طريق سيلين محفوف بالمخاطر.. وهواة "لعبة الموت" يحملون نعوشهم على أكفهم ..
[COLOR="Navy"]طريق سيلين محفوف بالمخاطر..
وهواة "لعبة الموت" يحملون نعوشهم على أكفهم ..
عيادة "الهلال" في سيلين تستقبل (223) حالة منذ افتتاحها
| تاريخ النشر:يوم اللإثنين ,5 يَنَايِر 2009 2:03 أ.م.
سيلين: هديل صابر :
العيادة استقبلت (18)حالة الجمعة الماضي منها انقلاب سيارة لعائلة آسيوية
الباكر: "العيادة" ستتوقف بانتهاء موسم التخييم
المسعف محمد: نستقبل بمعدل (18)حالة يومياً منها (4) حالات مهددة للحياة
اليامي: "البيئة" أخذت كافة الاحتياطات والتدابير لضمان سلامة رواد الشاطئ
مرتادو الشاطئ: شح الخدمات.. وعدم اتخاذ تدابير السلامة من المنغصات
تعتبر منطقة سيلين من المناطق الحيوية لاسيما في موسم التخييم الذي يستمر حتى أبريل من كل عام، وعلى الرغم من الإقبال الشديد الذي تشهده المنطقة فإنها تشهد شحاً في الخدمات ودواعي السلامة لتأمين حياة العائلات التي ترتاد المنطقة، خاصة أنَّ سيلين من المناطق الجاذبة للشباب بغرض ممارسة هواية (الموت) أو ما يعرف بالحركات الاستعراضية (كالتحفيص أو التحفيط، أوالشيل) التي تعتبر كارثة الكوارث على أرواح الشباب الذين يفقدون حياتهم، وهنا لابد من الإشارة إلى الإحصائية التي نشرتها "الشرق" في عددها الصادر بتاريخ الثالث والعشرين من ديسمبر الماضي عن اللجنة الدائمة للسكان التي كشفت عن أنَّ ما نسبته (81%) من الشباب القطري من عمر (15-24) سنة يلقون حتفهم جراء الحوادث المرورية، حيث عزت الدراسة هذه النسبة إلى السرعة المرورية الزائدة التي يعتمدها أغلب الجيل كنوع من المماهات وإثبات الرجولة، فضلاً عن أنَّ الحركات الاستعراضية التي يقوم بها الشباب التي أثبتت من خلال تقارير وإحصائيات صادرة عن وزارة الداخلية عن تسببها في ارتفاع نسبة الوفيات من الشباب الذين يقومون بها رغم إدراكهم لخطورتها.
وعلى الرغم من مكانة سيلين كمنطقة تخييم وترفيه فإنها تعتبر من المناطق المنسية من أبسط الخدمات أو المستثناة بالرغم من الإقبال الشديد عليها من قبل الباحثين عن الراحة بعد أسبوع عمل شاق، ولكن الزائر لتلك المنطقة يجد أنها فعلاً تحتاج إلى العديد من الخدمات ليس فقط داخل المنطقة بل إنَّ الطريق المؤدي للمنطقة يحتاج إلى توسعة تفادياً للحوادث التي يشهدها طريق سيلين، ولهذا الغرض عملت جمعية الهلال الأحمر القطري إلى الوجود من خلال عيادة الهلال المقامة بدعم من كيوتل ووزارة البيئة بهدف تقديم الخدمات الإسعافية العاجلة لمرتادي المنطقة، وبهدف تقليل الضغط على مركز مسيعيد الصحي الذي قبل إنشاء العيادة كان يستقبل العديد من الحالات والإصابات البسيط منها والخطير .
