عبرت عن انتمائه لقضاياه القومية .. باحثون ومفكرون : أحداث غزة خلقت وعيا جديدا في الشارع العربي
أطفال قطر ردا على بيريز: نحن لا نحب إسرائيل
عزمي بشارة: الشارع يثبت من جديد مفهوم الأمة الواحدة
منير شفيق: المظاهرات الأخيرة ضد إسرائيل ممتلئة بالجيل الجديد
ربيعة الكواري: الشارع العربي مغيب عن صناعة القرار
الصمادي: سمو الأمير عبر بشكل واضح وصادق عن ضمير الشعوب
تحقيق - مؤيد اسكيف :
بقي الشارع العربي وقدرته على التأثير بمواقف الأنظمة العربية محل جدل لسنوات خلت وقد علت الأصوات التي تنادي الشارع العربي للتحرك بهدف تحقيق بعض المطالب إلا أن تحرك الشارع العربي بقي مرهونا بتطورات القضية الفلسطينية وخصوصا في وقت الأزمات وكان حجم التحرك يتغير باستمرار إلا أن أغلب المراقبين يرون أنه في حالة تطور مستمر وأن الشارع العربي أكبر مما نتصور إلا أن تضييق الخناق عليه من قبل الأنظمة السياسية تحد من تأثير هذا الشارع لكن هناك الكثير من الأمثلة التي تؤكد أهمية الشارع والتحرك الشعبي في تحقيق المطالب , إلا أن أكثر ما حير العديد من المراقبين هو إدعاء الرئيس الإسرائيلي بأن الشارع القطري مثلا يحبه وكذلك أطفال قطر وهذا في افتراء علني على مشاعر الشارع القطري المنحاز للقضية الفلسطينية وللضحايا الفلسطينيين , حيث لا يمكن للشعب القطري الذي يتفاعل وبشكل مستمر مع أحداث الأمة الكبرى و قدم كل المساعدات وكل الدعم الممكن لأهل غزة المحاصرين أن يحب الجلاد بعد ذلك , وكان يوم التضامن مع غزة الذي خصص للتعبير عن تأييد أهالي قطر للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ولأهل غزة دليلا آخر على موقف الشارع القطري الذي اختار الانحياز لأمته وهويته العربية والإسلامية , وتفاعل مع الحشود العربية في كل العواصم الممتدة من المحيط إلى الخليج العربي والتي تطالب بوقف العدوان والتي تستنكر الممارسات الإسرائيلية الوحشية.
وقد عبر العديد من الأكاديميين والاختصاصيين عن تفاؤلهم بالشارع العربي الذي يدرك أبعاد قضيته ولديه الكثير مما يمكن أن يقدمه إلا أنه يصطدم أمام عجز بعض الأنظمة العربية التي تخشى هذه التحركات الشعبية , فتضع حاجزا أمنيا بينها وبين شعوبها بحسب الدكتور محسن المرزوق والذي أكد أن ابنه هاشم والذي لا يتجاوز عمره الخمس سنوات يحاوره عن القضية الفلسطينية ويعرف الكثير عنها ويصف المرزوق ادعاء بيريز بمحبة الأطفال القطريين له بأنها كاذبة ولا يوجد شئ من هذا القبيل، فهذا مجرد تضليل و تسويق إعلامي , أما الباحث اسماعيل الصمادي يرى أن هذا الالتفاف الشعبي الأخير حول المقاومة وتعاطف الشارع معها يؤكد انتشار وتعمق عقيدة المقاومة لدى الشارع العربي , وأن هذا الحجم من التحرك الشعبي بات قوة مؤثرة في القرار السياسي , إلا أن نتائج الاحتجاج والتحركات الشعبية بحسب الدكتور عزمي بشارة لا يمكن أن تثمر إلا بوجود نخبة سياسية تحصد نتائج هذه المطالب الشعبية , ليؤكد بأن هذا التحرك الشعبي الأخير في كل بلدان العالم العربي غير مسبوق منذ فترة الخمسينيات , أما المفكر منير شفيق فيذهب إلى ما هو ابعد من ذلك حيث يقول بأن الشارع العربي ليس واعيا فقط بل هو أكثر وعيا من النخب العربية , لأن الشارع العربي يختزن التجربة التاريخية للأمة , ويرى المفكر شفيق نفسه منحازا للشارع العربي الذي يراه أكثر وعيا حتى منه , أما الدكتور ربيعة الكواري فيؤكد أهمية وجود مؤسسات ديمقراطية وبرلمانات تعبر عن الشارع ليمارس من خلالها دوره الحقيقي.
