاولات الاقناع المبذولة من قبلنا الا ان الخوف والقلق يسيطر على ادارات الشركات فلا أحد يود أن يعلن عن الأخبار الايجابية لدى الشركة في هذا التوقيت ولا أحد يريد ان يعلن عن الارباح قبل انتهاء المدة ولا احد يريد ان يرد على اشاعة تمس الشركة، يبدو الأمر وكأنه فوبيا الاعلام في هذا التوقيت او ان المشنقة بانتظاره!، ولكن لا أحد ينكر دور الاعلام المؤثر جدا وقت الأزمات اذ انها هي من تستطيع ان تبعث بأجواء الثقة وهي من تزيد من الامر سوء، حتى حين تم سؤال العديد من كبار الاقتصاديين في العالم عن سبب عمق جراح ازمة الانهيار عام 1987 كان الاعلام متهما بأنه قاد الوضع الى الأسوأ، بينما كان الكساد الكبير عام 1929 رغم انه الأسوأ الا ان ضعف الاتصالات ونقل المعلومات والتكنولوجيا قلل من تأثيراتها النفسية وانتشارها حول العالم ككل، فالتكنولوجيا بالنهاية هي نعمة ولا نريد ان نجعلها نقمة لذا التعامل بحرفية تامة في هذه الأزمات مطلبا ملحا والتركيز على أخبار السوق المحلي وهي مسؤولية مشتركة مابين الاعلام وادارات الشركات في التكاتف بهذا الجانب حتى تعبر سفينة السوق وسط هذه الأمواج..