عبدالله باعشن:المضاربون يتحولون إلى قوة إيجابية
انقلاب في أدوار أسهم قيادية يوقف مسلسل الخسائر في السعودية


تدخل المصارف
مكاسب معنوية






دبي -رشيد بوذراعي

بعد أسبوع عاصف خسرت خلاله السوق أكثر من 10% شهدت الأسهم السعودية اليوم الأربعاء 12-11-2008 سيناريو دراماتيكيا، انتهى بمكاسب بإشارات من قطاع المصارف وشركة موبايلي بعثت التفاؤل في السوق إضافة إلى عودة كتل المضاربين للظهور على الساحة بعد أن اختفوا أمام موجات الخسائر المتتالية في الأسابيع الماضية.

وكانت السوق قد تحركت بتشاؤم في بداية الجلسة، وتعرضت لضغوط قوية قبل أن تستعيد قواها الشرائية في اللحظات الأخيرة لتقفل على مكاسب معنوية أكثر منها فعلية بنسبة 0.35% أو ما يعادل 19 نقطة، مرتفعا إلى مستوى 5485 نقطة.

ولعب سهم شركة اتحاد اتصالات التي تملك "موبايلي" دور المنقذ اليوم، بأن صدرت منه أخبار جيدة غيرت من النظرة إلى استعداد للسوق للتفاعل مع الاكتتابات الجديدة. فقد أعلنت الشركة عن تغطية الاكتتاب في أسهم حقوق الأولوية بنسبة 230 %.

وقالت الشركة أنه تم الاكتتاب بحوالي 309 ملايين سهم في نهاية اليوم الأخير من الاكتتاب (الأحد 09/11/2008 ) بحجم تغطية تجاوز 4.6 مليار ريال، متجاوزا بذلك حجم الزيادة في رأس المال، البالغ ملياري ريال.


تدخل المصارف

وإلى جانب ذلك تدخل أكبر البنوك السعودية مطمئنا السوق والمستثمرين عن مركزه المالي، وقال العضو المنتدب في البنك عبد الله الراجحي وقال: إن المصرف لم يتأثر بالأزمة المالية العالمية متوقعا أن تتعاظم الفرص أمام المصرف بسبب هذه الأزمة بزيادة الطلب على الإقراض من السوق المحلي لتمويل مشاريع التنمية.

وقال رئيس شركة "الفريق الأول" للاستشارات عبد الله باعشن: إن هذه التصريحات جلبت علامات إيجابية للسوق تطمئنها "خاصة وأنها صدرت من أعلى الهرم في اكبر البنوك وهي ستضع المسؤول في البنك أمام مسؤولية كبيرة مستقبلا" متوقعا أن يتآخر تأثيرها إلى وقت لاحق بفعل التأثيرات القوية للعامل النفسي الناجم عن الأزمة المالية العالمية.

ونبه عبد الله باعشن في تصريحات لقناة العربية إلى أن المضاربين الذين طالما اعتبروا قوة سلبية في السوق تتدخل لجني الأرباح والضغط على السوق، أصبحوا في هذه الظروف قوة إيجابية يحركون السوق ويدفعون بسيولتهم لخلق نشاط.
وقال متحدثا عن عامل المضاربة كأحد العوامل التي أسهمت في ارتداد السوق صعودا "المضاربة حصلت على مدار الأسبوع، وهذا شيء جيد، بينما حصل الاستثمار على بعض الأسهم في قطاع التأمين ولكن على مدى طويل".
وأضاف أن السوق تنظر إلى المضاربين كعامل مطمئن في الظرف الحالي قائلا: "هذا يعني أنهم متمسكون بالسوق ويقولون أنهم موجودون" واعتبر نجاح شركة موبايلي في تغطية اكتتاب حقوق المساهمين بأكثر من مثلي ما هو مطلوب خبر جيد للسوق قد يشي بأن السيولة موجودة ولها ثقة في السوق ومستعدة للدخول.


مكاسب معنوية

ورغم عودة المكاسب إلى السوق فقد كانت أحجام التداول محدودة ولم يتجاوز عد الأسهم المتداولة اليوم 252 مليون سهم، وسجلت القيمة حوالي4.9 مليار ريال (دولار=3.75 ريال).

وتلقى السوق الدعم الأساسي من انقلاب في الأدوار لبعض الأسهم الرئيسية في القطاعات الكبرى مثل المصارف والاتصالات، فبعد أيام من الإغلاقات السلبية ارتد سهم مصرف الإنماء، الأكثر تداولا في السوق بحجم 76 مليون سهم، نحو الأعلى ومنح السوق قوة هائلة عوضته عن التراجع في سهم سابك العملاق الذي جرى تداوله بحجم 11.1 مليون سهم، لكنه كان مصدر ضغط كبير لقطاع البتروكيماويات الذي أنهى الجلسة بخسائر فاقت 97 نقطة.

وساهمت اسم المصارف بمجملها في مكاسب اليوم وحقق سهم سامبا أكبر القفزات بنسبة 7.53% وسط تصريحات لرئيس المجموعة قال فيها إن البنك ليس لديه ما يخفيه من خسائر مرتبطة بأزمة الائتمان العالمية.

وفي قطاع الاتصالات انفرد سهم اتحاد اتصالات بمركز الرابح الوحيد في هذا القطاع وصعد بنسبة 1.47% متلقيا مساندة من الإقبال على الاكتتاب في أسهم حقوق المساهمين.

وكان لافتا اليوم سيطرة بعض الأسهم الصغيرة في السوق على المراكز الأولى في لائحة أكبر الرابحين ما يوحي بإقبال عليها من المضاربين، كما يشير إلى ذلك عبد الله باعشن، فقد صعد سهم فيبكو من قطاع الاستثمار الصناعي بنسبة 10% في المركز الأول، وقفز سهم الشرقية للتنمية بنفس النسبة وحقق سهم الدرع العربي مكاسب من ارتفاعه بنسبة 9.01 %.