الجزء 6
عشرين يوما تقريبا كنت سجينه في القصر كنت كالمجنونة لا افكر الا به و هذا السجن الذي كنت فيه كان يزيد من نار قلبي شهرزاد تقول:
ـــ تقول والدتي بأنٌ عمي دعى والدي و قد قال له تفضلوا الى المزرعه لكي نتكلم و بجديه في موضوع اولادنا ووالدي سوف يذهب لكي ينهي الامر لانه يقول ليس جيدا بأن تظلي في البيت يجب أن يزوجكي ، يقول البنت لما تعشق يجب تزوجيها بسرعه والا ستكبر الفضيحه
فإحمر وجه شهرزاد و من ثم تابعت
ـــ والدتي ايضا سترسل رساله الى خالتي لكي يأتوا بسرعه و ينهوا موضوعي مع أمير
فضحكت وتابعت
ـــ و بسببكي و من الخوف انا ايضا يريدون أن يزوجوني بسرعه
ـــ إن شاء الله الف مبروك يا اختي و لكني انا لا اريد الزواج من منصور و اذا رأيته و كأني عزرائيل
ـــ تقول والدتي تريدين أم لا تريدين فغصبا عنكي ستصبحين زوجته
ـــ سأتناول السم و اقتل نفسي و سترين بأني لن اصبح زوجت منصور
ـــ مسكين منصور هو ليس بسيئ انا اشفق عليه انتي اصبحتي مجنونه
ـــ نعم يا اختي صدقتي أنا جننت
في الصباح الباكر خرج والدي بالعربه الى مزرعه عمي و في تلك اللحظه انا لم انهض من السرير و لكن اسمع الرايح و الجاي وبعد ذلك والدتي استعدت للخروج و الذهاب الى بيت خالتي مع شهرزاد و الدادا . فقالت الدادا لوالدتي:
ـــ فماذا عن مريم ألن ترافقنا
ـــ انتي ما دخلكي
فردت عليه الدادا إن مريم لم ترافقكم فأنا اطلب بالذهاب الى زيارت اختي
أذنت لها والدتي و لكن مع هذا كنت في حيره و تعجب لماذا والدتي تركتني لوحدي في القصر
هل اشفقت علي؟ هل انتهت فتره عقوبتي و سجني ومع كل هذا فأنا كلي شوقا للذهاب إليه و رويته و رويه شعره المنثور على اكتافه و لرويته جسده المعظل سأذهب لأشم رائحه الخشب المميزه . في ذلك الحين ذهبت و لبست عبائتي و وضعت الخمار على وجهي و خرجت من القصر في الفتره التي مضت خرجت مره واحده فقط من القصر و ذلك بقصد الذهاب الى بيت اختي و بالعربه و برفقه الدادا.
ذهبت من نفس الطريق الذي كان يوءدي بي الى دكان النجار أرى كل شئ كما كان لم يتغير شئ و الناس كالسابق رايحين و جايين فقط انا التي كنت احس بأني سأطير من الفرح كنت ارغب في الضحك بصوت عالي رفعت الخمار من على وجهي حتى اراه بوضوح و لكي يراني هو ايضا
فيا ليتني كنت مثل الشحادواجلس جنب باب دكانه واتفرج عليه عند قدومه وخروجه واتفرج عليه وهو يعمل واتفرج عليه وهو يتنفس اقتربت من الدكان وفجأه احسست بالبروده ووقفت مكاني ولم استطع التحرك من مكاني ولكنه قدماي ايضا لم تعد قادره على الوقوف لقد كان الدكان مغلقا هل من الممكن وفي هذا الوقت من النهار قد يكون الدكان مغلقا ؟ وقد كان وضع على الباب خشبتين وبعلامه x وقفت مكاني وكنت محتاره وكنت انظر من حولي واجد شخصا يقول لي ماذايجري؟اسئل من؟ وأين أذهب؟ فنظره مره اخرىالىباب الدكان وكأني أنظر الى شخصا عزيزا
على قلبي ومن دون أي رغبه مني رجعت الى القصر إذن لم يكن كلام والدتي دون قصد لما فكت أسري ولما كانت تضحك كانت تريد أن أذهب وأرى بعيني . إن كان قد حصل شئ فهذا من عمل والدي يا ترى هل سجنوه؟ هل قتلوه؟ ماذا جرى له؟ ماذا فعلوا له؟ فإن أصابوه بمكروه كأنهم أصابو قلبي .
أصبحت اكره والدي وضحكت والدتي يا الهى كيف أراه مره اخرى ؟ كيف أجده؟ فقدماي لا تحملاني كنت بلا روح كنت احس بالتعب. أجرو قدماي في الارض وبصعوبه اتنفس لماذا كل شئ تغير ؟ لماذا الحياه اصبحت بلا معنى ؟ لماذا ارىالحزن من حولي؟ لقد جفت الدموع من عيني وكنت غاضبه من والدي ووالدتي ومن منصور ايضا .