ولتوضيح المشهد عن كثب قامت "الشرق" بزيارة العيادة لمتابعة سير العمل فيها ولكن ما رأته من حالات في الدقائق الأولى كان متوقعاً بل عادياً مقارنة بما نسمعه من حوادث مأساوية وشبه يومية على هذا الطريق، إلا أنه وقبل أن تمر الساعة الأولى من وصولنا إلى الموقع فكان أول حادث لشاب قطري يبلغ من العمر الـ(25) عاماً والسبب اصطدامه وزميله بدراجتهما النارية بسرعة جنونية ودون الالتزام بقواعد السلامة، حيث كانت حالته فوق المتوسطة مع اشتباه بكسر في الضلع، الأمر الذي تتطلب نقله إلى مركز مسيعيد الصحي لإجراء الفحوصات اللازمة له والأشعة، وبعد هذا الحادث تلته العديد من الإصابات بين جرح وكسر، إلا أنه وقبل مغادرتنا المكان استقبلت العيادة حادثا لشاب مقيم أتى بحالة يرثى لها لُطِخت ملابسه بالدماء وبعد المعاينة من قبل أطباء العيادة والمسعفين تبينَّ أنه قد أصيب بجرح غائر في الجبين أدى إلى شرخ في الجمجمة إلى جانب فقده لجزء من أذنه الخارجية بسبب انقلاب دراجته النارية عليه وهو يؤدي بعض الحركات الاستعراضية متناسياً خوذته!!، ومتناسياً ذويه الذين سيفجعون لا محالة على فقدهم إياه.
وخلال وجود "الشرق" قامت برصد العديد من الحوادث والمآسي التي بالفعل تجعل من يود الذهاب إلى سيلين عليه التفكير آلاف المرات لأنَّ ما يحدث هناك يجعل المنطقة ساحة حرب لا مكان للترفيه والترويح عن النفس ، فما شاهدته "الشرق" يشيب له الولدان من هول ما رأته من إصابات وهذا يعود لعدم الشعور بالمسؤولية من قبل قائدي المركبات والدراجات، إلى جانب غياب دور الأسرة، مع عدم الانصياع للقوانين التي من شأنها أن تقنن من حجم هذه المآسي التي تعود سلباً على عطاء المجتمع القطري الذي يعد من المجتمعات اليافعة.
وطالب رواد المنطقة بأن تكون العيادة بصورة مستمرة أي لاتنقضي بفترة معينة كما هي عليه الآن للدور الجليل الذي تقوم به لمرتادي الشاطئ خاصة في تقديم خدمات الإسعاف للمصابين.
(223) حالة الإجمالي
بداية أوضح السيد عادل الباكر –رئيس قسم العلاقات العامة بجمعية الهلال الأحمر القطري- أنَّ العيادة المتنقلة بمنطقة سيلين قد استقبلت (223) حالة هي إجمالي الحالات التي استقبلتها العيادة منذ افتتاحها، منها (24) حالة استقبلتها العيادة منذ الخميس وحتى السبت الماضي، منها (18) حالة خلال يوم الجمعة الماضي وحالة انقلاب لسيارة تقل عائلة هندية تم انقاذها عن طريق سيارة الإسعاف المخصصة من قبل الهلال الأحمر القطري.
كما استقبلت العيادة (38) حالة خلال السادس والعشرين من ديسمبر الماضي منها حالات خطيرة ومتوسطة إلى بسيطة.
وحول آلية عمل العيادة، أوضح الباكر قائلاً "إنَّ الفريق يقوم بتقديم خدمة الإسعاف الأولي للمحتاجين للأشخاص الذين يتعرضون للحوادث وسيبلغ الفريق بهذه الحوادث عن طريق موظفي البيئة أو أفراد الشرطة المنتشرين في المكان، وسيتم توجيه سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، مضيفاً أنه إذا كان الحادث بسيطاً سيتدخل الفريق الطبي وينقله إلى العيادة لتقدم له الخدمات الإسعافية الأولية المناسبة ليقرر الفريق أن المريض في حالة جيدة بحيث يتم إخراجه من العيادة، وفي حال كانت الإصابة تستدعي نقل المصاب فإن الفريق سيقوم بنقله بسيارات الإسعاف المجهزة بكافة الإمكانيات إلى أقرب مركز صحي لإجراء المزيد من التحاليل والفحوصات المتقدمة".