الدكتور محسن مرزوق يؤكد على درجة الوعي الكبيرة الموجودة لدى الشارع العربي وأثنى على حركة الالتفاف الشعبية العظيمة لأجل فلسطين وغزة ولأجل الأفكار القومية وتطلعاته القومية والوطنية والاجتماعية، كما أثنى على حملات التعبئة التي شاهدها الجميع في الشارع العربي والتي تعبر عن وجود ما هو أكثر من الوعي ويقول الدكتور المرزوق: أما قصة التأثير على الحكومات فهي موضوع آخر فلا بد من أن يكون النظام السياسي العربي قد تأثر بالشارع لكن وبكل أسف هناك أنظمة سياسية عربية صار جهازها الأمني البيروقراطي يضع حاجزا بينها وبين الشارع العربي.
فهناك أزمة نظام وأزمة شرعية في بعض الدول العربية حتى صرنا نخاف أنه في غياب استماع الحكام لشعوبهم أن يؤدي لتراكم الضغط والاحباط إلى استشراء أشكال العنف التي لا نريدها.
ويدعو الدكتور المرزوق الأنظمة العربية للقيام بإصلاحات سياسية لترجمة طموحات الشعوب ويقول: هذه دعوة للأنظمة العربية للقيام بإصلاح لنظامها السياسي و أن يعبر هذا النظام عن طموحات شعبه وأن يحاول ترجمة هذه الطموحات الشعبية إلى سياسات واستراتيجيات قابلة للتحقيق.
ويثني الدكتور المرزوق على التحرك الشعبي في الشارع العربي ويقول: إن المظاهرات التي حصلت في الشارع العربي تدل على عمق الانتماء لدى هذا الشارع العربي ليثبت مرة أخرى أنه شارع واع يحسب له حساب عند النظام العربي الرسمي لكن لن تترجم هبة الشارع العربي على المستوى الرسمي , فلو كانت بعض الحكومات العربية قريبة من شعوبها وتطلعات شارعها لاستطاعت واستنادا إليه التحرر من كثير من الضعف وأن تناور سياسيا بحيث تعادل بين الضروريات القومية والاعتبارات الجيوسياسية وغيرها.
لكن مع كل أسف المشكلة في بعض الأنظمة العربية لم تعد فقط مسألة استبداد أو ديمقراطية بل صارت قضية كفاءة , يعني مستبد كفؤ وتستطيع أن تتفاهم معه لكن من الصعب أن تتفاهم مع مستبد غير كفؤ وهنا المشكلة حيث كفاءة إدارة الاستبداد لدى بعض الأنظمة العربية مفقودة. وهذا مؤسف جدا , حيث يصبح من الصعب الحوار والتحاور معها.
أما عن ادعاء الرئيس الاسرائيلي بيريز بأن أطفال قطر يحبونه يقول الدكتور محسن مرزوق: إن ما يقوله بيريز كذب حقير جدا وهذا مخالف للواقع، فالأطفال أينما كانوا والذين عرفوا جرائم اسرائيل لن يحبوها وابني هاشم وعمره خمس سنوات وكل ليلة يحاورني في هذا الموضوع وهو يكره بيريز وأ مثال بيريز , وما قاله بيريز جزء من الخطاب السياسي الاسرائيلي الذي يبتعد عن الحقيقة ويزيفها , ويعمل على التضليل , وقد قال سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى في خطابه الأخير بأن ما تقوم به اسرائيل سيكون له تأثير على أجيال عربية من الشباب والأطفال الذين لن ينسوا المشاهد المؤلمة للأطفال يقتلون في المدارس.
كما طالب الدكتور المرزوق الصحفيين العرب ومراكز البحوث والدراسات بالتعمق في دراسة آليات الخطاب والمحاججة ليتمكنوا من الرد على مثل هذه الإدعاءات وغيرها وقال: أدعو الصحفيين العرب إلى أن يخصصوا جزءا من وقتهم في دراسة تقنيات المحاججة ودراسة نقطة الخطاب ليتمكنوا من إجراء حوارات فيها التقنية والمعرفة الكافية , فتقنيات المحاججة صارت علما يدرس وأدعو مراكز البحوث لأن تعمل على تحليل بنية خطاب الآخر وتفككه وتبني عليه فلا بد من وجود ناس يشتغلون على الخطاب من ناحية مهنية بحتة ولا بد من وجود قدرات محاججة لأخذها من بطن الكذب لصياغة الخطاب القادر على التأثير.