سيجلسان وينتظران متى سأصبح زوجته منصور فإن كان هذا ما يريدان فأنا بدوري سأعاندوبما كنت جالسه علي حوض القصر وافكر نهضت مره اخرى ووضعت عبائتي على رأسي وقلت لنفسي ممكن قد يكون الآن قد رجع الى عمله سأذهب لأرى ان رجع ام لا إلا اني قد فهمت ما معنى الخشب المثبت على الباب ومع هذا لم اقطع الامل فأنا أذهب لكي أرى مكانه الفارغ و الباب المغلق بإحكام ولكي اتخيله و هو يعمل من خلف الباب فوصلت إلى المكان وللأسف لقد كان الباب مغلق كما هو ومن دون إرادتي توجهت الى السوق حائره ولا أعرف ماذا أفعل وإلى اين الجاء او ماذا اريد وصلت الى الكنيسه و لكني لم أضيئ شمعه لم أكن ارغب بأي شئ كان يجب علي أن أرجع الى القصر لماذا أنا هنا أتجول كالطير الهارب من القفس يجب أن ارجع الى قفسي و ابكي على حظي.
ـــ يا سيدتي ارجوكي ساعديني فأنا يتيم ...
هذا ما كان ينقصني كان ولدا في العاشره من عمره متسول وحافي القدمين و ملابسه رثه وممزقه يركض خلفي .
فإن كان الدكان مفتوحا و كنت سعيده من دون شك كنت قد أعطيته نقودا و لكن الان كنت اكره كل شئ من حولي حتى نفسي فأمسك طرف عبائتي و بداء يتوسل الي
ـــ أنا يتيم يا سيده الله يخلي اولادك و يخليك لأولادك ساعديني
بدأت عبائتي تتسخ من يده فغضبت منه و دفعته و قلت
ـــ ابتعد عني
وقف قليلا ثم تبعني مجددا فبينما كنت امشي و من دون أن التفت خلفي أقول له:
ـــ قلت لك ابتعد عني
فأخفض صوته وقال
ـــ هو أعطاني لكي ورقه
و فجأه وقفت مكاني من دون اي حراك فإقترب مني الولد و مدٌ يده نحوي
ـــ من هو؟
ـــ قال لكي اقول ذلك النجار
فبحجت اني كنت اعطيه نقودا أخذت الورقه من يده و تحركت و فتحت الورقه كان ذلك الخط الجميل و برويته مره اخرى بدأت دقات قلبي تتسارع وبدأت الدماء تتحرك في جسدي المجمد
وبدأت الشمس تشع في وجهي و بدأت أحيا من جديد و كانت الرساله تحتوي على هذه الجمله:
( أنا أنتظركي ألآن خلف حديقه القصر )
فلم أعد اهتم للفضائح ولا لأي شئ أعرف بأنٌ والدي ووالدتي مرتاحان البال من ناحيه النجار فإذن والدتي سوف تتأخر في الرجوع وإلى الحلول المغرب مازال عندي وقت ساعتين .
فتوجهت إلى خلف حديقه القصر وكان الوقت ظهرا ولا أحد يمر من هناك و حتى لو مرٌ احدا فأنا البس عبائه قديمه و الخمار على وجهي فلن يعرفني احد . فوقفت هناك و بعد دقائق سمعت صوت اقدام خلفي فإقترب هذا الصوت مني شيئا فاشيئا و مرٌ من جنبي ووقف أمامي لقد كان هو يبتسم لي بخجل و كان لابسا قبعه وخصلات شعره ظاهره من تحت القبعه فقال لي
ـــ السلام عليكم
ـــ و عليكم السلام
ـــ أين كنتي من ثلاث وعشرون يوما؟
ـــ كنت سجينه
فرفع حواجبه و علامات الحيره و التعجب ظاهره على وجهه فقلت:
ـــ قلت لأبي فمنعني من الخروج و أنت لماذا دكانك مغلق؟
فإبتسم لي بسخريه و قال:
ـــ ألا تعلمين؟
ـــ لا
ـــ إسئلي والدكي
فإذن كان ظني في مكانه هذا كان من عمل والدي ولكن كيف ؟
ـــ والدكي اشترى الدكان منذ عشره ايام في يوم في الصباح لما ذهبت الى العمل رأيت الدكان مغلقا بالخشب و بإحكام فذهبت إلى الاستاذ و سألته لماذا اغلقت الدكان؟ قال : بصير الملك قد ارسل شخصا و يسأل عن ثمن الدكان فقلت له لن أبيع فقال لي بصير الملك فقط يسألك كم ثمنه؟
فذهب و رجع مره اخرى يقول بصير الملك سيشتريه ضعف ثمنه بشرط أن يشتريه اليوم قبل بكره وانا وافقت .
