مردخاي كيدار/ يديعوت أحرونوت
تلتزم القناة بأصول اللعبة الإعلامية وتعمل أي شيء لأجل التحريض ضدنا، بدون التزامها بالحقيقة لا يوجد هنالك سبب لأن نساعدها.
تصوّروا لو أن ملاكمين اثنين صعدا إلى حلبة الملاكمة، واحد يلبس قفازين والثاني بقفاز واحد، بينما يحمل سكينا بيده الأخرى، حيث أنه ليس ملاكما وإنما "ضرّاب" سكين. لن تقنع أحدا حقيقة أنه يلبس قفازا واحدا لتركه على الحلبة. وهو لن يستطيع المشاركة في اللعبة دون أن يلتزم بشروطها، حيث أن كل أهدافه هي أن يصيب جسمانيا الملاكم الآخر، الملتزم بقواعد اللعبة، بل ربما قتله.
ألقواعد الإعلامية الغربية، التي نحاول اعتمادها، تقول بوجوب أن تعكس وسائل الإعلام للمستهلك الحقيقة كما هي وكما تراها وتدركها. ويجب ألا تؤثر الأجندة أو الأيديولوجية التي يعتمدها أصحابها أو مشغلوها على مصداقية الخبر أو التقرير وعرض الحقائق. يجب ألا تنحاز وسيلة الإعلام، وإذا ما أعرب المقابل معه عن رأي، فإننا نتوقع أن تعرض وسيلة الإعلام هذه شخصا آخر قبالته من أجل خلق توازن واستقامة. ألعالم الإعلامي الغربي، وإسرائيل جزء منه، ليس مثاليا ولا هو كامل من هذه الناحية.
قناة الجزيرة هي شيء مختلف تماما، هي لاعب لا يلتزم بقواعد اللعبة الإعلامية، وهي تستغل التأثير الإعلامي كما تلك السكين في حلبة الملاكمة، لغرض القضاء على إسرائيل. ينعكس هذا في الأيام العادية، ويبرز أكثر في هذا الوقت الذي يشهد مواجهة بين إسرائيل والفلسطينيين. ألتقارير التي تبث في هذه القناة هي تحريض لأجل التحريض، دون أي التزام بالحقيقة. لا توجد موازنة في الجزيرة، حيث أن في مقابل كل دقيقة يظهر فيها إسرائيلي ويعرض الموقف الإسرائيلي، هنالك ساعات طويلة من البث من المناظر البشعة في الجانب الفلسطيني من خلال تصوير القتلى من قرب، والجرحى والباكين والذين يعانون. هكذا هو الأمر في ما يتعلق بالتقارير عن الإصابات في الجانب الإسرائيلي: فهي تبث في العادة بشكل مقتضب وجاف دون أي تشابه لتوصيف ما يجري في غزة.
ألمشاهد التي يتم إدراجها بين البرامج هي تحريض أيضا، والمقابلات والنقاشات التي تبث في هذه الأيام هي من طرف واحد تماما، ضدّ إسرائيل.
يتأثر الوضع في مكان الحدث بشكل مباشر من أسلوب التقارير في الجزيرة. ألمظاهرات ضد إسرائيل، الإدانات، النشاطات والمواقف التي يتم اتخاذها ضد إسرائيل في العالم العربي الواسع، هي نتيجة صريحة لموقف هذه القناة أحادي الجانب، والتي مركزها في إمارة قطر في الخليج، وهي تعمل في إسرائيل كيفما شاءت.
هنالك عدة نظريات في ما يتعلق باجتهاد قناة الجزيرة: ميل إسلامي للـ "إخوان المسلمين" الذين سيطروا على القناة، اعتبارات لجذب الناس إلى مشاهدة برامج القناة – "الريتنغ"، رغبة أمير قطر في تبوؤ مكانة مرموقة في العالم العربي (ألأمر الذي يحصل فعلا)، رغبة أثرياء الخليج في تحويل الأنظار عن الثراء المفسد إلى الآخرين مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، ولأسباب أخرى كثيرة قد تكون جميعها صحيحة. لكن لا أهمية لكل ذلك. ألمهم بالنسبة لنا أنها ليست قناة إعلامية إنما قناة جهادية إرهابية وضعت نصب عينيها القضاء على إسرائيل. ليس عبثا أن أسامة بن لادن يبعث أشرطته إلى هذه القناة، التي تتعاون معه بشكل مطلق.
مواطنو إسرائيل يدفعون بدمائهم ثمن حرية إعلام الجزيرة.
عليه، فإن هنالك عبرة واحدة ووحيدة: إغلاق مكاتب الجزيرة في إسرائيل حالا، ومنع عامليها من أي نشاط من خلالها. ستفعل هذا دول كثيرة بعد إسرائيل، في الشرق الأوسط في الأساس، حيث لكل دولة أسبابها. إن هذه الدول تنتظر إسرائيل أن تضع حدا لانفلات هذه القناة غير الإعلامية.
تدعوني قناة الجزيرة، أنا أيضا، من حين لآخر، لغرض استغلالي "كيسا للضرب". برغم أن "الكيس" يردّ الضربات أحيانا، فإني ما زلت عند موقفي القاطع أن على الجزيرة أن تغيّر في توجّهها لإسرائيل، يجب منعها من استعمال السكين الإعلامية في الحلبة الإعلامية. هنالك دماء إسرائيلية كثيرة على السكين التي بيدها. إنظروا بث القناة لبضع دقائق. لا حاجة للترجمة فالصور واضحة للجميع]]..
مساكين وين الديمقرطيه الي طالعين نازلين يذكرونا فيها ..افلسوا
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبة كلها
