هذا الفيلم يدور موضوعه حول الزعيم المصري الراحل أنور السادات، القائد الذي أغضب القادة العرب والبلاد العربية بسياسته – غير المرغوب فيها حينئذ – وهي السلام عبر التفاوض مع الإسرائيليين، وقد وصل الأمر إلي اعتباره خائناً لقضايا الأمة العربية والإسلامية.
كتب هذا الفيلم الأستاذ أحمد بهجت ويخرجه محمد خان، ويقوم بدور الزعيم الراحل الفنان أحمد زكي.
وقد قال الدكتور أحمد بهجت "إن العديد ممن اعتبر السادات خائناً قد بدأ في مراجعة وجهة نظرة تلك بهذا الشأن، فلو نظرنا الآن لقضية الشرق الأوسط وعملية السلام للفت النظر كونه هو من بدأ يتخذ هذا الاتجاه من التفاوض، قد كان في حاجة للتأييد والمؤازرة بهذا الشأن، فضلاً عن غيره من شئون سياسته التي لم تكن تلاقي الاستحسان عند الغالبية العظمي خلال حياته. ويردف الأستاذ أحمد بهجت أن بطل الفيلم هو العامل الأساسي في إخراج هذا العمل للنور بحماسه الشديد للفكرة وموضوعها، فلقد كان تجسيد الشخصية أحد أحلامه وهو ما دفعه لبذل الكثير لإنجاز هذا العمل، فلم يكن سهلاً صناعة فيلم لا يقل عن ساعتين وتصويره في إمكانه الحقيقية، سواء أكانت في الميدان أو مواقع الرئاسة أو حتى مواقع الجيش، فقد تطلب ذلك تحويل ضخم وتصريحات رسمية سعى لإنجازها أحمد زكي بكل حماسة وانفعال.
ومما لا شك فيه أن المخرج محمد خان احتاج إلى الرجوع لزوجة الرئيس لإكمال الصورة بجميع جوانبها حول الرئيس الراحل؛ لتضمن حياته الشخصية أيضاً بكل صراحة ودقة، وقد كانت متعاونة لأقصى درجة.
ويردف الدكتور أحمد بهجت لقد شككت أن يصيب أحمد زكي ومحمد خان الجنون لفرط انفعالهما بالفيلم وحماسهما له وعملهما من أجله بشكل يؤدي حقًّا للجنون، كما أضاف أن الفيلم ربما لا يلاقي الاستحسان مع ظهوره قرابة هذا العام، فما زالت الفكرة عن السادات كما كانت، وما زالت رحلته إلى تل أبيب 1977م غير مقبولة حتى الآن من وجهة نظر البعض، كما يلومه الكثير على سياسة الانفتاح الاقتصادي الذي وسَّع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في مصر، إن نوعية الجماهير الذي سيذهب لمشاهدة الفيلم ربما تكون محبة للرئيس الراحل – الذي لم يحزن لاغتياله كثير من الناس، ولم تكن جنازته حزناً شعبيًّا وجماهيريًّا كما كان عبد الناصر – وسيذهبون لمشاهدة ما يطرح عنه. وصياغة الفيلم متوازنة لا تتحامل ولا تحمل أحدًا على قبول آراء السادات وسياساته الخارجية، وإنما تعرض ذلك في توازن تام في وقت تبسطت فيه الاختلافات حول سياساته الخارجية، فالعديد ممن اعترض عليه ينتهج نهجه في التفاوض الآن ويجلس على موائد المفاوضات، مع قليل من الشجب والاعتراض الذي قلَّ عمَّا كان عليه حال عرض السادات لنفس الأمر.
منقول