بنك دبي الإسلامي يخطط للانتشار في ثلاث قارات


إعداد - عدنان عضيمة:
بعد مرور ثلاث سنوات فحسب من إعادة هيكلة بنك دبي الإسلامي الذي يعد من أوائل البنوك الإسلامية في العالم، سجل عام 2004 زيادة في حجم عوائده بلغت 97 بالمئة حتى وصلت إلى 461 مليون درهم (125,6 مليون دولار)· ويعد هذا إنجازاً كبيراً· وتمكن البنك من الارتقاء إلى المرتبة الأولى في السوق البنكية الاستثمارية النامية التي تتخذ من الشريعة الإسلامية منهاجا لها، وخاصة من ناحية امتصاص السيولة وتشجيع الطلب عليها· ويقول عارف قهوجي نائب المدير التنفيذي لبنك دبي الإسلامي: ''هناك علاقة استراتيجية أوسع مع الحكومة· وأصبحنا من بين أولئك الذين يلقون منها التشجيع من أجل تحقيق المزيد من الانتشار في الخارج''·
وجاء في تقرير نشرته مجلة ''ميد'' أن بنك دبي الإسلامي هو بطبيعته ميّال لتبني النشاطات الخارجية التي تنطوي على المغامرة· ويقول قهوجي: ''إن دول مجلس التعاون الخليجية تعد امتداداً طبيعياً لنا، وهي تمثل بالنسبة لنا الفناء الخلفي''·
ويعتزم بنك دبي الإسلامي التوسع في ثلاث قارات هي أفريقيا وآسيا وأوروبا، وانطلقت عملياته هناك عن طريق ثمانية أفرع أنشأها في مدن باكستان المختلفة وراح يقدم عن طريقها جملة متكاملة من الخدمات البنكية· ويمضي قهوجي في هذا الإطار قائلاً: ''يعود اختيارنا لباكستان لعدة أسباب· أولها أن الغالبية العظمى من سكان البلد مسلمون، ثم لأنه يرتبط بعلاقات وثيقة مع دول الخليج العربية· ويضاف لكل ذلك أن هذه الخطوة تأتي في الوقت المناسب فيما يتعلق بحالة الاقتصاد الباكستاني والترحيب الواضح الذي تبديه الحكومة الباكستانية بالبنوك الإسلامية· ومن المنتظر أن تغطي خدمات فروع بنك دبي الإسلامي في باكستان بعض الدول المجاورة مثل بنجلادش والهند وإندونيسيا وماليزيا وسريلانكا''·
ويتركز الاهتمام الأكبر لبنك دبي الإسلامي على التوسع عبر العالم عبر إقامة اتفاقيات التعاون مع شركاء محليين حتى يتمكن البنك من اكتساب السمعة التي يستحقها منذ اليوم الأول· ويقول قهوجي في هذا الصدد: ''سوف نتعاون مع الشركاء في أي مكان وبقدر ما نستطيع حتى نزيد من مستوى فهمنا للسوق الأجنبية التي نعمل فيها''·
وسوف تكون تركيا المكان الأول المختار في أوروبا بالنسبة لبنك دبي الإسلامي حيث تتشابه العوائد مع تلك التي يمكن تحقيقها في باكستان على اعتبار أن الغالبية العظمى من سكانها مسلمون كما أنها تتميز بنموها الاقتصادي الجيد· ويقول قهوجي بهذا الشأن: ''هناك علاقات تاريخية تربط تركيا بدول الخليج وهي تعد سوقاً ضخماً جداً· وسوف تنتشر عملياتنا من هناك لتغطي أوروبا وآسيا الوسطى· ويضاف إلى ذلك أن هناك احتمالات قوية لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بالرغم من أن هذا ليس من الاعتبارات الأساسية بالنسبة لنا''·
وحتى الآن، لا يمتلك بنك دبي الإسلامي إلا مكتباً تمثيلياً في تركيا إلا أن المفاوضات تجري لإقامة فرع بنكي كامل يأمل خبراء بنك دبي الإسلامي أن يستكمل العمل فيه قبل نهاية العام الجاري· ويقول قهوجي: ''إن استراتيجيتنا تحددت على ضوء الحقيقة التي تفيد بأنه ما من رخص جديدة يمكن لتركيا أن تمنحها للبنوك''·
وفي أفريقيا، عمد خبراء بنك دبي الإسلامي لشراء 60 بالمئة من الحصة التي تمتلكها الحكومة في بنك الخرطوم الذي يعد الأقدم من بين بنوك السودان كلها· على أن هذه ليست المرة الأولى التي يعمد فيها بنك دبي الإسلامي للاستثمار في السودان· وبالتوازي مع العمل الدؤوب لتحقيق هذه الطموحات التوسعية الكبرى لبنك دبي الإسلامي عبر العالم، فإنه يركز الآن على تدعيم وتعزيز قدراته البنكية الاستثمارية·