وأشار الباكر إلى أنَّ فريق الهلال يباشر مهمته خلال أيام الإجازة الأسبوعية من الخميس للسبت في الظروف العادية ولمدة 24 ساعة ،ولكن نظراً إلى أن شاطئ سيلين يشهد إقبالاً جماهيراً لاسيما في فترة التخييم فإن فريق الهلال سيوجد خلال تلك الفترة لتقديم كافة التسهيلات.
وأوضح الدكتور رضا علي محمد الطبيب المسؤول بالعيادة-قائلاً: "إنَّ مستشفى حمد الطبية يقوم بمد العيادة بالأجهزة الطبية الضرورية والأساسية التي تشح، مشيرا إلى أنَّ أغلب الحالات التي تستقبلها العيادة تحتاج إلى الجبائر وأدوية وقف النزيف والأدوية المسكنة للألم وهو أكثر ما تحتاجه العيادة، إلى جانب أجهزة لعلاج الربو الشعبي إلى جانب أجهزة الضغط والسكر، لافتاً إلى أنَّ العيادة أيضاً تستقبل بعض الحالات التي تستدعي حالتها الإقامة القصيرة".
ولام الدكتور رضا الشباب الذين لا يلتزم أغلبهم بقواعد السلامة المرورية، إلى جانب الشباب الذين يقودون دراجاتهم النارية بسرعة جنونية.
العيادة مجهزة
ومن جانبه أوضح المسعف محمد سعد بركات-مسؤول الإسعاف بعيادة الهلال قائلاً: "إنَّ العيادة يقوم عليها طبيب وممرضتان، وجهزت العيادة بعدد 8 أسرة للإقامة القصيرة، بالإضافة إلى سرير طبي، ومعدات إسعافية كجهاز الصدمة الكهربائية وعبوات الأكسجين، وتجهيزات لمرضى الربو، وأجهزة الضغط والسكر، وبعض الأدوية الإسعافية كالضمادات للجروح والحروق وأمصال لمداواة لدغات الثعابين والعقارب، إلى جانب سيارتي إسعاف بصحبة مسعفين بالإضافة على دراجة نارية (بطبطة) ويعمل الفريق الطبي بنظام المناوبة، ويشرف على الفريق طاقم إداري من الهلال القطري".
وأضاف المسعف بركات قائلاً: "إنَّ أكثر الحالات التي تشهدها منطقة سيلين هي حوادث انقلاب للسيارات، وحوادث الدراجات النارية التي عادة ما تنقلب على قائديها بسبب الرعونة في القيادة والسرعة الزائدة، مشيراً إلى أنَّ العيادة تستقبل يومياً بمعدل (18)حالة منها (4)حالات مهددة للحياة أو خطيرة".
وقال المسعف محمد إنه" منذ أن تم افتتاح العيادة ودورها بارز في الإسهام في التقليل من مخاطر الحوادث التي عادة ما يصاحبها نزيف، مشيراً إلى الدور البارز الذي تقدمه وزارة البيئة ممثلة بالسيد سليم اليامي الذي يسهم في إرشاد سيارة الإسعاف لاسيما للوصول إلى الحوادث الداخلية في منطقة سيلين، حيث يقوم فريق المسعفين بتقييم الحالة، فإذا كانت الحالة خطرة يتم الاتصال بأمن الجنوب ليتم توفير نقل جوي للحالة لافتاً إلى أنَّ العيادة منذ إقامتها قامت باستدعاء هليكوبتر لنقل مصاب أصيب بكسر في عظم الفخذ الأمر الذي استدعى نقله مباشرة بالطائرة وهناك بعض الحالات التي يتم نقلها إلى مركز مسيعيد الصحي والبعض الآخر تأخذ طريقها إلى مستشفى حمد لأخذ العلاج اللازم".
وأكدَّ المسعف محمد بركات أنَّ الطاقم الطبي العامل يعمل بصورة تطوعية لإيمانهم بالدور الذي يقومون به وبدورهم الإنساني في تخفيف المعاناة عن العديد من الحالات والإصابات التي عادة مايصيبها الذعر في حالات الحوادث.
