بيتر: الشركات الكويتية مطالبة بابتكار أدوات إدارية وكوادر قادرة على تخطي الأزمات المالية العالمية
الثلاثاء 11 نوفمبر 2008 - الأنباء



عمر راشد

«قيادة جيش من الارانب قائده اسد افضل من قيادة جيش من الاسود قائده ارنب»، مقولة اطلقها نابليون بونابرت منذ قرنين من الزمان، وهي دلالة على اهمية القيادة في تطوير وتحديث اداء الشركات الاستثمارية.

وفي هذا الاطار، نظمت شركة الموارد البشرية الكفؤة HRP ورشة عمل حاضر فيها الخبير العالمي جون بيتر بعنوان القيادة من القديم الى الحديث وحضرها اكثر من 80 شركة استثمارية من سلطنة عمان والبحرين والسعودية والكويت وذلك للاطلاع على المعايير الدولية للقيادة الفعالة وكيفية بناء جيل من القيادات القادرة على تخطي الازمات المالية العالمية الحالية.

وقد رعت انشطة ورشة العمل المدينة للتمويل واكتتاب والذي يعد دليلا على اهتمام تلك الشركات الاستثمارية للاستفادة من فلسفة القيادة وتأثيرها علي البشر ومواصفات القيادة المطلوبة في القرن الـ 21.

وبهذه المناسبة، اشار رئيس مجلس الادارة في شركة المدينة للتمويل والاستثمار خالد المطوع الى ان رعاية المدينة لورشة العمل هذه تأتي في اطار الاهتمام الذي تبديه المدينة في دعم قدرات موظفيها وكذلك في هيتس واكتتاب لبناء جيل من القيادات المحترفة والمهنية القادرة على تخطي مراحل الازمة الاقتصادية التي يعيشها العالم.

وقال المطوع ان القيادات الاقتصادية في الكويت بحاجة الى رؤية واعية تستند الى خبرات عالمية مستقاة من تجارب شركات عالمية استطاعت ان تتميز بنجاح كبير في العمل الاقتصادي في تلك الازمة.

وعن توقعاته بجدوى تلك الورش على اداء هيتس والمدينة واكتتاب، اشار المطوع الى ان المدينة استطاعت وبالشراكة مع مستثمرين استراتيجيين انشاء هيتس التي تعد قيمة مضافة في قطاع الاتصالات، كاشفا النقاب عن اقتراب هيتس من الاعلان عن صفقات جديدة في السوق خلال الفترة المقبلة بعد نجاحها في التواجد داخل 8 اسواق عالمية بالاضافة الى اختيارها للاسواق بتأن ومنها الجوانب القانونية.

واضاف: هناك خطة استراتيجية واضحة المعالم مبنية على اسس ودراسة الجدوى الاقتصادية والتي سيتم الاعلان عنها وفق مراحل زمنية مدروسة.

وحول رأيه في دعوة محافظ البنك المركزي البنوك المحلية وشركات الاستثمار للاندماج والاستحواذ خلال المرحلة المقبلة، قال المطوع في ظروف الانكماش الاقتصادي تظهر تأثيرات مباشرة وغير مباشرة في بعض الاحيان وقد يكون الأخذ بمعايير الاندماج والاستحواذ امرا مهما لتحقيق قيمة مضافة لتحقيق التكامل الفني والاقتصادي وتصبح بذلك الاندماجات ذات كيانات قوية.

وحول استثمار الشركة في قطاع الاتصالات، ذكر المطوع ان استثمارات اليوم في قطاع الاتصالات من قبل هيتس تيليكوم القابضة تعد اكثر الاستثمارات امانا ومبنية على خطط واضحة وثابتة لا يمكن الاستغناء عنها وموجودة على أسس استراتيجية واضحة المعالم.

وبدوره قال رئيس مجلس الإدارة في شركة اكتتاب د.علي الشمالي ان مجموعة المدينة تقوم شهريا بتحديث استراتيجيات التدريب لموظفيها بصورة دائمة بما يتلاءم مع التطورات التقنية الحديثة وبما يساعد على بناء جيل قوي من القيادات الفعالة.

وقال ان ورشة العمل الحالية تركز على محورين هما الاهتمام بالعمالة وتطويرها بشرط أن لا يؤثر ذلك على ميزانيات تطوير الشركة.

واشار الى ان العملاء هم المعيار الثاني المهم الذي يجب على الشركات الاهتمام به ورعايته لأن العميل كما ذكر بيتر هو عصب نجاح الشركة بالاضافة الى قيادة واعية قادرة على العمل بشكل كبير ومنظم.