الدكتور ربيعة الكواري الذي يؤكد أهمية المؤسسات الديمقراطية والبرلمانات لتعميق المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار يقول: إن الشارع العربي واع ومدرك لما يدور من حوله، لكن تبقى قدرته على التأثير هي القضية، فانعدام قنوات التعبير والممارسة الديمقراطية هو الذي يعرقل دوره مثل وجود مجالس انتخابية وبرلمانات خصوصا في منطقة الخليج , ولذلك يصبح الشارع مغيبا لدى صانع القرار، فالمواطن العربي يحاول أن يدلي بدلوه ويضغط على الحكومات لكن المواطن العربي لا يمتلك القرار ولا يمتلك من أمره شيئا , فيشارك بالقول لكنه بعيد عن صناعة القرار بسبب عدم توافر مناخ ديمقراطي و مؤسسات ديمقراطية وبرلمانات ونقابات.
ويضيف الدكتور ربيعة: أناشد قادة العالم العربي لإنقاذ الشعب الفلسطيني من هذه الجريمة البشعة التي يتعرض لها و أناشده للاستماع للشارع ونداءاته الصارخة و أن يكون قريبا منه , فلا بد من وجود قرار عربي موحد يعكس رغبات وتطلعات الشارع العربي الموحد.
ويشيد الدكتور ربيعة بخطاب سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، كما يشيد بالموقف التركي غير المسبوق في هذه الأحداث كما أثنى على تغطية قناة الجزيرة ويقول: وهنا لا بد من الإشادة بخطاب سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي عبر عن نبض الشارع القطري والعربي وكان قريبا منه ومتفاعلا معه , لا سيما حين طالب بأن يكون لمجتمعنا العربي الكلمة أولا قبل التوجه نحو المجتمع الدولي وبالتالي فإن الشارع العربي تفاعل أيضا مع هذا الخطاب وانعكس هذا التفاعل عبر الصحف الأجنبية وجميع المنتديات العربية.
كما أنه لا بد من الإشادة بالشارع التركي الذي أبدى تعاطفا شديدا مع ضحايا العدوان الاسرائيلي وأبدى استنكارا وصخبا من الممارسات الإسرائيلية وكانت الحكومة التركية قريبة من شارعها وقد كان هذا واضحا في الخطاب الذي ألقاه أردوغان رئيس الوزراء التركي في البرلمان.
وهنا لا بد من أن اثمن دور قناة الجزيرة في الدور الهام الذي تقوم به وتغطيتها المميزة للأحداث ومتابعتها للتطورات من كافة الجوانب التحليلية والميدانية، حيث وزعت شبكة مراسليها في كل مكان كما اعتمدت على المحللين والمختصين سواء كانوا عربا أو أجانب كما ألفت إلى دورها كوسيلة إعلامية في فضح الوحشية الإسرائيلية للرأي العام العربي والعالمي.
المفكر عزمي بشارة يؤكد أن الشارع يثبت دوما عمق انتمائه لقضيته ولعروبته و يقول: لا يمكن الحكم على الشارع العربي بالعموميات لكن يمكن القول بأن الشارع العربي يثبت من جديد أن مفهوم الأمة العربية والقومية العربية قوي ومتأصل لديه, وفي كل مرة يثبت نفسه بأنه حي ويتفاعل مع الأحداث لكن هناك فجوة بين الحكومة والشعوب في موضوع العدالة الاجتماعية والديمقراطية والقضية الفلسطينية , والأهم من كل شئ هو الشعور بالانتماء للعروبة، ففي كل يوم يثبت هذا الشارع العربي بأنه أقوى مما نتصور وانتقادهم للجامعة العربية أو الدول العربية أو حتى التضامن العربي يفهم بشكل معكوس لأنهم يرون أن دور الجامعة العربية والتضامن العربي لا يكفيان وفي الحقيقة فهذا الانتقاد لدور الجامعة العربية ولقلة التضامن العربي نابع من رغبتهم في دعم وتطوير مفهوم التضامن العربي , و يرى المفكر بشارة أن بعض الصحفيين الساخرين من الأفكار القومية الذين يشككون بالعروبة ينتهزون هذا الانتقاد على اعتبار أنه لا وجود للأفكار القومية في الشارع العربي.
ويضيف بشارة: إن الشارع يريد تلاحما أكثر فهو يريد الوحدة العربية والتضامن العربي وهذا ما نلمسه من خلال النداءات والشعارات الجماهيرية ومن خلال حركة الجماهير.
فهناك شعور غير قابل للوصف، إنه الشعور بالظلم الشديد ويعبر عن هذا الشعور بالظلم القضية الفلسطينية التي باتت القناة التي يعبرون من خلالها عن كل أنواع الظلم، فالناس تتفاعل مع القضية لأنهم يعبرون عما يشعرون به.