حالات من النساء
وتحدثت الممرضتان شادلية أحمد وهند السعفي لـ"الشرق: "إن العيادة استقبلت نساء وتحديداً هناك حالتان قدمتا للعيادة يوم السادس والعشرين من ديسمبر الماضي إحداهما فلبينية والأخرى جنوب إفريقية بسبب قيادة الدراجة النارية بصورة متهورة الأمر الذي نتج عنه جرح عميق في الكتف، مشيرتين إلى أنَّ أغلب حالات النساء سقوط من على الدراجة النارية التي تسبب في بعض الأحيان في كسور، كما أنَّ العيادة تستقبل حالات من (8-45) سنة كمتوسط الأعمار التي تستقبلها.
وقالتا: إنَّ مهنتنا تعرضنا للخطر ولكن حب العمل والإيمان برسالتنا يجعلنا غير مباليات بالعواقب، فضلاً عن أنَّ العمل في مثل هذه الأجواء يسهم في إصقال خبرتنا لأنَّ كل حالة من الحالات التي تستقبلها العيادة تعتبر خبرة بحد ذاتها.
وكان لابد من الحديث مع السيد سليم اليامي-مفتش بيئي مساعد بوزارة البيئة-الذي أكدَّ أهمية وجود عيادة مثل عيادة الهلال على شاطئ سيلين، حيث إنها تسهم في التقليل من مخاطر الإصابات التي تحدث لمرتادي المنطقة،موضحاً بقوله "إن هناك اهتماما كبيرا من المسؤولين في وزارة البيئة بضرورة أخذ كافة الاحتياطات والتدابير لضمان سلامة رواد الشاطئ، فموظفو البيئة يوجدون في المكان بشكل دائم، والتعليمات تؤكد ضرورة تقديم كافة التسهيلات لمسعفي وأطباء الهلال خدمة لزوار منطقة سيلين".
وقال "إنَّ دوري تحديداً ينطوي على الخروج مع سيارات الإسعاف خاصة عندما يتم إبلاغ العيادة بحالات حادث في المناطق الداخلية لسيلين حيث يستعصي على المسعفين الدخول في تلك المناطق، كما أنهم يخشون الضياع لذا أكون معهم لعلمي التام بالمنطقة، لتأمين حياة المسعفين ولتأمين حياة المصاب".
ولفت السيد اليامي إلى أنَّ وزارة البيئة قامت مؤخراً بتسييج المنطقة القريبة من الشاطئ لتوفير أكبر قدر من الأمن والأمان لمرتادي سيلين من العائلات لما فيه خطورة على حياتهم بسبب التهور في قيادة الشباب في تلك المنطقة.
* لقطات:[/COLOR]
1. افتقار المنطقة لأبسط الخدمات كالمرافق العامة.
2. ضرورة وجود قوانين ينصاع إليها مرتادو المنطقة لضمان اتخاذهم دواعي الأمن والسلامة لاسيما وأنّ الغالبية العظمى من الشباب لا يرتدون الخوذ الواقية مما يسهم في ارتفاع الإصابات الخطيرة.
3. تتطلب المنطقة لوحات إرشادية وتوعوية علَّها تسهم في رفع الوعي لدى الشباب ومن يرتاد شاطئ سيلين.
4. لابد من دوريات المرور أن تضاعف وجودها في منطقة سيلين للمحافظة على أمن مرتادي الشاطئ من العائلات بسبب السرعة الزائدة لقائدي الدراجات النارية والسيارات.
5. السرعة الجنونية هي سيدة الموقف على شاطئ سيلين.
6. خلال إجرائنا التحقيق عشنا أربع ساعات من الهلع لما رصدته كاميرا "الشرق" من مآس بالجملة لشباب في عمر الزهور.
7. السرعة الجنونية كانت لغة كل من كان يسير على طريق سيلين حتى في العودة.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Miss.Gucci