كنت في حيره و رفعت الخمار من على وجهي و قلت :
ـــ إذن والدي قد جعلك بلا عمل و قطع رزقك ؟ فإذن هو قد نشر سمه ؟
فبرويته الى وجهي إحمر وجهه و قال
ـــ بدلا عنه أعطاني دواء شفائي
قلت مره اخرى
ـــ لقد قطع رزقك
ـــ من الممكن كان يعلم بالإبتعاد عنكي فالماء لن ينزل من عنقي
وضحك و بعدها عم السكوت بيننا و لكن القلق ظاهرا على وجهه
ـــ من البدايه كنت أعلم بأنهم لن يسمحوا أن تكوني لي
ـــ تعال الى القصر و اطلب يدي و أخبر والدي بأنك ستذهب الى المدرسه العسكريه و بأنك ستصبح ذات شأن فلا تريد هذا؟ ها؟؟؟
ـــ نعم اريد و لكن دون فائده لأنه لن يسمح لي حتى بالتكلم
ـــ لما لا ؟ فلما يراك.....
فقطع كلامي و قال
ـــ والدكي لقد رأني
ـــ ماذا؟متى؟ أين؟
ـــ لما اشترى الدكان وأغلقه بالخشب كنت بعد كل يوم أو يومين أأتي إلى الدكان و اقف و القي نظره إن كنتي قد جئتي ام لم تأتي لم أكن أعرف ماذا أفعل و كيف أراكي كنت خائفا من أن يزوجوكي رغما عنكي من ذلك الشاب ابن عمك ماذا كان اسمه؟
ـــ منصور
فنظر في عيني و إبتسم و قال
ـــ اهاااا لذلك منصور خان إنه ثري جدا صح ؟
كان في كلامه تجريح لماذا الجميع يتهجمون علي فأنا لا أتحمل فقلبي متحطم فقال
ـــ لقد إنتظرتكي كثيرا و لكن لم تأتي إلا أن في يوم رأيت عربه والدكي تمر من جنب الدكان و كان والدكي جالسا و لقد رأني واقفا فتجاهلني فقلت لنفسي أين أخفا إبنته ؟ ماذا فعل بها؟ فقفزت أمام العربه ووقفت العربه و قلت
ـــ سيدي اريد التكلم معك
و أنا ومن غير اراده مني صفعت نفسي و قلت يا الهي ماهذه الجراءه
مره اخرى إبتسم لي بسخريه و قال
ـــ لماذا؟
ـــ طيب و ماذا بعد؟
ـــ فالسيد نظر إلي بكره فلو كان يحمل مسدسا حينها لأفرغه في صدري فقال لي بغضب تكلم
فقربت وجهي إليه و لم أكن أريد أن يعرف احدا و خشيتا من أن يسمع السائق و المارون همست في أذنه و قلت لماذا تعذبها ؟ اتركها و شأنها ، أنا من تريدأن تصبح زوجته فعداوتك معي أنا فإزداد غضبا و تغير لون وجهه لدرجه إني قلت مع نفسي الان سيسقط أمامي كان ينظر الي بكره فيريد التنفس و التكلم و لكنه صوته لم يخرج بعدها قفز و بشده من مكانه ودفع سائق العربه بشده مثل الاسد الهائج أخذ الصوت من يد السائق و انهال علي ضربا لدرجه إنه تمزقت ملابسي و بداء جسدي ينزف و بين ما كان يضربني يصرخ و يقول : أيها الحقير فإن تجرأت مره اخرى و تكلمت عنها سأجعلهم يقطعون عنقك وإن رأيتك في هذه النواحي سأجعل والدتك تبكي على جنازتك فرمى الصوت أمام السائق و قال هيا تحرك و من ثم ذهب انظري ماذا فعل بي
فقدم لي منديلا ابيض ملطخا بالدماء و قال
ـــ خذي هذا و احتفظي به كتذكارا مني فسالت دمائي من أجلكي
من رويتي للدماء احسست بدواروقلت
ـــ آخ
و كأنه أنا من ضربت و ليس هو فسألني
ـــ الان ماذا افعل؟ اريد أن أتي لخطبتكي حتى لو قطعوا عنقي فلن اتراجع عن قراري
ـــ اصبر قليلا وأنا سأخبرك
ـــ كيف؟
ـــ اعطني عنوان بيتك
فردٌ علي بقلق
ـــ عنوان بيتي بما يفيد فهو موًجر و إن عرف والدكي سيشتريه هو ايضا
فخطرت ببالي فكره و قلت
ـــ طيب سأتي من داخل القصر الى آخر الحديقه و أرمي لك ورقه في هذا المكان سألف الورقه على صخره صغيره و سأرميها لك من فوق الجدار فبعض الأحيان تعال هنا و انظر
ـــ بعض الأحيان أتي؟ أنا كل يوم سأتفقد هذا المكان ماذا افعل؟ والدكي أخذ عملي مني و انتي أخذتي هدوئي و سكوني
كنت أعلم بأنٌ يجب أن اصبح زوجته مهما كان الثمن سأصبح زوجته فشعره من شعر النجار تساوي عندي الملايين من الملوك قلت :
ـــ الان يجب أن أذهب
ـــ أنا أعطيتكي الكثير كتذكار شعري و دمائي و انتي ماذا ستعطيني كتذكار؟
ـــ اولا أنا أعطيتك تذكار
فنظر إلي بإستغراب و قال
ـــ ما هو ؟
ـــ قلبي
و ركضت بسرعه الى القصر وكنت اتمنى في قلبي لو شلٌت قدماي و إلا آخر العمر ظليت واقفه أمامه هناك....