فهناك فرق كبير بين أن يخرج الشارع العربي أو لا يخرج للاحتجاج والتعبير وهذا التعبير يدل على وجود رفض كبير للظلم وهي رسالة للحكام لا تريحهم لأنهم يدركون مخاطر مثل هذا التحرك الشعبي.
ويرى بشارة أن وجود نخب سياسية شرط ضروري لإكمال مسيرة التحرك الشعبي والاحتجاجات حيث يقول : إن التأثير الذي يمكن أن يحدثه الشارع للحكومات مرتبط بوجود تنظيمات سياسية ونخب سياسية ترغب بالتغيير وما نشهده في الشارع هو حركة تغيير لكن تنفيذ التغيير يبدأ مع ولادة نخب سياسية من رحم هذا الشارع وهذا لا يقلل من قيمة الاحتجاج بل إن التغيير لا يمكن أن يستمر دون احتجاج وما نشهده اليوم من غليان في الشارع العربي ومن حيث الحجم هو حدث غير مسبوق في العالم العربي منذ الخمسينيات وهذا دليل على رفض الظلم ورفض لاستمرار هذا الظلم.
الباحث اسماعيل الصمادي يرى أن الشارع في هذه الحرب تحرك بشكل مميز ومختلف حتى عن الانتفاضتين الأولى والثانية أيضا فيقول: في هذه الحرب بالذات ودون سواها و حتى أثناء انطلاق الانتفاضتين الأولى والثانية فإننا نلاحظ صوت شارع فاعل وقادر، حتى التأثير على السلطة السياسية وهذا التعبير الشعبي لا نراه كهوامش للتنفيس بل بتنا نراه قوة مؤثرة في قرارها السياسي.
و يضيف الصمادي: استطاع الشارع العربي أن يؤثر في قرارات السلطة السياسية في الوطن العربي وخير مثال على ذلك ما كان قد صرح به الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر والذي عبر بشكل واضح وصادق عن ضمير الشارع العربي حين عبر عن عجز السلطة العربية الرسمية عن الإمساك بأي مبادرة وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس السوداني الذي عاتب الزعماء العرب في تأخرهم وعدم إقرارهم بانعقاد القمة العربية في الوقت المناسب , وهذا يذكرنا بنبض الشارع العروبي الحقيقي في المرحلة الناصرية حينما كانت تهب الشعوب العربية نصرة لأي مكان عربي يتعرض للعدوان.
لقد أصبح الشارع العربي في هذه المعركة بالذات أكثر قوة وتأثيرا على القرار السياسي العربي وبإمكاننا أن ننظر إلى ما حدث في الشارع الأردني في اليوم الأول وفي الساعات الأولى وكانت استجابته عالية وهذا ترك أثرا كبيرا لدى الحكومة الأردنية التي هددت بطرد السفير الاسرائيلي.
في النهاية فإن أحد أهم أسلحة المقاومة هو الضمير الشعبي لأنها أساسا من ضمير الشعب فإن نبض الشارع هو سلاح حقيقي واستراتيجي للمقاومة ويعمق عقيدة المقاومة عند المقاومين.
المفكر العربي منير شفيق يرى أن الشارع العربي أكثر وعيا من كل النخب العربية بما في ذلك من يدعون بأنهم أكثر وعيا لأن هذا الشارع يختزن التجربة التاريخية للأمة وهذا أعمق أشكال الوعي الذي يمكن أن يحمله إنسان.
ويرى المفكر شفيق أن موقفا سياسيا وراء التقليل من أهمية ومن دور الشارع العربي حيث يقول: إن كل من يحاول أن يقلل من شأن الشارع العربي هو موقف سياسي فقط فيتهمون الشارع العربي بأنه عاطفي لكن العاطفة التي يعبر عنها هذا الشارع هي عاطفة واعية ومن هنا فإن الاتهامات ضد الشارع العربي هي اتهامات نابعة من موقف سياسي , وأنا شخصيا منحاز للشارع العربي وأعتبره أكثر وعيا مني.
ويصف منير شفيق الشارع العربي بأنه زلزال يجب على الحكومات أن تخاف منه حيث يقول: يجب على السلطات التي تخالف الشارع العربي ألا تنام , لأن غضبه يحدث زلزالا تحت هذه الأنظمة والسلطات , و إن لم يتحرك اليوم سيتحرك غدا وعليه فإن من لا يقدّر الشارع العربي ويقدّر مواقفه جاهل لا يرى إمكانيات وطاقات هذا الشارع.
