السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


.


.

.

بعد ان ساد الهدوء المكان وسكنت الحركات

وكأنه هدوء غابة مع شروق فجرها ..

تجمع الناس حول تلك السيارة بعد انقلابها عدة مرات

محاولين اسعاف ذلك الشاب واللذي اخذه طيشه الى الهلاك

علّهم يكونون سبباً في عيشه

فقد كانت سرعته تفوق الجنون

وكأنه برق لُمح اثناء المطر ..

اقتربوا منه ليخرجوه من بين حطام تلك السيارة الفارهه

فقد تبيّن من نوع تلك السيارة انه مدلل في بيته لا يرفض له طلب ..

ولكنها تحولت الى رمااد وتناثرت اجزائها في المكان تحطمت وحطمت جسد الشاب معها

تمكنوا من استخراج جسده الطاهر فما زال دمه دافىء ولكنه توقف عن الحركة بعد توقف قلبه عن النبض

لا حول ولا قوة الا بالله ...

لقد مات الشاب وهو لم يتجاوز العشرين

ليت الناس لم يعرفوا العجلة كي لا يظطروا يوماً الى السرعه

فقد قادت الكثيرين الى حتفهم وهم في زهرة شبابهم

اعاد الناس نظرهم الى السيارة مرة اخرى ليستمعوا الى رنين هاتفه المتنقل

احضروا الجوال ليقرأوا ما كُتب بالشاشة ... ( الوالده يتصل بك )

لم يتجرأ احد من الموجودين بالرد على هذه الام المسكينة واللتي ثكلت ابنها

فقد احس قلب الام بأن مكروهاً ما اصاب ابنها

وهذا الاحساس هو ما يدفعها الى تكرار الاتصالات

علّها ان تتطمن على ابنها وتطمن قلبها اللذي خالجه شعوراً ما بفلذة كبدها ..

استمرت بالاتصال وكل ما تريده ان تستمع الى ابنها وهو يقول (يمه انا طالع .. مشغول .. اكلمك بعدين )

ولم تشعر بأي تردد او يأس واستمرت بتكرار تلك المكالمات

وفي كل مكالمة يزداد نبض قلبها مع الرنين ..

وكانما يدٌ تخنقها وتكتم على صدرها اللذي امتلأ بالخوف ..

واخيراً قام احد الموجودين بعد ان احس بمعاناة تلك الام الضغيفة

بإعطاء الهاتف الى احد ظباط المرور واللذي تواجد في مكان الحادث

نظر الى الشاشة واذ بالام تكرر اتصالها ونبض قلبها يكاد ان يفجر سماعات الهاتف

اطرق الظابط رأسه وتمنى انه لم يولد لكي لا يرى هذا الموقف

وامسك بالهاتف وهو يعلم ان الام لن تتحمل وقع الصدمة عليها

لكن من الواجب عليه ان يخبرها بذلك القدر المحتوم

آلو .. خالة ابنك توفي في حادث

سمع الظابط شهقة الام المسكينة واللتي خرجت من اعماق قلبها

نزلت دمعته بعد ان طال سكوت الام

اخبرها بان هذا قدر الله عليهم ودعا لها بالصبر

ثم اقفل الخط ...

هنا مع اقفال هذا السماعه ستبتدأ معاناة الام المسكينة

هنا ما اقفال هذا الجوال عرفت الام انها لن تستمع الى صوت ابنها بعد اليوم

هنا ما انتهاء المكالمة اذنت عينا الام بابتداء نزيف عيناها بسيل من الدموع

قد عُقد لسانها عن الكلام لم تستطيع حتى سؤال الظابط أين وكيف أأنت متأكد انه ابني ؟؟!!

ربما انها علمت ان قيادة ابنها المتهورة ستقوده يوماً الى مصيبة

وكانت تدعو له بان يحفظه الله وتنصحه عن ذلك

ولكن هذه هي المراهقة وعدم تحمل المسؤولية
.

.


اعانك الله يا ام هذا الشاب ..

واعان كل ام فقدت ابنها في حادث مروري

.

.


كتبت الموضوع من مشهد واقعي اثر فيني أيما تأثير

اتمنى نقله ونشره كي يتعض الناس من هذه السرعه ..!


.

.

ورسالة الى جميع من اخذته العجلة الى الجنون والسرعه

انتبه كي لا يظطر الظابط بالرد على اهلك ومن هم يحملون همك

ويظطر حينها بان يتلفظ بتلك الكلمات

.

.