وتطرق الخبير العالمي جون بيتر الى ان هناك الكثير من استراتيجيات الادارة على الشركات الاستثمارية بالكويت الاخذ بها لتقليل حجم المخاطر التي يتعرضون لها بسبب الازمة المالية العالمية الحالية.

وقال ان مدى قدرة تلك الشركات على التصميم والابتكار هو ما سيساعدها على العمل والانجاز بصورة جيدة ويحميها من مخاطر الازمة المالية العالمية واصفا احتياج رجال الاعمال الى ان يكونوا مصممين وليسا باحثين عن مطورين او مصممين لشركاتهم.

واوضح ان القيام بالعمل على تطوير وتحديث القرارات المتخذة باستراتيجيات والتي تندرج من تعيين مدير إلى أصغر موظف بالشركة والذي يعد في واقع الأمر قرارا استراتيجيا.

وقال بيتر ان تطوير العمالة امر مهم للغاية وعلى الشركات الاستثمارية في دول المنطقة والعالم البحث عن خلق روح الابتكار والمهنية لدى العاملين والسعي بصورة مستمرة لزيادة اداء العاملين في مواجهة الازمات الادارية التي قد تواجههم بشكل او بآخر وعلاج الامور بصورة فنية وادارية تتفق والمعايير العالمية والإقليمية، مؤكدا على ضرورة اتخاذ القرارات بوعي ومعرفة.

واشار بيتر الى ضرورة توسيع قاعدة معلومات الشركات في كل دول العالم من خلال ما يسمى بالـ Wikiworld وهي ما تشبه ويكيبيديا العالمية التي اضحت من أهم وسائل الاتصال على مستوى العالم، موضحا ان موقع اليوتيوب سيكون له تأثير على الاحداث العالمية افضل مما تملكه وكالات عالمية منظمة وان لم تشارك الشركات الاستثمارية في هذه التطورات فستكون بعيدة عن التطورات العالمية الحديثة.

واشار الى ان التركيز على المواهب المعنوية وغير الحسية يعد امرا مهما للغاية ويزيد من كفاءة الادارة داخل الشركات.

واشار بيتر الى ضرورة تطبيق مفهوم الشراكة من خلال الادارة التي تعني ان يقوم المدير بالعمل على تطبيق مفهوم الشراكة مع المدير الاداري الذي يجب ألا تنظر اليه على انه مدير لادارة التدريب، ولكن بوصفه شريكاً في الادارة.

وقال ان معظم الشركات الاستثمارية تفتقد لهذا الحس من العمل سواء في الكويت او غيرها في دول المنطقة والعالم.

وضرب بيتر مثالا على قدرات الشركات الاستثمارية مثل ابل وسوني وIBM التي غيرت العالم من خلال تصاميم رائعة استطاعت مقاومة الازمة المالية الحالية بصورة جيدة.

واوضح بيتر نقطة مهمة للغاية تتعلق بمسألة التوظيف وضرورة التركيز على توظيف افراد يفعلون اكثر مما يقولون.

وقال ان القيام بالأعمال واستراتيجية الخطط يعدان المحور الرئيسي في توظيف قدرات الافراد وتنميتها وفق نهج متدرج وسليم.

وقال ان 3 شركات من اكبر 5 شركات في التصنيف العالمي وفقا لقائمة فوربس لأكبر 100 شركة على مستوى العالم كانت شركات تجزئة.

واشار الى استراتيجية المحاولة المستمرة لتحقيق اهداف الشركة، موضحا ان الذي يعمل اكثر يحقق اكثر ويستطيع تحقيق النجاح.

وقال ان الأزمة المالية في جزء كبير منها يعود الى ازمة الادارة التي خلقت جوا عاما من عدم الثقة لدى البنوك والشركات الاستثمارية على مستوى العالم.

واوضح الرئيس التنفيذي في شركة الموارد البشرية طارق السعايدة ان ما يطرحه بيتر جديد في الافكار والحلول بشأن تفاعل الشركات الاستثمارية مع الازمة المالية العالمية والعمل على تبادل الافكار والرؤى مع الشركات الاستثمارية وفتح الآفاق مع كل دول العالم.

وقال ان توم بيتر يقدم افكارا للقيادات في حل الأزمة مع ضرورة اعداد جيل من القياديين مؤهل لقيادة الازمات.

وقال ان القيادة مصدر إلهام للكثيرين على مستوى العالم، موضحا ان إمارة دبي تعد مثالا يحتذى امام الكثير من الشركات الاستثمارية التي استطاعت ان تتخطى الازمة العالمية.

واضاف ان دبي قطب من الاقطاب العالمية التي اشار بيتر الى قدرتها في اتخاذ سياسات حمائية دافعت بها عن نفسها ضد الازمة.