ويؤكد منير شفيق وعي الشارع العربي وتفوقه على الشارع الغربي المستلب للإعلام بقوله: بات واضحا أن الشارع العربي أكثر وعيا من الشارع الغربي لأن الغربي مستلب للإعلام، أما الشارع العربي فهو مؤثر وواع لأنه مدرك لأبعاد وجوده وعدالة قضيته.
أما من يحبط من عزيمة الجيل الجديد من الشباب فإن المظاهرات الأخيرة ضد إسرائيل ممتلئة بالجيل الجديد، فالوعي الموجود لدى الأمة يتم توارثه جيلا بعد جيل.
أما أطفال قطر الذين عبروا بصدق وشفافية عالية عن مشاعرهم و أحاسيسهم تجاه إخوتهم في فلسطين والأطفال الذين تعرضوا للجوع والحصار ومن ثم القتل كان لهم رأي ورؤية يمكن أن نتلمس مستقبل الأمة من خلالها , لا سيما وأنهم متابعون للكثير من التفاصيل والأحداث , ويدركون أن هناك صمتا عربيا مطبقا ويتساءلون عن سبب قيام اسرائيل بهذه الأعمال العدوانية دون أي ردع حقيقي من الدول العربية , كما استنكروا ادعاء بيريز الرئيس الإسرائيلي بأن أطفال قطر يحبونه وعبروا عن امتعاضهم من هذا الادعاء وتساءلوا عن الأسباب التي جعلته يقول هذا على شاشة قناة الجزيرة خصوصا أن الطائرات الإسرائيلية كانت في نفس اللحظة تقتل الفلسطينيين وقال عدد كبير منهم بأنهم لا يحبونه.
الطفل عبد الرحمن خالد يقول: أنا لا يمكن لي أن أحب دولة تقوم بقتل الأبرياء، فقد رأينا صور الضحايا على شاشات التلفزيون ولا يمكن لنا أن نحب من يقتل الأطفال وهذا عمل إجرامي , ونريد من اسرائيل وقف هذا العدوان بأسرع وقت , صديقه عمر المطوع يؤيده بالرأي ويقول ويستنكر بلهجة محلية وبتعبير صادق من هذا الشخص الذي يدعي أننا نحبه وهو من يشرف على قتل إخوتنا في فلسطين نحن نقول له بأننا لا نحب القتلة.
الطفل يوسف نبيل فخرو تعجب من هذا القول بقوله: إذا خاطبكم السفهاء منا فقولوا سلاما , ليضيف: إن الإسرائيليين المجرمين من السفهاء ومن الدرجة الأولى وكلنا مع الشعب الفلسطيني الذي يذوق الويلات من الاسرائيليين قلبا وقالبا.
عبد العزيز المطوع يستنكر قيام اسرائيل بقتل الفلسطينيين وهدم البيوت ويبرر عدم محبته لاسرائيل بأنها دولة قامت على حساب الغير حيث هجروا الناس الآمنين من بيوتهم وقاموا بقطع الكثير من الاشجار وأخيرا منعوا المساعدات ومنها المساعدات القطرية من الوصول لأهل غزة وطلب عبد العزيز أن يقوم بإرسال رسالة عبر جريدة الشرق مفادها بأنه يتوجب على اسرائيل ورئيسها أن يقوموا حالا بوقف العدوان على غزة وأنه لا يمكن لأي طفل قطري أن يحب دولة تقوم بقتل الأبرياء والأطفال وتهدم المدارس.
الطفل عبد الرحمن فريد يؤكد: طبعا لا أحب هؤلاء القتلة والمجرمين ولا يمكن لأحد أن يحب من يقتل الأطفال ويهدم المساجد والمدارس و ادعاء الرئيس الاسرائيلي بأننا نحبه هو ادعاء كاذب وغير صحيح فلا يمكن لنا أن نحبه ونطالبه نحن أطفال قطر بأن يتوقف عن قتل الناس في غزة وفي فلسطين.
الطفل عمر فريد وزميله علي السليطي يقولان: نحن لا نعرف عن اسرائيل سوى أنها تقتل الأطفال وتأخذ أراضي الناس وتقطع الأشجار وتهدم المدارس و نحن لا نحب إسرائيل ولا نحب كل رؤسائها لأنهم يسمحون باستمرار القتل.
الطفل سعد عبد السلام وزميله علي عاقل يؤكدان أن إسرائيل دولة إرهابية لأنها تقتل الأطفال والناس في البيوت التي تهدم فوق الرؤوس ويدمرون المدارس ولا يمكن لهما أن يحبان مثل هذه الدولة.
.
|
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوخليفة3
