هذه خاطرة و احداث مرت علي شخصيا:
في أول يوم لضرب غزة
لم أعرف الخبر إلا في المسجد
عندما قام الإمام بدعاء القنوت
و بعدها تكلم الإمام عن غزة
و ضرب غزة و تآمر العرب
و حكام العرب
لم يعجبني كلام الإمام و قلت
في بالي هذا كلام متحمس
جابلنا قناة الجزيرة للمسجد
و انا خارج من المسجد قال
و هل يهنأ لكم بال و تأكلون و تشربون؟
فأجبته بقلبي نعم
سنأكل حتى انشبع
و لن نلتفت لكلامك الحماسي
بو خمس دقايق
إيش تبي نسوي نرفع السلاح في بلادنا
المهم و مرت الأيام و انا أسمع الجزيرة
و قلبي يتألم على غزة
و لكن الكل ينادي و الكل يشارك في المظاهرات
إين العرب أين حكام العرب
إين القومية إين أصحاب القضية
فقلت في عقل بالي هذه مظاهرات
تافهة و لا يوجد فيها غير الزعيق و النعيق
حتى خطبة الجمعه لم تعجبني
حيث كان يتكلم عن العرب
كأنهم علبة بيبسي
عندما تفتحه يثور البيبسي
في ثواني ثم يهدء و يرجع لهدوءه
فقلت في عقل بالي هذه خطبة
و لا دعاية بيبسي
لا ويبون ينتصرون
ريحة النصر ما راح تشمونها
و الله ما راح ننتصر إذا إحنا
في خطبنا نسوي دعايات
طول هذه الأيام و انا أصارع نفسي
معقولة هؤلاء كلهم غلط و انا صح
كل شيء مش عاجبك
لا كلام عن غزة
و لا عن العرب
و لا عن المسلمين
و لا عن البيبسي
المهم تميت اصارع هذه الأفكار
حتى هذا اليوم
و انا راكب السيارة
افتح الرادو على قناة الجزيرة
اسمع الأخبار
ماسمعت سؤال المذيع بس سمعت
صوت هذه الأم الفلسطينية
تقول إحنا محاصرين و جوعانين
و نحارب بس الحمدلله عايشين
و كل الذي نطلبه الشهاده
و الله لما سمعت كلماتها اقشعر جسمي
وذرفت دموعي
ثم سألها المذيع ماذا تطلبين من الحكام؟
قالت انا اطلب من الله النصر
و من الحكام انهم يشوفونا في التلفزيون
و إحنا نستشهد
فوالله إني ما أستحملت كلامها
فقلت و الله
إن هذه الأمة بخير
إذا أردنا الإيمان
فهذا إيمان أهل غزة
إيمان الداخل (الحرب و الحصار)
و ليس إيمان الخارج (الكلام بو خمس دقايق)
أهل غزة
سلموا أمرهم لله
لا للعرب و لا بحكام العرب
و لا القضية و لا القومية و لا الأرض
و لا المسلمين
فقط الله
يا أخوان لازم نوحد الكلمة
بأن
لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله
و عليكم بالدعاء و الدعاء
و في أخر كلامي بعد كل هذا
يجب ان نؤمن بمضمون هذا الحديث
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) . رواه الترمذي